جدة الطفل المعذ.ب بدمياط.. الأب اعتاد على ضربه هو وإخوته بشكل عنيف
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
طفل لم يبلغ من العمر ١٢ عاما تعرض لتعذيب بطريقه وحشيه على يد والدة بمدينه دمياط.
الواقعة هزت الشارع الدمياطي على مدار الأيام الماضية وكانت حديث صفحات التواصل الاجتماعى، حيث أقدم أب على تعذيب طفله بوحشية، سواء بالحـ رق أو بالضرب المبرح، مما جعل الدكتور ايمن الشهابي محافظ دمياط يتدخل فورا لمساندة الطفل واشقاؤه وجدته لأمه التي تتولى مسؤوليته الان.
الواقعه بدأت عندما تقدمت جدة الطفل لأمه ببلاغ، إلى مأمور قسم ثان دمياط، تستغيث فيه لإنقاذ حفيدها أحمد عماد خليفة – 12 سنة بعد تعرّضه لتعذيب قاسٍ داخل منزل أسرته بالحـ رق والضرب المبرح والتقييد من اليدين والقدمين فى سقف الغرفة.
على الفور قاد الرائد أشرف الراعي رئيس مباحث قسم ثان، قوة من معاونيه بالانتقال السريع إلى عنوان البلاغ بشارع عاصم بمدينة دمياط.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على الأب والأم واقتيادهما إلى ديوان القسم، فيما جرى نقل الطفل إلى مستشفى دمياط العام ووضعه تحت الرعاية الصحية بسبب ما تعرّض له من إيذاء.
وتم تحرير المحضر اللازم، لعرض المتهمين على النيابة العامة، لاتخاذ ما تراه من إجراءات قانونية.
ومن جانبه أكد الدكتور ايمن الشهابي محافظ دمياط ، ان التحرك الفوري شمل توجيه مديرية التضامن الاجتماعي بدمياط بمتابعة الحالة ميدانيًا، حيث أعدّت المديرية تقريرًا اجتماعيًا شاملًا عن وضع الأسرة، وقدمت مقترحين للتعامل مع الموقف بما يضمن سلامة الأطفال ورعايتهم. وتضمّنا المقترحان:
استضافة الأطفال داخل دار الضيافة التابعة للمديرية لتوفير الرعاية الكاملة في بيئة آمنة.
أو رعايتهم تحت إشراف الجدة التي أبدت استعدادها لتحمل مسؤوليتهم بعد حبس الأب والأم، مع التكفّل بجميع احتياجاتهم المعيشية والمادية.
وأكدت محافظ دمياط أن التعامل مع حالات العنف الأسري ضد الأطفال يتم بأقصى درجات الجدية، وبالتنسيق الكامل بين مديرية التضامن الاجتماعي ووحدة حماية الطفل والنيابة العامة، لضمان تطبيق القانون وصون حقوق الصغار من أي أذى نفسي أو جسدي.
كما ناشد المحافظ، المواطنين تحري الدقة في نشر المعلومات، والتواصل مع الجهات الرسمية المختصة عند الاشتباه في أي حالات مشابهة، لضمان سرعة التدخل وحماية الأطفال من العنف الأسري.
وعلى صعيد اخر، أكدت جدة الطفل “ لصدى البلد” ، أن الاب اعتاد على ضربه هو واخواته بشكل عنيف وبيشغله وياخد فلوسه من شغله وكثيرا ماكان يقوم بتعذيب الطفل وأخواته ووالدتهم أيضا .
وأشارت إلى أنها حاولت مرارا أن تبعد عن الاطفال إلا أنه كان يتعرض لهما واهم بالغذاء.
..
https://youtube.com/shorts/3GecwBIETyU
https://youtube.com/shorts/Gl5bnSDioO0
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دمياط محافظ دمياط الطفل التضامن الاجتماعي محافظ دمیاط
إقرأ أيضاً:
أبناؤنا فى الغرف المظلمة
عالم موازٍ وخطر خفى لاصطياد الأطفال والمراهقين
«روبلوكس» وأفلام الكرتون والدرك ويب.. بوابة للجرائم والانحراف
شكاوى الأمهات.. أطفالنا فى خطر
لم تعد الألعاب الإلكترونية أو أفلام الكرتون مجرد أدوات للتسلية أو ملء أوقات الفراغ، بل تحولت إلى قنابل تربوية موقوتة تهدد وعى الأطفال والمراهقين، وتغزو عقولهم بمشاهد العنف والدماء وتزرع فى نفوسهم قيماً غريبة عن المجتمع.
ففى الوقت الذى يفترض أن تكون فيه الرسوم المتحركة رمزاً للبراءة، تسللت إليها مشاهد تتضمن إيحاءات إباحية أو دعوات لتقبل الشذوذ والمثلية تحت غطاء «الاختلاف» بينما تمتلئ بعض الألعاب الإلكترونية بمهام عنيفة، وقتل، ودماء، وتواصل مفتوح مع الغرباء دون رقابة.
هكذا وجد أطفالنا أنفسهم داخل عالم موازٍ لا تحكمه قيم الأسرة ولا ضوابط المجتمع، بل لآليات رقمية ذكية تسعى لجذبهم بالبريق والألوان والموسيقى، وتعيد تشكيل سلوكهم ووجدانهم دون وعى من الأهل.
وفى ظل انشغال الأسر وضغوط المعيشة، بات الموبايل هو المربى البديل، والإنترنت هو الصديق الأقرب، لتتراجع لغة الحوار داخل البيوت أمام سطوة الشاشة.
وما كانت جريمة الإسماعيلية الأخيرة التى ارتكبها طفل فى الثالثة عشرة من عمره بدم بارد إلا جرس إنذار عنيف يكشف ما يمكن أن تصل إليه الأجيال الجديدة حين يغيب الوعى والرقابة، ويترك الطفل فريسة لعالم افتراضى يعيد برمجة عقله ومشاعره وسلوكه.
اختراق المجتمع
المجتمع الذى كان يعتمد قديماً على قيم الترابط الأسرى والأنشطة المشتركة بين الأجيال، بدأ يشهد تفككاً تدريجياً مع انشغال الوالدين بالعمل وضغوط المعيشة، وغياب الوقت المخصص للحوار مع الأبناء.
صار من الأسهل ترك الأطفال أمام الشاشات لتجنب إزعاجهم، دون إدراك أن هذا الانفصال التربوى يفتح الباب لعالم بديل تملؤه الألعاب والرسوم والمحتويات الرقمية التى تخلط بين الترفيه والمخاطر، وبين المرح والإدمان.
هوس جماعى
تحولت الظاهرة إلى ما يشبه الهوس الجماعى الذى يجتاح البيوت والمدارس، حيث يتحدث الأطفال بلغة الألعاب، ويقيسون مكانتهم بين أقرانهم بعدد الساعات التى يقضونها فى اللعب أو بعدد المهام التى أنجزوها داخل العوالم الافتراضية.
وفى غياب الوعى والرقابة، ينغمس الطفل فى هذا الفضاء الجاذب حتى يفقد اهتمامه بالحياة الواقعية، ويضعف تحصيله الدراسى، وتنعزل شخصيته عن الأسرة والمجتمع.
إدمان حقيقى
أصبح التعلق بالألعاب الإلكترونية نوعاً من الإدمان السلوكى يغير أنماط التفكير والسلوك ويؤثر على التركيز والانفعالات والنوم، الطفل المدمن يفقد تدريجياً قدرته على التواصل الواقعى، ويعيش فى عزلة نفسية، ويتحول الحوار إلى صراخ أو عنف عند منعه من اللعب.
من المسئول؟ الأسرة التى تخلت عن الرقابة؟ أم المجتمع الذى سمح بتغلل المحتوى العنيف والمشوه على شاشات الأطفال؟
تحذير رسمى من الأزهر الشريف
الأزهر الشريف حذر فى أكثر من بيان من مخاطر بعض الألعاب الإلكترونية، وعلى رأسها لعبة «روبلوكس» مؤكداً أنها قد تسهم فى نشر العنف والإدمان والعزلة الاجتماعية، وأيضاً من مخاطر الدرك ويب داعياً الأسر إلى متابعة أبنائهم وعدم تركهم فريسة لمنصات تهدد القيم والسلوك.
شكاوى الأمهات.. أطفالنا فى خطر
بين الخوف والحيرة، تتحدث أمهات عن كابوس التكنولوجيا الذى تسلل إلى بيوتهن دون استئذان، حتى صار التحكم فيه أقرب للمستحيل.
تقول أم لطفلين:
«ابنى عنده 11 سنة، بيقضى اليوم كله قدام التابلت بسبب لعبة روبلوكس، وبقى عصبى جداً، ولما منعتها عنه انهار وبكى بشكل هستيرى، واضطريت أوديه لطبيب نفسى».
تقول نسرين، أم لطفلين فى المرحلة الابتدائية:
كنت بسيب ولادى قدام الكرتون علشان أخلص شغلى فى البيت، لكن بدأت ألاحظ أن أبنى بيعيد جمل غريبة، وبيتكلم عن شخصيات بيشوفها بتتصرف تصرفات مش طبيعية، لما تابعت الكرتون لقيت فيه مشاهد فيها إيحاءات عن المثلية وشخصيات بتتصرف بطريقة غريبة جداً، صدمت! ما كنتش متخيلة إن الكرتون اللى كنا بنعتبره آمن بقى بالشكل ده.
أما رحاب، أم لطفل عمره 10 سنوات، تقول ابنى كان بيلعب لعبة أونلاين فيها شات، وواحد كلمه وبدأ يسأله عن حاجات شخصية جداً، اكتشفت إن الولد ده كان داخل من لينك غريب، وقال له يدخل على موقع تانى علشان يكسب هدية، لما دورت عرفت إن ده لينك تابع لمواقع من الدارك ويب اتجننت، وحذفت كل الألعاب من الموبايل.
وتحكى إيمان أم لطفلة فى الإعدادى، البنات بقوا مهووسين بألعاب زى روبلوكس وتيك توك، كل يوم تحدى جديد، وحركات وتصرفات غريبة، بنتى بدأت تتكلم بطريقة عنيفة، وكل ما أقولها كفاية ترد بعصبية، لما تابعت اللعبة لقيت فيها ناس بتكلمها فى الخاص وبيطلبوا منها تعمل حاجات مريبة، حسيت إنى فقدت السيطرة.
بينما تضيف سارة، أم لثلاثة أطفال، المشكلة مش فى اللعبة بس، المشكلة إن الأطفال بيبقوا مدمنين ابنى لو شلت الموبايل منه ممكن يفضل يصرخ بالساعات، وبقى بيشوف فيديوهات على يوتيوب شكلها كرتون لطيف، لكنها مليانة عنف وقتل وسخرية إحنا مش عارفين نحمى أولادنا.
وعلى الجانب الآخر يرى أحمد، ولى أمر، أن اللعبة قد تكون مفيدة إذا وضعت تحت رقابة:
ابنى اتعلم حاجات بسيطة فى البرمجة من خلالها، لكن المشكلة فى المحتوى المفتوح والعنف اللى فيها نحتاج لتدخل رسمى ورقابة حقيقية، لأننا مش دايماً نقدر نراقب أولادنا.
بين الترفيه البرىء والتهديد الخفى
يؤكد الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبرانى ومكافحة الجرائم الإلكترونية، أن الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة للتسلية، بل أصبحت منظومات رقمية ضخمة تجمع بين الترفيه والتواصل والاقتصاد، وتشكل جزءاً من حياة ملايين الأطفال والمراهقين حول العالم، وتعد لعبة «روبلوكس» نموذجاً لذلك، إذ تجذب أكثر من 200 مليون مستخدم نشط شهرياً، غالبيتهم بين 8 و16 عاماً، ورغم شعبيتها الكبيرة، أثارت اللعبة جدلاً واسعاً بسبب ما تحمله من مخاطر على النشء، وهو ما دفع بعض الدول الخليجية، مثل الإمارات والسعودية وقطر، إلى حظرها أو تقييدها لحماية الأطفال من المحتوى غير المناسب والاستغلال الإلكترونى.
