كلنا فاسدون.. بإرادتنا أو رغماً عنا
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
تتنوع الأزمات التي تعاني منها 16 دولة عربية، وبعضها تتشابه من حيث الأسباب، فما هي الأسباب؟.
من ليبيا، إلى العراق، واليمن، وسورية، ولبنان، وتونس، وفلسطين، والسودان، والصومال، حتى جيبوتي، وجزر القمر، ومصر، والأردن، وموريتانيا، وصولا إلى المغرب والجزائر، فهل المشكلة من الداخل أم من الخارج، أم أن عوامل الداخل جلبت تدخل الخارج؟.
إذا أجرينا قراءة هادئة لواقع تلك الدول نجد أن القاسم المشترك بينها الفساد، وغياب الإدارة، وتسلط أصحاب المصالح، وتغييب المشاركة الشعبية الحقيقية لمصلحة تلك الشكلية بغلاف ديمقراطي ما يؤدي إلى فساد السلطة.
صحيح أن الفساد يعم العالم العربي كله، لكن بدرجات متفاوتة، وفيما بعض الدول تحافظ على شكل الدولة، ومؤسساتها، هناك أخرى تفتقد أدنى مقومات الحصافة في ممارسة السلطة، وترى أنها وجدت لتبقى، ما جعل الزعماء أنصاف آلهة، لكنهم في الواقع ليسوا أكثر من أقنعة، وعروش خاوية، استمدوا سلطتهم أولا من ثقة الناس بهم، ثم جيروها إلى استبداد، وبعدها ساروا على المنوال نفسه، لهذا مثلا تجد أحزابا أصبحت مؤسسات ذات ملكية خاصة لهذا الزعيم أو ذاك، وكذلك بعض الرؤساء، وحتى الوزراء والنواب.
أدرك جيدا أن كثيرين لا يقبلون هذا التوصيف، لكنه الواقع الذي علينا أن نعترف به إذا كنا نريد الخروج من المأزق، إذ لا يمكن أن تكون 16 دولة عربية تعاني من أزمات بفعل المؤامرة، والتدخل الخارجي، لأن هذا في الحقيقة استغباء للشعوب العربية، وهذا في حد ذاته جريمة.
يوميا نسمع ونقرأ عن مؤامرات، وتدخلات خارجية، لكن السؤال: كيف يقبل المعنيون أن يكونوا دمى في أيدي هؤلاء، إذا كان ذلك صحيحا، أوليس لديهم إرادة على منع ذلك؟.
لا شك أن الأسباب الحقيقية غير ذلك إطلاقا، فهي ذاتية محلية، تبدأ من الخيارات الخطأ، وتصل إلى حد التنازل لكرمى عيون هذا الزعيم أو ذاك، أو هذا الحزب أو تلك الجبهة والحركة، لأن مافيا الحكم ربطت الناس من لقمة عيشها، كما هي الحال في لبنان، أو عملت على تنمية الحس الطائفي والمذهبي، كما في العراق، أو استقالت من دورها كما هي الحال في ثلاثة أرباع الدول العربية، وفوضت من ليس أهلاً لإدارة مصيرها، وهذه أيضا جريمة كبرى.
لقد تمكن أولئك من تحويل الفساد سلوكا عاما وظاهرة اجتماعية تتوارثه الأجيال، أما بحجة الانتماء، أو الظروف الطارئة التي أصبحت دائمة.
في هذا الشأن كتب وليد حاجي “في أبجديات الحكم كل سلوك مدروس له قواعد وظروف مثالية يظهر ويتنامى فيها، والفساد سلوك ينتجه الغياب التام للرقابة الذاتية والمتمثلة في الضمير والمبادئ والرقابة العامة والمتمثلة في القوانين والضوابط التي تسهر على تطبيقها الدولة، وهنا يظهر جليا أن سلطات فاسدة لا يمكن أن تضمن وجودها إلا في مستنقع مجتمعات فاسدة”.
هكذا يمكن القول إن هذه الظاهرة أصبحت نمطا سلوكيا، وهي لها أدواتها تبدأ من تنشئة الفرد، وتأثيره في المجتمع، والتباهي بقوة الطرف الذي يدعمه، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي مجتمعياً وتعليمياً، ولهذا فإن المشكلة بخيارات الأفراد، أما الحديث عن مؤامرات خارجية، فهي محض افتراء، لهذا علينا الاعتراف أننا كلنا فاسدون، رغما عنا أحيانا وبإرادتنا مرات أخرى.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
شاهد كيف حولت صواريخ ايران يافا المحتلة الى مدينة خاوية
ومن مظاهر انعدام الاستقرار في الأراضي المحتلة، تقييد حركة السفر من وإلى مطار يافا المحتلة "تل أبيب"، بالإضافة إلى استمرار انطلاق صفارات الإنذار المغتصبين إلى اللجوء إلى الملاجئ نتيجة الموجات الصاروخية الإيرانية في عمق الكيان المحتل.
كما حولت الصواريخ الإيرانية مدينة يافا المحتلة إلى مدينة أشباح نتيجة الهروب الجماعي للمغتصبين سواء بالنزوح الداخلي أو الخارجي عبر مغادرة الكثير منهم إلى قبرص ومدن أوروبية أخرى بحراً.
وأشارت صحيفة "هآرتس" الصهيونية إلى أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية يتوافد المغتصبون إلى ميناء حيفا هربًا من الضربات؛ بهدف الوصول إلى قبرص ومدن أوروبية، موضحة أن ثمن الرحلة تجاوز الـ 2000 دولار للفرد الواحد.
وأوضحت في تقرير لها أن المدينة التي تعرف بالحيوية والحركة الدائمة أصبحت مدينة خاوية، مؤكداً أن المغتصبين الصهاينة يفرون من المدينة وأن المحال التجارية أصبحت فارغة.
من جانبه وصف القناة الـ 12 الصهيونية مدينة يافا المحتلة بالمدينة الفارغة التي تهرب من نفسها بفعل الذعر الذي سبّبته الصواريخ الإيرانية، موضحة أن الطلاب والعائلات من الصهاينة حزموا أغراضهم في حالة هروب جماعي خوفًا من استمرار القصف الإيراني.
وأشارت القناة إلى أن الغرف المحصنة "أصبحت سلعة نادرة، والمتاجر باتت فارغة"، مضيفةً أنه "عندما قررت بلدية الاحتلال فتح مواقف السيارات مجانًا، لم يستخدمها أحد، فالمدينة ببساطة أصبحت خالية من السكان".
وأكّدت أن تصاعد الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد الكيان هو الدافع الأبرز وراء هذه الموجة من الهروب، مشيرًا إلى أن المستوطنين يعانون من ضغط نفسي كبير وانعدام ثقة متزايد بقدرة الكيان على تأمينهم.
وذكرت القناة 12 أن "من كانوا مترددين في البقاء أو المغادرة، اقتنعوا نهائيًّا بالمغادرة بعد الإصابة المباشرة في أحد الأبراج الراقية يوم الجمعة الماضي".
وأشار الإعلام العبري إلى أن طيران "العال" الصهيوني يتلقى 25 ألف طلب على رحلات من "تل أبيب" إلى الخارج، هربًا من الصواريخ الإيرانية
الدمار الجميل ...
هذه ليست غزة
إنها الأحياء الراقية في يافا المحتلة (تل أبيب). pic.twitter.com/AFEIcHwVWT
صور من الدمار في يافا المحتلة بفعل الصواريخ الإيرانية .. pic.twitter.com/NSSDbXlCK0
— محب السيد عبدالملك الحوثي (@e___5___e) June 22, 2025