كشفت صحيفة معاريف العبرية أن القيادة السياسية في إسرائيل تضغط على الجيش لتسريع عملياته في قطاع غزة، وذلك عقب مصادقة المجلس الوزاري الأمني المصغّر (الكابينت) على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال القطاع بالكامل.

ووفقًا لمصادر عسكرية تحدّثت للصحيفة، فإن الجدول الزمني الذي وضعه الجيش لا يلبّي تطلعات القيادة السياسية، التي تطالب بتحرّك عسكري سريع وحاسم.

وأشارت المصادر إلى احتمال صدور أوامر استدعاء طارئة لآلاف جنود الاحتياط خلال الأيام المقبلة، في إطار الاستعدادات الجارية لتنفيذ العملية.

تشمل الخطة الإسرائيلية عدة بنود رئيسية، أبرزها:

إخلاء نحو 800 ألف من سكان مدينة غزة باتجاه المخيمات الوسطى.

محاصرة مدينة غزة وعزلها عن وسط القطاع.

إعادة إقامة محور “نتساريم” الفاصل بين غزة والمناطق الوسطى.

شن غارات جوية مكثفة في المرحلة الأولى من العملية.

زيادة حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع.

إنشاء مرافق جنوب مدينة غزة لتوفير مياه الشرب، والغذاء، والرعاية الصحية للنازحين.

بدء عملية الإخلاء خلال أسبوعين.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، قد صادق في وقت سابق على الخطة الخاصة باحتلال مدينة غزة، مشدّدًا على ضرورة رفع جاهزية القوات، واستدعاء قوات الاحتياط، وتنفيذ تدريبات “إنعاشية” استعدادًا للمهام المقبلة.

وقد أثارت المصادقة على الخطة موجة احتجاجات داخل إسرائيل، حيث وصفها منظّمو التظاهرات بأنها “حكم بالإعدام” على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، كما ظهرت على وسائل الإعلام خلافات بين رئيس الأركان زامير ورئيس الوزراء نتنياهو، حيث اعتبر الأول أن الخطة تمثّل “فخًا استراتيجيًا”.

ساعر: حل الدولتين “انتحار” لإسرائيل و”وهم سياسي” خطير

وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، حل الدولتين بأنه “وهم” ويمثّل “انتحارًا لإسرائيل”، مؤكّدًا أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيضع إسرائيل داخل حدود “لا يمكن الدفاع عنها”، على حدّ تعبيره.

وفي مقابلة مع قناة نيوزماكس العبرية، شدد ساعر على رفضه القاطع لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن التجربة السابقة في الانسحاب من قطاع غزة عام 2005، والتي وصفها بـ”العبقرية”، قادت إلى “قيام مملكة إرهابية ضخمة” بحسب وصفه.

وقال ساعر: “انسحبنا من غزة بالكامل قبل 20 عامًا. فككنا معسكراتنا ومجتمعاتنا وحتى المقابر. والنتيجة كانت بناء أكبر مملكة إرهاب على وجه الأرض، لم يتطلب الأمر وقتًا طويلًا حتى بدأوا في قصفنا بالصواريخ مرارًا وتكرارًا. واستمرت هذه الهجمات حتى السابع من أكتوبر”.

وأضاف أن الانسحاب من غزة كان خطوة خاطئة، مشيرًا إلى أن كل منطقة انسحبت منها إسرائيل، تحوّلت لاحقًا إلى “قاعدة للإرهاب”.

وتطرّق الوزير الإسرائيلي إلى اتفاقيات أوسلو، الموقعة خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والتي تضمّنت التزام السلطة الفلسطينية بمحاربة الإرهاب.

وقال ساخرًا: “عليك أن تزور سجونهم، لن تجد إرهابيين هناك. لقد منحناهم الاستقلال على أمل أن يتحملوا مسؤولية الأمن، لكن العكس هو ما حدث”.

واعتبر ساعر أن إقامة دولة فلسطينية تعني منحها السيطرة على الحدود، والسماء، والتواصل مع أطراف خارجية، ما قد يجعلها – حسب زعمه – متحالفة مع قوى متطرفة، وهو ما يراه “انتحارًا لإسرائيل”.

وأشار إلى أن الدول التي تدعو إلى حل الدولتين “لا تهتم فعلًا بمصير إسرائيل”، مضيفًا: “نحن من سندفع الثمن. يقولون إنهم سيمنحون الفلسطينيين دولة من دون حماس، لكن من سينفذ ذلك؟”.

واختتم ساعر حديثه بالقول إن “حل الدولتين” لم يعد يحظى بدعم يُذكر داخل إسرائيل، رغم استمراره كشعار في المجتمع الدولي.

وأضاف: “من قال إن هذا هو الحل؟ ربما هو أصل المشكلة، أنا أقول: إنه وهم الدولتين”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أحداث غزة إسرائيل وغزة اتفاق جديد في قطاع غزة اجتياح غزة الجوع في غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وقف إطلاق النار غزة حل الدولتین مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

دعت إلى تحرك دولي عاجل.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في اليمن

البلاد (عدن)
حذرت الأمم المتحدة، من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، داعية إلى تحرك دولي عاجل لمنع حدوث مجاعة واسعة النطاق، في ظل استمرار النزاع المستمر منذ سنوات وتأثيراته الكارثية على السكان.
وقال مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، راميش راجاسينغهام، خلال إحاطة لمجلس الأمن أمس (الأربعاء)، إنه “يمكن الوقاية من المجاعة في اليمن، لكن ذلك يتطلب دعمًا ماليًا عاجلاً لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية الطارئة، والوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر قبل فوات الأوان”. وأضاف أن “اليمن يُعدّ من أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، ومع استمرار انهيار الاقتصاد وتعطل سبل العيش بسبب الصراع، لم تعد العديد من الأسر قادرة على تحمل تكاليف الغذاء”.
وأوضح المسؤول الأممي أن أكثر من 17 مليون شخص يعانون من الجوع في البلاد، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 18 مليوناً بحلول فبراير المقبل، بينما يعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، مع ارتفاع خطر الوفاة من الأمراض الشائعة بنسبة تتراوح بين 9 إلى 12 ضعف المعدل الطبيعي. ولفت راجاسينغهام إلى أن نقص الرعاية الصحية والخدمات الأساسية يجعل الوضع “مقامرة حياة أو موت للأطفال”.
وتتزامن هذه التحذيرات مع إحاطة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، حيث أشار إلى أن الاضطرابات الإقليمية لا تزال تقوض فرص إحلال السلام والاستقرار في البلاد، مؤكداً على ضرورة اتخاذ تدابير استباقية وبراغماتية تمهد الطريق لتسوية سياسية شاملة.
وحدد غروندبرغ أولوياته الثلاث: دعم خفض التصعيد على خطوط المواجهة، وإرساء مسار محادثات وفق خارطة الطريق، وتعزيز التعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية لاستقرار اليمن. كما أعرب عن قلقه إزاء الهجمات الأخيرة في محافظة صعدة، وتعزيز الحوثيين لمواقعهم قرب مدينة الحديدة الساحلية، مشدداً على الدور المحوري للجنة التنسيق العسكري التابعة للأمم المتحدة في التحضير لوقف شامل لإطلاق النار.
وأكد غروندبرغ أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن ومستدام لليمنيين، وأن استمرار النزاع سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير، مشيراً إلى جهود المنظمات الدولية والمحلية لتخفيف المعاناة، لكنها تبقى محدودة أمام حجم الأزمة الهائل.

مقالات مشابهة

  • نائبة: أحلام إسرائيل الكبرى لن تتجاوز حدود الوهم.. ومصر تواجهها بثبات ووعي سياسي
  • سموتريتش: قيام دولة فلسطينية يعرض وجود إسرائيل للخطر
  • دعت إلى تحرك دولي عاجل.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في اليمن
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: دولة فلسطينية بحدود 1967 ستكون انتحارا
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: رئيس الأركان صدق على الأفكار الرئيسية بشأن احتلال مدينة غزة
  • الأزمة تتفاقم.. 24 دولة تدعو إلى تحرك عاجل لوقف المجاعة في غزة
  • وزراء خارجية 24 دولة يدعون إلى تحرك عاجل لوقف المجاعة في غزة
  • وزراء خارجية (24) دولة يدعون إلى تحرك عاجل لوقف المجاعة في غزة
  • رئيس أوغندا: مصر أرض بيئة الأعمال.. ونهر النيل الرابط التاريخي بين الدولتين