الثورة نت:
2025-12-13@17:37:10 GMT

استهلاك المياه الجوفية 

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

 

الماء ليس له بديلا، فغيابه أكبر معضلة في الحياة كونه يشكل المصير ويرسم شكل البدايات والنهايات ومن هنا تأتي أهميته نتيجة الدور الذي يلعبه في حياة البشر، لا حدود له، أما مدى التأثير الإيجابي لتوفره والسلبي لغيابه وبكل درجاته، فأمر في غاية الأهمية والمسؤولية، فقلة المياه في ظل زيادة الطلب عليه من جميع القطاعات المستهلكة تعتبر مسألة جوهرية وتطرح وتجدد التساؤلات باستمرار، حيث تتعاظم مع الحقيقة بأن الماء هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن صناعته وتخليقه رغم المعرفة العلمية بتركيبه الكيميائي، ومن هنا تأتي خطورة الدور الذي يلعبه في الحياة، حيث تتجلى الأهمية وتتعاظم مع قلة المياه من مصادرها الطبيعية، فمثل وضع بلادنا الأمر يختلف ويؤكد أن المياه الجوفية من أهم موارد المياه العذبة لجميع السكان، لأنها بمثابة تامين إذ تساهم في حماية الأمن الغذائي والحد من الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتصبح أغلى وأندر ثروة طبيعية، لكن المعضلة تبقى فيما يقابله من نقص في التعامل العلمي رغم أهميته الحياتية والاقتصادية والفرص المتاحة للاستفادة من ذلك، مع هذه الاشكالية فاليمن من أكثر الدول التي تعتمد بنسبة كبيرة على المياه الجوفية في ظل حقيقة قلة موارد المياه الطبيعية إلى جانب كونه محدود الكم والكيف وبالتالي سيظل تكرار الإشارة إليه كقضية محورية امر طبيعي، لأنه قابل للنضوب بفعل الاستهلاك الكبير الذي اقترب لدرجة ربما تلامس سقف الاستنزاف، ذلك ما يجب أن يدفع ويزيد من ضرورة الاهتمام بالمياه المتجددة المحدودة من الأمطار وفي نفس الوقت يزيد من أهمية تنمية المياه الجوفية المتجددة.

فالله سبحانه وتعالى جعل الماء في دورة مستدامة على وجه الأرض يتحول من حالة صلبة «ثلوج» إلى حالة سائلة ماء، ثم يتعرض بسبب حرارة الشمس إلى حالة تبخير، فيصبح بخاراً تنقله الرياح من مكان لآخر ثم يتكثف وينزل ماء مرة أخرى على الأرض هكذا في حركة مستدامة.

الأهم في هذه الدورة أو الحركة المائية هو عنصر الغطاء النباتي من أشجار، كلما زادت كثافة الأشجار ومساحاتها على الأرض، كلما تعاظمت كميات الأمطار فلا شيء يحصل من لا شيء، فالمخزون من المياه الاستراتيجية هو من فترات العصور المطيرة والغابرة، من هنا تأخذ أهميتها ودورها الوظيفي البيئي في استجلاب السحب المحملة ببخار الماء، والعابرة إليها من البحار القريبة، وما يتم خزنه في رصيد المياه الاستراتيجية الجوفية المتجددة هو أثمن وأغلى شيء وهي الحقيقة التي تفرضها ندرة أو قلة مصادر المياه الطبيعية الأخرى.

السحب الزائد يؤدي إلى زيادة الضغط على المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية بشكل كبير، كونه موجهاً لاستخدام البشر وللزراعة بكافة إشكالها والصناعة والخدمات، كما أن الاستمرار في حفر آبار بأعداد كبيرة والتعميق في الحفر للآبار التي جفت أو تراجع الماء فيها ليتم تعميقها كلها مؤشرات تظهر وتؤكد من وقت إلى آخر أن التراجع المستمر وهبوط مناسيب المياه بشكل حاد ونضوب بعض المواقع من المياه الجوفية إنما هو واقع لاتجاهات وتعاملات سلبية ومن الأهمية بمكان متابعتها بشكل علمي للحاضر والمستقبل، حيث تتعاقب أدوار من التوسعات العمرانية والزراعية والصناعية والنمو السكاني ومن وقت إلى آخر ومن جيل إلى آخر، لتبدأ أدوار أخرى تواصل عمليات السحب من المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية الأحفورية، في الوقت الذي يحتاج فيه خصوصا في مناطق المياه الجوفية المتجددة إلى استراتيجية زراعية ومائية وبيئية مستدامة، لأن المياه الجوفية مورد مشترك يلزم تقدير قيمته بشكل صحيح وإدارته بعناية فائقة لإفادة المجتمع والاقتصاد والبيئة.

ومن صلب هذه الأهمية تبرز ضرورة اتباع أساليب التخطيط بعيد المدى، مثل الاستفادة من الطرق العلمية في استمطار السحاب في المناطق المطيرة عن طريق تكثيف الغطاء النباتي من الأشجار والتركيز على تشجير كل المساحات والأراضي في هذه المناطق المطيرة بكثافة عالية بهدف الحفاظ على استدامة متابعة الحماية والرعاية بشكل استثنائي.

باحث في وزارة المالية

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: حينما ينزل المطر أحرص على أن أتوضأ منه، فما حكم الوضوء من هذا الماء؟ وهل لهذا الماء فضيلة؟.

وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: ماء المطر ماءٌ مطلق يجوز الوضوء به ما لم يختلط بشيء يغيّره تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليه، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن له فضلًا عظيمًا، فقد وصف في القرآن بالرحمة والبركة والطهورية، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَتَعرَّض له عند أول نزوله رجاء بركته، وصورة التعرض المستحب ملاقاة المطر البدن مباشرة أثناء نزوله.

هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيبهل تقبل صلاة الجمعة في البيت بسبب المطر الشديد؟.. الإفتاء تردحكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء.. الإفتاء تجيبحكم الصلاة في المنزل أثناء الأمطار الشديدة.. دار الإفتاء توضح

حكم الوضوء بماء المطر
من المقرر شرعًا أنَّ الطهارة لا تكون إلَّا بالماء الطهور المطلق، وهو الباقي على أصْلِ خلقته؛ إذ الماء المطلق طاهرٌ في نفسه مُطهِّرٌ لغيره، وهو الذي يُطلق عليه اسم الماء بلا قيدٍ أو إضافة، ومن الماء المطلق: ماء البحار، والأنهار، والعيون، والآبار، وماء المطر، كما في "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني الشافعي (1/ 116، ط. دار الكتب العلمية).

ولا خلاف بين العلماء في أن مياه الأمطار من الماء المطلق، والتي يجوز الطهارة بها، ما لم تختلط بشيء يغيّرها تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليها، كأن تختلط بماء ورد أو مسك، والأصل في جواز الوضوء بماء المطر قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: 11]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48].

قال الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (13/ 41، ط. دار الكتب المصرية): [المياه المنزلة من السماء والمودعة في الأرض طاهرة مطهرة على اختلاف ألوانها وطُعومها وأرياحها حتى يخالطها غيرها] اهـ.

وقال الإمام البغوي في" تفسيره" (3/ 448، ط. إحياء التراث): [﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ والطهور هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره] اهـ.

وقال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 83، ط. دار الكتب العلمية): [الماء المطلق، ولا خلاف في أنه يحصل به الطهارة الحقيقية والحكمية جميعًا؛ لأن الله تعالى سمى الماء طهورًا بقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]، وكذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «الماء طهور لا ينجسه شيء، إلا ما غير لونه، أو طعمه، أو ريحه»، والطهور: هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره] اهـ.

وقال الإمام ابن رشد الجد المالكي في "المقدمات الممهدات" (1/ 85-86، ط. دار الغرب الإسلامي): [فالأصل في المياه كلها الطهارة والتطهير، ماء السماء وماء البحر وماء الأنهار وماء العيون وماء الآبار، عذبة كانت أو مالحة] اهـ.

وقال الإمام الرملي في "نهاية المحتاج" (1/ 60، ط. دار الفكر): [قال: (قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48] أي: مطهرًا، ويُعبر عنه بالمطلق، وعدل عن قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: 11] وإن قيل بأصرحيتها؛ ليفيد بذلك أن الطهور غير الطاهر، إذ قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ [الفرقان: 48] دل على كونه طاهرًا؛ لأن الآية سيقت في معرض الامتنان وهو سبحانه لا يمتن بنجس] اهـ.

وقال الإمام شمس الدين الزركشي الحنبلي في شرحه على "مختصر الخرقي" (1/ 115، ط. دار العبيكان): [كل طهارة -سواء كانت طهارة حدث أو خبث- تحصل بكل ماء هذه صفته سواء نزل من السماء، أو نبع من الأرض على أي صفة خلق عليها، من بياض وصفرة، وسواد، وحرارة وبرودة، إلى غير ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾] اهـ.

فضل ماء المطر
أما عن فضيلة هذا الماء فتظهر من وصف الله تعالى له بأوصاف متعددة في مواطن كثيرة من القرآن، حيث جاء وصفه مرة بأنه رحمة، ومرة بأنه طهور، ومرة بأنه مباركٌ، قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا﴾ [ق: 9]، وقال جل شأنه: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]، وقال تعاظمت أسماؤه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28]، والرحمة المقصودة في هذه الآية هي البركة الناتجة عن المطر، كما قال الإمام النسفي في تفسيره "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 255، ط. دار الكلم الطيب): [﴿وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ﴾: أي بركات الغيث ومنافعه وما يحصل به من الخصب] اهـ.

ولذا كان من السنة التعرض للمطر، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يَتَعرَّض له بجسده الشريف، ولما سُئل عن ذلك قال: إنه -أي: ماء المطر- حديث عهد بربه، فعن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» رواه مسلم.

فأفاد استحباب التعرض للمطر عند نزوله، قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (6/ 195-196، ط. دار إحياء التراث): [معنى "حسر": كشف، أي: كشف بعض بدنه، ومعنى حديث عهد بربه، أي: بتكوين ربه إياه، ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها، وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر] اهـ.

وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فكانوا يتعرضون للمطر؛ لينالوا من بركته، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْمَطَرَ خَلَعَ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ، وَيَقُولُ: «حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْعَرْشِ» رواه ابن أبي شيبة.


وأوضحت بناءً على ذلك: أن ماء المطر ماءٌ مطلق يجوز الوضوء به ما لم يختلط بشيء يغيّره تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليه، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن له فضلًا عظيمًا، فقد وصف في القرآن بالرحمة والبركة والطهورية، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَتَعرَّض له عند أول نزوله رجاء بركته، وصورة التعرض المستحب ملاقاة المطر البدن مباشرة أثناء هطوله.

طباعة شارك الوضوء المطر حكم الوضوء بماء المطر القرآن فضل ماء المطر ماء المطر

مقالات مشابهة

  • انطلاق مؤتمر الشبكات الذكية الاثنين المقبل بالرياض
  • محافظ أسوان: تنفيذ بئر لسحب المياه الجوفية بقرية الدكة بنصرالنوبة..صور
  • لحل مشكلة المياه الجوفية بالدكة.. محافظ أسوان يوجّه بإنشاء بئر سحب عاجل بنصر النوبة
  • محافظ أسوان يوجّه بتنفيذ بئر سحب لإنهاء شكوى المياه الجوفية بقرية الدكة بنصر النوبة
  • الداخلية تضبط مخالفات عدم الالتزام بقرارات ترشيد استهلاك الكهرباء
  • ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح
  • أنواع عديدة للحرائق تندلع بشكل متكرر فى المنشآت.. اعرفها
  • الأشغال تطرح عطاء لإعادة إنارة ممر عمّان التنموي بالطاقة الشمسية
  • وزير الكهرباء يزور جناح هيئة الطاقة الذرية بمعرض IRC EXPO
  • مجلس الوزراء يستعرض خطة «توباكت» لتعزيز الطاقة النظيفة