مراد بلة: قطر (لاتريد أن تشيل وشح القباحة)

قحت في قطر
قطر (لاتريد أن تشيل وشح القباحة)
مجموعة العسكرتارية الحاكمة متفقون عسكرياً أما سياسياً…

*ماحدث في قطر لعناصر قحت هو أنموذج مصغر لما سيحدث فيما لو إستطعنا أن نحشد كل الشعب السوداني في قاعة أو في ساحة الحرية مثلاً..فالكل بات على يقين أن زمرة الحرية والتغيير المركزي هم أس البلاء الذي ألم بالبلاد.

.

*وما كان لحميدتي وقواته أن تكسب هذه الجرأة في مهاجمة الجيش الوطني ومحاولة الإستيلاء بالقوة على السلطة..لو لا أنهم أخذوا وعوداً قاطعة بالسند الكامل من منظومة قحت..

*فقد أوهموا قائد التمرد بأن في مقدورهم تعبئة جماهير الشعب السوداني ليخرج تأييداً لهم حال البدء الفعلي في عملية الانقلاب على الجيش النظامي ..

*ولأن منظومة الدعم السريع المتمردة ليست لديهم مؤسسات تتعاطى الأمور بعقل إستراتيجي صدقوا العناصر الساعية للفوضى فوقعوا في الفخ..

الفخ هو بأس آلة الحرب لدى الجيش السوداني
*على أن هذا العامل ليس هو الوحيد الذي أدى بزعيم الجنجويد للإقدام على المغامرة التي كلفته حياته و اودت بحياة أكثر من أربعة ألالاف آخرين من قواته في اول طلعة جوية نفذها الطيران السوداني..فهنالك عوامل أخرى منها وأهمها الدعم الأماراتي والمباركة الصهيونية ودعمها بالأجهزة الحديثة والدقيقة ثم يأتي طموح عربات الشتات الموزعين ما بين إفريقيا الوسطي وجاد ومالي والنيجر وربما نيجيريا و الباحثون عن وطن يأويهم..

*ولا أجد حجة قوية لمن يلقي باللائمة على دولة قطر للسماح بإقامة هذا المنشط لزمرة قحت فثمة دول أخرى تعد صديقة فعلت قبلها ذات الشيء بأستضافة أنشطة وإجتماعات لهم بل وورش عمل منها مصر وأثيوبيا على سبيل المثال و ليس الحصر..

*والمتفحص لمواقف قطر من الأزمة في السودان ومنذ إندلاع ثورة ديسمبر يجد أن موقفها صار أقل حد مما كان عليه أيام الفوران الثوري وتحديداً عقب رفض المجلس العسكري الأول لطائرة الوزير القطري الهبوط في مطار الخرطوم فطفقت عائدة أدراجها من الجوء.. حيث أدى ذلك لنشوب أزمة مكتومة بين حكام قطر ومجموعة العسكرتارية الحاكمة التي كانت تسعى لإرضاء آل زايد.. وما يؤسف له هو سوء تقديراتهم فقد دارت دورة الأيام لتصبح الأمارات هي الداعم الرئيسي لمتمردي الدعم السريع والسبب الرئيس الذي جسد دور عجوبة في خراب سوبا الخرطوم..

*وكان يمكن لقطر أن تثأر لنفسها وتتعامل بمبدأ رد الفعل وتقوم سراً بدعم التمرد عبر عناصر موالية لها في ليبيا غير انها آثرت فضيلة العفو عند المقدرة فكانت اول الداعمين للشعب السوداني في محنته..بما لذ وطاب..عبر طائرات الغوث..

*ثم إنه يا سادتي دولة قطر بغض النظر عن بنية منظومة الحكم فيها.. فهي دولة مؤسسات وبناءاً على معطيات سابقة ترى ألا (تشيل وش القباحة) في ظل اوضاع لا أحد يتكهن إلى ماذا ستؤول ..فلربما أكرر فلربما تتبدل الأحوال و تتغير الخارطة وتعود قحت أو جزء منها إلى السلطة ضمن وفاق وطني شامل.. والحقيقة التي لا يريد أن يطلع عليها الكثيرون من داعمي الجيش الوطني..أن مجموعة العسكرتارية الحاكمة صحيح أنهم متفقون في حسم التمرد نهائياً مما نتج عنه تلك الإنتصارات المتلاحقة على قوات التمرد إلا أنهم مختلفون سياسياً في رؤاهم لحلول المرحلة مختلفون أيدي سبأ..

مراد بلة

المصدر: موقع النيلين