جرحى في هجوم على مكتب مرشح برلماني عراقي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
أطلق مسلحون النار صباح اليوم، السبت، على مكتب مرشح برلماني عراقي جنوب بغداد، ما أدى إلى إصابة حارسين شخصيين، وفقًا لمصدر أمني.
ويأتي الهجوم على مكتب السياسي السني مثنى العزاوي بعد أيام من انفجار قنبلة أودت بحياة مرشح آخر في انتخابات 11 نوفمبر للبرلمان ذي الأغلبية الشيعية.
وقال مصدر لوكالات الصحافة الدولية إن المسلحين فروا بعد الهجوم في اليوسفية على بعد 25 كيلومترًا (16 ميلاً) جنوب العاصمة.
ويعد العزاوي عضوا في مجلس محافظة بغداد، وينتمي إلى "تحالف العظم"، وهو تحالف سني وسطي بقيادة مثنى السامرائي.
وأدان المرشح "بشدة الهجوم الجبان"، قائلاً: "هذه الأعمال لن تمنعنا من الاستمرار في خدمة شعبنا".
وأضاف العزاوي، على صفحته على “فيسبوك”: "سيُعاقب المهاجمون على أفعالهم عاجلاً أم آجلاً".
قُتل عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح في الانتخابات صفاء المشهداني يوم الأربعاء عندما انفجرت تحت سيارته شمال المدينة.
كما أصيب ثلاثة من حراسه الشخصيين.
وكان المشهداني يترشح مع تحالف السيادة، أحد أكبر التحالفات السنية في العراق، بقيادة رجل الأعمال خميس الخنجر ورئيس البرلمان محمود المشهداني.
أدان التحالف "الجريمة الجبانة"، واصفًا إياها بأنها "امتداد لنهج الإقصاء والاستهداف والغدر الذي تنتهجه قوى السلاح المنفلت والإرهاب، والتي تسعى جميعها إلى إسكات الأصوات الوطنية الحرة".
أمر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإجراء تحقيق في الهجوم على المشهداني، ودعا إلى اعتقال الجناة.
تمثل الانتخابات المقبلة هي السادسة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، والذي أطاح بالرئيس صدام حسين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جرحى مرشح برلماني عراقي مسلحون النار شخصيين العزاوي انفجار قنبلة
إقرأ أيضاً:
هل يعيد مقتل المشهداني شبح الاغتيالات وفوضى الأمن للعراق؟
في حادثة أعادت إلى الواجهة ملف الاغتيالات السياسية، الذي يُفترض أن العراق قد طواه منذ سنوات، أثارت عملية اغتيال المرشح للانتخابات البرلمانية صفاء المشهداني موجة من التساؤلات حول دوافع الجريمة وتداعياتها على المشهدين السياسي والأمني في البلد.
وأعلن في العراق، الأربعاء، عن مقتل عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح للانتخابات البرلمانية، صفاء المشهداني، إثر انفجار عبوة لاصقة وُضعت أسفل سيارته الشخصية، ما تسبب بصدمة واسعة في الأوساط السياسية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
"اغتيال سياسي"
وبخصوص استهداف المشهداني في هذا التوقيت، رأى الكاتب والمحلل السياسي العراقي، فلاح المشعل، أن الأخير شاب جريء وطموح وكان يدافع بشدة وضراوة عن مدينته الطارمية ضد المحاولات الرامية للاستحواذ عليها وتحويلها إلى أشبه بـ"مستعمرة" جرف الصخر في شمال بابل.
وأوضح المشعل لـ"عربي21" أن "الطارمية مدينة زراعية ثرية جدا بعيدة عن التوتر والإرهاب، وأن ساكنيها لديهم فيها استثمارات زراعية وواردات ضخمة، حيث يصل دخلهم السنوي إلى نحو 10 مليار دينار (7.6 مليون دولار)، لكنها تثير شهية بعض الأطراف من حملة السلاح، التي تتطلع للسيطرة عليها".
ولفت إلى أن استهداف صفاء كونه كان أعلى صوت فيها، وأنه قبيل تصفيته بساعات نشر قرارا صدر عن محافظة بغداد يقضي بمنع الاستثمار في الطارمية وتغيير جنس الأراضي من زراعي إلى سكني، وهذا كان بمثابة إنجاز للمدينة وأهلها، لذلك جرى استهدافه بشكل متعجل.
واستبعد المشعل "فكرة وقوف تنظيم الدولة وراء مقتل المشهداني"، معربا عن اعتقاده بأن "ما حصل هو عملية اغتيال سياسي، لكن معرفة من هي الجهة المسؤولة والمستفيدة من إسكات صوته، تبقى وظيفة الحكومة والبرلمان والدولة بصورة عامة".
وأشار إلى أن "ما جرى يعد عملا إرهابيا في النهاية، وأن حصوله في هذه الظروف بالتأكيد يشكل تهديدا ومخاوف لجميع المرشحين خصوصا من المكون السني، لأن محيط بغداد معروف بأنه في غالبيته سني".
ورأى المشعل أن "حادثة الاغتيال تخل بتعهدات المؤسسة الأمنية ودور رئيس الوزراء، الذي عادة ما يكرر فكرة الأمن ويعتبرها واحدة من إنجازات حكومته، بالتالي ما حصل يمثل خرقا أمنيا كبيرا، لأن المقتول عنصر سياسي وإداري في الدولة العراقية".
كما أن الحادثة، بحسب المشعل، تمثل تهديدا صريحا لبعض الأطراف السنية التي كانت تتحدث خارج الخطوط الحمراء، وتقول إن رئاسة الوزراء ستكون للسُنة بعد الانتخابات البرلمانية، وأن مساحتهم ستزداد سياسيا ويكون لهم دورا أكبر في المرحلة المقبلة.
ونوه إلى أن "الشعب العراقي كله اليوم في حالة من الإثارة والترقب والانتظار بخصوص ما الذي سيحدث قبل الانتخابات وبعدها، وهل سيكون هناك مشروع تغيير وما الجديد؟ خصوصا أن كل الأطراف تتحدث عن أنها انتخابات مفصلية وستفتح آفاقا جديدة على العراق".
وأعرب المشعل عن خشيته من أن "يكون حادثة اغتيال المشهداني منطلقا لفعاليات إرهابية أخرى تستهدف المواطنين وتعيد أجواء الرعب إلى بغداد ومحيطها، خصوصا أن هذه الانتخابات غطاء سياسي لصراع رؤوس أموال وأجندات دولية داخل العراق، إضافة إلى وجود سلاح مواز لسلاح الدولة".
"تداعيات خطيرة"
وعلى الصعيد ذاته، فسّر الباحث والأكاديمي العراقي، مؤيد النعيمي، حادثة مقتل المرشح المشهداني، بأنها عملية تحمل بصمات السلاح المنفلت، وأن الهدف من ورائها إسكات أي صوت يرفض هذا السلاح ومحاولات فرض تغيير ديموغرافي في بغداد خصوصا والعراق عموما.
وبيّن النعيمي في حديث مع "عربي21" أن "تصريحات المشهداني وتنبؤه المسبق بأنه سيدفع حياته ثمنا لرفضه اتهام مدينته بالإرهاب وسعي المليشيات للسيطرة عليها، تؤكد بما لا يقبل للشك أنه قتل على يد من كان يقف بوجه مشاريعهم ومخططاتهم التوسعية الطامعة بمدينة الطارمية".
ولفت الأكاديمي العراقي إلى أن "الحكومة مطالبة بإعلان الجهة التي اغتالت المشهداني قبل موعد الانتخابات، خصوصا أن العبوة اللاصقة وضعت لسيارته أثناء تواجده في منطقة المنصور ببغداد- حسب المؤشرات الأولية- بالتالي يمكن العودة للكاميرات ومعرفة الفاعلين".
وأشار إلى أن "الرأي العام في العراق كله مقتنع بأن اغتيال المشهداني كان سياسيا، بالتالي أي محاولة من السلطات للحديث عن وقوف تنظيم الدولة وراء الموضوع سيكون غير مقنعة، وبمثابة التستر على الفاعلين، في وقت تفاخر فيه الحكومة الحالية بالإنجازات الأمنية".
واستبعد الباحث العراقي نجاح محاولات عدد من السياسيين والناشطين المرتبطين بالفصائل المسلحة من حرف الحقائق، وذلك عبر حديثهم عن أن "اغتيال المشهداني سببه صراع سني- سني على الانتخابات، لأن السنة وقادتهم لا يستطيعون تمرير مسدس، فما بالنا بعبوة لاصقة".
وأكد النعيمي أن "هذا النوع من المتفجرات لا تمتلكه سوى الأطراف المسلحة في العراق، وهم الوحيدين القادرين على التنقل به في مناطق بغداد، كونهم يتسترون ويتنقلون تحت عناوين أمنية عدة".
وخلص إلى أن "المليشيات المسلحة تسعى أيضا إلى إرهاب المكون السني بكامله وتخويفه من المشاركة الانتخابية، وهذا الأمر خطير ويخلق جوا من انعدام الثقة بين المكون والأجهزة الأمنية، ويعيد البلاد إلى المربع الأول، لذلك على الحكومة التعامل بمسؤولية وكشف الفاعلين أيا كانوا".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد وجه بتشكيل فريق عمل جنائي ولجنة تحقيقية بشأن اغتيال صفاء المشهداني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية "واع" الأربعاء.
وقد دعا رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، الأربعاء، الحكومة العراقية والجهات الأمنية إلى ضرورة القيام بالإجراءات التحقيقية اللازمة وتشكيل لجنة تتولى التحقيق في الجريمة البشعة في اغتيال المرشح صفاء المشهداني، مع اثنين من مرافقيه في قضاء الطارمية شمالي بغداد.
وقال المشهداني إن "اغتيال المرشح لانتخابات البرلمان العراقي واثنين من مرافقيه يعد عملا إرهابيا جبانا أراد النيل من رجال الموقف والكلمة والمبدأ وعلى الحكومة معرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم".
وأضاف: "سيقوم البرلمان من جهته بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث الإرهابي، الذي استهدف شخصية وطنية واجتماعية، وتقديم كل المتورطين إلى القضاء".
وأدان السفير البريطاني في العراق عرفان صديق الحادث، وكتب على حسابه في منصة "أكس" إن "العنف ضد المرشحين السياسيين يضر بالديمقراطية العراقية، يجب محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال صفاء المشهداني. ما يحتاجه العراق الآن هو الاستقرار والتقدم السلمي نحو الانتخابات".