الشؤون المعنوية.. درع الوعي في معركة الوطن
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
لم يكن دور إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة في يوم من الأيام دورًا تقليديًا أو محدود التأثير، بل أصبح ركيزة أساسية في معركة الوعي التي تخوضها الدولة المصرية، إذ لم تكتف الإدارة بإبراز بطولات الجيش المصري، بل تحولت إلى منصة فكرية وتنويرية تعيد تشكيل الوعي الجمعي، وتغرس في الأجيال روح الانتماء والفخر بما يقدمه أبناء القوات المسلحة من تضحيات في سبيل الوطن.
وتجسد هذا الدور الوطني بوضوح خلال الندوة التثقيفية الثانية والأربعين التي نظمتها القوات المسلحة اليوم الأحد بمناسبة الاحتفال بالذكرة الـ52 لنصر أكتوبر العظيم، بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة.
وعكست الندوة صورة مشرفة لإدارة الشؤون المعنوية، التي نجحت في تقديم رسالة وطنية جامعة من خلال فقرات مؤثرة وأفلام تسجيلية وثّقت بطولات أبناء القوات المسلحة خاصة في الفترة التي لحقت 1967 وحتى نصر أكتوبر 1973، وصولًا إلى مرحلة البناء والتنمية والمشروعات القومية الكبرى.
وفي كل مرحلة من تاريخ مصر الحديث، كانت إدارة الشؤون المعنوية حاضرة بفكرها وجهدها، توثق التضحيات، وتبث الأمل، وتعيد صياغة مفهوم القوة في الوعي الجمعي للمصريين، ليس فقط من خلال الإعلام العسكري، بل عبر ما تقدمه من أعمال فنية وثقافية وأغانٍ وطنية تمس وجدان الشعب وتوحده خلف راية الوطن.
ويأتي هذا الجهد المتواصل امتدادًا لدور الإدارة في بناء الشخصية الوطنية المصرية، حيث تعمل الشؤون المعنوية على رفع وعي المواطن بما تواجهه الدولة من تحديات داخلية وخارجية، وتقدم صورة واقعية لما تحققه القوات المسلحة من إنجازات في مختلف المجالات، سواء في حماية الأمن القومي أو في دعم جهود التنمية والبناء.
كما تسهم الإدارة في ربط الأجيال الجديدة بتاريخها العسكري المشرف، عبر مبادرات تثقيفية وبرامج توعوية وندوات طلابية تُنظَّم في الجامعات والمدارس، إلى جانب التعاون المستمر مع وسائل الإعلام لإيصال رسائل توعوية ترسخ قيم الانتماء والمسؤولية والمواطنة.
ولا يقتصر دور إدارة الشؤون المعنوية على المناسبات الوطنية، بل يمتد ليشمل دعم أسر الشهداء والمصابين، وتخليد ذكراهم من خلال أعمال فنية ووثائقية تُبرز تضحياتهم، لتظل قدوة ملهمة للأجيال القادمة، ورسالة واضحة بأن الدفاع عن الوطن ليس مهمة جيل بعينه، بل عهد تتوارثه الأجيال.
لقد أصبحت إدارة الشؤون المعنوية اليوم ذراعًا فكرية وثقافية تسهم في بناء وعي وطني مستنير، يواكب تحديات العصر، ويحصن المجتمع ضد الشائعات ومحاولات التشكيك، في تأكيد عملي على أن القوة لا تُقاس بالسلاح فقط، بل أيضًا بصلابة الوعي وإيمان الشعب بقضيته.
وتواصل إدارة الشؤون المعنوية تطوير أدواتها الإعلامية بما يتماشى مع تطورات العصر الرقمي، فباتت حاضرة بقوة عبر المنصات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، تقدم محتوى وطنيًا هادفًا يخاطب عقول الشباب بلغة قريبة منهم، ويواجه حملات التضليل والشائعات بأسلوب علمي وموضوعي يعتمد على الحقائق والمصداقية. ويعكس هذا التوجه الجديد ، وعي القيادة بأهمية الإعلام الحديث في حماية الأمن القومي الفكري، وترسيخ الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
كما نجحت الإدارة في تحويل المناسبات الوطنية إلى لحظات وعي جماعي يعيشها الشعب المصري بكل فئاته، من خلال تنظيم عروض فنية ووثائقية وندوات فكرية تُبرز القيم النبيلة للعسكرية المصرية.
