الجزيرة:
2025-06-01@20:29:16 GMT

حلم سكان غزة بدولة مستقلة تبدد بعد 3 عقود على أوسلو

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

حلم سكان غزة بدولة مستقلة تبدد بعد 3 عقود على أوسلو

في عام 1994، عاد الفلسطيني مصطفى السنونو مع الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى قطاع غزة عقب توقيع اتفاق أوسلو حالما بأن يصبح القطاع "سنغافورة" المنطقة، لكن حلمه وكثيرين معه تبدّد بعد 3 عقود.

فقد وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) في 13 سبتمبر/أيلول 1993 على اتفاق "إعلان المبادئ الفلسطيني-الإسرائيلي" المعروف بـ "اتفاق أوسلو"، الذي أنشئت بموجبه السلطة الفلسطينية.

ونص الاتفاق على أن هدف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، من بين أمور أخرى، إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالية فلسطينية، وعلى مواصلة التفاوض في مسائل رئيسية أخرى.

عاد عرفات في يوليو/تموز 1994 مع الآلاف من قواته العسكرية والأمنية للمرة الأولى إلى قطاع غزة ومدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة اللتين أقيمت عليهما مؤسسات السلطة الفلسطينية.

السنونو، الذي يبلغ الآن 57 عاما، عُيّن حينها ضابطا برتبة نقيب في الحرس الرئاسي، ثم أصبح عقيدا قبل أن يحال في عام 2008 للتقاعد المبكر مثل الآلاف من عناصر أجهزة الأمن والشرطة في السلطة الفلسطينية بعد الانقسام بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس).

قبل شهرين، افتتح سنونو مطعما للوجبات السريعة في مبنى يبعد مئات الأمتار عن مقرّ عرفات الرئاسي في حي الرمال غرب مدينة غزة، الذي تحوّل إلى صالة لحفلات الزفاف.

يقول سنونو في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية "كنا نعتقد أن البلد سيصبح مثل سنغافورة: معابر مفتوحة، فرص عمل لأولادنا وحكومة ومطار وميناء وجواز سفر، ظننا أن الدولة أصبحت على مرمى حجر" منا.

مشاعر خيبة الأمل لا تقتصر على هذا الضابط السابق، بل تكاد تكون حالة عامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

بعد 30 عاما من الفشل في تحقيق سلام حقيقي وبناء دولةٍ تحرر الفلسطينيين من ويلات الاحتلال الإسرائيلي، أصبح جلّ اهتمام الشباب الفلسطيني ينصبّ على البحث عن فرص عمل وحرية التنقل والسفر، وتجاوز أزمات متعددة من بينها السكن والكهرباء والمياه التي تضاعفت في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 2007، أي منذ تولي حركة حماس السلطة في القطاع.


سجن

هاجر من قطاع غزة خلال العقدين الأخيرين أكثر من 200 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الشباب، إلى وجهات من بينها تركيا ودول أوروبية، وفق إحصاءات قامت بها مؤسسات حقوقية.

وتتجاوز نسبة البطالة في القطاع 45% وتزيد عن 70% في صفوف الشباب، وفقا لجهاز الإحصاء الفلسطيني.

تقول إسراء مراد (21 عاما) "كل الدول تنعم بمطارات ومعابر وميناء، أما نحن نسافر في خيالنا وأحلامنا، مطارنا مدمر ومعابرنا مغلقة. نحن في سجن".

أما الطالب الجامعي أدهم عبد الله (22 عاما) فيقول "دمرت أحلامنا، لا وظائف للخريجين الجامعيين، لا عمل للشباب، الأوضاع في قطاع غزة تسوء كل يوم مع زيادة البطالة والفقر".

ويقول عبد الله الذي أنهى دراسته الجامعية هذا العام، "غياب أوسلو أثّر سلبا على مستقبل جيلنا. عندما عاد أبو عمّار إلى الوطن، كان هناك أمل كبير بدولة مستقلة".

في نهاية عام 1998، احتفل الفلسطينيون بأول مطار على أرض قطاع غزة في افتتاح رسمي حضره الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون ومعه عدد من رؤساء الدول، ومسؤولون كبار عربا وغربيين.

إلا إن إسرائيل دمرت المطار في عام 2001 مع اندلاع انتفاضة "الأقصى" الثانية.

ورغم أن اتفاق أوسلو ينص على أن مفاوضات الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تبدأ بعد 5 سنوات من توقيعه، فإن جولات مفاوضات في مواضيع متفرقة تبعته، لكن دون التطرق إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

تبدد حلم الدولة

ويقول عضو فريق المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل حسن عصفور إن حلم الدولة قد فشل، وإن فشل أوسلو لم يفاجئه.

