شرم الشيخ.. من مؤتمر صانعي السلام 1996 إلى قمة غزة 2025: الاجتماعات وحدها لا تكفي
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
بعد نحو ثلاثة عقود، تعود شرم الشيخ مجددًا إلى صدارة المشهد الدولي مع القمة التي تُعقد غدًا برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، والتي ستشهد التوقيع الرسمي على اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ عامين في غزة. اعلان
تحولت مدينة شرم الشيخ المصرية منذ تسعينيات القرن الماضي إلى محطة رئيسية في مسار الدبلوماسية الإقليمية، إذ استضافت القمم الكبرى التي ناقشت قضايا الحرب والسلام في الشرق الأوسط وحتى قضايا المناخ.
واليوم، وبعد نحو ثلاثة عقود على مؤتمر صانعي السلام عام 1996، تعود المدينة لتحتضن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، في حدث يُنتظر أن يجمع عدداً كبيراً من قادة العالم.
مؤتمر صانعي السلام عام 1996شهدت المدينة في 13 آذار/مارس 1996 حدثًا مفصليًا في تاريخ الشرق الأوسط، حين استضافت قمة صانعي السلام بدعوة من الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك.
شارك في القمة حينها عدد من أبرز القادة العالميين، من بينهم الرئيس الأميركي بيل كلينتون، والعاهل الأردني حسين بن طلال، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، إلى جانب زعماء عرب وأوروبيين آخرين.
هدفت القمة إلى تثبيت مسار عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية والتأكيد على رفض الإرهاب والعنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية.
ومنذ ذلك العام، اكتسبت شرم الشيخ لقبها "مدينة السلام".
Related أنظار العالم تتجه لشرم الشيخ.. قمة دولية بحضور ترامب للتوقيع على الاتفاق بين إسرائيل وحماسفيديو - تحضيرات مكثفة في شرم الشيخ استعدادًا لـ "قمة غزة"ترقّب لقمة شرم الشيخ.. ونتنياهو يشيد بـ"انتصارات" الحرب: المعركة لم تنتهِ بعد قمة الاثنين حول إنهاء الحرب في غزةبعد نحو ثلاثة عقود، عادت شرم الشيخ لتكون من جديد في قلب المشهد الدولي مع القمة التي تُعقد غدًا الأثنين 13 تشرين الأول/أكتوبر برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتشهد التوقيع الرسمي على اتفاق ينهي الحرب التي استمرت عامين في غزة.
وجاءت القمة بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ قبل أيام، وسط ترقب إقليمي ودولي لبدء عملية تبادل الرهائن والأسرى صباح الأثنين.
ويشارك في القمة عدد من القادة العرب والدوليين، تأكيدًا للدعم السياسي لهذا الاتفاق الذي يُنظر إليه بوصفه خطوة مفصلية في مسار تهدئة طال انتظارها.
ورغم أن المعارك توقفت فعليًا، فإن القمة تحمل طابعًا سياسيًا وإنسانيًا في آنٍ واحد، إذ تهدف إلى تثبيت الهدنة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب وضع آلية لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق وفتح الطريق أمام عملية سياسية جديدة.
الدروس المستفادة من قمة 1996تضع السلطات المصرية اللمسات الأخيرة استعدادًا لاستضافة قمة شرم الشيخ التي ستشهد التوقيع الرسمي على اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وسط إجراءات تنظيمية وأمنية مكثفة تعكس أهمية الحدث وحجمه الدولي.
وتستعد المدينة لاستقبال القادة والرؤساء غدًا وسط اهتمام إقليمي ودولي واسع، في وقتٍ ينظر فيه كثيرون إلى القمة على أنها خطوة حاسمة نحو مرحلة جديدة بعد عامين من الحرب والمعاناة.
وبينما تُستكمل التحضيرات في أروقة القمة، يبدو المشهد مألوفًا في ذاكرة شرم الشيخ، الوجوه تغيّرت، لكن الجوهر بقي واحدًا: سعي متجدد لإيقاف الحروب.
فالمدينة التي جمعت قادة العالم قبل نحو ثلاثين عامًا في قمة صانعي السلام، تستقبلهم اليوم من جديد لتثبيت اتفاقٍ أنهى حرب غزة، في مشهد يجمع بين رمزية التاريخ وثقل اللحظة الراهنة.
لكن التجارب السابقة أثبتت أن الاتفاقيات والقرارات الدولية لا تكون دائمًا كافية لإنهاء الصراعات، وأن التوقيع على الورق لا يعني بالضرورة بداية السلام الفعلي.
