هل تتّحد تركيا وإيران ضد أكراد العراق؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
في 11 أغسطس (آب) الماضي، شنّت تركيا سلسلة هجمات بطائرات مُسيّرة عبر الحدود في كردستان العراق ضد أهداف مزعومة لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة "إرهابية".. والمعروف أن هذه الجماعة تملك قواعد عسكرية في المناطق الحدودية.
تتفق معظم الدول الإقليمية المتنافسة على أن كردستان المستقلة فكرة عقيمة
وتشير الهجمات الأخيرة إلى أن العلاقات بين أنقرة وطهران تشهد مرحلة جديدة، وربما أبرم الطرفان صفقة سرية جديدة للتعاون على تقويض الحكم الذاتي الكردي في العراق، وفق تحليل للكاتب الصحفي شاد شيركو المقيم في كردستان العراق، في مجلة "ناشونال إنترست".
ولفت الكاتب إلى أنه من الضروري النظر إلى التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة، لفهم سبب تكثيف تركيا مؤخراً لهجماتها بالطائرات المُسيرة عبر الحدود، في منطقة السليمانية القريبة من الحدود الإيرانية تحديداً، مشيراً في هذا السياق إلى استهداف أنقرة في أبريل (نيسان) مطار السليمانية الدولي في غارة غير مسبوقة بالطائرات المسيّرة، وأصابت أماكن يستخدمها المدنيون بكثافة.
نفوذ تركي - إيرانيوتتمتع أنقرة وطهران بنفوذ كبير على السياسة الكردية في العراق، وأمست السليمانية الواقعة تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني تحت دائرة الضوء، إذ حاولت طهران منذ فترة طويلة التصدي لنفوذ أنقرة وتوسعاتها في المنطقة.
وفي الوقت عينه، أقدمت أنقرة على الشيء ذاته في محافظتي دهوك وأربيل، الخاضعتين لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وعلى الرغم من أن تركيا وإيران خصمان، لم يصل التنافس بينهما إلى صراع مباشر، وإنما اشتبكتا عن طريق قوات تعمل بالوكالة عنهما.
Are Turkey and Iran Uniting Against the Iraqi Kurds? https://t.co/JS14Z6X7ai
— Mutlu Civiroglu (@mutludc) August 28, 2023والمعلوم أن كلاً من إيران وتركيا تقاتلان من أجل ضمان نفوذهما في الشرق الأوسط، بدعم من وكلاء متعارضين في الدول الغارقة في الصراعات والحروب الأهلية.
وأشار الكاتب إلى أن حزب العمال الكردستاني كان أداة للضغط على تركيا، بسبب صفقة غير رسمية بين جماعة إيرانية موالية لحزب العمال الكردستاني، تُعرف باسم حزب الحياة الحرة الكردستاني.
غير أن ذلك ليس له ثقل اليوم، فهجمات أنقرة المتزايدة في نطاق نفوذ طهران شاهد على أن قوة التنافس الإقليمي بين البلدين، قد وهنت بالتزامن مع نمو العلاقات الاقتصادي.
وأفاد الكاتب إلى أن احتياجات الطاقة التركية المهولة وموارد النفط والغاز الطبيعي الهائلة في إيران، كانت بمثابة محفزات مهمة للتعاون التركي - الإيراني المتزايد في العقد الأخير.
ونظراً لاعتماد تركيا على الطاقة الإيرانية، وخاصة الغاز الطبيعي، ستسعى أنقرة إلى تحري المرونة في سياستها تجاه إيران.
ومن ناحية أخرى، شنت إيران سلسلة من الهجمات الصاروخية في عمق محافظة أربيل، حيث ينتهي نطاق نفوذ أنقرة الممتد من محافظة دهوك.. وفي عام 2022، شهدت الهجمات الإيرانية تصعيداً شديداً.
اتفاق ضمني ضد كردستانيقول الكاتب: "يَصعب أن نصدق أن القوتين الإقليميتين يمكن أن تتدخلا علناً في منطقة متنازع عليها، مثل كردستان العراق من دون اتفاق ما".
في مارس (آذار) 2022، شن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني هجوماً صاروخياً على أربيل، إذ استهدف مقراً مزعوماً للموساد.. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، شن مجدداً هجمات على بلدة كويا في أربيل بطائرات مسيّرة وصواريخ كاميكازي لضرب مقر الحزب الديمقراطي الكردي، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
If Iraq does not fulfill its obligation to disarm and resettle Kurdish terrorists, Iran will take decisive action to protect its national security - Quds Force General Ismael Qaani.
???? The National Interest: Turkey and Iran unite against Iraqi Kurds
Turkey's recent attacks on… pic.twitter.com/aFN0EhAd2u
وحض مسؤولون إيرانيون مراراً الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان على نزع سلاح الجماعات الإيرانية الكردية، مهددين بشن هجوم عسكري في عمق أراضي المنطقة.
كردستان مستقلة.. فكرة عقيمةولفت الكاتب إلى أنه في منطقة الشرق الأوسط المنقسمة، تتفق معظم الدول الإقليمية المتنافسة على أن كردستان المستقلة فكرة عقيمة، ويسري ذلك خصيصاً على تركيا التي يشكل سكانها الأكراد البالغ عددهم 15 مليوناً ما بين 15% و20% من سكان الدولة.
وتوصلت أنقرة وطهران حالياً إلى استنتاج مفاده أن إقامة منطقة حكم ذاتي كردية في أي مكان في العالم، من شأنه أن يشجع حركات الاستقلال الكردية في كل مكان.
وتواجه تركيا وإيران بالفعل حركاتهما الكردية القومية، وبعضها مسلح كحزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، اللذين يحتفظان بعدد كبير من القواعد في الأراضي الكردية العراقية.. واتهمت طهران الحزب الديمقراطي الكردستاني بإثارة الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، التي اجتاحت الدولة لعدة أشهر بسبب وفاة فتاة كردية لدى شرطة الآداب الإيرانية.
نحو إقامة منطقة كردية ضعيفةويقول الكاتب: "ستكون أي منطقة كردية ذات حكم ذاتي نموذجاً لأولئك الذين يقاتلون لتحرير الأجزاء المتبقة مما يعرف بكردستان، التي انقسمت منذ فترة طويلة بين العراق وإيران وتركيا وسوريا.
وكانت الحكومات تخشى أن يؤدي أي انصياع للمطالب الكردية لمزيد من مطالبات الاستقلال".
ولذلك فلا بد، من وجهة نظر أنقرة وطهران، من إقامة منطقة كردية عراقية خانعة أو ضعيفة، حسب الكاتب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني كردستان العراق العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
الموارد المائية: تركيا لم تنفذ الإطلاقات المائية المتفق عليها
7 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: قال وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب عبد الله، إن «تركيا لم تنفذ حتى الآن التصاريف المتفق عليها سابقاً والمحدَّدة بـ420 متراً مكعباً في الثانية لشهرَي تمّوز (يوليو) وآب (أغسطس)».
وسبقت حديث الوزير تصريحات أدلى بها رئيس البرلمان محمود المشهداني الثلاثاء الماضي، قال فيها إن «الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وافق على إطلاق 420 متراً مكعّباً في الثانية من المياه في اليوم للعراق».
وقال الوزير عبد الله، الاثنين، إن «مجموع الإطلاقات المائيَّة من تركيا وسوريا باتجاه العراق يبلغ حاليّاً 353 متراً مكعباً في الثانية فقط، وهو أقل بكثير من الحاجة الفعليَّة المقدَّرة بـ600 متر مكعب لنهرَي دجلة والفرات».
وأوضح أن بلاده توصلت إلى «اتفاقٍ مع الجانب التركيِّ أسفر عن رفع إطلاقات نهر دجلة إلى (212 م³/ثا) بعد أن كانت (114 م³/ثا)، إلّا أنَّ هذه الكميَّة لا تزال دون المستوى المطلوب».
وأضاف أن «الواردات المائيَّة التي تصل إلى سوريا من تركيا تبلغ (370 م³/ثا)، في حين لا تتجاوز الكمية التي تصل إلى العراق عبر الحدود السورية (141 م³/ثا) على نهر الفرات، وهو رقمٌ لا يتناسب مع الحصَّة المتفق عليها والتي يُفترض أن تبلغ 58 بالمائة من الإطلاقات التركيَّة إلى الفرات».
وأكد رئيس «لجنة الزراعة والأهوار» النيابية، فالح الخزعلي، عدم التزام تركيا بالاتفاق المائي مع العراق، وقال في بيان، الاثنين، إن «أي زيادة لم تتحقق من تركيا، وكل ما يصل من دجلة والفرات لم يتجاوز 350 متراً مكعباً في الثانية».
وأضاف أن «الحاجة الفعلية للعراق لا تقل عن 800 متر مكعب في الثانية، وما يرد من تركيا يمثل تحدياً حقيقياً للأمن الغذائي في العراق».
وأشار الخزعلي إلى أن «تركيا لم تلتزم بالاتفاقيات الدولية، وتمارس حرباً ضد العراق في ملف المياه، وانعكس ذلك بشكل كبير على نوعية وكمية المياه في شط العرب».
كما أكد عضو اللجنة النيابية، ثائر مخيف، استمرار أزمة المياه نتيجة الإطلاقات «الضئيلة جداً» الواصلة من تركيا. وقال إن «تركيا رهنت زيادة الإطلاقات المائية بإحالة السدود التي يرغب العراق في إنشائها إلى الشركات التركية».
وأضاف: «إذا لم تلتزم تركيا بتنفيذ اتفاقها مع العراق بإطلاق حصته الرسمية، فسنخرج باحتجاجات شعبية تشمل جميع المحافظات والمدن التي طالها الجفاف، ووصل الأمر لدرجة عدم وجود مياه للشرب، فما بالك بالزراعة أو الرعي أو الاستخدام الفردي؟!».
ورجح مخيف عدم «التزام تركيا بوعودها»، ودعا الجهات المعنية إلى «بذل جهود أكثر في ذلك لإنقاذ محافظات الجنوب والفرات الأوسط؛ فالحال هناك يُرثى له».
وكانت وزارة الموارد المائية أعلنت في وقت سابق أن «العراق لم يمر بأزمة مماثلة بالنسبة لخزينه المائي منذ نحو 80 عاماً».
وتتضافر السياسات المائية التي تتبعها كل من تركيا وإيران حيال العراق، مع الجفاف وتراجع هطولات الأمطار في السنوات الماضية وطرق إدارة المياه البدائية، لتشكيل ظروف حياة قاسية قد تنجم عنها صراعات محلية على المياه، وهجرات سكانية، وخسارة البلاد معظم أراضيها الزراعية، بحسب خبراء في مجال المياه.
ويقدر بعض هؤلاء الخبراء أن إجمالي الخزين المائي الحالي «لا يتجاوز تسعة مليارات متر مكعب، منها 3 مليارات على نهر الفرات و6 مليارات على نهر دجلة»، في مقابل خزين مائي يقدر بنحو 26 مليار متر مكعب في العام الماضي.
وكانت مصادر فنية في سد الموصل أفادت في تصريحات صحافية، الجمعة الماضية، بأن «الإطلاقات المائية من السد باتجاه نهر دجلة جرى رفعها إلى 350 متراً مكعباً في الثانية، وأن الواردات القادمة من تركيا شهدت زيادة طفيفة، لكنها لا تزال أقل من المعدلات التي نصّ عليها الاتفاق الاستراتيجي بين العراق وتركيا».
ونتيجة تراجع الخزين المائي في سد الموصل، ظهرتْ خلال الأسابيع والأشهر الماضية أطلال قرى قديمة على ضفافه.
وتشير بعض المصادر الرسمية إلى أن خزين سد الموصل «تراجع إلى أقل من 3 مليارات متر مكعب، مقارنة بسعته البالغة أكثر من 11 ملياراً».
وفي الأسبوع قبل الماضي، أقر مدير سد دوكان في محافظة السليمانية، كوجر جمال، بالتراجع الكبير في الخزين المائي للسد، وقال إن «كميات الخزن انخفضت إلى ربع الطاقة الاستيعابية للسد، نتيجة قلة الإيرادات المائية الناجمة عن مشكلة الجفاف الذي لم تشهد البلاد جفافاً مماثلاً له منذ نحو 50 عاماً».
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts