قالت القوات الأوكرانية، إنها تتقدم في جبهتي باخموت شرقا وزاباروجيا جنوبا، رغم نفي موسكو أي تغيير في مواقعها بزاباروجيا، بينما حمَّل الكرملين واشنطن مسؤولية أي تداعيات لاستخدام  اليورانيوم المنضب في معارك أوكرانيا.

فمن جهتها قالت هيئة الأركان الأوكرانية -اليوم الخميس- إن قواتها حققت تقدما على جبهة زاباروجيا في محوري روبوتينو-نوفوبروكوبيفكا، وأنها تتحصن في المناطق التي تمكنت من استعادتها.

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان بافلو كوفالتشوك، إن القوات الأوكرانية تواصل تنفيذ عمليات هجومية في محوري باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرق)، وميليتوبول بمقاطعة زاباروجيا، مضيفا أن الجانب الروسي يتكبد خسائر فادحة في الأفراد والمعدات العسكرية، على حد قوله.

كما تحدث الجيش الأوكراني عن محاولات روسية للهجوم على محاور ليمان وأفدييفكا وباخموت بدونيتسك، وقال إنه حقق تقدما باتجاه الجهة الجنوبية لمدينة باخموت.

تقدم بطيء

وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس شتولتنبرغ -اليوم الخميس- إن أوكرانيا تحرز تقدما في الهجوم المضاد الذي بدأته في يونيو/حزيران الماضي، لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو، رغم كونه بطيئا بسبب التحصينات الروسية وحقول الألغام.

وأضاف شتولتنبرغ أمام البرلمان الأوروبي، "الأوكرانيون يكسبون أراض تدريجيا.. لقد تمكنوا من اختراق الخطوط الدفاعية للقوات الروسية، وهم يتقدمون للأمام".

وأشار الأمين العام إلى مدى الصعوبة التي تواجهها القوات الأوكرانية وقال، "لم يقل أحد إن الأمر سيكون سهلا..  لم نشهد في أي وقت على مر التاريخ عددا من الألغام في ساحة معركة، أكثر مما نراه في أوكرانيا اليوم. لذلك من الواضح أن الأمر سيكون بالغ الصعوبة".

لكنه أضاف أن الأوكرانيين يحرزون تقدما ويستعيدون مئات الأمتار يوميا، "وكلما كسب الأوكرانيون أرضا، فإن الروس يخسرون أرضا"، حسب قوله.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زار كييف والتقى الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي (الأناضول) إشادة أميركية

على الصعيد ذاته أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -اليوم الخميس- بقوة أوكرانيا في مواجهة الجيش الروسي، خلال زيارة إلى منطقة تشيرنيغيف (شمال أوكرانيا)، التي احتلّتها موسكو في بداية الحرب.

وكانت القوات الروسية قد استولت على أجزاء من تشيرنيغيف بعد وقت قصير على بداية الحرب، ثم انسحبت بعد حوالى شهر.

وأشار بلينكن، الذي زار كييف -أمس الأربعاء- والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى ما وصفه بـ"الصمود الاستثنائي للشعب الأوكراني".

وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن الجيش الروسي "ترك المدن مدمّرة والأراضي مليئة بالألغام"، وقال، إن "ما يصل إلى ثلث أراضي أوكرانيا تكسوه ألغام، أو ذخائر غير منفجرة الآن".

وتكافح كييف منذ بدء هجومها المضاد لاختراق الخطوط الروسية المحصنة، وتواجه انتقادات متنامية من وسائل إعلام غربية بأنها تركز قواتها في مواقع خاطئة.


هجوم روسي بالمسيّرات

في المقابل، شنت روسيا مجددا هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منطقة أوكرانية قريبة من الحدود مع رومانيا، وتشمل نهر الدانوب وميناء إسماعيل، وذلك للمرة الرابعة خلال خمسة أيام، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي اليوم الخميس.

وقال أوليغ كيبر، حاكم منطقة أوديسا بجنوب غرب أوكرانيا، إن الهجوم الأخير الذي نفّذ مساء الأربعاء، استمر ثلاث ساعات واستخدمت خلاله مسيّرات من طراز "شاهد" إيرانية الصنع، مضيفا أن هذا الهجوم الرابع على منطقة إسماعيل في الأيام الخمسة الأخيرة.

وأشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أن روسيا أطلقت 33 مسيّرة هجومية خلال الليل في أسراب متعددة "خاصة في اتجاه المقاطعات الجنوبية لمنطقة أوديسا"، معلنة إسقاط 25 منها.

وأصبحت مدينة إسماعيل الواقعة قرب الحدود مع رومانيا، ممرا رئيسا لصادرات الحبوب الأوكرانية بعد انتهاء العمل باتفاقية البحر الأسود.


اليورانيوم المنضب

على صعيد آخر، قال الكرملين -اليوم الخميس- إن الولايات المتحدة ستكون هي المسؤولة عن التبعات "المأساوية للغاية" لقرارها تزويد أوكرانيا بذخائر يورانيوم منضب.

كما قالت السفارة الروسية لدى واشنطن في بيان، "قرار الإدارة (الأميركية) بتزويد كييف بقذائف اليورانيوم المنضب هو مؤشر على اللا إنسانية. ومن الواضح أن واشنطن المهووسة بفكرة إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا مستعدة للقتال ليس حتى آخر أوكراني فقط، بل تدمير أجيال بأكملها كذلك"، وفقا لما نقلته قناة "آر تي" الروسية.

وأضاف البيان "من خلال تزويد السلطات الأوكرانية بهذه المنتجات العسكرية، تنخرط الولايات المتحدة في خداع الذات، وترفض قبول إخفاق مايسمى بالهجوم المضاد للقوات الأوكرانية.

وترى دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا أن اليورانيوم المنضب يستخدم بشكل فعال في الذخيرة؛ لأن كثافته البالغة تعطي المقذوفات القدرة على اختراق الدروع بسهولة، مما يمكن من تدمير الدبابات الحديثة.

أموال روسية لأوكرانيا

في إطار آخر، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن الخطة الأميركية لاستخدام أموال مصادرة تخص رجال أعمال روس خاضعين لعقوبات لمساعدة أوكرانيا غير قانونية، مضيفا أن روسيا ستطعن على أي أفعال مماثلة.

وكان وزير الخارجية الأميركي بلينكن قال -أثناء زيارته كييف أمس الأربعاء- إن واشنطن تحول 5.4 مليون دولار إلى أوكرانيا من "الأصول التي صادرتها من رجال أعمال روس خاضعين للعقوبات، التي ستستخدم الآن لدعم المحاربين القدامى في الجيش الأوكراني".

لكن بيسكوف قال لصحفيين، إن "هذا أمر يصعب تخيله ويخالف كل ما ينص عليه القانون الدولي والقانون المحلي لكلا الدولتين. ولكن حين تسنح الفرصة، سندافع عن حقوقنا".

وأضاف أن بعض رجال الأعمال الروس حصلوا بالفعل في دول أوروبية على أحكام قضائية تعدّ مثل هذه التحويلات غير قانونية. وقال، "لن يتم ترك حالة واحدة من هذا الاحتجاز غير القانوني دون مراقبة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الأمیرکی الیورانیوم المنضب الیوم الخمیس

إقرأ أيضاً:

بوتين يطرح معادلة السلام: أوكرانيا خارج الناتو وروسيا بلا عقوبات

أفادت مصادر لوكالة "رويترز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اشترط على القادة الغربيين أن "يوقعوا تعهدًا خطيًا بوقف توسيع حلف شمال الأطلسي" ورفع العقوبات عن روسيا، كبنود أساسية لإنهاء الحرب. اعلان

وكانت واشنطن قد هددت بالانسحاب من وساطتها في المحادثات بين موسكو وكييف، واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي بأنه "يلعب بالنار" بعد رفض الأخير الدخول في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا.

وعقب اتصال هاتفي جمعه بالزعيم الجمهوري، أعرب بوتين عن استعداده للعمل على مذكرة مع أوكرانيا من شأنها تحديد "ملامح السلام".

وأكد أن الكرملين يعمل على نسخته الخاصة دون الإفصاح عن المدة التي يحتاجها لذلك. ومع أن بوتين شدد على" ضرورة تقديم الطرفين تنازلات ترضيهما"، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر روسي وصفته بأنه "مطلع" أن الرئيس الروسي "مستعد لتحقيق السلام ولكن ليس بأي ثمن".

Relatedاستكمال آخر مرحلة من تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيامئات المسيّرات فوق أجواء روسيا وأوكرانيا وترامب يقول إن بوتين أصابه الجنونعلى وقع القصف.. روسيا وأوكرانيا تستكملان صفقة تبادل الأسرى

وأشارت ثلاثة مصادر أخرى إلى أن بوتين يريد تعهدًا مكتوبًا من القوى الغربية الكبرى بعدم توسيع حلف الناتو. وبعبارة أخرى، يشترط استبعاد عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة رسميًا.

وأضافت أن موسكو تريد من كييف أن تتخذ "نهجًا محايدًا"، فضلًا عن مطالب ثقيلة تشمل رفع بعض العقوبات عنها، وحل قضية الأصول الروسية المجمدة، إلى جانب حماية الناطقين بالروسية في أوكرانيا.

ووفقًا للوكالة، فإن الزعيم الروسي، الذي بات يعتقد أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق بشروطه الخاصة، يريد أن يظهر للعالم أن السلام الذي توصلت إليه أوكرانيا وحلفاؤها في الغرب "أكثر إيلامًا من الحرب معه".

في المقابل، تتمسك كييف بمطالبها بالانضمام إلى حلف الناتو، وتقول إنها بحاجة إلى ضمانة غربية تحميها من أي هجوم روسي في المستقبل.

وقبل يومين استكملت أوكرانيا وروسيا عملية تبادل الأسرى بصيغة "1000 مقابل 1000"، بعد ثلاثة أيام من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة إسطنبول، وذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري تمثل في غارات جوية روسية مكثفة استهدفت عدداً من المدن الأوكرانية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • لافروف وفيدان يناقشان تحضيرات المفاوضات الروسية الأوكرانية المقررة في إسطنبول
  • مدير جي إس إم للدراسات: فرص نجاح جولة المباحثات الروسية-الأوكرانية المقبلة صفر
  • الخارجية الروسية تؤكد ضرورة وجود آليات لضمان عدم تجدد الصراع الأوكراني
  • القوات الروسية تدمر مركز قيادة العمليات الخاصة الأوكرانية «يوج» بصاروخ إسكندر
  • عاجل. الجيش الأوكراني يعلن عن خوض 200 اشتباك مع القوات الروسية خلال 24 ساعة
  • إنشاء منطقة عازلة.. هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية أم يزيد التصعيد؟
  • دبلوماسي سابق: الأزمة الروسية الأوكرانية تمر بمنعطف خطير وسط تصعيد عسكري غير مسبوق
  • محلل إستراتيجي: ترامب يستخدم لغة صادمة للتعبير عن موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية
  • الجيش الأوكراني: قصفنا مواقع لإنتاج الأسلحة الروسية في موسكو
  • بوتين يطرح معادلة السلام: أوكرانيا خارج الناتو وروسيا بلا عقوبات