عقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المؤتمر التحضيري للمؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك بحضور أعضاء لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، ولفيف من الصحفيين والإعلاميين والمثقفين.


وقدم وزير الأوقاف الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على دعمه ورعايته لهذا المؤتمر، مؤكدًا أن رعاية الرئيس لمؤتمر "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني" دعم كبير للفكر الوسطي على المستوى الدولي، ودعمه المستمر لكل ما يسهم في بناء الوعي الرشيد والفكر الديني الوسطي المستنير، وكذلك دعم سيادته للأئمة والواعظات علميًّا وماديًّا وثقافيًّا.


كما رحب وزير الأوقاف بالحضور وشكرهم على دعمهم لهذا المؤتمر، سائلًا الله أن يوفقنا لخدمة ديننا ووطنا والإنسانية جمعاء، مؤكدًا أننا على أعتاب مؤتمر غير تقليدي، ونحن أمام مرحلة فارقة في التاريخ والخطاب الدعوي، ومعركة جديدة آن أوانها، وهي معركة لا تقل أهمية ولا حدة ولا صعوبة عن المعركة الأولى التي خضناها طوال السنوات الماضية.

وكانت المعركة الأولى تتمثل في تخليص وتحرير المساجد من أيدي الجماعات المتشددة والمتطرفة، أو استعادة المساجد التي كانت مختطفة وبجهود مضنية ودعم سياسي ووطني، واهتمام سيادة الرئيس بدعم قضايا تجديد الخطاب الديني، وبذلنا في وزارة الأوقاف جهودًا ضخمة إلى أن وفقنا الله  إلى استعادة المساجد من مختطفيها، وكانت هذه هي المرحلة الأولى، وصاحبها مرحلة البناء سواء البناء والتعمير من حيث المبنى، وهو ما شاهدناه في المساجد التي حصلت على شهادة الجودة والاعتماد.

تابع: وما تم خلال السنوات العشر الماضية من حركة إعمار واسعة في الدولة المصرية شملت كل جوانبها، سواء في مجال النقل أو في مجال الطاقة أو المدن الجديدة وكان الموضوع حاضرًا بقوة في عمارة المساجد، ومن زار مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي يجد أننا وصلنا إلى مرحلة تاريخية في عمارة المساجد انتقلت بالعمارة الفخمة إلى القرى والنجوع، فالاهتمام بعمارة المساجد من تعظيم شعائر الله (عز وجل)، مع الاستعانة بالأئمة والواعظات وكبار أساتذة الجامعة وتنوع أنشطة وزارة الأوقاف وتكثيفها، بشكل غير مسبوق ما بين مقارئ قرآنية للأئمة ومقارئ الأعضاء ومجالس التلاوة على أيدي كبار القراء المعتمدين، والمقارئ المجودة بقراءة حفص وورش وكبار القراء، والابتهالات الدينية وأسابيع الدعوة والقوافل الدعوية، ولأول مرة تم إعداد خريطة دعوية للمحافظات بهدف الوصول بالأنشطة الدعوية والقرآنية إلى كل مكان في الجمهورية وتحقيق توازن في الأنشطة. 


وأكد وزير الأوقاف أن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، فالسكين التي تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها شريطة تجنب مضارها، والنار التي تحرق لا غنى أيضًا عن منافعها واستخداماتها الرشيدة شريطة تجنب مضارها، وكذلك صناعة السلاح الذي لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها، فإنه قد يكون مكمن خطورة إذا وقع في يد الإرهابيين والمتطرفين ومن يسيئون استخدامه، بل القلم أيضًا قد يكون وسيلة رشاد أو آلة سباب، كلها أدوات ووسائل يمكن أن توجه للخير أو للشر، وهذا هو الحال نفسها في سائر وسائل الاتصال الإلكتروني التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية وتيسير سبل التواصل، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما تفعل الجماعات الإرهابية والمتطرفة. 


وقد ضرب لنا نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أعظم المثل في استخدام مهارات التواصل الدعوي بمختلف أنواعها، حتى وإن لم يسمها بذلك، أو لم تُعرف في زمانه (صلى الله عليه وسلم) بهذا الاسم، فقد أداها بما آتاه الله (عز وجل) وعلَّمه إياها من البلاغة والفصاحة والبيان، وما آتاه من جوامع الكلم وأدواته ووسائله , ومع ذلك كله حرص (صلى الله عليه وسلم) على التنوع في الأسلوب واستخدام سائر مهارات التواصل الدعوي للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه, وإثارة اهتمامه وانتباهه, وإيقاظ مشاعره, ومن هذه المهارات: استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة , كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه، أو استخدام أسلوب الإشارة كالإشارة إلى القلب أو اللسان أو غيرهما، واستخدام لغة الأرقام، والرسم التوضيحي، وضرب الأمثلة التوضيحية، كما استخدم (صلى الله عليه وسلم) أسلوب الإلغاز لتنشيط أذهان السامعين.