ويضيف "توقعنا انتهاء كل شيء بعد اغتيال إسحاق رابين"، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 على يد متطرف إسرائيلي.

ويتهم عصفور الذي يقيم حاليا في مصر "أطرافا إسرائيلية وفلسطينية لها ارتباطات إقليمية بالتآمر لإفشال أوسلو".

لكنه يؤكد أن "الخلاص من أوسلو أصبح ضرورة وطنية كبرى"، ويطالب السلطة ببدء مرحلة فك ارتباط شاملة عن الاحتلال الإسرائيلي.

وشنت إسرائيل 4 حروب دامية على قطاع غزة منذ نهاية 2008 استشهد على إثرها الآلاف من سكان القطاع، الذين يقدر عددهم بنحو 2,3 مليون نسمة، ويعيشون تحت وطأة حصار خانق تفرضه عليهم إسرائيل برا وبحرا وجوا، مما أدى إلى مشاكل عديدة وزاد نسبة الفقر لدى السكان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية علي القطاع .. والأمم المتحدة: سكان غزة معرّضون للمجاعة

غزة القدس "د ب أ" "أ ف ب": ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية في غزة منذ فجر اليوم إلى 20 شخصا، حسبما أفادت مصادر طبية فلسطينية.

وأفادت وكالة أنباء الصحافة الفلسطينية "صفا"، بمقتل 7 فلسطينيين وإصابة عدد آخر، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا فجر اليوم بجباليا النزلة شمالي قطاع غزة.

وأشارت إلى مقتل فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي لمركبة مدنية، في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، فضلا عن مقتل 3 أشخاص في قصف إسرائيلي إستهدف تجمعا للمواطنين في حي الصفطاوي شمالي القطاع.

ونوهت إلى مقتل شخصين ، في قصف إسرائيلي على مفترق الشهداء الستة بمخيم جباليا شمالي القطاع.

كما أشارت إلى مقتل شخصن في قصف إسرائيلي فجر اليوم استهدف خيمة تؤوي نازحين في شارع روني بمنطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي القطاع.

ونوهت إلى مقتل فلسطينية وإصابة آخرين، في غارة إسرائيلية على منزل بجباليا البلد شمالي القطاع.

وأفادت بمقتل طفل بنيران قوات الجيش الإسرائيلي، في شمال غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.

وأشارت إلى أنه تم انتشال جثة شخص بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

كما أفادت بمقتل شخص وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصناعة غربي مدينة خان يونس.

ونوهت إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات نسف لمباني سكنية، جنوبي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وكان قد تم الإعلان عن مقتل 11 فلسطينيا وإصابة آخرين بجروح، فجر الجمعة، في قصف ورصاص الجيش الإسرائيلي في جباليا النزلة شمال قطاع غزة، ومدينتي خان يونس ورفح جنوبا.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أصدر، الليلة الماضية، "أوامر إخلاء" جديدة للمواطنين في جباليا البلد والعطاطرة في محافظة شمال غزة، وبأحياء الشجاعية والدرج والزيتون بمدينة غزة.

و الخميس، قتل 70 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الجيش الإسرائيلي ومدفعيته عدة مناطق من القطاع.

ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية ومجاعة قاسية منذ أن أغلق الجيش إسرائيل المعابر في 2 مارس الماضي، مانعا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود. وبات نحو 5ر1 مليون مواطن من أصل حوالي 4ر2 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

وبحسب وكالة وفا، يرتكب الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 177 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود .

معرضون لخطر المجاعة

أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أنّ جميع سكان قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة، بينما تتصاعد الضغوط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الى القطاع المحاصر.

وتواصل إسرائيل حملتها السياسية الى جانب حملتها العسكرية. إذ أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس الجمعة أن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة، بينما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير إلى استخدام "القوة الكاملة" لدخول غزة.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، إنّ "غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم"، مشيرا الى أن "100 في المئة من السكان معرّضون لخطر المجاعة".

ويعاني قطاع غزة وضعا إنسانيا خطيرا وسط أزمة جوع مستفحلة، رغم بدء إدخال مساعدات قليلة قبل أيام، بعد حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين.

"قطرة في محيط"

وأشار لايركه إلى أن إسرائيل سمحت بدخول 900 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية منذ رفع الحصار جزئيا، لكن حتى الآن لم تدخل إلا 600 شاحنة إلى منطقة التفريغ في غزة، بينما نُقلت حمولة عدد قليل منها فقط الى داخل القطاع.

