أرقام تاريخية منذ انطلاق الدوري السعودي.. الهلال يتصدر المشهد هجوميًا ودفاعيًا
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
منذ انطلاق بطولة الدوري السعودي للمحترفين عام 1977 وحتى النسخة الحالية، شكّلت الإحصائيات الهجومية والدفاعية جزءًا مهمًا من تاريخ المنافسة، حيث برزت مجموعة من الأندية بقدرات استثنائية جعلتها تحفر أسماءها بأحرف بارزة في السجل الذهبي للبطولة. وفي مقدمة هذه الأندية يأتي الهلال، الذي فرض هيمنته على مدار العقود الماضية كأكثر الفرق تكاملًا بين القوة الهجومية والصلابة الدفاعية.
أثبت الهلال نفسه كأقوى فريق متوازن في تاريخ الدوري، إذ حصد لقب أقوى خط هجوم في 17 موسمًا، بينما تميّز أيضًا بصلابته الدفاعية بعد أن تصدّر قائمة أفضل دفاع في 26 موسمًا، وهو رقم غير مسبوق يعكس تفوقه في جميع المراحل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جمع الفريق بين أفضلية الهجوم والدفاع في 8 مواسم كاملة، وهو ما يترجم قدرته على السيطرة المطلقة على مجريات البطولة.
كما سطّر الهلال رقمًا استثنائيًا في موسم 2024 عندما سجل 101 هدف، وهو أعلى معدل تهديفي في نسخة واحدة منذ انطلاق الدوري. وعلى الجانب الدفاعي، يظل موسم 1990 علامة فارقة بعدما استقبلت شباكه 6 أهداف فقط طوال الموسم، وهو أفضل رقم في تاريخ المسابقة.
النصر بدوره ترك بصمة قوية في الجانب الهجومي، حيث حصد لقب أقوى هجوم في 12 موسمًا، فيما نجح في الحفاظ على صلابته الدفاعية في 7 مواسم.
وتمكن العالمي من الجمع بين أفضلية الدفاع والهجوم في موسمين، ليؤكد أنه واحد من أكثر الأندية تأثيرًا في تاريخ البطولة إلى جانب الهلال.
فريق الاتحاد تميّز بشكل خاص في الخط الأمامي، إذ نجح في السيطرة على لقب أقوى هجوم لستة مواسم متتالية، وهو رقم يعكس حقبة ذهبية عاشها العميد عندما كان يمتلك ترسانة هجومية مرعبة.
وقد أسهمت هذه القوة في تحقيقه للعديد من البطولات وترسيخ مكانته بين كبار الدوري السعودي.
لم يغب الأهلي ولا الشباب ولا الاتفاق عن مشهد المنافسة، حيث برزت هذه الأندية في فترات مختلفة، وتمكنت من اعتلاء القمة سواء في الجانب الدفاعي أو الهجومي، مما منح الدوري السعودي تنوعًا وإثارة على مدار تاريخه.
هذه الأندية أسهمت في إثراء البطولة من خلال تقديم أجيال متعاقبة من اللاعبين الذين تركوا بصمة لا تُنسى في الملاعب السعودية.
بعيدًا عن الكبار، تمكنت أندية أخرى من تحقيق إنجازات لافتة، مثل القادسية الذي حقق أفضلية دفاعية في موسم 1981، وأفضلية هجومية في موسم 1984.
كما برز الفيحاء في موسم 2022 عندما حصد لقب أفضل دفاع، ليؤكد أن المنافسة في الدوري السعودي لطالما فتحت الباب أمام مفاجآت مختلفة عبر السنوات.
من خلال هذه الإحصائيات يتضح أن الدوري السعودي لم يكن مجرد منافسة تقليدية على الألقاب، بل كان ساحة لصراع قوي على المستويين الهجومي والدفاعي. الهلال يظل الأكثر بروزًا بتفوقه الكاسح، فيما ساهمت بقية الأندية في كتابة تاريخ طويل من الإثارة والتحدي.
ومع تطور المسابقة في السنوات الأخيرة تحت مسمى دوري روشن للمحترفين، تبدو الأرقام مرشحة لمزيد من التغيير، وسط استقطاب الأندية الكبرى لنجوم عالميين قادرين على إعادة رسم خريطة القوة الهجومية والدفاعية في المستقبل القريب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدوري السعودي الفيحاء الأهلي الاتحاد النصر الهلال الدوری السعودی فی موسم
إقرأ أيضاً:
تالوار يتصدر… وبريسنو يخطف الأضواء عربياً في انطلاق بطولة السعودية المفتوحة للجولف
محمد الجليحي (الرياض)
تصدر الهندي سابتاك تالوار منافسات اليوم الأول من بطولة السعودية المفتوحة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، بعد أن أنهى آخر حفرته بضربة “بيردي” في ملعب ديراب للجولف، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً بثماني ضربات تحت المعدل وبمجموع (64) ضربة.
اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً، شارك في عدد محدود من بطولات الجولة الآسيوية منذ احترافه في عام 2021، لكنه استثمر الفرصة اليوم مسجلاً أربع ضربات “بيردي” في كل نصف من الملعب، في جولة خالية تماماً من الأخطاء.
ويأتي في المركز الثاني كل من الأمريكي جون كاتلين، حامل اللقب والفائز بوسام الاستحقاق الآسيوي الموسم الماضي، والأسترالي جاك طومسون، بعد أن سجّل كل منهما 65 ضربة في ختام اليوم الأول للحدث الختامي في الجولة الآسيوية.
أما أقرب الملاحقين لهم فكانوا: التايلاندي رونشانابونغ يوبرايونغ، ومواطنه جاز جانيواتانانوند، واللاعب السويدي بيورن هيلغرين، والأمريكي تشارلز بورتر، والمغربي الهاوي آدم بريسنو، بعد تسجيل كل منهم 66 ضربة.
وكان لاعب الصين تايبيه تشانغ وي-لون، الذي لعب ضمن آخر مجموعة مع تالوار، قد وصل إلى سبع ضربات تحت المعدل قبل حفرته الأخيرة (وكانت الحفرة التاسعة بعد أن انطلقت مجموعته من الحفرة 10)، لكنه أنهى الجولة ببوجي.
وسجّل الياباني كازوكي هيغا نتيجة 69 ضربة، ليحتل المركز 24 مشتركاً، في بداية جيدة نحو هدفه في الفوز بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي. وسيضمن قطع الجولة غداً تقريباً تتويجه، مع حاجة اللاعب الزيمبابوي سكوت فينسنت (صاحب المركز الثاني) لإنهاء البطولة ضمن المراكز الأربعة الأولى على الأقل للمنافسة على اللقب. وكان فينسنت، الفائز بتصنيف السلسلة الدولية قبل ثلاثة أسابيع، قد سجل 70 ضربة.
وقال تالوار عقب صدارته:”كنت أتوقع رياحاً اليوم لكن عندما وصلت صباحاً ولم تكن هناك رياح تقريباً تمنيت أن تستمر الأجواء على هذا النحو، لأن لاعبي الفترة الصباحية تمكنوا من تسجيل عدد من البيرديات. سعيد جداً بالبداية القوية واستغلال الأجواء الهادئة. أعتقد أن الرياح ستشتد لاحقاً.”
وأضاف أنه خاض الكثير من البطولات هذا العام في “التشالنج تور” الأوروبية إلى جانب بطولاته في الهند:
“لعبت الكثير هذا العام… بعض الجولات كانت جيدة وأخرى أقل، لكن كان التحدي هو الحفاظ على الأداء المتماسك عبر أربع جولات. واحدة مضت… وأتمنى أن أتمكن من تقديم ثلاث جولات أخرى بنفس المستوى.”
أما الأمريكي جون كاتلين، فاعتبر هذه الجولة بداية مثالية لإنهاء موسم صعب، مشيراً إلى أن عدة عوامل أثرت على مستواه هذا العام.
ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، تُوّج كاتلين بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي للمرة الأولى بعد موسم مذهل حقق خلاله انتصارين ومركزين وصيفين ، كما أصبح أول لاعب في تاريخ الجولة يسجل 59 ضربة، وحصل على جائزة لاعب اللاعبين للمرة الثانية.
لكن كاتلين كشف أن أحداث نهاية عام 2024 أثّرت عليه بشدة، أبرزها وفاة والدته في أكتوبر – وهو ما شكّل صدمة كبيرة له:
“لولا دعمها لما أصبحت لاعب جولف محترف. كانت ترافقني منذ كنت طفلاً وتدعمني في كل شيء. تلقيت الخبر من والدي بعد انتهاء الجولة الأخيرة في إندونيسيا… وكان الأمر صادماً للغاية.”
وأضاف أن فقدان بطاقة التأهل إلى دوري LIV بعد فشله بفارق بسيط في تصنيف السلسلة الدولية كان أيضاً ضربة نفسية قوية.
بريسنو… حضور عربي استثنائي
في سياق متصل برز المغربي آدم بريسنو كأفضل لاعب عربي في اليوم الافتتاحي، بعد أداء مبهر وضعه بين أول أربعة مراكز في الترتيب العام، مؤكداً تطور الجولف العربي وفاعلية المسارات التطويرية الحديثة التي أتاحت ظهور لاعبين شباب قادرين على منافسة نخبة نجوم آسيا.
وبعد نهاية جولته، أشاد بريسنو بجودة الملعب قائلاً:
“الظروف اليوم كانت ممتازة، وأكثر ما ميز الملعب هو صلابة المساحات الخضراء والممرات. أنا سعيد جداً بوجودي هنا. بالنسبة للجولات القادمة، سأحافظ على نفس العقلية؛ فالصبر هو المفتاح في بطولة تمتد لأربعة أيام، وهدفي هو الاستمتاع باللعب والتركيز على كل ضربة.”
ويُعد ظهور بريسنو اللافت وهو لا يزال لاعباً هاوياً دليلاً على النجاح المتزايد لبرامج تطوير المواهب العربية، والدور المتنامي للاتحاد العربي للجولف بالتعاون مع جولف السعودية في صناعة جيل جديد من اللاعبين القادرين على التواجد في المراكز المتقدمة لهذه البطولات الرفيعة.
وعلى صعيد المشاركة السعودية، قدّم اللاعب شيرجو الكردي أداءً ثابتاً واحترافياً في الجولة الافتتاحية، عاكساً تطور مستواه وقدرته على المنافسة أمام نخبة لاعبي الجولة الآسيوية. وظهر الكردي بثقة عالية طوال اليوم الأول، مستفيداً من خبرته الدولية ودعم الجماهير السعودية الحاضرة التي شكلت حافزاً إضافياً له. وأعرب الكردي عن فخره بتمثيل المملكة في هذا الحدث الكبير، مؤكداً أن الدعم المتواصل لبرامج تطوير الجولف الوطنية يمنح اللاعبين السعوديين الأسس القوية التي تساعدهم على الوصول إلى مستويات أعلى في البطولات العالمية.
وتُعد هذه الجولة بداية واعدة لمنافسات يُتوقع أن تشتعل أكثر في الأيام الثلاثة المتبقية، مع ملاحقة كاتلين وطومسون لمتصدر البطولة، وصعود بريسنو بثبات في سباق المنافسة، ما يجعل من بطولة السعودية المفتوحة 2025 واحدة من أقوى نسخها على الإطلاق.