العُمانية- تعد قرية العين بولاية الجبل الأخضر في محافظة الداخلية وجهة سياحية مميزة للكثير من زوّار الولاية، لما تتميز به من مناخ معتدل صيفًا وشديد البرودة شتاءً، وغناها بالمعالم التاريخية والثقافية، وتنوع محاصيلها الزراعية كالورد، والرمان، والعنب، وغيرها الكثير، والتي تتوزع في مدرجات تجسّد الطبيعة الزراعية العُمانية.

كما أن تمازج التضاريس الجبلية والمناظر الطبيعية والمزارع في القرية جعلها وجهة مفضلة لمحبي الطبيعة، وعشاق التصوير، وممارسة رياضة المشي عبر العديد من الطرق القديمة التي ترتبط بها مع قرى ولاية الجبل الأخضر بقرى محافظة الداخلية، وعدد من قرى ولايات محافظة جنوب الباطنة.

وقال المهندس يحيى بن ناصر بن سيف الريامي، أحد أهالي قرية العين بولاية الجبل الأخضر: تعد قرية العين من القرى القديمة في ولاية الجبل الأخضر، والتي يعود تاريخها إلى مئات السنين، وهي ذات أهمية كبيرة في الولاية؛ حيث إنها تتوسط الولاية، وكذلك لموقعها المتميز، وتربض على كتلة من صخور الترافثين، التي تُعرف بغزارة المياه فيها منذ العصور القديمة، وأكسبتها إطلالة جميلة على ثلاث قرى من قرى الولاية، وهي: العقر، والشريجة، والقشع.

مشيرًا إلى أن تسمية القرية بهذا الاسم يعود إلى وجود مصادر ينابيع المياه في القرية، حيث تنبع منها ثلاثة أفلاج، وهي: فلج الأعور، الذي يروي مزارع قرى العين والعقر والقشع، وفلج القنتي، الذي يروي مزارع قرية العين، وفلج أبو كبير، الذي يروي مزارع قرية الشريجة وجزءًا من مزارع قرية العين، بالإضافة إلى وجود بعض العيون المائية مثل "عين العيينة".

وأوضح أن قرية العين تشتهر بعدد من المعالم التاريخية والثقافية والدينية، ومنها الموقع المسمى "القلعة"، ويطل على القرية من جهة الشمال، ويعد من أقدم البيوت السكنية التي سكنها أولًا الفُرس. كما أن هندسة شق الأفلاج عبر قنوات تحت الأرض هي تحفة تاريخية بحد ذاتها، ومنازل القرية - خاصة القديمة - شاهد على عمق التاريخ الذي تزخر به القرية. وبجانب ذلك، فإن الجانب الثقافي، والذي هو العامل الأساسي في ترسيخ تاريخ القرية وتناقله عبر الأجيال، يتجلى من خلال مدرسة القرآن الكريم وعلوم الدين، وتخصيص مجموعة من الكتب الدينية والثقافية والعلمية وشتى العلوم الأخرى كوقف عام للقرية، وتحديد مساحة من مزارع القرية لتكون ريعًا في خدمة الكتب الموقوفة. أما من الناحية الدينية، فالمساجد القديمة هي شاهد عيان منذ القدم على اهتمام الأهالي بهذا الجانب، حيث يوجد في القرية أربعة مساجد، وهي: المسجد الأعلى، ومسجد النارنجة، ومسجد الخشبتين، ومسجد القنتي.

وبيّن المهندس يحيى بن ناصر الريامي أن الموقع الجغرافي لقرية العين، والذي يتوسط قرى ولاية الجبل الأخضر، أوجد شبكة من طرق المشاة، التي كانت هي الشريان الوحيد الذي ينتقل عبره أهالي القرية في جميع الاتجاهات؛ فمن أراد الذهاب إلى ولاية نزوى، يسلك الطريق الرابط بين القرية وقرى سيق ووادي بني حبيب، ومن ثم إلى ولاية نزوى. ومن أراد الذهاب إلى بركة الموز، يسلك الطريق الرابط بين القرية وقرى الشريجة وسلوت ومصيرة الرواجح. أما الراغب في الذهاب إلى ولاية إزكي، فيسلك الطريق الرابط بين القرية وقرى العقر وحيل اليمن، وأما المتجه إلى ولاية سمائل، فيسلك الطريق الرابط بين القرية وقرية المناخر. وأما الذي وجهته إلى ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة، فيسلك الطريق الرابط بين القرية وقرى حيل المسبت، ثم إلى قرى العلياء أو مسفاة الشريقيين أو الهجار أو ثقب بوادي بني خروص بولاية العوابي.

وقد كانت هذه الطرق لها اهتمام كبير من أهالي ولاية الجبل الأخضر، حيث إنها كانت الشريان الوحيد الذي يتم التنقل عبره للولايات الأخرى لقضاء مصالحهم، وبالتالي كان الاهتمام بها كبيرًا جدًا من خلال صيانتها وإصلاحها في حال تأثرها بالأمطار وخلافه. وبعد شق طريق السيارات في عهد المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - من بركة الموز إلى ولاية الجبل الأخضر، أصبحت طرق المشاة غير مستخدمة بشكل كبير، ولكن تقتصر في الوقت الحالي على هواة المشي والمغامرات، وتلقى تلك الطرق اهتمامًا من قبل الجهات المختصة لجعلها سالكة، حيث إنها أصبحت تشكل جانبًا سياحيًّا وتراثيًّا، وأسهمت بشكل كبير في التعرف على الحضارات السابقة التي سلكت تلك الطرق، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا كبيرة لتطوير سياحة المغامرات من قبل الجهات المختصة في قرى ولاية الجبل الأخضر.

وأكد المهندس يحيى الريامي أن قرية العين تحيط بها البساتين الزراعية من جميع الجهات كسوار على المعصم، حيث توجد بها جميع أنواع المحاصيل الزراعية، والتي تنتشر كذلك في سائر قرى الولاية، كأشجار الفاكهة متساقطة الأوراق (الرمان، والخوخ، والمشمش، والجوز، والعنب، وغيرها)، ومحاصيل الخضر كالثوم والبصل، ومحاصيل الأعلاف. كما أنها تتميز بزراعة أشجار الورد، والذي يعد مصدر دخل للأهالي بعد محصول الرمان، حيث إن أغلب الأهالي يعملون في مهنة تقطير ماء الورد، وقد أكسب القرية أهمية كبيرة وسمعة طيبة على مستوى الولاية، وحتى على مستوى سلطنة عُمان، وبالتالي فإن هذا النشاط من المؤمل أن يكون عامل جذب لزيارة القرية أثناء موسم حصاد الورد.

وقال: من الملاحظ وجود زائرين للقرية طوال فترة العام، حيث إنها ذات جذب سياحي، وذلك للمقومات التي تتمتع بها، ولو أن أعداد الزائرين تختلف من فترة إلى أخرى، حيث تكون فترة ذروة الزوار في مواسم الأعياد والعطلات الرسمية، وفي مواسم جني وتقطير ماء الورد، وحصاد الرمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ولایة الجبل الأخضر قریة العین إلى ولایة حیث إنها

إقرأ أيضاً:

بالصور.. 14 وجهة عالمية ساحرة

ترجمة: أحمد عاطف 

مع انطلاق موسم الصيف، يبدأ عشاق السفر باختيار وجهات سياحية عالمية تضفي على الرحلة طابعاً ساحراً. وتحظى دول عديدة بوجهات خلابة تتصدر قوائم الترشيحات، لما تتمتع به من مناظر طبيعية وخدمات راقية وتجارب لا تُنسى.

المالديف
تُعد جزر المالديف من أبرز الوجهات المفضلة، وهي دولة أرخبيلية تضم أكثر من 1000 جزيرة مرجانية تتناثر فوق مياه المحيط الهندي الفيروزية. وتشتهر بمنتجعاتها الفاخرة المقامة فوق المياه، وشواطئها ذات الرمال البيضاء الناعمة، إلى جانب مياهها الصافية التي تمنح الشعور بالسكينة، وتوفر لزوارها تجارب غوص استثنائية، ورحلات بحرية عند الغروب، وعشاءً خاصاً على الشاطئ تحت ضوء النجوم، ويُعد مناخها الاستوائي المعتدل على مدار العام من أبرز عوامل جذب السياح.

بروفانس 
تقع بروفانس في جنوب فرنسا، وتُعرف بمناظرها الطبيعية الخلابة وحقول الخزامى البنفسجية التي تتفتح بين شهري يونيو وأغسطس، مما يمنحها سحراً بصرياً لا يُقاوم.  وتشتهر المنطقة بقرى ريفية رائعة مثل «غورد» و«سينك أوتير»، وتُعد خياراً مثالياً لمحبي الطابع الأوروبي الكلاسيكي، ويمكن لزوارها التجول في الأسواق التقليدية، وتذوق الأطباق الفرنسية الريفية، والاستمتاع بأجواء هادئة.

جزيرة بالي
تُعد جزيرة بالي في إندونيسيا وجهة مفضلة، حيث تلتقي الطبيعة الخلابة مع الثقافة البالية الأصيلة، ويمكن للزوار الاستمتاع بزيارة معابد تاريخية مثل «تانا لوت»، أو الإقامة في منتجعات فاخرة وسط الغابات الاستوائية، أما الباحثون عن المغامرة، فيمكنهم التوجه إلى جزر «لومبوك» و«فلوريس» و«حديقة كومودو الوطنية»، التي توفر تجارب فريدة في أحضان طبيعة غير مكتشفة بعد.

باريس
لا تزال باريس تمثل «مدينة الحب»، مما يجعلها الوجهة الأيقونية، حيث تتوزع معالمها بين برج إيفل ونهر السين ومتاحفها العريقة مثل متحف اللوفر، ويمكن قضاء أوقات لا تُنسى بين مقاهي «مونمارتر»، أو التنزه في الشوارع القديمة، أو الاستمتاع بعشاء فرنسي على ضوء الشموع في أحد المطاعم المطلة على المدينة.

فينيسيا 
تُعد فينيسيا أو «مدينة القنوات» واحدة من أكثر الوجهات المناسبة، لما تتمتع به من طابع معماري تاريخي وجولات القوارب الهادئة بين الأزقة المائية، وتمنح المدينة السياح لحظات ساحرة، خاصة خلال جولات الغروب، أو تناول العشاء في ساحة «سان ماركو» الشهيرة وسط أجواء كلاسيكية لا تُنسى.

اليابان
تُعد اليابان خياراً فريداً لمن يبحث عن تمازج بين التقاليد والحداثة، حيث يمكن الاستمتاع بالهدوء في حدائق «كيوتو»، وزيارة المعالم التاريخية، قبل الانتقال إلى صخب طوكيو العصري، ويُعد موسم تفتح أزهار الكرز «الساكورا» من أجمل الفترات، إلى جانب تجربة الحمامات التقليدية «أونسن» في مدن جبلية مثل هاكوني وناغانو.

سيشل 
تتميز جزر سيشل بجمال طبيعي يخطف الأنفاس، وهي وجهة مثالية لمحبي العزلة، والاستمتاع بشواطئها البيضاء مثل «أنس سورس دارجان»، والسباحة مع السلاحف العملاقة والغوص بين الشعاب المرجانية، لتقدم سيشل تجربة هادئة ومترفة لعشاق الطبيعة والرومانسية.

أخبار ذات صلة نمو مبيعات التجزئة في اليابان بنسبة 2% اليابان ترفع التحذير من تسونامي غداة الزلزال في روسيا

ساحل أمالفي 
يشكل ساحل أمالفي تحفة طبيعية تمتد على البحر الأبيض المتوسط، وتُزينه بلدات مثل «بوسيتانو» و«رافيلو» التي تتسم بمبانيها الملونة وإطلالاتها البحرية الخلابة، كما يمكن الاستمتاع بالموسيقى الإيطالية والمأكولات المحلية الراقية في أجواء رومانسية، لا سيما في فصلي الربيع والصيف.

هاواي 
توفر جزر هاواي تجربة استثنائية تتنوع بين المغامرة والاسترخاء، فجزيرة «ماوي» مثالية للاسترخاء، بينما تُعرف «كاواي» بأنها الأكثر هدوءاً. وتقدم «هاواي» مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل التزلج على البراكين، أو حضور عروض «الهولا» التقليدية، مما يجعلها خياراً مثالياً لكل زوجين يطمحان لرحلة متنوعة.

بورا بورا 
تتميز بورا بورا بشواطئها البلورية وفيلاتها الفاخرة التي تطفو فوق الماء، وبالرغم من أن تكلفة الإقامة فيها تُعد من الأعلى عالمياً، فإن التجربة التي تقدمها لا تُنسى، بفضل الخصوصية والخدمات الفاخرة التي تجعل منها وجهة مثالية لعشاق الفخامة والهدوء.

سانتوريني 
تخطف سانتوريني الأنظار بمبانيها البيضاء ذات القباب الزرقاء وغروب الشمس الذهبي الذي يطل على بحر إيجة. وتقدم الجزيرة تجارب متميزة، مثل زيارة قرى «أويا» و«فيرا»، أو الإبحار حول الجزيرة في قارب خاص، وتُضفي منحدراتها البركانية المشهورة طابعاً فريداً على المشهد العام. 

موريشيوس 
تُعد موريشيوس واحدة من أبرز الوجهات، لما تتمتع به من شواطئ خلابة ومياه فيروزية، وتوفر الجزيرة باقة من الأنشطة تشمل الرحلات البحرية عند الغروب، وزيارة شلالات «شاماريل» وأرض الألوان السبعة، وسط مزيج ثقافي غني وضيافة استوائية مميزة.

آيسلندا
من الينابيع الساخنة مثل «بلو لاغون» إلى مشاهدة الشفق القطبي في ليالي الشتاء، تمنح آيسلندا لزوارها لحظات شاعرية وسط شلالات جليدية ومناظر بركانية غاية في الجمال، مما يجعلها خياراً رائعاً لمن يبحث عن تجربة طبيعية فريدة.

تايلاند 
تبدأ الرحلة في تايلاند من العاصمة بانكوك، حيث الأسواق الليلية والمعابد المزخرفة، قبل الانتقال إلى الجزر الرومانسية مثل «كو ساموي» و«كو في في»، فهذه الجزر توفر أجواءً شاطئية ساحرة، وخدمات عالية الجودة بأسعار مناسبة، إلى جانب خصوصية مثالية تمتد من الشروق إلى الغروب.

مقالات مشابهة

  • لمحبي الهاتشباك.. أسعار فولكس فاجن جولف 2024 في سوق المستعمل
  • أحداث مأساوية وكوارث تهز العالم.. من العنف إلى الطبيعة الغاضبة
  • حلول مناسبة لمشاكل الرضاعة الطبيعية بعد الولادة
  • الجبل الأخضر يشهد تنفيذ مشروعات تنموية واستثمارية بأكثر من 13 مليون ريال
  • برلمانية تطالب بتوظيف المقومات الطبيعية لتنشيط الاستثمار السياحي
  • انطلاق مهرجان الجبل الأخضر 2025 بعروض ضوئية ومشاركة مجتمعية واسعة
  • بالصور.. 14 وجهة عالمية ساحرة
  • من حوادث العنف إلى الكوارث الطبيعية.. نظرة سريعة على أبرز أحداث العالم
  • للمرة الثالثة خلال 10 أيام.. كسر في خط المياه الرئيسي لقرية بالمنوفية