تدفّق غير مسبوق للسياح السعوديين على إثيوبيا.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
على منحدر ترابي تكتنفه الخُضرة، امتطى ثلاثة سياح سعوديين الخيول متجهين صوب بحيرة "ونجي" التي تستلقي بهدوء في قاع الوادي، بينما أخرج أحدهم هاتفه وبدأ ينقل لمتابعيه مشاهد الطبيعة، في مشهد غير مألوف في هذه البلدة الواقعة جنوب إثيوبيا.
يقول أحد السكان المحليين، إن الأطفال كانوا، في بادئ الأمر، يتجمهرون حول السياح عند مرورهم، إذ بدا المشهد غريبا على البلدة.
غير بعيد عن بلدة "ونجي"، أصبحت مشاهد السياح السعوديين وهم يعبرون جسرا خشبيا شُيّد فوق نهر موسمي بمنطقة "بولي بلبلا" شمال أديس أبابا مألوفة، بينما فضّل آخرون الجلوس بأعداد لافتة في مقاهي شارع بولي الحيوي وسط العاصمة، في مشهد يُجسّد تنامي حضورهم في البلاد.
ورغم أن إثيوبيا لم تكن ضمن الوجهات السياحية المعتادة على خارطة السياحة السعودية، فإنها تشهد أخيرا إقبالا ملحوظا من الزوار السعوديين.
فقد امتلأت منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، "سناب شات"، و"إنستغرام" بمئات المقاطع والصور التي يوثق فيها سياح سعوديون تفاصيل رحلاتهم، معبرين عن دهشتهم لما اكتشفوه من طبيعة وأجواء خلابة.
يقول خليل عرب، وهو مؤثر سعودي، إن السر وراء هذا التدفق اللافت يعود إلى الدور الذي لعبه المؤثرون في استكشاف إثيوبيا وتشجيع مواطنيهم على زيارتها.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت، أن مئات الصور والمقاطع التي نشرها المؤثرون كشفت عن طبيعة ساحرة، وبحكم أن معظم السعوديين يأتون من مناطق ذات مناخ حار، فإنهم يقدّرون بشدة مشاهد الخضرة، والأمطار، والطقس البارد الذي يميز إثيوبيا.
وأضاف خليل أن كل مؤثر سعودي زار إثيوبيا لم يكن وحده، بل رافقه الآلاف من متابعيه افتراضيا، مما خلق حالة من "التجربة المسبقة"، حيث لم يعد السائح السعودي يسافر إلى المجهول، بل إلى أماكن زارها أصدقاؤه ومتابعوهم.
إعلانوأشار إلى أن هذا شكّل انطباعا بأن إثيوبيا بلد يستحق الزيارة، وهو أمر تعزز بفعل ما نقله المؤثرون عن السكان وتعاملهم العفوي مع السياح، بعيدا عن التعالي أو التعامل الآلي المجرد من الطابع الإنساني، بحسب وصفه.
من جهتها، قالت لينا محمد، مديرة مكتب للسفر والسياحة، إن أسباب التدفق غير المسبوق للسياح السعوديين تعود إلى عدة عوامل، منها إصلاح نظام التأشيرات، إذ يمكن للسعوديين الحصول على التأشيرة عند الوصول، مما منحهم مرونة وسرعة في اتخاذ قرار السفر.
كما ساهمت زيادة عدد الرحلات المباشرة بين السعودية وإثيوبيا، حيث تُسيّر ثلاث رحلات يوميا، في توفير خيارات متعددة.
وأوضحت لينا في حديثها للجزيرة نت، أن إثيوبيا شهدت أخيرا تحسينات نوعية في البنية التحتية السياحية، شملت تطوير الطرق والممرات والمرافق، إلى جانب المواقع السياحية داخل العاصمة وخارجها، مما ساهم في تقديم تجربة سياحية متنوعة.
وأضافت أن قرب إثيوبيا جغرافيا وثقافيا من السعودية، إلى جانب أسعارها المناسبة، عزّز من جاذبيتها لدى السياح السعوديين، بحسب تعبيرها.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير أداء الحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الشهر الماضي، كشف أن أكثر من 1.5 مليون شخص زاروا الوجهات السياحية في العاصمة، محققين إيرادات تجاوزت نصف مليار بر إثيوبي (3.59 ملايين دولار أميركي تقريبا).
كما أوضح التقرير، أن قطاع السياحة شهد نموًا بنسبة 40% خلال العامين الماضيين، بفضل تطوير البنية التحتية السياحية وتوسيع شبكة الخطوط الجوية الإثيوبية لتشمل 136 وجهة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب ينهي وضع «الحماية المؤقتة» لدولة إثيوبيا
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء تصنيف إثيوبيا ضمن وضع الحماية المؤقتة اعتبارًا من اليوم الجمعة، وفقًا لأمر صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، وسيتم نشره رسميًا يوم الإثنين المقبل.
وأوضحت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن وزير الأمن الداخلي ألغى تصنيف إثيوبيا ضمن فئة الحماية المؤقتة، وكان من المقرر أن ينتهي التصنيف في 12 ديسمبر 2025، مشيرة إلى أن مراجعة أوضاع إثيوبيا والتشاور مع الجهات الحكومية الأمريكية المختصة أظهرت أن البلاد لم تعد تستوفي شروط الحصول على تصنيف الحماية المؤقتة.
وجاء القرار في إطار سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بداية ولايته الثانية، والتي شهدت إلغاء وضع الحماية المؤقتة لعدد من الدول، من بينها أفغانستان، وهايتي، وميانمار، ونيكاراغوا، وهندوراس، وسوريا، استنادًا إلى تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية في هذه الدول.
وفي نوفمبر 2025، أعلنت الإدارة الأمريكية نيتها إنهاء وضع الحماية المؤقتة لأكثر من 4000 مواطن من ميانمار اعتبارًا من 24 يناير 2026، بعد إشعار رسمي صادر عن وزارة الأمن الداخلي، مؤكدة أن وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قررت أن بورما لم تعد تستوفي شروط الحماية المؤقتة.
كما أنهت الوزارة في مايو 2025 وضع الحماية المؤقتة لما يقرب من 12 ألف مواطن أفغاني، قبل أن تلغي لاحقًا وضع الحماية المؤقتة لأكثر من 260 ألف هايتي، ونحو 4000 نيكاراغوي، و72000 مواطن من هندوراس، وأكثر من 6000 سوري في سبتمبر 2025، ما يعكس نهج الإدارة الأمريكي في مراجعة الأوضاع الأمنية والسياسية لدول عدة قبل اتخاذ القرارات المتعلقة بوضع الحماية المؤقتة.
ووضع الحماية المؤقتة في الولايات المتحدة الأمريكية (Temporary Protected Status) يُمنح للأجانب القادمين من دول تعاني من كوارث طبيعية أو نزاعات مسلحة، ويتيح لهم الإقامة والعمل المؤقتين في أمريكا.
وتسعى الإدارة الأمريكية من خلال مراجعة هذا الوضع بشكل دوري إلى التوازن بين حماية اللاجئين ومراعاة التحسن الأمني والسياسي في بلدانهم الأصلية، كما يعكس التوسع في إنهاء وضع الحماية المؤقتة توجّه الإدارة الحالي لإعادة تقييم سياسات الهجرة وفق المستجدات الدولية.