المواد والاستهلاك.. مرتكزات ومستهدفات الدولة في الخطط الاقتصادية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
راعت الحكومة في خططها الاقتصادية تحقيق التوافق مع الغاية الأساسية لبرنامج الحكومة في النهوض بمستوى رفاهية المواطنين، وضمان جودة الخدمات المقدمة مرتكزة على توجهات القيادة السياسية الخاصة بالحفاظ على مكتسبات المرحلة السابقة وضرورة الانطلاق بالتنمية الاقتصادية بالشكل الذي يكفل إحداث نقلة نوعية تحقق المردود الإيجابي المستهدف للمواطن المصري، فضلا عن بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتطوير الأداء الحكومي وتعزيز قيم المساءلة والشفافية.
ونعرض خلال هذا التقرير الصورة الكلية للتوازن العام للاقتصاد الوطني على امتداد أعوام مع تفصيل بيان الاستثمارات من حيث الموارد والاستخدامات والنمو الاقتصادي ومصادره في الخطة متوسطة المدى (۲۰۱۹/۲۰۱۸ - ۲۰۲۲/۲۰۲۱).
الموارد والاستخدامات
أولاً: الموارد
استهدفت الخطة زيادة الموارد القومية إلى نحو ۹,۹۷ تريليون جنيه بالأسعار الجارية في نهاية عام ٢٠٢٢/٢١ بالمقارنة بنحو ٥,٧٤ تريليون جنيه عام ۲۰۱۸/۱۷ وبالمتوقع ٦,٧ تريليون جنيه عام ٢٠١٩/١٨، وتعكس هذه الزيادة المطلقة والبالغة نحو ٤,٢٣ تريليون جنيه تمواً بنسبة تناهز ٧٣,٨٪.
وبالنسبة للعام الثاني من الخطة (۲۰۲۰/۲۰۱۹)، فكان من المستهدف زيادة الموارد القومية لتصبح حوالي ۷,۷۲ تريليون جنيه بالأسعار الجارية محققة نسبة نمو يناهز ١٥,١% عن العام السالف
وفيما يخص الموارد الخارجية والممثلة في الواردات والسلعية والخدمية، فتبلغ نسبتها نحو ١٨,٨٪ من إجمالي الموارد القومية في العام الثاني من الخطة بالمقارنة بالنسبة المناظرة في العام السابق والبالغة وبوجه عام، يعكس الاتجاه التناقصي لنسبة الموارد الخارجية لإجمالي ناتج العرض الكلي تنامي قدرة 20,6% وذلك بالأسعار الجارية.
الاستخدامات
يعكس تحليل الاستخدامات جانب الطلب على الموارد القومية من منظور الطلب ممثلاً في:
الإنفاق الاستهلاكي النهائي (العائلي والحكومي. الإنفاق الاستثماري الخاص والعام (شاملأ التغير في المخزون). . طلب العالم الخارجي معبراً عنه بالصادرات السلعية والخدمية.
وفيما يخص جملة الإنفاق الاستهلاكي النهائي، فمن المستهدف زيادته ليصل إلى ٦,٩٥ تريليون جنيه بالأسعار الجارية في نهاية الخطة متوسطة المدي، بنسبة %٦٩,٦٪ من إجمالي الاستخدامات، ويخص الاستهلاك الخاص نحو ٦٤.٥ والاستهلاك الحكومي النسبة الباقية حوالي 5%). أما في العام الثاني من الخطة، فيُقدر الإنفاق الاستهلاكي النهائي بنحو ٥,٥ تريليون جنيه بالأسعار الجارية بنسبة ٧١،٣ من إجمالي الاستخدامات
أما توزيع الاستهلاك النهائي بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي، فيعكس استحواذ القطاع الخاص ما بين ٩٢ إلى ٩٣٪ من جملة الاستهلاك في أعوام الخطة دلالة على أهمية الاستهلاك النهائي الخاص كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي.
وفيما يتعلق بالإنفاق الاستثماري، فمن المستهدف زيادته بمعدلات مرتفعة تتراوح ما بين ٢١ و ٢٦ % خلال أعوام الخطة تأكيداً لأهميته في دفع عجلة النمو.
وفيما يخص الصادرات السلعية والخدمية في استهدف نموها بنسبة تناهز ١٢ في العام الثاني من الخطة التربو على تريليون جنيه ولتصل إلى نحو ١,٢٦ تريليون جنيه في نهاية الخطة.
فجوة الموارد
من المستهدف زيادة معدل الادخار بصفة مطردة من نحو ١٤٠٣ إلى %١٩,٥٪ في العام الأخير من الخطة ويناظر ذلك ارتفاع معدل الاستثمار من ١٦,٧% ليصل إلى %۲۱٫۱.
ووفقاً لهذه المعدلات من المتوقع أن تتجه فجوة الموارد المحلية للانكماش التدريجي على امتداد أعوام الخطة بحيث لا تتجاوز ١٠٦٪ من الناتج عند الاقتراب من نهايته وهذه الظاهرة تعكس الاعتماد المتزايد على المدخرات المحلية في استيفاء متطلبات الاستثمار سنة تلو الأخرى
خطة 23/ 2024
أوضح تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، فقد قدّرت الخطة مُعدّل النمو الاقتصادي بنحو 4,1% في عام 23/ 2024 مُقابل مُعدّل نمو مُتوقّع 4,2% في عام 22/2023.
أوضحت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية. أن تلك التقديرات جاءت مُتشابهة مع تقديرات جميع المؤسسات الدولية، والتي تشير إلى توقّع تحقيق مصر مُعدّل نمو يتراوح بين 4% - 4,3% عامي 22/ 2023، 23/ 2024.
وتابعت السعيد أنه وعلى الرغم من أن مُعدّل النمو الـمُقدّر بالخطة والذي يبلغ 4,1%، وهو أقل مما كان مُستهدفًا من قبل في ظل الظروف العادية والذي قدر حينها بـ 5% - 5,5% إلا أنه أعلى من مُعدّلات النمو الـمُتوقّعة في غالبية الدول، وأعلى من الـمتوسط العام الـمُحقّق على مستوى الاقتصاد العالـمي في عامي 2022، 2023، وهما 3,4% و2,8% على التوالي.
وأضافت السعيد أنه من الـمُقدّر أن يصل الناتج الـمحلي الإجمالي في عام الخطة إلى نحو 11,84 تريليون جنيه بالأسعار الجارية مقارنة بـ 9,8 تريليون جنيه قيمة الناتج الـمُتوقّع للعام السابق (22/2023)، مُسجّلًا نسبة نمو 4,1% بالأسعار الثابتة.
وحول الـمُؤشّرات القطاعية أشارت السعيد إلى توقّع تحقيق مُعدّلات نمو مرتفعة في ناتج خمسة قطاعات تتمثل في الاتصالات بنسبة 16,8%، والسياحة بنسبة 12%، وقناة السويس بنسبة 11,9%، والتشييد والبناء بحوالي 6%، والخدمات الصحية بنسبة 5,2%، وخدمات التعليم بنسبة 5,1%، والزراعة بنسبة 4,1%.
متابعه أنه لتحقيق مُعدّل النمو الاقتصادي الـمنشود، فإن الخطة تستهدف زيادة الاستثمارات الكليّة لتصل إلى 1,8 تريليون جنيه شاملة التغير في المخزون مُقابل استثمارات قدرُها 1,32 تريليون جنيه في العام السابق 21/2022، بنسبة نمو تصل الي 36%.
وأرجعت د.هالة السعيد الطفرة الاستثمارية الـمُقدّرة خلال عام الخطة إلى عدد من الاعتبارات مع الأخذ في الاعتبار التغيّرات السعرية الـمُتوقّعة خلال العام والـمُؤثّرة على القيمة الحقيقية للاستثمارات الإسمية الـمُنفّذة، والتي تتضمن كِبَر حجم الاستثمارات الـمُوجّهة للتنمية البشرية من خدمات التعليم الـمدرسي والتعليم الجامعي والبحث العلمي والخدمات الصحية، التزامًا بالاستحقاقات الدستورية، فضلًا عن التوسّع الـمُطرد في الاستثمارات الـمُخصّصة لأغراض الحماية الاجتماعية وتحسين الأحوال الـمعيشية للطبقات محدودة الدخل، بالإضافة إلى ضخامة الاستثمارات الـمُوجّهة لـمشروعات البنية الأساسية اللازمة لتحفيز مشروعات الإنتاج الـمُباشر وفقاً لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لتحسين مُناخ الاستثمار، وكذلك التزايد الـمُتوقّع في استثمارات القطاع الخاص في ظل توجّه الدولة لتعزيز مجالات النشاط للاستثمارات الخاصة اتفاقًا ووثيقة سياسة ملكية الدولة، وتبنيها لـمُبادرات داعمة لبيئة الأعمال.
أوضحت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن مُعدّل الاستثمار الـمُتوقّع لعام 23/2024 يبلغ 15,2%، مشيرة إلى أن الخطة متوسطة الـمدى تستهدف رفع مُعدّل الاستثمار بصفة مُطردة ليناهز 20% بنهاية الخطة عام 25/2026.
وتناولت السعيد الحديث حول التوجّهات الاستثمارية للخطة، مشيرة إلى التركيز على القطاعات ذات الأولويّة اتفاقًا وبرنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الهيكلي، مُمثّلة في الزراعة والصناعة التحويلية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى تنمية الـمشروعات الـمتوسطة والصغيرة لتوسيع الطاقة الاستيعابية لسوق العمل لتوفير ما يزيد عن 900 ألف فرصة عمل، بما يُسهم في الإبقاء على مُعدّلات البطالة عند مُستوياتها الـمنخفضة حول 7,3% - 7,5%.
وتابعت السعيد أن توجهات الخطة تضمنت كذلك تكثيف الاستثمارات الـمُوجّهة لقطاع التعليم، وبخاصة التعليم التكنولوجي والفني، وكذلك تلك الـمُخصّصة لقطاع الصحة في مجال تطوير وتعميم الرعاية الصحية الأوّليّة، مع تكثيف الاهتمام بأقسام الطب الوقائي والعلاجي لأمراض الفيروسات، بالإضافة إلى التوجّه نحو تنمية الصناعات صديقة البيئة والاقتصاد الأخضر، مع منح أولويّة في توطين الـمشروعات وتوجيه الـمُخصّصات الـمالية للـمحافظات الأكثر احتياجًا بحسب الفجوات التنموية في إطار الـمُبادرات والبرامج الـمطروحة، وعلى رأسها مُبادرة حياة كريمة لتنمية الريف الـمصري، مع إعطاء أولويّة للمشروعات العامة الجاري تنفيذها والـمُستهدف نهوها خلال عام الخِطة أو تلك الجاري استكمالها بنسب تنفيذ 70% فأكثر، مع إرجاء إدراج أية مشروعات جديدة إلا في حالة الضرورة القصوى.
وحول مشاركة القطاع الخاص أكدت السعيد أن الدولة تُعوّل على القطاع الخاص في تسريع عجلة النمو الاقتصادي وتنشيط الأسواق، مشيرة إلى تبني الخِطة مُستهدفات طموحة للاستثمارات الخاصة لتصل إلى نحو 600 مليار جنيه عام 23/2024، بنسبة تُناهز 36% من الاستثمارات الكليّة الـمُستهدفة مُقابل نسبة مُتوقّعة عام 22/ 2023 في حدود 31%، ونسبة فعليّة 29% عام 21/ 2022، مضيفه أن الاستثمارات العامة الثابتة، فتقدّر بنحو 1050 مليار جنيه، بنسبة 64% من الاستثمارات الكليّة يخُص الجهاز الحكومي نحو 587 مليار جنيه بنسبة 56%، والهيئات الاقتصادية 384 مليار جنيه بنسبة 37%، والشركات العامة 79 مليار جنيه بنسبة 7%.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ارتفاع معدل استثمارات القطاع الخاص استثمارات اقتصاد الوطني الاداء الحكومي الاستثمارات العامة الاستثمارات الـم النمو الاقتصادی القطاع الخاص من المستهدف ملیار جنیه فی العام الخطة م إلى نحو م توق ع ة الـم فی عام
إقرأ أيضاً:
الذهب يفقد 30 جنيهًا مدفوعًا بانخفاض سعر صرف الدولار محليًا
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، رغم استقرار الأوقية عالميًا، حيث حدّت تحسنات في معنويات المخاطرة عقب توقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من مكاسب المعدن النفيس، فيما يترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب المحلية انخفضت بنحو 30 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات السبت الماضي، ليسجل عيار 21 نحو 4600 جنيه للجرام، بينما استقرت الأوقية عند مستوى 3337 دولارًا.
