حنظلة.. أيقونة ناجي العلي التي تحوّلت إلى رمز للفلسطينيين واسماً لسفينة أبحرت نحو غزة
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
سيطر الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، على السفينة حنظلة التي حملت ناشطين من أوروبا حيث كانت تنوي التوجّه إلى غزة قبل أن يتم تحويل مسارها لميناء أسدود بعد سبعة أيام من الإبحار أسوة بسابقتها مادلين. اللافت في هذه الرحلة لناشطين أوروبيين اختيارهم اسم حنظلة لسفينتهم، فما هي قصة هذا الاسم؟ اعلان
كانت السفينة "حنظلة" في طريقها إلى محاولة كسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة وإدخال كمية من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع قبل أن يعترضها الجيش الإسرائيلي ويحتجز أفراد طاقمها، ومنهم نائبتان من حزب "فرنسا الأبية" المعارض لقوانين الهجرة.
تعتبر حنظلة من أشهر الأيقونات الفلسطينية، فقد رسمها ناجي العلي لتجسّد المعاناة الفلسطينية نتيجة التهجير بعد حربي 1948 و1967 التي انتهت بهزيمة العرب ضدّ إسرائيل. لاحقاً، ارتبطت حنظلة بناجي العلي وباتت توقيعاً لرسوماته الكاريكاتورية و"رمزاً للنضال" بعد مقتله.
ظهور حنظلة
حنظلة شخصية كاريكاتورية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي. ظهر للمرة الأولى عام 1969 في جريدة "السياسة" الكويتية. ظلّت شخصية حنظلة مرتبطة برسومات ناجي العلي حيث قدّم من خلالها نقداً لاذعاً للسياسات الأمريكية والإسرائيلي ضد القضية الفلسطينية، لا بل انتقد من خلالها القادة العرب وسياسيين فلسطينيين أيضاً.
يشتق اسم حنظلة من نبات الحنظل الصحراوي المر ويظهر حافي القدمين، بملابس ممزقة وخدوش على رأسه، للدلالة على مرارة حياة الفلسطينيين والصعوبات التي يواجهونها.
وشخصية حنظلة ذي الرأس المدوّر، تقف دائماً وهي تضع يديها خلف ظهرها، كأنها تنظر إلى شيء ما، وعادة ما يكون حنظلة واقفاً أمام الرسومات التي يقدمها ناجي العلي لقراء الصحف.
يقول ناجي العلي في حنظلة: "اسمي: حنظلة، اسم أبي مش ضروري، امي.. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة..نمرة رجلي: ما بعرف لاني دايماًً حافي.. تاريخ الولادة: ولدت في 5 يونيو/ حزيران 1967"، في إشارة إلى حرب سوريا ومصر والأردن مع إسرائيل التي انتهت بالسيطرة على الضفة الغربية وغزة وسيناء ومرتفعات الجولان.
Related ناجي العلي ... رسوم ما زالت حاضرة بعد 32 عاما على اغتياله سفينة "حنظلة" تتحدى الحصار وتقترب من قطاع غزة وسط ترقب إسرائيليبعد 30 عاما.. بريطانيا تبحث عن قاتل ناجي العلي"حنظلة هو أنا"
قال ناجي العلي في مقابلة مع تلفزيون الكويت إن "حنظلة هو أنا"، إذ رأى في حنظلة تعبيراً عن نفسه كفلسطيني خرج من أرضه وظلّ يصارع من أجل حقوقه.
ويقول ناجي العلي: "ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء".
وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي "كتفته بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعا".
من هو ناجي العلي؟
ولد ناجي العلي في قرية الشجرة قضاء الجليل عام 1936. ومع حرب 1948 أصبح ضمن شتات اللاجئين الفلسطينيين مع أسرته التي عاشت في مخيم عين الحلوة في صيدا بجنوب لبنان.
عمّق العلي موهبته على جدران ثكنات الجيش اللبناني وزنازين اعتقاله، التي حلّ فيها أكثر من مرّة بسبب نشاطه السياسي، وهو الذي كان قد بدأ في اكتشاف الرسم التعبيري خلال مجالسته للشاعر عبد الكريم الكرمي في مخيّم عين الحلوة.
لم يكمل ناجي تحصيله العلمي، بسبب اضطراره للعمل من أجل العيش مع عائلته فعمل في قطف الحمضيّات، لكنّه تمكّن من دراسة الميكانيك في إحدى المدارس المهنيّة في مدينة طرابلس اللبنانية.
ظهر ناجي العلي إلى العلن كفنّان، حين اكتشف الأديب والصحفي الفلسطيني غسّان كنفاني موهبته في إحدى جولات الأخير في مخيّم عين الحلوة، فشاهد رسومات ناجي العلي فأخذها ونشر ثلاثة منها في مجلّة الحريّة.
