حوار - عهود الجيلانية 

أشاد سعادة الدكتور جان جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان بتطور النظام الصحي العماني، والجهود الحثيثة لتقوية الرعاية الصحية الأولية، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان من الدول السبّاقة في تنفيذ المبادرات الصحية، وأن مستقبل النظام الصحي في عمان يبشر بمزيد من التطور والإنجازات، ما ينعكس على مستوى التعاون المشترك؛ لتحسين توجهاته المستقبلية بالإضافة إلى التركيز على وضع الخطط الاستراتيجية المرتبطة بالاستعداد للأوبئة، والجوائح، والتحول الرقمي، وإعادة هيكلة النظام الصحي بشكله الصحيح، وتقوية الرعاية الصحية الأولية؛ باعتبارها أساسًا لبناء قيادات صحية فاعلة خاصة في قطاع الصحة العامة وهذه من أهم المراحل الاستراتيجية التطويرية الحالية التي تعمل المنظمة على دعمها في سلطنة عمان.

وأوضح: إن عمل منظمة الصحة العالمية يقوم على ثلاثة مستويات: القُطري، والإقليمي، والعالمي... حيث نتّبع في سلطنة عمان نهج إقليم شرق المتوسط، وعند دعمنا للدول الأعضاء نضع دائما أولويات الدولة في المقدمة بما يتوافق مع خطط الصحة العامة ورؤية عمان 2040. ومن هنا تأتي خطط «التعاون القطري» التي تبنى بالشراكة مع الجهات المحلية والإقليمية والدولية.. وما يميز سلطنة عمان هو الالتزام السياسي الواضح من القيادة، والحكومة، ومختلف القطاعات في تطوير النظام الصحي، وهذا الالتزام ينعكس في تعزيز الرعاية الصحية الأولية، والتغطية الصحية الشاملة، وارتفاع نسبة نجاح البرامج الصحية، والخطط الاستراتيجية، وخطط رؤية عمان 2040، وتأهيل القيادات بكافة مستوياتها، والاستعداد لكافة مخاطر الصحة العامة، والعمل على توسيع نطاق الوحدات الصحية، إضافةً إلى التوجه نحو اللامركزية الصحية، ومنح صلاحيات أكبر للمحافظات، كما أن التعاون مع الولاة ساهم في توسيع برامج الصحة العامة، ومن أبرزها برنامج «المدن والقرى الصحية» التي تعد من النجاحات المهمة التي حققتها سلطنة عمان، حيث ارتفع العدد إلى 12 مدينة صحية تم الإعلان عن 8 مدن منها، والبقية سيتم الإعلان عنها قريبا.

التوجهات المستقبلية

وحول أبرز الاستراتيجيات والتوجهات المستقبلية التي تخطط لها المنظمة؛ لتحسين الصحة العامة في سلطنة عمان، أكد على أن عمان من الدول السبّاقة في وضع المبادرات الصحية، وتنفيذها خصوصًا فيما يتعلق بالاستعداد للأوبئة، والجوائح، والتحول الرقمي مثل: العلاج الافتراضي، وإعادة هيكلة النظام الصحي بشكله الصحيح، وتقوية الرعاية الصحية الأولية؛ باعتبارها أساسًا لبناء قيادات صحية فاعلة خاصة في قطاع الصحة العامة، وهذه من أهم المراحل الاستراتيجية التطويرية الحالية التي تعمل المنظمة على دعمها في سلطنة عمان.

الصحة للجميع

وأضاف: شهدنا خلال جائحة كوفيد19 نموذجا مميزا في إدارة الأزمة عبر لجنة عليا متعددة القطاعات، وإشراك كافة السياسات في مواجهة الجائحة مما أسهم في إنقاذ أرواح المواطنين والمقيمين، هذا النهج التشاركي يعكس استراتيجية «الصحة للجميع» التي تتبناها سلطنة عمان بالتعاون مع المنظمة، وهذا ما نطلق عليه استراتيجيات متعددة القطاعات وإشراك كافة شرائح المجتمع في التنمية الصحية على كافة المستويات الصحية والاقتصادية والبيئية وغيرها.

ومن استراتيجيات المنظمة والتي اعتمدتها سلطنة عمان الشفافية في التعاطي مع المعلومات وتوفير البيانات الصحيحة؛ ففي أغلب حالات التعاطي مع الحوادث الصحية العامة نواجه مشكلة الشائعات التي يجب التصدي لها خاصة مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة تداول المعلومات لتعزيز الصحة العامة على مستوى المجتمع..