وهكذا أصبحت الشؤون المعنوية جسرًا يربط بين الجيش والشعب، يجدد في النفوس الإيمان بأن الانتماء لمصر ليس شعارًا يُرفع، بل سلوك يُترجم في العمل والإخلاص والبناء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشئون المعنوية الشؤون المعنوية لقوات المسلحة الجيش المصري نصر أكتوبر حرب أكتوبر القوات المسلحة من خلال
إقرأ أيضاً:
تناسل الحروب
تناسل الحروب
التقي البشير الماحي
قامت الإدارة الأمريكية ممثلة في وزارة الخزانة بفرض عقوبات على أفراد وشركات كولومبية لمشاركتها في القتال الدائر في السودان عن طريق مده بمرتزقة ومقاتلين، هذه الخطوة في ظني لا تأثير لها على مجريات الحرب في السودان فدوماً ما كانت هناك جهات داعمة اليوم كولمبية وأمس كوبية وغداً دولة جديدة.
السودان ظل لعقود طويلة مسرحًا للقتال بين أبناء الوطن الواحد وتناسلت فيه الحركات المسلحة بأسماء يصعب حتى حصرها. لم تشكُ حركةٌ فيه من قلة التمويل، وهذه حقيقة يعلمها قادة الحركات المصطفّون اليوم إلى جانب القوات المسلحة في قتالها ضد الدعم السريع أو تلك التي تقاتل إلى جانب الدعم السريع.
عندما تتوفر البيئة المناسبة لتوالد الناموس لا يمكنك أن تسأل عن المصادر التي يتغذى منها هذا الناموس ليعود ويمارس عليك ما برع فيه. فالشركات التي تصنع الذخيرة ووسائل القتل مستعدة دائمًا لتمويل كل من يريد استخدام منتجاتها بوسائل وطرق دفع أكثر راحة وهي فرصة للتخلص من كلفة تخزينها والعمل على تطوير منتجاتها من خلال التجربة الحقيقية على أجساد الغلابة والمستضعفين في دول العالم الثالث.
قد تصلح العقوبات وسيلة للضغط وجرّ الأطراف إلى التفاوض وتحكيم صوت العقل، ومعرفة أن هذه الحرب لا منتصر فيها على الإطلاق بعد مضي قرابة ثلاثة أعوام. الدعم السريع غير مؤهل حتى للبقاء كجسم دعك من أن يكون طرفًا في الحكم، وذلك بسبب ما حدث منه طيلة فترة الحرب وقبلها، فلم يقدم ما يشفع له صبيحة يوم إيقاف الحرب، وإلقاء اللوم دومًا على جهة أخرى حيلة لا تنطلي حتى على غافل.
قيادات الجيش السوداني غير مؤتمنة على أرواح الناس وحمايتهم وهم أكثر من فرّط في حماية الناس والأمن القومي، والجميع ينبه إلى خطورة ما يمكن أن يحدث وظلّوا هم المغذّين والقائمين على ما حدث، ورعوا ذلك حتى صبيحة الخامس عشر من أبريل محدثين أكبر شرخ مرّ على تاريخ السودان وظلّوا طيلة فترة الحرب يعيدون استخدام أسطوانة مشروخة معلومة للجميع حتى قبل قيام الحرب.
اليوم أصبح بعض قادة القوات المسلحة أكثر جرأة، وهم يطلقون مصطلح “جنجويد” وهو اسم ظلّ لفظًا يطلقه الثوار في كل محطات تبديل وتغيير هذا الاسم منذ أن سُمي بحرس الحدود وغيرها من الأسماء في محاولة لتبديل جلده حتى غدا الدعم السريع ولكن ظلّوا هم الجنجويد ماركة مسجلة باسم الحركة الإسلامية التي برعت في تغيير جلدها كالحرباء.
آخر ما توصلوا إليه تصريح أحد قياداتهم أنهم ليسوا بإخوان مسلمين ولكنهم مؤتمر وطني وكأن من علمهم الأب فليو ثاوس فرج وليس حسن البنا.
الوسومالأمن القومي الإدارة الأمريكية التقي البشير الماحي الجنجويد الجيش السوداني الحركات المسلحة القوات المسلحة المرتزقة الكولومبيين ثورة ديسمبر كوبية كولومبيا مليشيا الدعم السريع وزارة الخزانة الأمريكية