صدى البلد:
2025-10-08@01:48:09 GMT

عبدالفتاح النادي يكتب: بصيرة السيسي

تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT

لم يكن الأمر صدفة ولم تكن مجرد "صفقات" تبرمها الأوراق  وتوثقها عناوين الصحف فقط، حين قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يفتح أبواب السماء والبحار والبر أمام أحدث منظومات السلاح في العالم، كان يدرك أن مصر تدخل مرحلة استثنائية، وأن جيوش القرن الحادي والعشرين لا تعيش إلا بامتلاك القوة، القوة الرادعة التي لا تجامل ولا تنتظر إذنا من أحد.

منذ سنوات، تساءل البعض: لماذا الرافال؟ ما الحاجة إلى حاملات الميسترال؟ ولماذا الغواصات الألمانية؟ ولماذا كل هذا الإنفاق على تسليح الجيش؟.. ربما كانت الأسئلة مشروعة في وقتها، لكن الإجابة لم تكن مكتملة حينها.
اليوم، ومع تصاعد التهديدات الإقليمية، ومع تلويح إسرائيل بين الحين والآخر بخيارات عسكرية، أدرك الجميع أن رؤية السيسي لم تكن رؤية عابرة، بل كانت استباقا للغد ونابعة من بصيرة استراتيحية وعسكرية صلبة يمتكلها القائد الوطني، تحصينا للوطن قبل أن تفتح عليه أبواب الخطر.

الجيش المصري لم يكتفي بسلاح قديم أو عقيدة مقاتلة جسورة فقط، بل نحن أمام قوة برية هي الأكبر في المنطقة، مدعومة بدروع متطورة وصواريخ تكتيكية حديثة، وأمام قوات بحرية تسيطر على الممرات الاستراتيجية من قناة السويس إلى البحرين الأحمر والمتوسط.

أما السماء، فقد أصبحت ساحة تلمع فيها الرافال والسوخوي والمقاتلات متعددة المهام، تحمل رسالة واحدة: من يقترب.. سيدفع الثمن.. كما قالها الرئيس السيسي: اللي عاوز يجرب يقرب.

لكن وراء كل قطعة سلاح، هناك فلسفة.. فلسفة تقول إن مصر ليست دولة تبحث عن الحرب، لكنها لا تسمح بالانكسار، وأن الأمن القومي لم يعد يتوقف عند حدود سيناء، بل عند كل شبر يمس المصالح المصرية في الإقليم، من ليبيا إلى غزة، ومن سد النهضة إلى البحر المتوسط، كانت مصر بحاجة إلى ذراع قوية تشهر السلاح إذا لزم الأمر، وتفرض معادلة الردع على أي خصم يفكر في اختبار صبرها.

إن من ينظر إلى الخريطة اليوم، سيدرك أن ما فعله السيسي كان تأسيسًا لجدار من الصمت المسلح.. سلاح لا يستخدم في الضجيج، بل في لحظة الحقيقة فقط.. وهنا تكمن الحكمة: أن تكون مجهزا دائما، فلا تفاجأ أبدًا.

لقد أدرك المصريون الآن لماذا كان الرئيس حريصًا على أن يمتلك الجيش كل ما هو حديث ومتطور.. لأن الكرامة لا تصان بالشعارات، بل بالقوة الرادعة.

طباعة شارك السيسي الرئيس عبدالفتاح السيسي عبدالفتاح السيسي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي الرئيس عبدالفتاح السيسي عبدالفتاح السيسي

إقرأ أيضاً:

رأي.. الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد يكتب لـCNN: بغداد تقود الجهود لإغلاق مخيم الهول ويحذر من تجاهل المجتمع الدولي

هذا المقال بقلم دكتور عبداللطيف جمال رشيد رئيس جمهورية العراق والآراء الواردة أدناه، تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

في نهاية الأسبوع الماضي، عقد العراق مؤتمرًا رفيع المستوى بشأن مخيم الهول، وذلك على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. لم يكن هذا المؤتمر مجرد إجراء بروتوكولي، بل مثّل نداءً عاجلًا لتحمّل المسؤولية المشتركة في مواجهة واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية والأمنية التي أهملها العالم طويلًا.

