أنقرة "د. ب. أ": أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن اعتقاده بأن نظيره الأمريكي دونالد ترامب سيلتزم بالاتفاق المبرم بين أنقرة وواشنطن وسيتم تسليم بلاده مقاتلات "إف35-" الأمريكية خلال فترة ولايته الحالية.

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين اليوم السبت، على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته من زيارة رسمية لأذربيجان للمشاركة في القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي،بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وأكد الرئيس التركي على أن ملف مقاتلات "إف35-" بالنسبة لأنقرة "ليس مجرد قضية متعلقة بالتكنولوجيا العسكرية بل أيضا خطوة لتأسيس شراكات قوية في المنصات الدولية وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي (ناتو)".

وقال إنه يعتقد بأن ترامب "سيلتزم بالاتفاق الذي أبرمناه وسيتم تسليم تركيا مقاتلات إف35- بشكل تدريجي خلال فترة ولايته".

وفيما يتعلق بالخلافات القائمة بين أذربيجان وروسيا، قال أردوغان إن أنقرة تتابع التوتر بين البلدين عن كثب وتدعو إلى ضبط النفس، معربا عن أمله في ألا تتسبب الأحداث المؤسفة بينهما في "أضرار بالعلاقات لا يمكن إصلاحها".

كانت تقارير إعلامية في أذربيجان قد ذكرت أن الشرطة في العاصمة باكو قامت بتفتيش مكاتب وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" في البلاد، واتهامها بمواصلة العمل في البلاد من خلال "تمويل غير قانوني" على الرغم من إلغاء اعتمادها الرسمي في فبراير الماضي.

يشار إلى التوترات بين روسيا واذربيجان قد تصاعدت عقب مداهمة الشرطة في باكو في 30يونيو مكاتب وكالة سبوتنيك الروسية واتهامها بمواصلة العمل في البلاد رغم إلغاء اعتمادها الرسمي في شباط الماضي.

وجاءت المداهمة بعد مقتل اثنين من الأذربيجانيين أثناء مداهمة للشرطة في وقت سابق من الشهر نفسه في مدينة يكاترينبورج الروسية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دمشق بين أنقرة وتل أبيب.. هل تخسر تركيا ورقتها السورية؟

في الوقت الذي يجري به الحديث عن تقارب محتمل بين سوريا وإسرائيل في خطوة قد تُعيد رسم ملامح التوازنات الإقليمية، تواجه تركيا تحديًا استراتيجيًا مباشرًا يهدد نفوذها في دمشق. فهل يشكل هذا التقارب حجر عثرة في طريق أنقرة، أم أنه مجرّد ورقة تفاوض في صراع جيوسياسي أشد تعقيدًا؟ اعلان

فبحسب الدكتور هاي إيتان كوهين ياناروچاك، الباحث الإسرائيلي في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، فإن أي اتفاق محتمل بين دمشق وتل أبيب لا يعني فقط تحوّلاً إقليميًا، بل "يقوّض أيضًا استراتيجية تركيا".

الشرع يسعى للاستقلال عن أنقرة

 ويرى ياناروچاك أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، الذي تسلّم السلطة بعد انهيار نظام بشار الأسد، لا يتقارب مع إسرائيل بدافع أيديولوجي، بل بدافع سياسي واقتصادي بحت، إذ يسعى لتقليل اعتماده على تركيا دون إحداث قطيعة كاملة. وأضاف: "إن تعميق العلاقات مع إسرائيل يمنحه هامش استقلال سياسي، وفرصة لكسر العزلة الدولية المفروضة على حكومته، ويمهّد الطريق نحو تقارب مع دول الخليج الغنية، وبالتالي إلى استقلال اقتصادي وأمني عن النفوذ التركي".

تركيا.. نفوذ راسخ لكنه مهدد

 لكن رغم هذه التحولات، لا يزال النفوذ التركي في سوريا حاضرًا بقوة. فتركيا تسيطر فعليًا على مناطق واسعة في الشمال السوري، وتقدّم بنية تحتية وخدمات في مجالات النقل والمطارات، كما أن عددًا كبيرًا من قادة الحكومة السورية الجديدة درسوا في تركيا، ويحمل بعضهم جنسيتها.

 يقول ياناروچاك: "الاستخبارات التركية كانت أول جهة دولية تقوم بزيارة رسمية إلى سوريا بعد سقوط الأسد، وشمال سوريا ما زال فعليًا تحت الاحتلال التركي". ويضيف: "جزء كبير من نخب الحكومة السورية الجديدة لديهم علاقات شخصية ومصلحية مع أنقرة، وهو ما يجعل تركيا لاعبًا يصعب تجاوزه".