وقال المتحدث الأممي إن هذا "مجرّد قطرة في محيط"، مشيرا الى أن مهمة توزيع المساعدات تواجه "قيودا تشغيلية جعلتها إحدى أكثر عمليات المساعدة المعوّقة ليس فقط في عالم اليوم، بل في التاريخ الحديث".

في سنغافورة، اعتبر الرئيس الفرنسي الجمعة أنّ الدول الأوروبية يجب أن "تشدّد موقفها الجماعي" ضد إسرائيل إذا لم تستجب بشكل مناسب للوضع الإنساني في غزة.

وأكد أن التحرّك ضروري "في الساعات والأيام المقبلة".

وأضاف أن الغرب يخاطر "بفقدان كل مصداقيته أمام العالم" إذا "تخلى عن غزة... وسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء"، مؤكدا في كلمة ألقاها خلال منتدى حوار شانغريلا الدفاعي "رفض المعايير المزدوجة".

كما اعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي".

وعلى الأثر، ردّت إسرائيل متهمة الرئيس الفرنسي بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية".

مقترح هدنة

واستأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في منتصف مارس بعد هدنة استمرّت ستة أسابيع، وكثّفت عملياتها العسكرية في 17 مايو، قائلة إن الهدف هو القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع وخطفوا خلال هجوم الحركة غير المسبوق على إسرائيل والذي تسبب بحرب مدمّرة.

وحتى الآن، فشلت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرّة منذ حوالى 20 شهرا في غزة، في تحقيق أي تقدّم.

وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ إسرائيل وافقت على اقتراح أمريكي جديد بشأن وقف إطلاق النار. غير أنّ حركة حماس اعتبرت أنّ المقترح "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا".

وردا على ذلك، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى استخدام "كامل القوة" في قطاع غزة.

وقال عبر تطبيق تلغرام متوجها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "بعدما رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار".

وأضاف "يجب أن ينتهي الارتباك والتخبّط والضعف. أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص. حان الوقت للدخول بكامل القوة، من دون تردد، لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها".

وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ الرئيس دونالد ترامب والموفد الأمريكي ستيف ويتكوف "أرسلا إلى حماس اقتراحا لوقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل وأيّدته".

ولم تؤكد إسرائيل موافقتها على المقترح الجديد.

وكانت مصادر في حماس ذكرت الأسبوع الماضي أن الحركة قبلت اقتراحا أميركيا لهدنة، إلا أن الحركة أوضحت اليوم أن الاقتراح الأخير مختلف ويستجيب لمطالب إسرائيل.

وقال مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات إن المقترح الأمريكي الجديد يشتمل على هدنة لستين يوما يمكن تمديدها حتى سبعين، وإفراج حماس خلال الأسبوع الأول عن خمسة رهائن أحياء وتسعة متوفين، مقابل إفراج الدولة العبرية عن معتقلين فلسطينيين، على أن تتمّ في الأسبوع الثاني عملية تبادل ثانية تشمل العدد نفسه من الرهائن الأحياء والأموات.

أما الاقتراح الذي كانت أعلنت حماس موافقتها عليه، فينص، وفق مصدر فلسطيني، على 70 يوما من الهدنة مقابل الإفراج عن عشر رهائن على دفعتين"، خمس في الأسبوع الأول، وخمس قبل انتهاء الهدنة، وعلى أن يتزامن ذلك مع مفاوضات "حول وقف إطلاق نار دائم بضمانات أمريكية".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: لن نقبل إلا بدولة فلسطينية مستقلة.. وإسرائيل ترفض جهود السلام
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • الجيش الإسرائيلي ينذر سكان خان يونس وبني سهيلا وعبسان ويطلب إخلاءها
  • العدو الصهيوني ينذر سكان خان يونس بإخلاء مناطقهم
  • عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية علي القطاع .. والأمم المتحدة: سكان غزة معرّضون للمجاعة
  • ماكرون: الإعتراف بدولة فلسطين ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية علي القطاع .. والأمم المتحدة: سكان غزة معرّضون للمجاعة
  • أبو العلا: مصر تقف مع الحقوق الفلسطينية وترفض الاستيطان الإسرائيلي
  • رسالة وزير الدفاع الإسرائيلي "لماكرون وأصدقائه": سنبني الدولة اليهودية في الضفة
  • في قطاع غزة.. جيش الاحتلال يطالب سكان هذه المدن بالإخلاء الفوري
  • وزير الأشغال العامة الفلسطيني: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية ودورها في منع التهجير