لا يزال مخيم الهول في شمال شرق سوريا يمثل بيئة هشة وعالية الخطورة، إذ يضم ما يقارب 10 آلاف متطرف مع عائلاتهم ينحدرون من أكثر من 60 دولة. إنه بؤرة خصبة للتطرف، وكارثة إنسانية متجددة، وصورة حية لفشل المجتمع الدولي في معالجة ما خلّفته الحروب والإرهاب والنزوح.

يعرف العراق هذه الحقائق جيداً، فما زالت جراح الاحتلال الوحشي لداعش ماثلة في الذاكرة. ففي الفترة ما بين عامي 2014 و2017، قُتل ما يُقدَّر بنحو 95 ألفاً إلى 115 ألف شخص في العراق، من مدنيين ومقاتلين. ورغم إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي في عام 2017 تحقيق النصر العسكري على داعش، غير أن المجتمعات التي أنهكها النزاع بقيت فريسة سهلة للتطرف، بينما تواصل الحكومة مساعيها الحثيثة لسد فجوات الخدمات وبناء استقرار راسخ يعيد الأمل إلى الناس.

01:16الموصل تنهض من جديد.. شاهد كيف أُعيد بناء معالمها بعدما دمرها "داعش"

لقد علّمنا التاريخ أن الأزمات حين تُترك دون حلول تتحول إلى تهديدات دائمة. من معسكرات النازحين بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا، إلى أزمات اللاجئين في رواندا وزائير، كانت النتيجة واحدة: الإهمال الدولي يحوّل النزوح المؤقت إلى قنبلة موقوتة.

من هنا، لم ينتظر العراق تحرك الآخرين، بل تحمّل مسؤوليته بالكامل. اتخذنا خطوات صعبة وحاسمة لإعادة مواطنينا من مخيم الهول، عبر عملية منسقة شملت الأبعاد الأمنية والإنسانية والقانونية. وحتى اليوم، أعاد العراق 4915 عائلة (18,830 فردًا) إلى مركز الأمل داخل البلاد، من بينهم 3407 عائلات (12,557 فردًا) تم دمجهم بالفعل في مجتمعاتهم المحلية. كما استقبل العراق 3206 محتجزين من عهدة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك في إطار جهد وطني مكثف لإغلاق هذا الفصل المؤلم وفتح صفحة جديدة قائمة على الأمن والاستقرار.

وراء هذه الأرقام قصص بشرية حيّة. كل فرد أعيد من المخيم هو حياة مزقتها الحروب واليوم تدخل مسار إعادة التأهيل والاندماج. لقد وضعنا خطة وطنية شاملة تتضمن الدعم النفسي، التعليم، التدريب المهني والمصالحة المجتمعية، تنفذها أربع مجموعات فنية تضم مؤسسات عراقية وشركاء دوليين. هذا النموذج يشكل إطارًا عمليًا قابلًا للتطبيق أمام دول أخرى تواجه التحديات نفسها. كما أن العراق لا يكتفي بجهوده الوطنية، بل يدعم أيضًا اللوجستيات الخاصة بعمليات الإعادة في دول أخرى، ويؤكد استعداده لمساعدة أي دولة تسعى لإدارة هذا الملف المعقد.

مقالات مشابهة

  • النادي الثقافي المصري الأمريكي والهيئة القبطية الأمريكية يهنئان السيسي والقوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر
  • خبير عسكري: الرئيس السيسي كانت له رؤية مستقبلية بشأن توازن القوى في الإقليم
  • المصريين : كلمة الرئيس السيسي في ذكرى انتصارات أكتوبر أكدت جاهزية الجيش ووطنيته
  • إشادة حزبية بكلمة الرئيس السيسي بذكرى حرب أكتوبر: تؤكد قوة وصلابة الجيش المصري في الدفاع عن البلاد ضد أي اعتداء
  • نقيب الأشراف يهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر
  • رأي.. الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد يكتب لـCNN: بغداد تقود الجهود لإغلاق مخيم الهول ويحذر من تجاهل المجتمع الدولي
  • الرئيس السيسي: بصيرة السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية والوساطة الأمريكية مهدت طريق السلام العادل
  • الرئيس السيسي: كي يكتب البقاء للسلام لا بد أن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف
  • الرئيس السيسي: التجربة المصرية مع إسرائيل كانت تأسيس لسلام عادل رسخ الاستقرار
  • الرئيس السيسي: القوات المسلحة ساهمت في بناء البنية الأساسية للدولة.. 6 أكتوبر كانت بداية للجيش في استعادة الأرض وتحقيق السلام