صحف عالمية: طلب ترامب إلغاء محاكمة نتنياهو ينذر بمستقبل أكثر سوءا
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
سلطت صحف عالمية الضوء على تصاعد الجدل السياسي حول مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية-، بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب منحه عفوا عن القضايا الملاحق فيها، كما تناولت تأثير محاكمة نتنياهو ووقف إطلاق النار في غزة على فرصه السياسية القادمة.
فذكرت صحيفة "لبسيون" الفرنسية أن طلب ترامب لنظيره الإسرائيلي بمنح نتنياهو عفوا في القضايا التي يتابع فيها داخليا يحمل دلالات عميقة ويعكس تغييرات مثيرة للقلق في القواعد التي تحكم العلاقات بين الدول والقانون الدولي، وتنبئ بعالم "يتغير نحو الأسوأ".
كما حذرت من القلق الذي تخفيه حالة الصمت التي سادت بالكنيست عند ذكر ترامب للموضوع.
وذهب مقال في "التايمز" البريطانية إلى أن محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد أثقلت كاهله خلال الحرب، كما وجهت الصحيفة اتهامات مباشرة له بتعمد إطالة النزاع مع غزة لتجنب السجن.
وأشارت التايمز إلى نتائج استطلاعات رأي حديثة بإسرائيل، خلُصت إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار منح نتنياهو دفعة انتخابية مؤقتة، خاصة بعد ارتفاع عدد مقاعد حزب الليكود.
لكن الاستطلاع يقر بأن نحو نصف الإسرائيليين يرون أن الانتخابات يجب أن تُجرى فور إعادة الرهائن حتى تعكس النتائج الحقيقية، مما يترك شكوكا حول قدرة نتنياهو على تحويل انتصاره البرلماني المؤقت إلى مكسب سياسي مستدام.
دعوة لرحيل نتنياهو
وفي السياق ذاته، طالبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نتنياهو بالرحيل، معتبرة أن الفضل في إعادة الرهائن يعود بالكامل إلى ترامب، متهمة نتنياهو بعرقلة الوصول إلى "للحظة التاريخية".
ولفتت الصحيفة إلى سخط شعبي متزايد على رئيس الوزراء، داعية إلى تمكين المجتمع الإسرائيلي من التعافي، وختمت افتتاحيتها بالقول: "لقد جلبت الدمار لإسرائيل وعليك الرحيل الآن عن منصبك".
إعلانصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، ذكرت أن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة يمثل انتصارا لترامب لكنه بداية النهاية لنتنياهو.
ولفتت إلى أن خطة ترامب للسلام جاءت نتيجة أفعال نتنياهو الكارثية، مما أدى إلى عزلة إسرائيل الدبلوماسية، وأن مصالح واشنطن الإستراتيجية تأتي الآن قبل مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط.
كما رأت الصحيفة أن ترامب غطى على نتنياهو ببعض الفكاهة، لكن الرسالة التي نقلها إلى النواب والوزراء المجتمعين في الكنيست، كانت واضحة مفادها أن أميركا هي المسؤولة.
كما أشار خطاب ترامب إلى تأخيره مصالح إسرائيل الآن بعد مصالح واشنطن الإستراتيجية الواسعة بالشرق الأوسط.
عقلية إسرائيلية جديدةأما صحيفة "جيروزاليم"، فأكدت أن عودة الرهائن منحت إسرائيل شعورا بالراحة بعد عامين من الحرب، لافتة لأهمية الجبهة الداخلية والصمود النفسي ووحدة المجتمع الإسرائيلي.
لكنها حذرت من الانقسامات الداخلية الناتجة عن خسارة الرواية الإسرائيلية أمام "دعاية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، حيث عملت المنشورات الداعمة لفلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي على تعزيز صورة "نمطية معادية لليهود".
ولفتت الصحيفة إلى أهمية تغيير العقلية الإسرائيلية لا الخطاب لتجنب أي سبيل لعودة الحرب، وأن تجاهل القضية الفلسطينية قد يؤدي لمزيد من العنف بوقت لاحق.
وعلق الكاتب ناديياف ريئال في الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" على خطاب ترامب بالكنيست، معتبرا أنه أعاد الأمل لإسرائيل، وأن عودة الرهائن من غزة شكلت رمزا للتعافي الوطني.
داعيا حكومة نتنياهو للتفرغ لخطط التنمية والسلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
بسبب دعم إسرائيل.. إلغاء حفل فرقة أمريكية في بلجيكا
ألغت بلدية فورست في العاصمة البلجيكية بروكسل حفلاً موسيقيًا لفرقة الميتال الأميركية الشهيرة “ديستربد”، كان من المقرر إقامته في 15 أكتوبر الجاري، وذلك بسبب “مخاوف أمنية” مرتبطة بالمواقف السياسية للمغني الرئيسي للفرقة، دافيد درايمان، المؤيد لإسرائيل.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “دي ستاندرد” البلجيكية، فقد جاء قرار الإلغاء بناءً على أمر رسمي من الشرطة بعد تقييم أمني سلبي، حيث كانت الحفلة ستُقام في قاعة “فورست ناسيونال” الشهيرة.
وقال شارل سبابينس، عمدة بلدية فورست، إن “القرار جاء استنادًا إلى حساسية الموقع وتوصيات الشرطة، مشددًا على أن أولويته هي سلامة السكان والجمهور والموظفين”.
وأضاف في تصريحه لصحيفة “ذي بروكسل تايمز” أن “حضور درايمان يمثل مشكلة أخلاقية”، موضحًا أن المغني “وقّع سابقًا على قذيفة أُطلقت على غزة”، في إشارة إلى حادثة أثارت جدلاً واسعًا العام الماضي.
التقارير المحلية أشارت إلى أن نقابات ومنظمات مدنية كانت تخطط لتنظيم احتجاجات أمام موقع الحفل رفضًا لحضور درايمان، الأمر الذي دفع الشرطة للتحذير من تهديد محتمل للأمن العام. وحتى الآن، لم تُصدر فرقة “ديستربد” أي بيان رسمي تعليقًا على قرار الإلغاء.
المغني دافيد درايمان، وهو يهودي الديانة، نشر العام الماضي صورة له من قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب حدود غزة وهو يوقع على قذيفة. الصورة أثارت انتقادات واسعة، وردّ عليها درايمان بالقول: “نعم، وقّعت على قذيفة واحدة، وأنا أعي ما فعلت وسأفعله مجددًا. الادعاء بأنها قتلت أطفالاً أو مدنيين أمر سخيف”.
ويُشار إلى أن فرقة “ديستربد” تقوم حاليًا بجولة أوروبية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ25 لألبومها الأول “The Sickness”.
وفي سياق متصل، انضمت بلجيكا مؤخرًا إلى مجموعة من الدول الأوروبية التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، وفرضت عقوبات على إسرائيل، وسط انتقادات رسمية لما وصفته بـ”المأساة الإنسانية” في غزة، مما يعكس توتراً متزايداً في العلاقات الأوروبية الإسرائيلية على خلفية تطورات الصراع في الشرق الأوسط.