فما بين البيانات الختامية للقمم والواقع الفعلي على أرض الواقع تبقى المسافة طويلة، ويظل السلام الحقيقي مرهونًا بإرادة الأطراف والتزامهم بتحويل ما وُقّع إلى واقعٍ ملموسٍ، كما أظهرت دروس قمة 1996 التي بقيت نتائجها رمزية أكثر مما كانت عملية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب أوروبا سرطان إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب أوروبا سرطان إسرائيل غزة مصر إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب أوروبا سرطان الشرق الأوسط الصحة محادثات مفاوضات نزوح مصر صانعی السلام شرم الشیخ فی غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر العالم في قمة شرم الشيخ؟
تستضيف مصر اليوم قمة بعنوان "من أجل السلام"، يترأسها دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بهدف الاحتفال بوقف إطلاق النار في غزة والسعي نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية بشكل كامل، والتوصل إلى هدنة كبرى في الشرق الأوسط. اعلان
ورغم أن ملف وقف إطلاق النار في غزة والأفق السياسي لخطة ترامب يشكل الموضوع الرئيسي للقمة، إلا أن إسرائيل وحماس لن تحضرا القمة، كما رفضت إيران الداعم الاستراتيجي لحماس المشاركة فيها.
وتُعقد القمة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، بالتزامن مع انطلاق صفقة تبادل الرهائن، حيث تسلم حماس الـ 20 رهينة الإسرائيليين المتبقين أحياء مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين من سجون إسرائيل، في خطوات حاسمة بعد بدء الهدنة.
فتح صفقة جديدة من السلاموأوضح مكتب الرئيس المصري أن القمة تهدف إلى "إنهاء الحرب في غزة" و"فتح صفحة جديدة من السلام والاستقرار الإقليمي" بما يتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي.
وكانت القاهرة تعرضت سابقًا لضغوط أمريكية بعد الإعلان عن خطة ترامب التي كانت تقترح تحويل غزة إلى منتجع سياحي وتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
Related شرم الشيخ.. من مؤتمر "صانعي السلام" 1996 إلى "قمة غزة" 2025: الاجتماعات وحدها لا تكفي أنظار العالم تتجه لشرم الشيخ.. قمة دولية بحضور ترامب للتوقيع على الاتفاق بين إسرائيل وحماسفيديو - تحضيرات مكثفة في شرم الشيخ استعدادًا لـ "قمة غزة" خطة ترامب للسلامتتألف خطة ترامب للسلام من ثلاث مراحل، تنص المرحلة الأولى على انسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة، ما يسمح لمئات آلاف الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في المناطق التي اضطروا لإخلائها. كما تستعد المنظمات الإنسانية لإدخال كميات كبيرة من المساعدات التي كانت محجوبة عن القطاع لعدة أشهر.
وتتناول قمة شرم الشيخ تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، بما في ذلك بقية القضايا الشائكة، مثل نزع سلاح حماس، وتشكيل حكومة لما بعد الحرب في غزة، ومدى وعمق الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، إلى جانب تحديد دور الشركاء الإقليميين والدوليين في تطوير جوهر القوة الأمنية الفلسطينية الجديدة.
كما تناقش مسألة تأمين التمويل لإعادة إعمار غزة، حيث قدّر البنك الدولي وخطة مصر لما بعد الحرب احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في غزة بـ 53 مليار دولار، وتخطط مصر لعقد مؤتمر لإعادة الإعمار في المستقبل.
قادة العالم المشاركونمن المتوقع أن يحضر القمة جهات دولية فاعلة في ملف غزة، مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب زعماء قطر والسعودية والإمارات والأردن، حيث ستتولى عمان والقاهرة مسؤولية تدريب القوة الأمنية الفلسطينية الجديدة.
أما ألمانيا، وهي من أبرز داعمي إسرائيل دوليًا وأحد أكبر موردي المعدات العسكرية لها، فستكون ممثلة بالمستشار فريدريش ميرتس، الذي أعرب عن قلقه بشأن سلوك إسرائيل وخططها للسيطرة العسكرية على غزة، ومن المقرر أن يشارك في استضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة مع مصر.
كما سيحضر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أعلن عن تعهد بريطانيا بتقديم 20 مليون جنيه إسترليني (27 مليون دولار) لدعم توفير المياه والصرف الصحي لغزة، وأوضح أن بلاده ستستضيف مؤتمرًا لمدة ثلاثة أيام لتنسيق خطط إعادة إعمار القطاع وتعافيه.
ويشارك أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في القمة.
مكان القمةتُعقد القمة في شرم الشيخ، منتجع البحر الأحمر في أقصى شبه جزيرة سيناء، التي استضافت العديد من مفاوضات السلام على مدار العقود الماضية.
وكانت الدولة العبرية قد احتلت المدينة لفترة وجيزة عام 1956، وبعد انسحابها تمركزت قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة هناك حتى عام 1967، حين أمر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بخروج قوات حفظ السلام، وهو القرار الذي أدى إلى اندلاع حرب الأيام الستة.
واستعادت مصر شرم الشيخ وبقية شبه جزيرة سيناء عام 1982، بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979.
وتشتهر المدينة اليوم بكونها منتجعًا فاخرًا على الشاطئ، ومواقع غطس، وجولات صحراوية، كما استضافت العديد من قمم السلام وجولات المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في عهد الرئيس حسني مبارك، الذي أطيح به عام 2011. وتحت إدارة السيسي، استضافت المدينة العديد من المؤتمرات الدولية، وتُعد قمة اليوم أول قمة سلام تُعقد تحت إشرافه.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة