تتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين ضد المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، خاصة مع انطلاق موسم قطف الزيتون، الذي يُعدّ رمزًا راسخًا للهوية والصمود الفلسطينيين، حسبما أفادت وكالة "رويترز".

158 اعتداءً من قبل المستوطنين على بساتين الزيتون والمزارعين

ووفقًا لبيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية، سجلت الضفة الغربية منذ مطلع أكتوبر 158 اعتداءً من قبل المستوطنين، استهدفت بساتين الزيتون والمزارعين في مختلف المناطق.

 

وتشير أرقام مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى زيادة بنسبة 13% في هجمات المستوطنين خلال الأسبوعين الأولين من موسم الحصاد لعام 2025 مقارنة بالعام الماضي.

وتُعد الضفة الغربية موطنًا لنحو 2.7 مليون فلسطيني، وكانت على مدى عقود محورًا أساسيًا في خطط إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. إلا أن التوسع الاستيطاني المتسارع أدى إلى تفتيت الأراضي الفلسطينية وتقويض فرص الحل السياسي، في وقت تعتبر فيه معظم الدول المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو ما تنفيه إسرائيل باستمرار.

ويقول ناشطون ومزارعون إن الهجمات على المزارعين وأشجار الزيتون ازدادت حدّة منذ اندلاع الحرب على غزة قبل عامين.

ويؤكد أدهم الربيعة، أحد النشطاء في شمال الضفة، أن "شجرة الزيتون ليست مجرد مصدر رزق، بل رمزٌ للصمود الفلسطيني والتشبث بالأرض".

وفي بلدة ترمسعيا، شمال رام الله، فقدت عشرات العائلات بساتينها بعد قيام المستوطنين بقطع مئات أشجار الزيتون. وتروي عفاف أبوعليا، البالغة من العمر 55 عامًا، كيف أُجبرت عائلتها على مغادرة قريتها المغير بعد أن دمّر المستوطنون بستانهم الذي يضم أكثر من 500 شجرة. 

وتقول إنهم اضطروا للعمل في أراضٍ أخرى مقابل الحصول على جزء من المحصول لتعويض خسائرهم.

من جهته، أوضح مرزوق أبونعيم، عضو المجلس المحلي، أن "الأوامر العسكرية الإسرائيلية إلى جانب اعتداءات المستوطنين أغلقت معظم الطرق المؤدية إلى بساتين الزيتون"، ما حرم المزارعين من جني محصولهم السنوي. 

وأضاف أن هذا الوضع تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، وأدى إلى "تأجيل بعض الشباب دراستهم الجامعية، فيما أصبحت اللحوم ترفًا نادرًا على موائد العديد من الأسر".

وحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، ارتفعت الخسائر المالية لمزارعي الضفة الغربية بنسبة 17% منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف أكتوبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين تقول هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن أكثر من 15 ألف شجرة تعرضت للاعتداء منذ أكتوبر 2024.

أما الجيش الإسرائيلي فقد برر قطع آلاف الأشجار بـ"أسباب أمنية"، مدعيًا أنه أزال نحو 3000 شجرة "لتحسين الدفاعات"، في حين يؤكد السكان أن الرقم أكبر بكثير.

وفي تقريره الأخير، قال أجيث سونغاي، رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، إن "المستوطنين نفذوا اعتداءات ممنهجة تشمل حرق البساتين وتدمير المنازل والبنية التحتية الزراعية"، مؤكدًا أن الاعتداءات تجري غالبًا بموافقة ودعم من قوات الأمن الإسرائيلية، وأحيانًا بمشاركتها المباشرة، دون أي محاسبة.

ورغم إعلان مجلس ماتي بنيامين الإقليمي، المشرف على المستوطنات الإسرائيلية في منطقة ترمسعيا، إدانته العنف "بكل أشكاله"، فإن المزارعين الفلسطينيين يرون في هذه التصريحات محاولة لتجميل الواقع، مؤكدين أن الهجمات اليومية تهدد موسم الزيتون، الركيزة الأساسية للزراعة الفلسطينية التي تمثل 8% من الناتج المحلي الإجمالي وتؤمّن أكثر من 60 ألف وظيفة في الضفة الغربية.

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تدين اعتداءات المستوطنين على المواطنين والمتضامنين بموسم قطف الزيتون

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الثلاثاء اعتداءات المستوطنين على المواطنين والمتضامنين الأجانب خلال الموسم الوطني لقطف الزيتون في الضفة الغربية المحتلة.


وأكدت الوزارة - في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - أن حراك العصابات المسلحة للمستوطنين يأتي بحماية وتنسيق من جيش الاحتلال الإسرائيلي وجزء من سياسة ممنهجة وواسعة النطاق لاستهداف أبناء الشعب الفلسطيني ولمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، والاعتداء عليهم بالضرب، وإحراق مركباتهم، وسرقة ثمار الزيتون، وهو ما يمثل جزءا من استمرار مخطط الإبادة والتهجير وعرقلة الزخم الدولي الرامي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد الدولة الفلسطينية.


وأدانت اعتقال سلطات الاحتلال 32 ناشطا أجنبيا كانوا يشاركون في حملة لمساندة الأهالي في قطف الزيتون وتوثيق جرائم المستوطنين، معتبرة هذه الممارسات تمثل استمرارا لمحاولات إخفاء حجم الاعتداءات وانتهاكات القانون الدولي في سياق سياسة شاملة تسعى إلى محو كل جوانب الحياة الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة.


وشددت على أن محاولات سلطات الاحتلال وأدواته المختلفة بما فيها إرهاب المستوطنين، والرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بالإرهاب والقتل وقلع الأشجار وإحراق المحاصيل، يجب ألا تمر دون محاسبة لأنها لا تشكل فقط انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، بل وتهديدًا لقيم العدالة التي تقوم عليها أسس المنظومة الدولية وغيرها من الأعراف والحقوق الأساسية.


ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية جميع الدول والمجتمع الدولي إلى التحرك فورا لوضع حد لهذه الممارسات، وحماية المدنيين الفلسطينيين وضمان حقهم الثابت والأصيل في العيش بأمن وكرامة على أرضهم.


وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، مدينة نابلس. وأكدت مصادر محلية أن عدة آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة من حاجز صرة غرب المدينة، وتجولت في عدة أحياء وشوارع، وتمركزت في منطقة رفيديا؛ فيما داهم جنود الاحتلال عدة بنايات في الحي.


كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس. وأفادت محافظة القدس بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وأطلقت قنابل الغاز السام والمسيل للدموع وقنابل الصوت، كما أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابها.


وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيرزيت شمال رام الله. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت وسط البلدة بعدة آليات عسكرية، دون أن يبلغ عن مداهمات أو اعتقالات.

طباعة شارك وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اعتداءات المستوطنين على المواطنين لمتضامنين الأجانب خلال الموسم الوطني لقطف الزيتون الضفة الغربية المحتلة الاعتداءات وانتهاكات القانون الدولي الأرض الفلسطينية المحتلة

مقالات مشابهة

  • رئيس المخابرات العامة وأمين المبادرة الوطنية الفلسطينية يبحثان جهود مصر للتوافق الفلسطيني.. وترامب: إسرائيل ستفقد كل الدعم الأمريكي إذا ضمت الضفة الغربية| أخبار التوك شو
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: القرار الإسرائيلي بضم الضفة الغربية إجراء غير شرعي
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتدي على قاطفي الزيتون في الضفة الغربية
  • الأونروا: عنف المستوطنين وتوسع الاستيطان بالضفة يُمهّدان للضم الفعلي
  • "الأونروا": عنف المستوطنين وتوسع الاستيطان بالضفة يمهدان للضم الفعلي
  • العدو الإسرائيلي يطرد 32 أجنبياً من الضفة الغربية لمساعدتهم قاطفي الزيتون الفلسطينيين
  • موسم الزيتون يتحوّل إلى كابوس للفلسطينيين في الضفة الغربية.. ووزارة الزراعة تطلق نداءً عاجلاً
  • الخارجية الفلسطينية تدين اعتداءات المستوطنين في موسم قطف الزيتون
  • الخارجية الفلسطينية تدين اعتداءات المستوطنين على المواطنين والمتضامنين بموسم قطف الزيتون