رد على ماكرون.. عبد اللهيان يؤكد دعم المقاومة اللبنانية ويتحدث عن السعودية
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
وجه وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان -اليوم الجمعة- رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبينما شدد على دعم إيران للمقاومة اللبنانية تحدث عن العلاقات بين الرياض وبلاده.
وقد دعا عبد اللهيان الرئيس الفرنسي إلى التركيز على مشاكل بلاده الداخلية بدلًا من انتقاد إيران.
وقال الوزير الإيراني اليوم من سفارة بلاده في بيروت "أنصح السيد ماكرون بالتركيز على الوضع داخل فرنسا بدلًا من الاهتمام بمسائل التدخّل في دول أخرى".
وكان ماكرون قد تطرّق الاثنين الماضي، أمام سفراء بلاده المجتمعين في قصر الإليزيه، إلى "أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران السنوات الأخيرة".
واعتبر الرئيس الفرنسي يومها أن "أحد العناصر الأساسية" من أجل "حلّ سياسي في لبنان سيمرّ بتوضيح التدخلات الإقليمية بما فيها التدخل الإيراني".
وأشاد ماكرون أيضًا بعمل مبعوثه الخاص إلى لبنان جان-إيف لودريان.
ويتوقّع أن يزور لودريان لبنان أواسط سبتمبر/أيلول لمحاولة إقناع الأطراف السياسيين هناك بالتوصل إلى توافق حول انتخاب رئيس للجمهورية في بلد يعاني شغورًا رئاسيًا منذ 10 أشهر.
لقاءات وتصريحات
لكن عبد اللهيان أكد أن "جمهورية إيران الإسلامية لطالما لعبت دورا بناء في لبنان وسنبقى بكل قوانا إلى جانب لبنان".
ودعا وزير الخارجية الإيراني المسؤولين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية بدون تأخير. ولفت في ذات الوقت إلى أن هذه قضية لبنانية داخلية.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجيّة والمغتربين بحكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، بعد لقاء جمعهما بمقر الخارجية في بيروت.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه.
ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى هذا المنصب.
والتقى عبد اللهيان أيضًا خلال زيارته لبيروت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بالإضافة إلى وفد ضم مسؤولين في فصائل فلسطينية مقربة من طهران بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وفي وقت سابق، شدد عبد اللهيان على رفض بلاده التدخل الأجنبي في شؤون الدول الأخرى ومن بينها لبنان، مؤكدا دعم طهران للمقاومة للحفاظ على مصلحة لبنان في وجه الاحتلال.
وكان الوزير الإيراني قد التقى الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة لدمشق التي تتلقى دعما سياسيا وعسكريا قويا من طهران منذ اندلاع ثورة ضد نظام الأسد عام 2011.
دبلوماسية السر والجهر
من ناحية أخرى، أكد عبد اللهيان أن عودة العلاقات مع السعودية "ستنعكس إيجابا بشكل عام على المنطقة ومن ضمنها لبنان" وقال "لا نية لإيران والسعودية بالتدخل في شؤون لبنان لكن للرياض رؤى بشأن قضايا المنطقة بينها لبنان".
وأضاف "نرحب بعودة العلاقة مع السعودية، وهناك دول أخرى تتحاور معنا علنا وسرا لإعادة العلاقات" مشيرا إلى أن جهود طهران السياسية والدبلوماسية انصبت على "الانفتاح والتواصل" مع كافة دول الإقليم.
وعن الاتفاق النووي، قال عبد اللهيان "إيران لديها الإرادة السياسية التي تدفع كافة الأطراف إلى العودة للاتفاق النووي" وأضاف "الحوار غير المباشر بين طهران وواشنطن بشأن إطلاق سراح السجناء سيساعد في الحوار حول الاتفاق النووي".
من جهته، قال وزير الخارجية اللبناني "تشاورنا في القضايا الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية" مضيفاً "أخبرنا الوزير عبد اللهيان بالاتفاق السعودي الإيراني، والتحسن الدائم الذي يحظى به، وهو يعتقد أن الاتفاق أعطى نوعا من الاستقرار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عبد اللهیان عبد الله
إقرأ أيضاً:
محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
12 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: تبرز دلالات تأكيد محمد جواد ظريف أنّ فصائل المقاومة في المنطقة لاسيما في العراق لا تتحرك بوصفها أذرعًا لإيران، بل كقوى محلية تنبع شرعيتها من مواجهة الاحتلال على أراضيها، في موقف يقدّمه وزير الخارجية الإيراني الأسبق بوصفه تفنيدًا لسرديات إقليمية ودولية تربط بين نشاط تلك الفصائل ومصالح طهران المباشرة.
ومن جانب آخر يشرح ظريف، خلال مشاركته في ندوة حول الدبلوماسية في زمن الحرب على هامش معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد، أنّ إيران تكبدت أثمانًا سياسية واقتصادية باهظة نتيجة هذا الدعم، مؤكدًا أن ما يُوصف بـوكلاء إيران لم يطلقوا رصاصة واحدة على مدى 45 عامًا لخدمة مصالحها، بل قاتلوا من أجل أراضيهم وحرياتهم، معتبرًا أنّ المقاومة تنشأ بصورة طبيعية من سياقات الاحتلال والقمع، وأن دعم بلاده لها لا يعني احتواءها أو القدرة على إنهائها.
وتشير تصريحات ظريف إلى محاولة إعادة صياغة العلاقة بين طهران والفصائل الإقليمية في إطار مفهوم التكلفة والالتزام، لا الوصاية أو التوجيه، مع تسليط الضوء على ما يراه الوزير الأسبق دورًا ممتدًا لبلاده في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي يقول إن إيران قدمت لها دعمًا يفوق ما قدمته دول عربية، في إشارة تعكس رغبة طهران في تثبيت سردية المسؤولية الأخلاقية والسياسية تجاه الصراع.
وأيضًا يلفت ظريف، في سياق حديثه عن مستقبل المنطقة، إلى أنّ بلاده لا تبحث عن هيمنة، بل عن “منطقة قوية” تستند إلى دول قادرة على حماية نفسها، من العراق إلى السعودية، مشددًا على أنّ إيران راضية بحدودها وجغرافيتها وتطمح إلى العيش بين محيط من “الأصدقاء والإخوة”، في خطاب يعكس تصورًا لتوازن إقليمي يقوم على الشراكات لا على مراكز النفوذ.
ويواصل الوزير الأسبق استحضار المبادرات الإقليمية التي طرحتها إيران، من بينها مبادرة مودّة للحوار الإسلامي، ومبادرة منارة للتعاون في استخدام الطاقة النووية السلمية، باعتبارهما إطارين لحلحلة الأزمات الممتدة، مع تأكيده أنّ جذر المشكلات يبقى الاحتلال الإسرائيلي الذي يعيد إنتاج توترات الشرق الأوسط وفق تعبيره.
وعلى صعيد أوسع تتقاطع هذه الرسائل مع نقاشات دبلوماسية وإعلامية عربية عن مآلات الحرب في غزة وتمدد الصراع في الإقليم، إذ تتفاعل على المنصات الرقمية تدوينات تربط بين خطاب ظريف ومحاولات إعادة ضبط صورة إيران إقليميًا، وسط سجالات حول دور طهران وحدود نفوذها، في مشهد يعكس حجم الاستقطاب الذي تفرضه دورة الصراع المتجددة في الشرق الأوسط.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts