لماذا تتجه “إسرائيل” إلى احتلال غزة؟ خبراء عسكريون وسياسيون يجيبون
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
#سواليف
في ظل إخفاق الحملات العسكرية المتتالية التي شنّها #الاحتلال_الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، يعود الحديث مجددًا عن خيار #احتلال #قطاع_غزة بالكامل كحلّ أخير، بعد عجز المؤسسة العسكرية عن تحقيق أهدافها المعلنة.
وبين حسابات الربح والخسارة، تدور نقاشات داخلية محتدمة في “إسرائيل”، وسط تباين واضح بين المستويين السياسي والعسكري، وتزايد المخاوف من #الغرق في #مستنقع #استنزاف طويل الأمد.
ويؤكد محللون عسكريون وسياسيون في حديثهم ، اليوم الجمعة، أن “قرار الاحتلال باجتياح غزة ليس خيارًا استراتيجيًا مدروسًا بقدر ما هو اعتراف ضمني بفشل الخيارات السابقة، ومحاولة لخلط الأوراق قبيل الدخول في استحقاقات سياسية داخلية، أبرزها انتخابات الكنيست”.
اعتراف بالعجز
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن “التوقيت الذي اختارته إسرائيل لإطلاق عمليتها العسكرية الجديدة ضد قطاع غزة يكشف فشلًا واضحًا لكل العمليات السابقة”، مضيفًا أن “حديث نتنياهو الأخير الذي أقر فيه بعدم تحقيق الأهداف يؤكد ذلك”.
وأوضح أبو زيد ، أن “الاحتلال لم ينجح في تحقيق أي من الأهداف التي رسمها المستوى السياسي وسلمها للمستوى العسكري”.
وأشار إلى أن “الجيش الإسرائيلي لم يقضِ على #المقاومة، ولم يحرر #الأسرى، ولم ينجح في تجريد المقاومة من سلاحها، رغم مرور أكثر من 670 يومًا من الحرب، وخوضه ثلاث حملات عسكرية رئيسية، شملت (السيوف الحديدية)، و(عربات جدعون)، و(خطة الجنرالات)، إلى جانب نحو 40 عملية نوعية”.
وأضاف أن “الذهاب إلى خيار اجتياح غزة جاء بعدما استنفدت إسرائيل كل أوراقها”، معتبرًا أن “احتلال القطاع هو الخيار الأخير المتاح أمام نتنياهو، رغم معارضة داخلية ظهرت خلال جلسة (الكابينت) التي امتدت لأكثر من 10 ساعات، وشهدت خلافات بين المستويين السياسي والعسكري”.
وأشار أبو زيد إلى أن “الجيش الإسرائيلي، الذي يعاني من الاستنزاف والإنهاك، بدأ بالفعل باتخاذ خطوات لتخفيف الضغط، من بينها تسريح نحو 30% من قوات الاحتياط، ووقف تمديد الخدمة الإلزامية، وسحب بعض الوحدات من غزة، على رأسها فرقة المظليين 98”.
واعتبر أن “هذه الخطوات التي قادها رئيس الأركان هرتسي هليفي تعبّر عن إدراك المؤسسة العسكرية لحجم التحديات التي ينطوي عليها قرار الاحتلال، خاصة مع الحديث عن عملية طويلة قد تمتد 4 إلى 5 أشهر، وهو ما يصعب تحمله ميدانيًا”.
وتوقع أبو زيد أن “يبدأ الاحتلال عمليته من مدينة غزة التي تبلغ مساحتها 54 كم²، عبر الفرقة المدرعة 162″، مؤكدًا أن “استخدام مصطلح (احتلال) خضع للتهذيب السياسي والإعلامي، لأسباب قانونية وأيديولوجية، إضافة إلى المخاوف من الالتزامات المترتبة على هذا المصطلح، نظرًا لحجم القوات المطلوبة وصعوبة تحقيق السيطرة الكاملة”.
ورقة نتنياهو الانتخابية
من جهته، قال المحلل السياسي إياد القرا إن “التوجه نحو احتلال مدينة غزة – بل والقطاع بأكمله – هو محاولة واضحة من نتنياهو لإطالة أمد الحرب، وربطها باستحقاقه الانتخابي المرتقب في العام المقبل”.
وأوضح القرا ، أن نتنياهو “يريد الذهاب إلى انتخابات أكتوبر 2026 وملف غزة في يده، إما عبر انتصار حاسم أو عبر عملية مستمرة توظف انتخابيًا”، مضيفًا أن “التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الانتصار لم يتحقق، ولا توجد مؤشرات على إمكانية تحقيقه خلال أشهر قليلة”.
وأشار إلى أن “نتنياهو يراهن على البقاء السياسي من خلال استغلال الحرب لكسب دعم اليمين، حتى إن تم الذهاب إلى صفقة جزئية للإفراج عن الأسرى، أو إعادة تشكيل إدارة القطاع بما لا يشمل حركة حماس”، رغم أن الأخيرة – بحسب القرا – “قدمت أقصى ما يمكن في هذا المجال”.
وفي تعليقه على موقف المقاومة، قال القرا إن “خيار المواجهة هو المسار الرئيسي لحماس والفصائل، مدعومًا بحاضنة جماهيرية وشعبية، خصوصًا مع انخراط آلاف الشبان في صفوف المقاومة”.
واعتبر أن “الاحتلال هذه المرة لا يستهدف حماس فقط، بل يسعى للسيطرة على كل غزة، وهو ما يعزز من احتمالات المواجهة الشاملة، بل ويعيد طرح سيناريو خطير هو محاولة تهجير الفلسطينيين من القطاع بشكل واسع، بدءًا من شمال غزة مرورًا بمدينة غزة، وصولًا إلى خان يونس، بهدف فرض أمر واقع جديد”.
وشدد القرا على أن “المقاومة لا تزال تحتفظ بورقة الأسرى، وأن أي عملية اجتياح لمدينة غزة ستضع حياة الجنود الإسرائيليين المحتجزين على المحك”، مضيفًا أن “الاحتلال لم يدمر المدينة كما فعل بخان يونس ورفح، لكن أي اجتياح جديد سيقابل بمعارك عنيفة”.
وختم بالقول إن “المقاومة تدرك أهمية اللحظة، وتتمسك بحقها في المواجهة، وإن ملف الأسرى لا يزال أحد أهم أدوات الضغط لديها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الاحتلال الإسرائيلي احتلال قطاع غزة الغرق مستنقع استنزاف المقاومة الأسرى أبو زید إلى أن خیار ا
إقرأ أيضاً:
لماذا انقلب نتنياهو على مسار المفاوضات وأين يتجه في غزة؟
غزة- بينما كانت الأنظار تتجه نحو انفراجة محتملة في ملف تبادل الأسرى بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– الوسطاء بتراجعه في اللحظة الأخيرة، رافعا سقف التصعيد بالحديث عن احتلال قطاع غزة مجددا.
خطوة رآها مراقبون جزءا من سياسة المناورة المستمرة التي ينتهجها نتنياهو للهروب من الاستحقاقات الداخلية والضغط لتحصيل مزيد من التنازلات.
ورغم ترقّب اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) مساء الخميس، فإن أغلب التقديرات ترجّح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يوظف الموقف التفاوضي لخدمة أهداف سياسية داخلية، مرتبطة بمصالحه الشخصية والانتخابية، ويستخدمها للمناورة حتى اللحظة الأخيرة عله يستطيع أن ينتزع المزيد من التنازلات من حركة حماس.
الهروب من المفاوضاتمن جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني وسام عفيفة -في حديثه للجزيرة نت- أن تراجع نتنياهو عن مفاوضات الصفقة التي قادها الوسطاء خلال الأسابيع الأخيرة يعود لجملة أسباب تتمثل في:
اعتبارات سياسية داخلية، تحقق لنتنياهو الهروب من المحاسبة لأنه يدرك أن إتمام صفقة قد يعيد المشهد إلى مربع طرح "ما بعد الحرب"، وهو ما يفتح عليه أبواب التحقيق ولجان الفشل، خصوصا في ظل تعاظم النقد الداخلي. الحفاظ على تماسك الائتلاف، لأن أي صفقة تُفسّر أنها تنازل لحماس قد تُفجّر الحكومة بفعل ضغط اليمين المتطرف، لذا فالتصعيد أسهل وأقل تكلفة سياسيا. تأجيل الاستحقاقات السياسية، لأن بقاء الحرب من دون حل يجمّد الدعوات لانتخابات مبكرة ويمنح نتنياهو الوقت لخلط الأوراق مجددا. اعتبارات أمنية وعسكرية، حيث يعتقد نتنياهو أن أي صفقة من دون إنجاز ميداني ملموس يحقق فيه "صورة نصر" تتمثل بإسقاط حكم حماس تُعد هزيمة، لذا يُفضّل الإبقاء على التصعيد بحثا عن ورقة قوة تُستخدم في التفاوض لاحقا. اعتبارات إستراتيجية وتكتيكية تشمل استخدام المفاوضات كغطاء، حيث كان نتنياهو يستخدمها أداة ضغط لتحصيل تنازلات، وما إن وصلت حماس إلى موقف ثابت من دون تراجع إضافي، توقف نتنياهو. ضرب الزخم الإيجابي بعدما شعر نتنياهو أن الوسطاء بدؤوا يتقاربون مع مقاربة فلسطينية قابلة للحياة، فانسحب حتى لا يُفرض عليه مسار تفاوضي جديد يُنهي الحرب تدريجيا. المناورة أمام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويندرج تحتها محاولة نتنياهو استثمار الدعم الأميركي الكبير له لتكريس وقائع ميدانية قبل أي تسوية مفروضة لاحقا من المجتمع الدولي. الضغط على حماس عبر التصعيد، لأن الهدف قد لا يكون الحرب الشاملة، بل جولة تضغط على الحركة وتعيدها إلى طاولة التفاوض بشروط إسرائيلية.من جانبه، يعتقد الباحث في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة -في حديث للجزيرة نت- أنه إذا أصرت حكومة الاحتلال على الذهاب نحو توسيع العمل العسكري في قطاع غزة فإن هناك 3 سيناريوهات متوقعة:
إعلان تقسيم القطاع وفرض واقع تهجيري من خلال فصل مدينة غزة وشمالها عن باقي المناطق بإنشاء "منطقة عازلة" ومخيمات نزوح بدعم أميركي غير معلن، مع تصعيد الضغوط الجوية لتشجيع النزوح جنوبا، مقابل تسهيلات إنسانية في الجنوب. اجتياح بري لمركز قطاع غزة يركّز على مدينة غزة والمخيمات الوسطى بهدف البحث عن الأسرى، لكنه يحمل مخاطر كبيرة على الجنود الإسرائيليين واحتمال وقوعهم في كمائن ومعارك استنزاف في بيئة معقدة. إستراتيجية التآكل البطيء عبر ضربات جوية متواصلة، وإنزالات ميدانية محدودة، وضغوط إنسانية وسياسية متزامنة تهدف إلى إنهاك المقاومة، من دون الانجرار إلى مواجهة واسعة.
ثقة الإسرائيليين تتآكل
وفي خضم التهديدات الإسرائيلية، استطلع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي آراء الجمهور الإسرائيلي حول الأداء الأمني والسياسي في الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين أول 2023، حيث أظهر أن 61% منهم لا يعتقدون أن العمليات العسكرية في غزة ستعيد الأسرى، في حين يرى 25% من الجمهور فقط أن العمليات ستؤدي إلى هزيمة حماس وإعادة الأسرى، بينما يرى 52% منهم أن حكومة نتنياهو تعرقل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
ونشرت منصة شؤون عسكرية قراءة لنتائج الاستطلاع قالت فيها إن مؤشرات الاستطلاع تنسف جوهر العقيدة العسكرية الإسرائيلية المبنية على فرض الوقائع بالقوة واستعادة الأسرى من دون تنازلات، كما أن المقاومة نجحت في تثبيت معادلة استنزاف فاعلة، تجعل أي حسم مستحيلا، وتعزّز من مركزية خيار المقاومة لدى الفلسطينيين.
وبحسب المنصة الإسرائيلية، فإن أي عملية عسكرية قادمة في غزة أو أي جبهة ستُقابل بسقف منخفض من التوقعات الشعبية، مما يقلّص حرية المناورة لدى الجيش، ويجعله عُرضة للضغط الشعبي والإعلامي في حال تكبّده خسائر من دون نتائج ملموسة.
وتشير المنصة إلى أن الجيش يفقد تدريجيا مكانته "المقدسة" في الوعي الإسرائيلي، وهذا يعيد النقاش حول قدرته على الحسم، ويعزز مناخا متزايدا من فقدان الثقة بالمنظومة الأمنية برمّتها، وسيتحول الانقسام الداخلي الإسرائيلي، والتشظي المجتمعي، إلى ساحة جديدة للصراع، وهو ما تراهن عليه المقاومة وتراكم عليه نتائج حرب الاستنزاف.