معرض السويس للكتاب يحتفي بـ"فرقة أولاد الأرض"
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
نظم معرض السويس للكتاب ندوة "احتفالية فرقة أولاد الأرض" المهداة إلى روح الكابتن غزالي، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض السويس الأول للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة.
شارك في الأمسية الباحث الدكتور سادات غريب، والكاتب الصحفي محمد الشافعي، وفرقة "جمعية محبي السمسمية والفن الشعبي" بقيادة الفنان سيد كابوريا (مغني فرقة أولاد الأرض)، وأدارها المؤرخ السويسي محمد حمدان.
في البداية ربط حمدان بين نشأة فرقة أولاد الأرض وسياق الفن الوطني الحماسي الذي يميز مدينة السويس دائمًا، مضيفًا: لقد تأسست فرقة أولاد الأرض من رجال المقاومة الشعبية المتطوعين، وكانت أبرز أغانيهم أغنية "فات الكتير يا بلادنا" تأليف الكابتن محمد أحمد غزالي 1968، وكانت تؤدى ضمن الكف السويسي (رقصة الكف رقصة شعبية مصرية، تؤدى في معظم محافظات مصر)، ثم تحدث عن كيفية تكوين الفرقة من مجموعتين، المجموعة الأساسية فرقة (البطانية) بقيادة الكابتن غزالي، وفرقة (النضال الشعبية) بالأربعين، وقد قدمت الفرقة الأغنيات الوطنية، التي كتب معظم أغانيها الكابتن غزالي، والشعراء: كامل عيد رمضان "ريس البحرية"، وحسين محمد "كلامنا يا علمنا"، وعبد العزيز عبد الظاهر "ضي الليالي"، وعطية محمد عليان "أولادي كلكم"، وشارك الفرقة في جولاتها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وكتب أغنيته الشهيرة "يا بيوت السويس" تلحين إبراهيم رجب، وغناء محمد حمام.
وأضاف حمدان لقد كان للفرقة شعار يتردد في كل مناسبة، هو "إحنا ولاد الأرض.. ولاد مصر العظيمة.. تارنا هناخده بحرب للنصر غناوينا.. شباب ثوار ما نسبش التار.. إحنا ولاد الأرض".
واستهل سادات غريب كلمته ستظل السويس تؤدي دورها الذي اختصها به التاريخ، وهو الدفاع عن مصر، فمدينة السويس حاربت من 1967 إلى 1973 بغير انقطاع، ست سنوات وهي هدف أول أمام العدو، فلم يكف لحظة عن ضربها ومهاجمتها وإلحاق الدمار بها، وحين اتخذ القرار الصعب بإخلاء السويس ومدن القناة (التهجير) لم يكن قرار انسحاب، بل قرار مواجهة، كان قرارًا معناه تحويل هذه المدن إلى ساحة قتال، وأننا نرفض الرضوخ، وسنواصل الحرب.
وأضاف أن مدينة السويس عرفت أعظم أيام حياتها عندما تسللت قوات العدو خلال حرب أكتوبر إلى الضفة الغربية، مستغلة وقف إطلاق النار لكي تنتشر في أوسع دائرة ممكنة، كان العدو يرى أن استيلائه على مدينة السويس باسمها الكبير في العالم هو العمل الوحيد الذي يمكن أن يرد لقواته اعتبارها، ويحجب عن العالم حجم هزيمته وحجم انتصارنا، لم يتوقعوا أبدا أن يواجهوا ما واجهوا، لم يتوقعوا أن تكون أوامر القيادة السياسية هي منع استيلائهم عليها مهما كان الثمن، لم يتوقعوا أن يحدث ذلك الالتحام التاريخي بين القوات المسلحة وقوات الشرطة والشعب في مقاومة شرسة وعنيدة.
ويضيف غريب، كان هذا هو امتحانهم الأول ليس مع الصحراوات المفتوحة، ولكن على أرضنا المسكونة وشعبنا العريق، والعالم يرى كيف تحولت مداخل السويس إلى مقبرة لدباباتهم، وكيف تكسرت أشرس هجماتهم الواحدة تلو الأخرى، وكيف أثبت الإنسان المصري بطولات أظهرتها ساعات الامتحان التاريخي.