Relatedتحولات في المشهد بين سوريا وإسرائيل.. الشرع سيلتقي نتنياهو على هامش الأمم المتحدة!جدعون ساعر: مهتمون بتوسيع التطبيع مع لبنان وسوريا لكن الجولان سيبقى جزءا من إسرائيلالموفد الأمريكي إلى سوريا: الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لطريق جديد في الشرق الأوسط رهانات أنقرة: من اللاجئين إلى الإرث العثماني

 لطالما تعاملت أنقرة مع الملف السوري من منطلقات تتجاوز الأمن القومي، لتلامس البعد التاريخي والديمغرافي. ففي إحدى خطاباته، أكد أردوغان أن "لو كانت نتائج الحرب العالمية الأولى مختلفة، لكانت مدن مثل حلب والرقة ودمشق جزءًا من تركيا"، مشيرًا إلى أن التواجد التركي في سوريا ليس موضع جدل بل "مسؤولية تاريخية".

 كما شدد أردوغان مرارًا على التزام تركيا بدعم اللاجئين السوريين، رافضًا دعوات ترحيلهم، واصفًا إياهم بـ"المهاجرين" الذين تستحقهم "أنصار" تركيا.

المواجهة التركية – الإسرائيلية: سوريا كساحة صراع

 من جهة أخرى، تحولت سوريا تدريجيًا إلى مسرح تنافس بين إسرائيل وتركيا وخاصة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، ومع تواتر الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، التي تعتبرها أنقرة تهديدًا للاستقرار ومحاولة لتقويض نفوذها. وهذا ما كان واضحاً في تصريح وزير الدفاع التركي يشار غولر الذي قال فيه إن بلاده "ستعيد النظر في انتشار قواتها داخل سوريا" بعد القضاء على ما وصفه ب"التهديدات الإرهابية"، مشددًا في الوقت ذاته على أن ما أسماه في ذلك الوقت  بالمحادثات الفنية الجارية مع إسرائيل لا تعني "تطبيعًا" للعلاقات.

 ويقول ياناروچاك إن تركيا تستفيد من تراجع نفوذ إيران في سوريا، ويضيف: "رغم أن الأتراك لن يعترفوا بذلك علنًا، إلا أنهم جنوا مكاسب كبيرة من الحرب الأخيرة التي أضعفت الإيرانيين"، معتبرًا أن أنقرة تسعى لطرح نفسها الآن كـ"القوة الإسلامية الوحيدة المؤثرة في الشرق الأوسط".

هل تستطيع أنقرة منع التقارب السوري – الإسرائيلي؟

 بحسب ياناروچاك، فإن تركيا ستبذل كل ما في وسعها لضمان عدم توقيع سوريا على اتفاق تطبيع مع إسرائيل. "أنقرة تريد سوريا إلى جانبها ومع قطر، كما أنها تسعى لأن تبقى إسرائيل معزولة إقليميًا".

 لكن واقع الجغرافيا السياسية الجديد يفرض معادلات مختلفة. فاليوم، بحسب المحلل الإسرائيلي، ثمة "أبرز لاعبيْن إقليمييْن هما تركيا وإسرائيل، وسوريا تمثّل نقطة التماس الاستراتيجية بينهما".

 قد يبدو تقارب سوريا مع إسرائيل خطوة نحو فك العزلة وتحقيق الاستقلال السياسي عن النفوذ التركي، إلا أنه في المقابل ينذر بفتح جبهة توتر جديدة بين أنقرة وتل أبيب، في وقت تشهد فيه المنطقة تصدّعات في موازين القوى، وتضاربًا حادًا في المصالح بين اللاعبين الإقليميين.

 وفي حال مضت دمشق فعلًا في هذا الاتجاه، فإن تركيا ستكون أمام اختبار صعب: إما القبول بخسارة تدريجية لهيمنتها في الشمال السوري، أو التصعيد على أكثر من جبهة للحفاظ على موقعها، في صراع لا يزال مفتوحًا على كل الاحتمالات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أردوغان وترامب يتوصلان إلى اتفاق: تركيا تحصل على مطالبها من الولايات المتحدة
  • 739 مليار ليرة تغيّر وجه العاصمة.. مشاريع ضخمة على الأبواب في أنقرة!
  • أردوغان يعلن تفاؤله بتسلم مقاتلات إف-35 الأمريكية
  • أردوغان: ترامب سيلتزم بتوريد إف35 لنا.. ولن نقبل بخطة تشرعن المنظمات الإرهابية
  • اعتقالات جديدة تطال 3 رؤساء بلديات في تركيا
  • من البرادعي إلى غروسي.. وكالة دولية في خدمة واشنطن
  • دمشق بين أنقرة وتل أبيب.. هل تخسر تركيا ورقتها السورية؟
  • حماس في أنقرة.. تحركات دبلوماسية مكثفة مع تركيا لوقف العدوان على غزة
  • من معركة التحرير إلى قمة التعاون.. خانكندي الأذربيجانية تستقبل أردوغان