كما نفــــخر بأن أطلق على سلطنة عمان «أرض المبادرات الصحية» من خلال مشاريع رائدة مثل مبادرة «الصحة من أجل السلام» بالشراكة مع الحكومة السويـــسرية وهي من الاستراتيجيات التي اعتمدتها سلطنة عمان بنظرة شاملة لتقدم الكثير من الدعم لتعزيز الصحة العامة إقليميا ودوليا.

وأوضح سعادته: تبذل المنظمة جهودا في تعزيز مواقف سلطنة عمان على مستوى الصحة العامة، والتي هي دائما في تطور ومكانة متقدمة مقارنة بدول إقليم شرق المتوسط مثل التقدم المسجل للنظام الصحي في تطبيق اللوائح الصحية، والمشاركة الفاعلة في اللجان الصحية الإقليمية والعالمية.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل على دعم الدول الأعضاء من خلال استجلاب الخبراء وتوفير الدلائل الإرشادية والمعايير الدولية وتحسين المؤشرات الصحية وتنفيذ برامج الصحة العامة مقارنة مع دول العالم، وقد استطاعت سلطنة عمان أن تحسن من مؤشرات صحة ووفيات الأمهات.

برامج وطنية

وفيما يتعلق ببرامج مكافحة الأمراض غير السارية المزمنة في سلطنة عمان، ذكر سعادته: تعمل سلطنة عمان على أن يكون عام 2026م عاما للأمراض غير السارية مع التركيز على التشخيص المبكر والعلاج والوقاية ونشر الوعي المجتمعي بأهمية أنماط الحياة الصحية. وتعمل وزارة الصحة مع مختلف القطاعات من خلال «اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية» التي تضم جهات متعددة وتستعرض مواضيع عدة على مستوى واسع والتخطيط بشكل مدروس للتخفيف من عبء الأمراض على كاهل المواطن والدولة وهو ما يشكل نقلة نوعية في التعامل مع هذا الملف.

وسلطنة عمان انتقلت من مرحلة اللون البرتقالي إلى اللون الأخضر بتأسيس هذه اللجنة على مستوى عالٍ ومتعدد القطاعات تضم جميع القطاعات بما فيها المالية وهذا من أهم الجوانب التطويرية في مكافحة الأمراض غير السارية.

كما تدعم المنظمة جهود سلطنة عمان عبر توفير الأدلة الإرشادية والمعايير الدولية واستقدام الخبراء ومراجعة البرامج الوطنية إلى جانب تعزيز التثقيف الصحي في المدارس والجامعات بما يسهم في بناء أجيال أكثر وعيا وصحة.

مستويات متقدمة

وحول كيفية تعامل منظمة الصحة العالمية مع التغيرات السريعة، مثل ظهور فيروسات جديدة، أوضح أن الفيروسات بطبيعتها تتغير باستمرار، مثل ما حدث في جائحة كوفيد19 وسارس وH1N1 والإيبولا، ولدعم الدول لا بد من وجود أنظمة ترصُّد قوية للكشف المبكر والاستجابة السريعة، وتمتلك سلطنة عمان مختبرا وطنيا للصحة العامة يتم تطويره حاليا للوصول إلى مستويات متقدمة وتوفير أعلى مستوى من الحماية البيولوجية وبتطوره ستصل إلى المستوى الثالث بما يعزز القدرة على مواجهة أي وباء جديد، إلى جانب أهمية الربط المستمر مع مراكز الطوارئ في سلطنة عمان كحلقة مترابطة مع كافة القطاعات للاستجابة السريعة وهذا ما تعمل عليه المنظمة مع الدول الأعضاء.

كما أثبتت سلطنة عمان جاهزيتها من خلال التعامل مع جائحة كوفيد19، حيث تمكنت خلال أقل من ثلاثة أسابيع من تغطية 68% من السكان باللقاح، وهو إنجاز استثنائي في طريقة توفير اللقاح الآمن ومواجهة تدريجية وفعالة في حماية أفراد المجتمع ما مكنها من الحد من انتشار الفيروس، والدول التي لا تملك أنظمة رعاية صحية أولية قوية تعجز عن مواجهة الأزمات.

تحديات التغطية الشاملة

وحول التحديات التي تواجه سلطنة عمان، أوضح سعادة الدكتور جبور بأن من التحديات الرئيسية ضمان تغطية شاملة لكافة شرائح المجتمع عبر تعزيز مراكز الرعاية الصحية الأولية حيث عملت السلطنة بجهد كبير على زيادة عدد المراكز الصحية وتحسين نسبة التغطية وتقديم الخدمة، وكذلك تعزيز التكامل والتناغم بين القطاعات الأخرى خصوصا في الجانب المالي حيث لا يمكن تنفيذ البرامج الصحية من دون دعم كاف.

بالإضافة إلى الدبلوماسية الصحية والاهتمام بها ودور وزارة الصحة، وإشراك المجتمع يعد من أبرز التحديات إذ لا يمكن تعزيز الصحة العامة دون وعي وتعاون أفراد المجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرعایة الصحیة الأولیة منظمة الصحة العالمیة فی سلطنة عمان الصحة العامة النظام الصحی على مستوى من خلال

إقرأ أيضاً:

الرئيس عون اختتم زيارته الى سلطنة عمان وعاد الى بيروت

عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى بيروت عند الثالثة عصر اليوم، برفقة الوفد اللبناني الرسمي، مختتماً زيارته الرسمية الى سلطنة عمان التي استمرت ليومين، وعقد خلالها خلوتين مع السلطان هيثم بن طارق.
وكان في وداعه في المطار السلطاني الخاص نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدّفاع السّيد شهاب بن طارق آل سعيد، وعدد من المسؤولين في السلطنة.
وبعث الرئيس عون الى السلطان هيثم بن طارق، برقية شكر وتقدير لدى مغادرته الأجواء العمانية، جاء فيها:
"إذ أغادر أرض عمان الطيبة، يطيب لي أن أتقدم إلى جلالتكم بأسمى آيات الشكر والتقدير على كرم الضيافة والاستقبال الحافل الذي حظيت به خلال زيارتي لسلطنة عمان العزيزة.
لقد كانت هذه الزيارة فرصة ثمينة لتعزيز أواصر الأخوة والصداقة التاريخية الراسخة بين بلدينا الشقيقين، ولبحث سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعبينا الصديقين.
إن اللقاءات والمحادثات التي أجريناها كانت بنّاءة ومثمرة، وقد لمست فيها حرص جلالتكم الكريم على دعم العلاقات الأخوية بين بلدينا وتعزيز التعاون المشترك.
كما أعرب عن بالغ امتناني للشعب العماني الكريم على ما أبداه من حفاوة وترحاب، مما يعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمع شعبينا.
أدعو الله العلي القدير أن يحفظ جلالتكم ويديم عليكم الصحة والعافية، وأن يوفقكم لما فيه خير وازدهار سلطنة عمان وشعبها الكريم.
تقبلوا جلالة السلطان فائق الاحترام والتقدير".
المتحف الوطني
وفي اليوم الثاني والأخير من الزيارة، زار الرئيس عون والوفد المرافق، المتحف الوطني، حيث جال في ارجائه، واستمع من الأمين العام للمتحف جمال بن حسن الموسوي، إلى شرح عن التحف الموجودة، والقاعات التي تُبرز جوانب مهمّةً من تاريخ وحضارة السلطنة، مبتدئاً بقاعة التاريخ البحري، حيث تعرّف على مجسم لسفينة "بغلة مسقط" المسلحة، التي تُعد أكبر سفينة بحرية تجارية وناقلة في الخليج العربي وأكثر السفن العربية زخرفة، ومنها الى قاعة أرض اللبان التي تضم المباخر العمانية والأرمينية المُعارة من متحف التاريخ في أرمينيا تبرز مكانة اللبان ورمزيته في الثقافة الأرمينية، كما عاين قاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة التي تضم أقدم مبخرة يعود تاريخها إلى قرابة ألفي عام قبل الميلاد، وهي من روائع حضارة ماجان، أول حضارة عرفتها عمان.
كما اطلع الرئيس عون على الطبعة الثانية من الإنجيل التي تعود إلى عام 1960م، من قبل المطبعة البولسية ببلدة حِرِيصَا اللبنانية، المُهداة إلى السلطان الراحل قابوس بن سعيد من قِبل البطريرك السابق للروم الملكيين الكاثوليك "غريغوريوس الثالث" بمناسبة زيارته إلى سلطنة عُمان في العام 2006.
وجال الرئيس عون في قاعة عمان والعالم، وركن السلطان الراخل قابوس، وقاعة الأرض والإنسان واطلع على مجموعة من المقتنيات والوثائق التي تُجسد عمق العلاقات التاريخية بين السلطنة ولبنان.
وفي ختام الزيارة، دوّن الرئيس عون كلمة في سجل كبار الزوار، جاء فيها:
"إن زيارتي اليوم للمتحف الوطني في مسقط، تأخذني في رحلة إلى تاريخ هذا البلد الشقيق، وآثاره الضاربة في التاريخ والتراث والحضارة.
لقد وجدت في هذا المكان نموذجاً رفيعاً للعناية بالتراث وصونه. فبين أجنحته تتجلى حضارة متميزة سطّرها العُمانيون عبر البحر والصحراء والجبال، وقدّموا من خلالها إسهامات رائدة في التجارة والمعرفة والتواصل بين الأمم.
إن هذا المتحف لا يحفظ الذاكرة فحسب، بل يفتح نافذة واسعة على المستقبل، عبر ما يعرضه من تنوع ثقافي ورؤية حداثية تُظهر احترام عُمان لتاريخها وتمسّكها بقيم الانفتاح والحوار."
دار الاوبرا
ثم زار الرئيس عون دار الأوبرا السُّلطانية، واستمع إلى موجز عن أقسامها ومرافقها وطبيعة العروض التي تقدّمها ومواسمها وبرنامجها على مدار العام، إضافة إلى التجهيزات التي تضمّنتها، حيث تُعدّ من أحدث المعدات المستخدمة في مجال العروض الموسيقية العالميّة. وحضر الرئيس عون عرضا موسيقيا، أعد خصيصا ترحيبا بزيارته.
ودوّن في السجل العبارة التالية:
" في  أول دار أوبرا في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية، تتجسد رؤية مضيئة للنهضة العُمانية الحديثة.
إن دار الأوبرا، والتي هي تحفة معمارية فريدة، ليست مجرد معلم فني رائد، بل هي جسر حضاري يجمع الشرق والغرب، ويعكس ريادة السلطنة في احتضان الفنون الرفيعة وتعزيز الحوار الإنساني عبر الثقافة والموسيقى.
أغادر هذا المكان وأنا أحمل أطيب الانطباعات عن عظمة ما وصلت إليه عُمان في مجالات الفن والثقافة، وعن الجهود المباركة التي جعلت من دار الأوبرا في مسقط منارة إشعاع حضاري في المنطقة."
وتعتبر دار الأوبرا السلطانية في مسقط مؤسسة رائدة في مجال الفن والثقافة في السلطنة. وتكمن رؤيتها في أن تكون مركزاً للتميز في التواصل الحضاري والثقافي ومجالات الفنون الراقية مع مختلف دول العالم، بهدف إثراء الحياة ببرامج فنية وثقافية وتعليمية.
وقد تم إنشاؤها في عام 2011م، وذلك بهدف إعادة إحياء العديد من الفنون، وتتميز طريقة بنائها بمزجها بين العمارة الإسلامية والإيطالية، علاوة على وجود عدد من الحدائق الجميلة المحيطة بها. وهي توفر مساحة كبيرة للثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وانعكاساتها، كما أنها تلهم جمهورها وتغذي إبداعاتهم من خلال البرامج المبتكرة التي تعزّز الحراك الثقافي، وتُطلق العنان للمواهب. 
جامع السلطان قابوس الاكبر
وانتقل الرئيس عون بعدها الى جامع السّلطان قابوس الأكبر، واستمع والوفد المرافق له خلال الزيارة، من مساعد الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم داود الكيومي، إلى إيجاز عن تاريخ بناء الجامع، وتعرّف على مختلف التصاميم المعمارية العُمانية والإسلامية التي بُني وفقها.
وكانت له في السجل الخاص بالجامع الكلمة التالية:
" يرسِّخ  جامع السلطان قابوس، أصالة الروح العُمانية والقيم المبنية على الاعتدال والتسامح.
أن أكون اليوم هنا، في هذا الصرح الديني البهي، فهي مناسبة لأشهد على فن معماري مبدع، وروحانية جميلة، ورؤية حضارية رفيعة وضع أسسها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، ورسّختها القيادة الحكيمة للسلطنة.
أسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد الطيّبة الأمن والإيمان والرخاء، وأن يبقى جامع السلطان قابوس منارة هدى وعلم وتسامح للأجيال القادمة."
ويقع الجامع في ولاية بوشر، وهو الجامع الأكبر في السلطنة، واستغرق بناؤه ست سنوات. جرى افتتاحه في العام 2001،  ويتسع إلى أكثر من 6500 مصلي، علاوة على احتوائه على مكتبة ضخمة تضم حوالي 20 ألف مجلد في مختلف العلوم، والثقافات سواء الإسلامية أو الإنسانية، إضافةً إلى احتوائه على 12 قاعة للفنون المختلفة، وخصوصاً الإسلامية، والتراثية."
تصريح الرئيس عون
وكان الرئيس عون، قد أدلى قبل مغادرته بتصريح لوكالة الأنباء العمانية أكّد فيه إن زيارته إلى سلطنة عُمان ولقاءه بالسُّلطان هيثم بن طارق، سيدفعان بمستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري ويهيئان الاستثمارات وتيسير التبادل التجاري.
كما أكد على عمق العلاقات التاريخيّة العُمانية اللبنانية، وسعي البلدين للمضي قدمًا لتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات بما يعود عليهما وعلى شعبيهما الشقيقين بالنفع.
وأوضّح الرئيس عون أن سلطنة عُمان ولبنان يتطلّعان إلى تحقيق شراكة استراتيجية مبنيّة على المصالح المشتركة، وعلى رأسها تعزيز الشراكات في قطاعات التجارة والتجزئة، والتشييد، والصناعة التحويلية، والنقل، والخدمات الغذائية، والذكاء الاصطناعي والتعليم والزراعة والخدمات والرعاية الصحية وتفعيل الترانزيت بين البلدين، ويُستدلُّ على ذلك من الأرقام التي سُجِّلت أخيرًا؛ حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ولبنان خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 29.4 بالمائة كما بلغ عدد الشركات اللبنانية المسجلة في سلطنة عُمان أكثر من 1035 شركة حتى سبتمبر 2025، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية في المجالات التّجارية والزّراعية والصحّية والثقافية.
وأشاد رئيس الجمهورية بدور سلطنة عُمان الدّبلوماسي المشهود له، مؤكدًا أن لبنان يثمن الدور الرائد القائم على السياسة المتوازنة التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف مما مكّنها من القيام بوساطات محورية لحلّ النّزاعات والتوتر في المنطقة، مضيفًا أن بلاده حريصة على إعادة العلاقات مع الدول العربية بما في ذلك تعزيز التواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الرئيس عون أنه يعمل على تغليب لغة الحوار، وأنه أطلق دعوة لنبذ الحروب وإطلاق الحوار والتفاوض باعتباره حلًّا للمسائل العالقة، مُعربًا عن أمله في فتح صفحة جديدة في المنطقة تقوم على السلام العادل والشامل، وفقًا لمبادرة السّلام العربية التي أُقرّت في بيروت عام 2002.
لقاءات الوفد الوزاري المرافق
وأجرى الوفد الوزاري الرسمي المرافق للرئيس عون، عدداً من اللقاءات في خلال الزيارة.


الوزير رجي
فالتقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وزير خارجية سلطنة عُمان السيد بدر البوسعيدي، حيث تم البحث في  العلاقات الثنائية والأوضاع والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة. 
وأشار الوزير رجي إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، مؤكدا ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية والإفراج عن المعتقلين، وشدّد على أهمية حصر السلاح بيد الدولة وبسط سيادتها على كامل أراضيها وتنفيذ القرارات الدولية ، لافتا إلى أن الحلّ يجب أن يكون دبلوماسياً لأن السلاح لم يحقق الحماية المطلوبة للبنان.
بدوره أبدى الوزير العُماني تأييده لكل ما تتخذه الحكومة اللبنانية من خطوات لبسط سيادتها واسترجاع قرارها الوطني.
وتم البحث في جملة من الملفات التي من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين. وجرى التشديد على إعطاء دفع جديد للتعاون الاقتصادي، وتفعيل الخط المباشر للطيران بين لبنان والسلطنة، بما ينعكس إيجابا على حركة النقل الجوي، ولا سيما عبر “طيران السلام”، في وقت تستعد فيه شركة “الطيران العُماني” لإطلاق رحلات إلى بيروت.
كذلك تناول البحث موضوع التوأمة بين مدينتَي صور العُمانية  وصور اللبنانية، إضافة إلى التعاون في المجال اللوجستي وربط الموانئ البحرية بين البلدين، وتعزيز التعاون السياحي على قاعدة الاستثمارات المتبادلة. وتم التطرّق  إلى التعاون في مجال الطاقة المتجددة والقطاع الصحي، نظرا إلى خبرة لبنان في هذا المجال وإمكانية الاستفادة منها.
واتفق الجانبان على تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، على أن تعقد اجتماعها في الأشهر المقبلة، مع العمل على إعداد مشاريع اتفاقيات ليتم توقيعها خلال انعقاد اللجنة. كما جرى البحث في تنشيط عمل مجلس رجال الأعمال اللبناني–العُماني وأهمية إشراك القطاع الخاص في مسار التعاون الاقتصادي.
الوزير حجار
وعقد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعا ثنائيا مع نظيره العُماني حمود بن فيصل البوسعيدي، في قصر العلم في مسقط.
وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين الوزارتين، حيث شدّد الجانبان على "أهمية تعزيز أطر التعاون المشترك، لا سيما في مجالات الأمن والشُرطة، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يواكب التحديات ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين".
كما تم التطرق إلى آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، والجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية لترسيخ الأمن والاستقرار. 
ونوّه الوزير الحجار ب"دور سلطنة عُمان الفاعل في دعم الاستقرار والحوار على مستوى المنطقة"، مشيداً ب"العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين"
الوزير منسى
وأيضا ضمن اللقاءات التي عقدها الوزراء الذين رافقوا الرئيس عون في زيارته الرسمية إلى عمان، التقى وزير الدفاع اللواء ميشال منسى نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع السيد شهاب بن طارق آل سعيد في قصر العلم العامر.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الأخوية الطيبة التي تربط سلطنة عمان بلبنان، إلى جانب بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومجالات التعاون العسكري القائم بين وزارتي الدفاع للبلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.
الوزير هاني
كما التقى وزير الزراعة الدكتور نزار هاني،  وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه العماني الدكتور سعود بن حمود الحبسي وبحث معه أوجه التعاون بين البلدين في مجالات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه والأمن الغذائي.
الوزير ناصر الدين
والتقى كذلك وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، نظيره العماني الدكتور هلال بن علي السبتي، وعرض معه آفاق التعاون الصحي وتبادل الخبرات بين البلدين. 
كما جرى في خلال اللقاء بحث التوأمة مع احد المستشفيات الحكومية، والتبادل في الصناعات الدوائية، و تبادل الخبرات في مجال ادارة الكوارث والأزمات ، والاستفادة من الخبرة العمانية في مجال الرقمنة الصحية.
  مواضيع ذات صلة عون غادر الى سلطنة عمان في زيارة تستمر يومين Lebanon 24 عون غادر الى سلطنة عمان في زيارة تستمر يومين 10/12/2025 16:44:25 10/12/2025 16:44:25 Lebanon 24 Lebanon 24 عون إلى سلطنة عمان اليوم وزيارة قائد الجيش إلى واشنطن قيد الإحياء Lebanon 24 عون إلى سلطنة عمان اليوم وزيارة قائد الجيش إلى واشنطن قيد الإحياء 10/12/2025 16:44:25 10/12/2025 16:44:25 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون وصل إلى سلطنة عمان: نتطلع لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات Lebanon 24 الرئيس عون وصل إلى سلطنة عمان: نتطلع لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات 10/12/2025 16:44:25 10/12/2025 16:44:25 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون يزور سلطنة عُمان الثلاثاء والأربعاء المقبلين Lebanon 24 الرئيس عون يزور سلطنة عُمان الثلاثاء والأربعاء المقبلين 10/12/2025 16:44:25 10/12/2025 16:44:25 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الخارجية الأمين العام وزير الدفاع الإسرائيلية الإسرائيلي اللبنانية المستقبل الجمهوري قد يعجبك أيضاً غابرييل من معراب: تعزيز العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة ضرورة عاجلة Lebanon 24 غابرييل من معراب: تعزيز العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة ضرورة عاجلة 09:30 | 2025-12-10 10/12/2025 09:30:01 Lebanon 24 Lebanon 24 لهدايا متميّزة وفريدة في الأعياد.. هذه الطريقة تساعدك على اختيارها Lebanon 24 لهدايا متميّزة وفريدة في الأعياد.. هذه الطريقة تساعدك على اختيارها 09:30 | 2025-12-10 10/12/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "الأشغال" تنفي التعديات على الأملاك البحرية Lebanon 24 "الأشغال" تنفي التعديات على الأملاك البحرية 09:21 | 2025-12-10 10/12/2025 09:21:51 Lebanon 24 Lebanon 24 لجنة المال أقرت موازنات مجالس وهيئات مع بعض التعديلات Lebanon 24 لجنة المال أقرت موازنات مجالس وهيئات مع بعض التعديلات 09:13 | 2025-12-10 10/12/2025 09:13:15 Lebanon 24 Lebanon 24 الجنوب قبل مرحلة "اليونيفيل" وبعدها؟ Lebanon 24 الجنوب قبل مرحلة "اليونيفيل" وبعدها؟ 09:00 | 2025-12-10 10/12/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة إليكم هوية الجثة التي عثر عليها في عمشيت Lebanon 24 إليكم هوية الجثة التي عثر عليها في عمشيت 12:57 | 2025-12-09 09/12/2025 12:57:47 Lebanon 24 Lebanon 24 تفاصيل جديدة عن "أنفاق الحزب".. معهد إسرائيلي يعلنها Lebanon 24 تفاصيل جديدة عن "أنفاق الحزب".. معهد إسرائيلي يعلنها 12:00 | 2025-12-09 09/12/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 موقع أميركي: سلاح "حزب الله".. اختبار الحكومة اللبنانية الهشة Lebanon 24 موقع أميركي: سلاح "حزب الله".. اختبار الحكومة اللبنانية الهشة 10:30 | 2025-12-09 09/12/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاوضات تحت الضغط… لبنان على خطّ الاختبار الاميركي Lebanon 24 مفاوضات تحت الضغط… لبنان على خطّ الاختبار الاميركي 11:00 | 2025-12-09 09/12/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تأجيل الانتخابات مطروح.. والمسار "ليس سهلا" Lebanon 24 تأجيل الانتخابات مطروح.. والمسار "ليس سهلا" 10:00 | 2025-12-09 09/12/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 09:30 | 2025-12-10 غابرييل من معراب: تعزيز العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة ضرورة عاجلة 09:30 | 2025-12-10 لهدايا متميّزة وفريدة في الأعياد.. هذه الطريقة تساعدك على اختيارها 09:21 | 2025-12-10 "الأشغال" تنفي التعديات على الأملاك البحرية 09:13 | 2025-12-10 لجنة المال أقرت موازنات مجالس وهيئات مع بعض التعديلات 09:00 | 2025-12-10 الجنوب قبل مرحلة "اليونيفيل" وبعدها؟ 08:57 | 2025-12-10 جلسة لمجلس الوزراء... وهذا جدول أعمالها (صور) فيديو محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 10/12/2025 16:44:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 10/12/2025 16:44:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 10/12/2025 16:44:25 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: وفاة 1092 مريضًا بغزة جراء تأخر الإجلاء الطبي
  • الصحة العالمية: قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية
  • الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
  • وزير المالية: لدينا مبادرات جيدة لدعم القطاعات الإنتاجية والتصديرية ومنفتحون على أي أفكار تعزز تنافسية اقتصادنا
  • وزير المالية في معرض «فود أفريكا»: مبادرات جيدة لدعم القطاعات الإنتاجية والتصديرية
  • «أسبوع أبوظبي المالي».. مبادرات وشراكات عالمية ترسم مستقبل الابتكار المالي
  • «العلوم الصحية» تدعو أعضاءها للمشاركة في مؤتمر الأشعة بوزارة الصحة..
  • تحذير خطير | الصحة العالمية: ارتفاع ملحوظ في نشاط الإنفلونزا الموسمية
  • توقيع مذكرة تعاون بين مدينة عبري الصحية والصحة العالمية
  • الرئيس عون اختتم زيارته الى سلطنة عمان وعاد الى بيروت