شهدت مدينة شرم الشيخ، التي لطالما كانت رمزاً للسلام والدبلوماسية الهادئة، تجهيزات غير مسبوقة لاستضافة قمة دولية استثنائية.

 تأتي قمة السلام في خضم أزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة في قطاع غزة، في محاولة إقليمية ودولية أخيرة لحقن الدماء وتثبيت وقف إطلاق نار دائم، والانتقال نحو مسار سياسي شامل.
 

​تنعقد "قمة شرم الشيخ للسلام" برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتركز الآمال عليها في إنجاز ما عجزت عنه الاجتماعات السابقة: توقيع اتفاق ينهي الحرب بشكل كامل ويضمن عودة المحتجزين، فاتحة بذلك صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي.

 

 أبرز المشاركين ورسائلهم:
​الحضور الدولي في شرم الشيخ يعكس حجم الرهان على هذه القمة، بمشاركة قادة من أكثر من 20 دولة، من بينها حضور عربي وإسلامي قوي، ووفود أوروبية وآسيوية رفيعة المستوى، بالإضافة إلى منظمات دولية كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
 

​وتأتي القمة في وقت حرج، حيث شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل انطلاقها، على التزامه الشخصي بإنهاء الصراع، مشيراً إلى أن هذه اللحظة ستكون "تاريخية"، وأن الشعور بالسعادة شامل لعودة المحتجزين وانتهاء الحرب.

كما أكد أن "شرف كبير" أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من هذا الاتفاق، معرباً عن ترقب إسرائيل والدول العربية والإسلامية للحظة السلام.

هذه التصريحات القوية تشير إلى أن القمة قد لا تكون مجرد اجتماع بروتوكولي، بل منصة لتوقيع أو الإعلان عن خارطة طريق نهائية.

​وعلى الصعيد العربي، تهدف القمة إلى توفير ضمانات دولية حقيقية لتنفيذ مراحل الاتفاقية الجديدة، وخصوصاً ما يتعلق بتبادل الأسرى وانسحاب القوات من غزة والتحضير لمرحلة الإعمار، وترسيخ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.

​ الدور المصري المحوري:

​عند العودة إلى دور مصر التاريخي والدائم كوسيط رئيسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ​لم يكن الحضور المصري على الساحة جديداً، بل هو امتداد لدور لعبته القاهرة منذ عقود كقوة توازن إقليمية.


وتجسدت هذه الريادة مؤخراً عبر مسارين متوازيين: المسار الدبلوماسي والمسار الإنساني والإغاثي.


​وفي أكتوبر 2023، وبعد أسابيع قليلة من اندلاع الأزمة، سارعت مصر إلى عقد "قمة القاهرة للسلام"، والتي كانت بمثابة أول حشد دولي حقيقي في العاصمة الإدارية، بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة ومنظمة. 

 

كانت رسالة تلك القمة واضحة: الرفض القاطع لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، والتأكيد على أن الحل العادل هو الوحيد للسلام.

 

 مفاوضات الهدنة وتبادل المحتجزين:

في هذا السياق كان للقاهرة دور محوري في إنجاح العديد من صفقات تبادل الأسرى والمحتجزين، عبر جهود استخباراتية ودبلوماسية مكثفة أدت إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن، مؤكدة بذلك قدرتها على إدارة ملفات شديدة التعقيد.

 

​و شكّل معبر رفح البري شريان الحياة الوحيد لقطاع غزة، وأدارت مصر عملية إدخال المساعدات الإنسانية التي شملت الغذاء، الأدوية، والمستلزمات الطبية.

 

فالمساعدات لم تقتصر على القوافل الرسمية، بل امتدت لتشمل جهوداً وطنية لإغاثة الأشقاء.


وقفت مصر دائما حائط صد في وجه أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، محذرة من أن أي تقدير خاطئ قد يقود المنطقة إلى المجهول.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قمة السلام شرم الشيخ قمة شرم الشيخ الوفد بوابة الوفد ترامب قمة السلام والسيسي

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: مصر تصدرت المشهد العالمي بـ «قمة شرم الشيخ».. والرئيس السيسي يغلق «صفحة التهجير»

أكد الكاتب والإعلامي، مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، قد أتت ثمارها بتوقيع الاتفاق المرتقب في مدينة شرم الشيخ بقمة السلام، منوها بأن القاهرة أصبحت أنظار العالم بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يدخر جهدا من أجل الوصول لهذه اللحظة التاريخية.

وقال بكري، في تغريدة على إكس، اليوم الإثنين: «مصر هي عنوان صحافة وإعلام العالم هذا الصباح، مصر مهندس قمة شرم الشيخ، نجحت في وقف الإبادة وحصار التجويع وإنهاء أزمة الرهائن».، مضيفا: «الرئيس الأمريكي ترامب جنبا إلى جنب مع الرئيس السيسي لوقف حرب الدمار وإغلاق صفحة التهجير».

وتابع قائلا:«مصر انتصرت بجهد قائدها ومؤسساتها الأمنية والدبلوماسية في وقف شلالات الدم، والعالم يتحدث عن السيسي، القائد الحكيم»، مستطردا: «السيسي هو الذي يستحق جائزة نوبل لدوره، ولحكمته وقدرته، ولتمسّكه بالسلام وتحمله الأكاذيب وتزييف الحقائق».

قمة شرم الشيخ للسلام

وتستضيف مصر، اليوم الإثنين، قمة دولية في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة أكثر من 20 من قادة وزعماء العالم، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وتأتي القمة بدعوة من جانب مصر والولايات المتحدة، التي تسعى إلى إطلاق المرحلة التالية من خطتها للسلام، بما يشمل التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في غزة، ووضع ترتيبات ما بعد الحرب في القطاع، لا سيما ما يتعلق بالحكم والأمن وإعادة الإعمار.

أهداف قمة شرم الشيخ للسلام

تهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي.

أبرز القادة المشاركين في قمة شرم الشيخ للسلام

يشارك في قمة شرم الشيخ للسلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا، إلى جانب العاهل الأردني، ورؤساء حكومات إيطاليا وإسبانيا وباكستان، وغيرهم.

اقرأ أيضاًقبرص: دعوتنا لقمة شرم الشيخ اعتراف بدورنا كوسيط موثوق بين أوروبا والشرق الأوسط

طارق فهمي: قمة شرم الشيخ نقطة تحول تاريخية.. ومصر تستهدف تحصين وقف إطلاق النار.. فيديو

رئيس الوزراء العراقي يتوجه إلى مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام

مقالات مشابهة

  • أردوغان يصل مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام
  • توافد قادة وزعماء دول العالم المشاركين في قمة شرم الشيخ للسلام
  • مصطفى بكري: مصر تصدرت المشهد العالمي بـ «قمة شرم الشيخ».. والرئيس السيسي يغلق «صفحة التهجير»
  • طارق فهمي: قمة شرم الشيخ تمثل نقطة تحول تاريخية ومصر تسعى لتحصين وقف إطلاق النار
  • طارق فهمي: قمة شرم الشيخ نقطة تحول تاريخية.. ومصر تستهدف تحصين وقف إطلاق النار.. فيديو
  • سيارات الصليب الأحمر في طريقها إلى نقطة التجمع في غزة لاستلام المحتجزين
  • شروق وجدي: ترتيبات مشددة استعدادا لقمة السلام لإنهاء حرب غزة
  • استعدادات أمنية و ترتيبات مشددة استعدادًا لقمة السلام لإنهاء حرب غزة
  • سعيد الزغبي: قمة شرم الشيخ للسلام تعيد التأكيد على شرعية مصر السياسية وقدرتها على هندسة التوازنات الإقليمية