يقول الدكتور رمضان إن خطورة هذه الألعاب تتجلى فى عدة محاور أساسية، أبرزها المحتوى المفتوح الذى يسمح بإنشاء عوالم افتراضية خاصة قد تحتوى على مشاهد عنف أو إيحاءات غير مناسبة، إلى جانب إمكانية التواصل المباشر مع الغرباء، ما يفتح الباب أمام استدراج الأطفال نفسياً أو مالياً، كما أن استخدام العملة الرقمية داخل اللعبة يجعل الأطفال عرضة للنصب أو للإنفاق المفرط دون وعى، إضافة إلى التأثير النفسى الذى يسببه الإدمان والانغماس فى العالم الافتراضى، مؤدياً إلى العزلة والاكتئاب وضعف التحصيل الدراسى.
يشدد الدكتور على أن المواجهة لا تكون بالحجب فقط، بل عبر استراتيجية وطنية شاملة تتضمن مراقبة وتقييم المحتوى الرقمى باستمرار، وسن تشريعات تلزم الشركات المطورة للألعاب بتوفير أدوات لحماية الأطفال، إلى جانب تعاون دولى لتقييد المحتوى العنيف، مع ضرورة الوعى المجتمعى والأسرى المستمر، لأن «لا تقنية تعوض غياب الوعى الأسرى».
فى عالم أصبحت فيه الشاشات الرفيق الأقرب للأطفال، يتسلل الخطر من أماكن نظنها آمنة، فقد تحولت بعض الألعاب إلى أدوات لبرمجة السلوك وتطبيع العنف، تغذى داخل الطفل سلوكاً عدوانياً ينعكس على الواقع، حادثة الإسماعيلية الأخيرة التى هزت المجتمع المصرى مثال صارخ على ذلك، فقد اعترف الطفل القاتل بأنه استوحى طريقة قتل زميله من لعبة إلكترونية تحاكى العنف والدماء، حتى اختلط عليه الواقع بالخيال، وأثبتت التحقيقات أنه نفذ الجريمة بنفس تفاصيل المشهد الرقمى الذى شاهده داخل اللعبة، فى مشهد مأساوى يعكس غياب الرقابة الأسرية ويكشف كيف يمكن أن تتحول اللعبة إلى سلاح نفسى قاتل.
لم تعد الألعاب مجرد «بيكسلات ملونة» بل أنظمة ذكية قائمة على التحفيز السلوك تعيد تشكيل إدراك الطفل من خلال المكافآت على القتل أو تنفيذ المهام العنيفة، ما يربط فى ذهنه بين العنف والنجاح، ومع غياب التوجيه الأسرى، تتحول هذه المحاكاة الافتراضية إلى سلوك حقيقى يتجسد فى الواقع.
وأوضح «محسن» أن بعض الألعاب ومقاطع الفيديو تتضمن تحديات خطيرة مثل «الحوت الأزرق» و«مومو تشالنج»، التى دفعت أطفالاً إلى إيذاء أنفسهم أو الانتحار، كما توجد غرف محادثة سرية تضم بالغين مجهولى الهوية يتلاعبون بعقول الأطفال، إضافة إلى خوارزميات توصية تقودهم تدريجياً إلى محتوى مظلم يروج للعنف أو الإيذاء، وقد شهدت مصر حوادث مشابهة، مثل محاولة طفل الإسكندرية عام 2022 قتل زميله متأثراً بلعبة قتالية، والواقعة الأخيرة بالإسماعيلية عام 2025 التى نفذ فيها طفل جريمة مستوحاة بالكامل من لعبة على الإنترنت، هذه ليست مصادفات، بل دلائل على خلل تربوى وتقنى واجتماعى يهدد الأمن الأسرى والمجتمعى.
وحذر خبير الأمن السيبرانى من أن بعض الجناة يستدرجون الأطفال إلى الدارك ويب من خلال التنكر كأصدقاء أو مراهقين، وبناء علاقة ثقة معهم، ثم يستخدمون الإغراء بالألعاب أو الجوائز الوهمية لإقناعهم بالدخول إلى مواقع خطيرة، وفى مراحل لاحقة، قد يتم ابتزاز الأطفال وتهديدهم بعد الحصول على صور أو معلومات شخصية، أو عبر إرسال روابط تحتوى على برامج خبيثة تمنح المجرمين إمكانية الوصول إلى أجهزتهم.