ويتناول هذا المؤتمر جوانب مهمة في الفضاء الإلكتروني والتطور التكنولوجي، وما يرتبط بهما أو يدور في فلكهما من وسائل ذات أثر وتأثير بالغين في بناء الوعي بصفة عامة، وقضايا الخطاب الديني بصفة خاصة؛ مما يتطلب الوقوف عندها بدقة لتعظيم الإفادة من إيجابياتها، وتفادي مخاطرها، والتغلب على تحدياتها، فكان الحديث عن الذكاء الاصطناعي، وبعض الوسائل غير التقليدية في الخطاب الديني والثقافي، مثل: الرسوم المتحركة وأثرها في تشكيل ذهن الطفل، وأفلام الرسوم ثلاثية الأبعاد، في ضوء اهتمامنا بتشكيل عقل الناشئة تشكيلًا رشيدًا بعيدًا عن العنف والتطرف، والتطرف المضاد، وذلك بهدف إحداث حالة تثقيفية واسعة في الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، حيث يؤصل لمرحلة التعامل التشاركي مع الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي ،ونراه واجب الوقت ، فهذا المؤتمر بداية لمرحلة جديدة نواجه فيها الفكر المتطرف والمتشدد عبر الفضاء الإلكتروني، ونصوب أخطاء غير المتخصصين بمتخصصين يحكمون السيطرة على الفضاء الإلكتروني في الخطاب الديني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الأوقاف الأعلى للشئون الإسلامية وزارة الأوقاف الاوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صلى الله علیه وسلم الفضاء الإلکترونی الخطاب الدینی وزیر الأوقاف

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية المصري: العلاقات بين مصر والمغرب راسخة في التاريخ

زنقة 20 ا الرباط

أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عقب لقائه برئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الخميس 29 ماي 2025، أن هذا اللقاء يعكس عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين جمهورية مصر العربية والمملكة المغربية، والتي تقوم على أسس راسخة من التاريخ المشترك والتفاهم المتبادل.

وقال المسؤول المصري في تصريح للصحافة إنه نقل لرئيس مجلس النواب المغربي تحيات وتقدير رئيس مجلس النواب المصري، مشددًا على متانة العلاقات البرلمانية التي تربط بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين.

وأوضح عبد العاطي أن المباحثات تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن البلدين يتقاسمان أواصر تاريخية وثقافية قوية تشكل قاعدة صلبة للانطلاق نحو آفاق أوسع من التعاون، خصوصًا على المستويات الاقتصادية والسياسية والتجارية والثقافية والاجتماعية، وذلك تنفيذا لتوجيهات قائدي البلدين، الرئيس عبد الفتاح السيسي وصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

كما أكد وزير الخارجية المصري على أهمية تبادل الزيارات البرلمانية بين البلدين، والعمل على الدفع بالتنسيق المشترك، خاصة في إطار عضوية البلدين في عدد من الهيئات البرلمانية الإقليمية والدولية، على غرار البرلمان العربي، والاتحاد البرلماني الدولي، والبرلمان الإفريقي.

وأشار إلى أن هذا التعاون البرلماني يشكل أحد الأبعاد المهمة في تعزيز العلاقات الشاملة بين مصر والمغرب، مؤكداً على التزام بلاده بمواصلة العمل من أجل توثيق هذه العلاقات ودعمها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من نشر الأقمار الصناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي
  • إياب نهائي «أبطال أفريقيا».. خطوة تفصل بيراميدز عن التاريخ
  • الدكتور المصطفى: كل المنصات الإعلامية التي تلتزم بالعمل الوطني مرحب بها
  • وزير العمل: خطة للربط الإلكتروني بين مصر وصربيا لتسهيل تنقل الأيدي العاملة
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاء موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاءاً موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ
  • وزير الأوقاف يترأس اجتماعاً لتطوير العمل الدعوي في المساجد
  • وزير الخارجية المصري: العلاقات بين مصر والمغرب راسخة في التاريخ
  • تشلسي بطل دوري المؤتمر يدخل التاريخ بإنجاز غير مسبوق
  • وزير الأوقاف: نعتز برسالة التسامح التي تتبناها مصر والسنغال ونتطلع لمزيد من التعاون