وأضاف، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5257 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3943 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3067 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب 36800 جنيه.
كما أشار إلى أن أسعار الذهب كانت قد هبطت بنحو 20 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، متراجعةً من 4650 إلى 4630 جنيهًا للجرام، بالتزامن مع انخفاض محدود في الأوقية عالميًا بنسبة 0.4% من 3350 إلى 3337 دولارًا.
وأوضح أن هذا التراجع في السوق المحلية جاء رغم استقرار الأوقية عالميًا، نتيجة لانخفاض سعر صرف الدولار محليًا، وهو أحد العوامل الثلاثة الرئيسية المحددة لسعر الذهب، إلى جانب سعر الأوقية العالمية وحجم العرض والطلب.
وأشار إمبابي إلى أن تحسن الأجواء التجارية عالميًا وارتفاع الدولار الأميركي خفضا الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب، بعد توقيع اتفاقية تجارية بين واشنطن واليابان، وتحقيق تقدم في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، كما ينتظر المستثمرون قرار الفيدرالي الأمريكي وسط توقعات بتثبيت الفائدة ضمن نطاق 4.25% – 4.50% مع احتمالية خفضها في سبتمبر المقبل.
وأضاف التقرير أن توقيع الولايات المتحدة اتفاقًا تجاريًا مبدئيًا مع الاتحاد الأوروبي ساعد على تهدئة المخاوف من حرب تجارية أوسع، حيث تم الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% بدلًا من 30%، ما عزز شهية المخاطرة في الأسواق ودفع الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر.
وتزامن ذلك مع محادثات أمريكية-صينية في ستوكهولم تهدف إلى تمديد هدنة الحرب التجارية لمدة 90 يومًا، وهو ما يعزز حالة التفاؤل ويقلل الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ورغم هذه العوامل التي تحد من مكاسب الذهب، يبقى احتمال خفض الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من العام عنصرًا داعمًا محتملًا للمعدن الأصفر، إذ أن انخفاض العوائد الحقيقية غالبًا ما يعزز جاذبية الذهب.
وأشار التقرير أيضًا إلى تراجع استهلاك الذهب في الصين بنسبة 3.5% خلال النصف الأول من 2025، حيث انخفض الطلب على المجوهرات بنسبة 26%، بينما ارتفع الطلب الاستثماري بنسبة 24%، مما يعكس تحولًا في طبيعة الطلب العالمي على المعدن النفيس.
ويرى إمبابي أن سوق الذهب يمر حاليًا بمرحلة استقرار نسبي بعد موجة صعود قوية بلغت ذروتها في أبريل الماضي، بدعم من التوترات الجيوسياسية والرسوم الجمركية، إلا أن تراجع المخاطر التجارية وضعف الطلب في أسواق رئيسية مثل الهند، نتيجة ارتفاع الأسعار، حدّا من استمرار هذا الزخم.
كما أشار إلى أن مشتريات البنوك المركزية ما زالت توفر دعمًا للسوق رغم انخفاضها في الربع الأول مقارنة بالعام السابق، بينما تشهد صناديق الاستثمار المتداولة اهتمامًا متزايدًا.
ويخلص التقرير إلى أن استمرار أي صعود قوي في أسعار الذهب يتطلب محفزات استثنائية مثل تباطؤ اقتصادي عالمي حاد أو تصعيد جيوسياسي، بينما قد يدفع تحسن الأوضاع الاقتصادية وتراجع المخاطر المستثمرين نحو الأصول ذات العوائد الأعلى، ما يزيد الضغوط على الذهب.
وتترقب الأسواق الأسبوع المقبل عدة بيانات اقتصادية أمريكية، أبرزها قرار الفيدرالي في 30 يوليو، وتقديرات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، وأرقام نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، إضافة إلى بيانات الوظائف غير الزراعية.