وأكد أن الكثير من الآباء يتركون أبناءهم أمام الشاشات دون متابعة حقيقية، غير مدركين أن الذكاء الاصطناعى داخل الألعاب قادر على تحليل شخصية الطفل والتأثير فى سلوكه. لذا، يؤكد أن أخطر ما نتركه لأطفالنا دون رقابة، ولحماية الأبناء، يجب على الأسرة مراقبة المحتوى الذى يشاهده الأطفال، وعدم الاكتفاء باسم اللعبة، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية لحجب المقاطع العنيفة، ومشاركة الأبناء اللعب أحياناً لفهم عالمهم الافتراضى، وتدريبهم على الوعى الرقمى والتفرقة بين الواقع والخيال، وتحديد أوقات اللعب، وعدم جعل الأجهزة وسيلة تهدئة مؤقتة، مع متابعة المؤثرين وصناع المحتوى الذين يتابعهم الأطفال.
واختتم «محسن» حديثه قائلا، ما حدث فى الإسماعيلية ليس جريمة طفل ضد طفل، بل جريمة منصات رقمية ضد البراءة. فالألعاب الحديثة تحولت إلى «مدارس سلوك» خطيرة، تزرع العنف فى عقول الصغار، بينما تغيب الأسرة عن دورها فى الحماية والتوجيه.
التأثير النفسى والسلوكى
تقول الدكتورة وسام منير، مدرس كلية التربية الخاصة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا واستشارى نفسى وتربوى:
ألعاب مثل روبلوكس أو الكرتون الذى يتضمن عنفاً أو شذوذاً قد يتحول إلى فخ سلوكى، يبدأ الطفل بالعزلة، تقلب المزاج، العصبية عند المنع، وإهمال الدراسة.
وأضافت أن السهر أمام الشاشات يسبب ضعف التركيز والذاكرة وتراجع التحصيل الدراسى، إلى جانب اضطرابات النوم وآلام العين والظهر.
وأوضحت أن الحل ليس فى المنع بل فى التنظيم والقدوة، عبر تحديد أوقات استخدام الأجهزة، وتقديم بدائل آمنة، ومشاركة الأهل فى النشاط الرقمى لأبنائهم.
تحذير تربوى.. أفلام الكرتون عنف وسلوكيات شاذة
أشارت داليا الحزاوى، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر، إلى أن جريمة الإسماعيلية التى ارتكبها طفل فى الثالثة عشرة من عمره ليست حادثة عابرة، بل نتيجة تراكم أخطاء تربوية وفقدان الرقابة الأسرية على المحتوى.
وقالت، تصوير المجرم كبطل فى بعض الأعمال الفنية يجعل الأطفال يتقمصون هذا الدور، كما أن كثيراً من أفلام الكرتون الحديثة تتضمن عنفاً وسلوكيات شاذة تقدم بألوان جذابة لإغراء الصغار.
وأضافت أن الحل لا يكون فى المنع فقط، بل فى الرقابة المستمرة والتواصل الدائم، وتفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين داخل المدارس، وتنظيم ندوات توعوية للأهالى حول مخاطر الإنترنت وحروب الجيل الرابع والخامس.
وأكد الخبير التربوى مصطفى كامل أن أخطر ما فى هذه المرحلة هو أن الطفل يتلقى مفاهيمه الأخلاقية من الشاشات لا من الأسرة، فحين يقدم العنف أو المثلية فى الكرتون كأمر طبيعى، تتشوه منظومة القيم ويختلط الصواب بالخطأ فى وعيه.
خطة إنقاذ
تفعيل الرقابة الأبوية الرقمية على الأجهزة والتطبيقات.
تحديد أوقات استخدام الهاتف والإنترنت بما لا يتجاوز ساعتين يومياً.
إطلاق برامج توعوية فى المدارس لتدريب الأطفال على الأمان الرقمى.
تعاون وزارات التعليم والاتصالات والإعلام لمراجعة المحتوى الموجه للأطفال.
إنتاج محتوى محلى آمن وجذاب ينافس المنصات الأجنبية دون أن يهدد القيم أو الهوية.
مسئولية جماعية
فى النهاية، تبقى حماية الأطفال مسئولية جماعية تتطلب يقظة الأسرة، وتعاون الدولة، ودور المؤسسات الدينية والإعلامية والتربوية، حتى لا يتحول الترفيه الرقمى إلى قاتل خفى يلتهم براءة الطفولة ومستقبل الأجيال القادمة.