الجزيرة:
2025-08-08@19:03:17 GMT

خطة السيطرة على غزة ورقة نتنياهو لصناعة نصر مزعوم

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

خطة السيطرة على غزة ورقة نتنياهو لصناعة نصر مزعوم

أقرّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، فجر الثامن أغسطس/آب 2025، خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفرض السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل، رغم التحفظات التي أبدتها المؤسسة العسكرية خشية تعريض حياة الأسرى والجنود للخطر، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.

وتشمل المراحل الأولى من الخطة توجيه إنذارات لسكان المناطق المستهدفة بضرورة التحرك جنوبا، يليها فرض طوق أمني على المدينة، ثم تنفيذ عمليات اقتحام داخل الأحياء والمخيمات.

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية في تقرير لها أن إقرار خطة نتنياهو يعني بدء الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في مناطق جديدة داخل قطاع غزة لم يسبق له التوغل فيها، وعلى رأسها مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، وذلك على الرغم من التحذيرات التي أطلقها رئيس الأركان بشأن العواقب المحتملة لهذه الخطوة.

وفي محاولة لتبرير تحركه، قال نتنياهو إن السيطرة الكاملة على القطاع ستُعقب بتسليم الإدارة إلى "حكم مدني" لا يتبع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

سيطرة بدل الاحتلال

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مجلس الوزراء لم يستخدم كلمة "احتلال" واستخدم بدلا منها "سيطرة" لأسباب قانونية تتعلق بالمسؤولية تجاه السكان المدنيين، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن النية هي احتلال غزة بينما السيطرة هو التعريف الرسمي فقط.

الأهداف

تتضمن خطة نتنياهو للسيطرة على غزة خمسة أهداف رئيسية وهي:

القضاء على حركة حماس. ضمان تحرير جميع الرهائن. نزع السلاح من القطاع. فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية. إنشاء إدارة مدنية بديلة لا تخضع لحماس ولا للسلطة الفلسطينية.

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، صرّح نتنياهو بأن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارا بـ"احتلال قطاع غزة بالكامل"، لكنها لا تنوي "حكمه أو البقاء فيه"، على حد تعبيره.

وأضاف أن المهام الثلاث الأساسية التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها تشمل: القضاء على حماس باعتبارها قوة سياسية وعسكرية، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان عدم تحوّل غزة مجددا إلى مصدر تهديد لأمن إسرائيل.

مراحل تنفيذ الخطة

تركز الخطة العسكرية وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، على تنفيذ عملية تدريجية تبدأ بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة، مع نقل سكانها، المقدر عددهم بمليون نسمة، إلى جنوب القطاع.

إعلان

وتتبع هذه الخطوة عمليات تطويق للمدينة، ثم توغل في التجمعات السكنية بهدف السيطرة على معسكرات حركة حماس في وسط القطاع، إضافة إلى المناطق التي يُرجَّح وجود رهائن فيها.

وتشير وسائل الإعلام إلى أن الخطة تتضمن تنفيذ هجوم إضافي بعد أسابيع، يترافق مع تكثيف المساعدات الإنسانية، فيما يُتوقع الدفع بعشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين إلى داخل القطاع لتنفيذ هذه المراحل.

ردود الفعل

وُوجهت خطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل بموجة انتقادات دولية ومحلية واسعة، وسط تحذيرات من تداعياتها السياسية والإنسانية.

في الأمم المتحدة، وصف نائب المندوب الروسي الدائم دميتري بوليانسكي الخطة بأنها "خطوة في الاتجاه الخاطئ"، مؤكدا أنها تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي وتحظى برفض غالبية أعضائه.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من "تداعيات كارثية" لأي توسع عسكري إضافي، مشيرة إلى أن 87% من قطاع غزة بات تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية أو تحت أوامر إخلاء.

وفي السياق نفسه، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن "أي تصعيد جديد سيزيد من عمليات النزوح والقتل والمعاناة والتدمير غير المبرر"، فيما دانت دول من ضمنها بريطانيا وأستراليا وفنلندا وتركيا الخطة الإسرائيلية.

أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فقد قال إن "الموافقة على الخطة يمثل خطأ"، مضيفا أن الهجوم لن يسهم في إنهاء الصراع أو إطلاق الرهائن، بل سيؤدي إلى "مزيد من الدماء".

كما شدد على أن "حماس لا يمكن أن تكون جزءا من مستقبل غزة".

انقسام داخل إسرائيل

داخليا، أثارت الخطة خلافات حادة داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، إذ وصف رئيس الأركان إيال زامير الخطة بأنها "فخ إستراتيجي" يُعرّض حياة الجنود والأسرى للخطر، ويستنزف الجيش والاحتياط، محذّرا من فقدان إسرائيل شرعيتها الدولية.

كما أشار إلى أن السيطرة على غزة فترة طويلة "غير واقعية"، في ظل إرهاق القوات وصعوبة نقل السكان.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، شهدت جلسة "الكابينت" مواجهات حادة بين زامير وعدد من الوزراء، فيما أكدت "يسرائيل هيوم" أن زامير يقدّر أن تنفيذ الخطة قد يستغرق عامين ويتسبب في خسائر بشرية كبيرة.

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير صوتا ضد بعض بنود الخطة، لا سيما المتعلقة باستمرار توزيع المساعدات الإنسانية، بينما انتقد سموتريتش غياب نص صريح يمنع وقف القتال حتى لو تم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

في المقابل، أعرب وزير شاس أرييه درعي عن قلقه من أن الخطة تُلحق "ضررا سياسيا مستمرا"، ودعا إلى الاستماع لتحذيرات الجيش. أما زعيم المعارضة يائير لابيد فوصف القرار بأنه "كارثة" تخدم أهداف حركة حماس، في حين قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إن "قرارات مصيرية تُتخذ دون اعتبار حقيقي لأهداف الحرب أو الأمن القومي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات السیطرة على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تعتبر الخطة الإسرائيلية للسيطرة على غزة جريمة مكتملة الأركان تهدد حياة مليون شخص 

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس الجمعة،  أن الخطة التي أقرتها إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة هي « جريمة حرب مكتملة الأركان » تهدد حياة نحو « مليون شخص » وتعني « التضحية » بالرهائن الذين تحتجزهم في القطاع المحاصر.

وجاء في بيان أصدرته الحركة « ما أقر ه المجلس الوزاري الصهيوني من خطط لاحتلال مدينة غزة وإجلاء جميع سكانها، يشك ل جريمة حرب مكتملة الأركان »، مضيفا أنه « استمرار لسياسة الإبادة والتهجير القسري والممارسات الوحشية التي ترقى إلى التطهير العرقي ».

وحذرت حماس « الاحتلال المجرم من أن هذه المغامرة الإجرامية ستكلفه أثمانا باهظة، ولن تكون نزهة ».

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية أن خطة السيطرة على مدينة غزة التي أقر ها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي ليل الخميس الجمعة تؤكد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو و »حكومته النازية لا يكترثون بمصير أسراهم، وهم يدركون أن توسيع العدوان يعني التضحية بهم، ما يفضح عقلية الاستهتار بحياة الأسرى لتحقيق أوهام سياسية فاشلة ».

وذكرت تقارير صحافية خلال الأيام الماضية أن هدف نتانياهو من توسيع العمليات العسكرية في غزة دخول المناطق التي يحتجز فيها الرهائن.

وبدأت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.

ومن أصل 251 شخصا خطفوا في الهجوم واقتيدوا إلى غزة، لايزال 49 محتجزين في القطاع الفلسطيني. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 27 من هؤلاء لقوا حتفهم.

وترد إسرائيل منذ ذلك الوقت بحملة عسكرية مدم رة في قطاع غزة تسب بت بمقتل أكثر من 61258 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وبثت حماس وحركة الجهاد الإسلامي ثلاثة تسجيلات مصورة نهاية الأسبوع الماضي أحدثت صدمة في إسرائيل وأثارت إدانات دولية، إذ ظهر فيها اثنان من الرهائن نحيلين ومتعبين.

وأكدت حماس في ختام بيانها اليوم بأنها « لن تألو جهدا في اتخاذ كل الخطوات التي تمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق، بما في ذلك الذهاب نحو صفقة شاملة للإفراج عن جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، بما يحقق وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال ».

(وكالات)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية اسرائيل الجوع العدوان جريمة حركة المقاومة الإسلامية حماس غزة

مقالات مشابهة

  • خطة إسرائيلية للسيطرة على غزة.. نتنياهو واليمين المتطرف يسعون لابتلاع القطاع
  • وزراء بمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي: خطة السيطرة على مدينة غزة فاشلة
  • الأردن تدين قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة
  • حماس تعتبر الخطة الإسرائيلية للسيطرة على غزة جريمة مكتملة الأركان تهدد حياة مليون شخص 
  • الصين تعرب عن قلقها البالغ إزاء الخطة الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة
  • استراليا: الخطة الإسرائيلية باحتلال غزة ستفاقم الكارثة الإنسانية
  • ما أبرز ملامح الخطة التي تناقشها حكومة نتنياهو لـإعادة السيطرة على غزة؟
  • حماس تُعلق على تصريحات نتنياهو بشأن خطط السيطرة العسكرية على غزة
  • صراع داخل القيادة الإسرائيلية يؤجل حسم خطة احتلال غزة