في عام 1963 انتقل الى الكويت وظل يرسم على مدى 11 عاماً حيث بدأ في جريدة الطليعة ثم انتقل إلى جريدة السياسة. وفي عام 1969 ظهرت شخصيته الكاريكاتيرية الأشهر حنظلة للمرة الأولى.
في عام 1974 عاد إلى لبنان وشهد الحرب الأهلية، كما شهد الاجتياح الإسرائيلي للبلاد عام 1982. في فترة عيشه في لبنان، عمل لصحيفة السفير حيث رسم فيها عدّة رسومات لحنظلة.
عاد إلى الكويت للعمل في وظيفة دائمة في جريدة "القبس" الكويتية، وبعدها انتقل إلى لندن ليرسم للطبعة الدولية من الصحيفة.
مقتل ناجي العلي
كان ناجي العلي يتمشى في شارع آيفز في منطقة نايتس بريدج، وسط لندن، متجها إلى مكتب جريدة "القبس" الكويتية، في ظهيرة يوم 22 يوليو/ تموز من عام 1987 حين تلقى عدة رصاصات أصابت إحداها عنقه فيما أصابت أخرى أسفل عينه اليمنى، وغاب عن الوعي واستمر في غيبوبته نحو 37 يوما حتى أُعلنت وفاته رسميا في 29 أغسطس/آب.
ظلّت الجهة التي تقف خلف اغتيال ناجي العلي مجهولة رغم تحقيقات عدة أجرتها الشرطة البريطانية، رغم اتهامات عدة وجهت لإسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنه لم يظهر دليل قاطع يحمّل جهة ما المسؤولية.
دفن ناجي العلي في مقبرة بروكود في لندن وقبره يحمل الرقم 230191، وترك خلفه حنظلة الذي أصبح رمزاً يذكّر الناس بناجي العلي وأفكار ناجي العلي حول القضية الفلسطينية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب روسيا حركة حماس إيران إسرائيل غزة دونالد ترامب روسيا حركة حماس إيران غزة إسرائيل فلسطين إسرائيل غزة دونالد ترامب روسيا حركة حماس إيران أوكرانيا قطاع غزة الصين بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني موسكو ناجی العلی فی
إقرأ أيضاً:
أبو العينين: مصر ترفض التهجير وتتمسك بالحقوق المشروعة للفلسطينيين
أكد النائب محمد أبو العينين، نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية ووكيل مجلس النواب، خلال كلمته في المؤتمر الجماهيري للحزب بمحافظة الجيزة، أن القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية مصر وقضية العصر، مشددًا على أن موقف الدولة المصرية ثابت وواضح في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.
وقال أبو العينين: «مصر قدمت للقضية الفلسطينية أكثر من 120 ألف شهيد، وتحملت خسائر مباشرة وغير مباشرة بمليارات الدولارات، وخاضت حروبًا كلفتها الكثير من أجل نصرة فلسطين، ولا تزال حتى اليوم تتحمل أعباء ضخمة، مثل خسارة قناة السويس التي تقدر بمليار دولار شهريًا نتيجة الحرب».
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان الصوت القوي الذي واجه العالم دفاعًا عن الفلسطينيين، قائلًا: «الرئيس السيسي قالها بوضوح.. لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير القسري، ومصر لم تغلق معبر رفح منذ 7 أكتوبر، لكن إسرائيل هي التي دمرت المعبر من الجانب الفلسطيني».
وتابع أبو العينين: «مصر هي التي وضعت القضية الفلسطينية في أعين العالم وفي مكانها الصحيح، وقالت إنه لا بد من حل الدولتين، والرئيس السيسي تحدث بوضوح أمام العالم، وأثبت أن مصر ميزان القوة في المنطقة، ولولا قوتها لانتهت القضية الفلسطينية وتم تهجير الفلسطينيين».
كما أشار إلى أن جهود مصر أثمرت عن تحريك المجتمع الدولي، مستشهدًا بما قاله ترامب مؤخرًا عن معاناة الفلسطينيين بعد أن كان ينكر وجود مجاعة في غزة، مؤكدًا أن هذا التغيير جاء استجابة لمواقف مصرية قوية.
ووجه أبو العينين التحية القوات المسلحة والمخابرات العامة لدورهم في حماية الأمن القومي المصري ودعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن كل بيت في مصر على استعداد لتقديم الطعام والدواء للشعب الفلسطيني.
ويستهدف مؤتمر الحزب بالجيزة دعم مرشحيه بالمحافظة، وهم: أحمد الحمامصي وحسام سعيد، مرشحي الحزب ضمن "القائمة الوطنية من أجل مصر"، ومحمود علي عبد الله مرجان، مرشح الحزب على المقعد الفردي.