وتناول الكاتب الصحفي محمد الشافعي رحلة الأغنية الوطنية المصرية، التي ترتبط بالأحداث الكبرى التي تمر بها مصر الكيان، فعندما هزم أحمس الهكسوس غنى الشعب للقائد المنتصر "هذا الجيش عاد منتصرًا.. هذا البطل له الخلود"، وكذلك غنى لتحتمس ورمسيس، فالمصري دائمًا يغني ويحتفي بالبطولات التي ترتبط بمفهوم الوطن "مصر"، ومنذ الأسرة الثلاثين في مصر القديمة لم يغني الشعب أغاني وطنية؛ لأن مصر كانت جزءًا من كيان أكبر، وأضاف الشافعي ومع الحركة الوطنية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ظهر مفهوم مصر كوطن مرة أخرى على يد رفاعة رافع الطهطاوي، ومع عبارة الزعيم مصطفى كامل "بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي"، ثم أغنية "قولوا لعين الشمس ما تحماشي لحسن غزال البر صابح ماشي"، والتي غنت لزهران، الذي قاوم مد امتياز قناة السويس 1910، وأغنية "يا بلح زغلول"، والتي ذكر فيها اسم سعد زغلول، ردًا على الإنجليز الذين منعوا ذكر اسمه، وجاءت تجربة الفنان سيد درويش في الأغاني الوطنية والتي توجت بأغنية "بلادي بلادي" التي غناها الشعب عندما عاد سعد زغلول من منفاه.
ويستطرد الشافعي، وجاءت بعد ذلك مرحلة الأغاني الوطنية التي ارتبطت بإنجازات ثورة يوليو: الإصلاح الزراعي، وبناء السد العالي، وتأميم القناة... وغيرها، والتي غناها كبار المطربين مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ... وغيرهم.
وأضاف أنا أعتبر تجربة فرقة (أولاد الأرض) مرحلة تالية من مراحل الأغنية الوطنية المصرية تعنى بالمقاومة، وقد جاءت في السويس؛ لأن السويس المدينة الأسرع في إدراك ما حدث في معركة 1967، ولوجود مثقف رفيع المستوى محمد أحمد غزالي، وهو كابتن في رياضة المصارعة، صنع الخندق وانطلق منه، هذا الخندق الذي زاره كبار المثقفين العرب محمود درويش، ورجاء النقاش، ويوسف إدريس، وأنا أطلق على الكابتن غزالي شيخ مشايخ شعراء المقاومة في العالم، لما قام به من دور أثناء حرب الاستنزاف من جولات في القرى والمدن إلى حفلات أضواء المدينة، ووصل صوت المقاومة لكل قرية في مصر.
واختتمت الأمسية بحفل قدمته فرقة "جمعية محبي السمسمية والفن الشعبي" بقيادة الفنان سيد كابوريا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرقة اولاد الأرض معرض السويس الاول للكتاب
إقرأ أيضاً:
دار نشر جامعة قطر تشارك في معرض كتارا للكتاب 2025
تشارك دار نشر جامعة قطر في معرض كتارا للكتاب 2025 الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" خلال الفترة من 13 إلى 19 أكتوبر الجاري، في خطوة جديدة تعكس التزام الدار المستمر بنشر المعرفة وتعزيز الحراك الثقافي في قطر والمنطقة.
وتأتي هذه المشاركة تعزيزا لحضور الدار بين جمهور القراء والمفكرين وصناع القرار، وتوسيعا لدائرة تأثيرها الثقافي والمعرفي في المنطقة، وتعتبر هذه المشاركة استكمالا لنجاح الدار في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، حيث عرضت مجموعة من إصداراتها الأكاديمية المتميزة، مؤكدة بذلك مكانتها كصرح أكاديمي ومعرفي رائد في نشر المؤلفات الأكاديمية والمجلات العلمية المحكمة.
وتعرض دار نشر جامعة قطر خلال مشاركتها مجموعة من إصداراتها الأكاديمية المتنوعة، من بينها كتب العمارة والعمران في قطر المعاصرة، والصحة النفسية في قطر، والقانون الإداري، وشرح القانون المدني، إلى جانب مجلاتها العلمية المحكمة التي تعد منصة بارزة للباحثين والأكاديميين للاطلاع على أحدث الدراسات والأبحاث في مختلف المجالات.
وتؤكد الدار أن مشاركتها في مثل هذه المعارض الثقافية تجسد رؤيتها في دعم المجتمع المعرفي والثقافي، وتعزيز التواصل بين الأكاديميين والقراء، بما يرسخ مكانتها كدار نشر أكاديمية رائدة تواكب التطورات العلمية والثقافية وتدعم الابتكار والإبداع في المنطقة والعالم.
يذكر أن دار نشر جامعة قطر اختتمت مشاركتها في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، بعد عشرة أيام حافلة بالعطاء الفكري والتواصل الأكاديمي، مؤكدة حضورها الثقافي المتميز، ودورها في دعم مسيرة النشر الأكاديمي، وقد شهد جناحها إقبالا واسعا من الزوار والمهتمين، الذين اطلعوا على أحدث الإصدارات الأكاديمية، ما شكل استمرارا لنهج الدار في المساهمة الفاعلة بنشر المعرفة والتعريف بالمحتوى الأكاديمي على المستويين الإقليمي والدولي.