سفينة مادلين تبحر لكسر حصار غزة.. رسالة إنسانية تواجه الصمت
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
أطلق "تحالف أسطول الحرية" سفينة "مادلين" من ميناء كاتانيا الإيطالي الأحد، وهي سفينة مدنية تحمل مساعدات إنسانية ومتطوعين دوليين، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
وتُبحر السفينة حاليًا باتجاه القطاع، في تحد مباشر لما وصفه التحالف بـ"الحصار غير القانوني والإبادة الجماعية المتواصلة".
A Month after #Conscience Attack: #FreedomFlotilla Ship #Madleen Sets Sail for #Gaza.
"We cannot be silent bystanders. Every single one of us has a moral obligation to do everything we can to fight for a free #Palestine.” @GretaThunberg https://t.co/NY93Os5NpH #AllEyesOnDeck — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 1, 2025
وسُميت السفينة باسم "مادلين" تكريمًا لأول صيادة سمك في غزة، والتي واجهت بعزيمتها ظروف الحصار عام 2014. ويُعد هذا الاسم رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني، كما يعكس تصاعد التضامن العالمي مع ضحايا الحصار وسياسات العقاب الجماعي.
تأتي هذه الخطوة بعد مرور شهر فقط على قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي المسير لسفينة "كونشايس" التابعة لأسطول الحرية أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، ما يُبرز حجم المخاطر التي تواجهها هذه المهمة الإنسانية.
وتحمل "مادلين" على متنها إمدادات حيوية وعاجلة لسكان القطاع، تشمل حليب الأطفال، والدقيق، والأرز، والحفاضات، والفوط الصحية، ومعدات تحلية المياه، وأدوية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى عكازات وأطراف صناعية مخصصة للأطفال.
كما يرافق السفينة متطوعون من جنسيات مختلفة، من بينهم عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ.
استمرار لإرث "مافي مرمرة"
تُعد مهمة "مادلين" امتدادًا مباشرًا لمهمة سفينة "مافي مرمرة"، التي تعرّضت لهجوم إسرائيلي دامٍ في عام 2010، أسفر عن استشهاد عشرة متطوعين أثناء محاولتهم إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة.
ويرى منظمو الحملة أن هذه المهمة تمثل استمرارًا لذلك الإرث الإنساني، ورفضًا للصمت الدولي والخضوع للابتزاز السياسي.
وأكد ائتلاف أسطول الحرية أن الإبحار بسفينة "مادلين" هو فعل سلمي مقاوم، ينطلق من إيمان راسخ بأن المدنيين الفلسطينيين يستحقون الحرية والكرامة وحقوق الإنسان الكاملة.
وأضاف أن جميع المتطوعين على متن السفينة مدربون على اللاعنف، ولا يحملون أي سلاح.
ودعا التحالف الحكومات إلى ضمان المرور الآمن للسفينة وسائر السفن الإنسانية، كما طالب وسائل الإعلام بتغطية الحدث بمهنية وشفافية، وناشد أصحاب الضمائر الحية حول العالم بالتحرك الفوري لإنهاء معاناة غزة وكسر الحصار المفروض عليها.
أطول عقوبة جماعية في العصر الحديث
منذ عام 2007، يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على قطاع غزة، عقب بعد فوز حركة حماس في الانتخابات البلدية، ما حول القطاع إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.
ويُعتبر هذا الحصار أحد أطول وأقسى أنظمة العقوبات الجماعية في العصر الحديث، وامتدادًا لسياسات عزل ممنهجة استهدفت القطاع سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وقد شمل الحصار جميع جوانب الحياة اليومية، من إغلاق المعابر البرية والبحرية والجوية، إلى منع دخول المواد الأساسية، وتقييد حركة الأفراد والبضائع، وفرض قيود صارمة على الوقود والكهرباء والمعدات الطبية ومواد البناء.
وتشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية إلى أن هذا الحصار يُصنف كـ"عقوبة جماعية غير قانونية" تطال أكثر من مليوني نسمة، نصفهم من الأطفال.
ومع كل عدوان إسرائيلي جديد، تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة، ويتحول الحصار من إجراء عسكري إلى أداة خنق ممنهجة للحياة المدنية، تُستخدم لفرض شروط سياسية على حساب الحقوق الأساسية للسكان، فيما تُقيّد إمكانية إعادة الإعمار أو التعافي الإنساني.
صمت دولي وتواطؤ إقليمي
رغم الإدانات الدولية المتكررة والدعوات المستمرة لإنهاء الحصار، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ خطوات عملية لرفع القيود، في ظل صمت عالمي وتواطؤ من بعض القوى الإقليمية والدولية، وهو ما يساهم في إبقاء الكارثة الإنسانية قائمة منذ أكثر من 17 عامًا.
وبينما يُطالب الفلسطينيون في غزة بحقوقهم الأساسية في الحياة الكريمة، والدواء، والغذاء، والتنقل، والتعليم، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار كأداة ابتزاز سياسي، تحوّلت مع مرور الزمن إلى جريمة متكاملة الأركان ضد الإنسانية، تشكّل وصمة عار في جبين النظام الدولي الحديث.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مادلين الحصار غزة غزة حصار اسطول الحرية مادلين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
6000 طن مساعدات إنسانية تصل غزة وإخلاء الساحة اللوجستية في معبر رفح
أفاد مراسل "إكسترا نيوز" من أمام معبر رفح، أحمد عبد الرازق، بأن القافلة الخامسة من المساعدات الإنسانية المصرية دخلت بالكامل إلى قطاع غزة اليوم، عبر الطريق المؤدي إلى معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد المنفذ البري الوحيد حاليًا لإدخال الإغاثة إلى القطاع.
تضمنت القافلة أطنانًا من المواد الغذائية، والدقيق، ومياه الشرب، إضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية وحفاضات الأطفال. وأكد عبد الرازق أن فرق الهلال الأحمر المصري قامت بفحص جميع الشحنات مسبقًا لضمان مطابقتها للمعايير وسلامتها قبل التحرك.
أشار المراسل إلى أن الساحة اللوجستية أمام معبر رفح، التي كانت صباحًا مكتظة بمئات الشاحنات، تم إخلاؤها بالكامل بعد تحرك جميع المركبات نحو القطاع، في خطوة تعكس تسارع وتيرة إدخال المساعدات.
6000 طن مساعدات خلال 5 أيامبلغ إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع منذ بدء القوافل نحو 6000 طن، منها 1000 طن أُضيفت عبر القافلة الخامسة وحدها، بعد إدخال 5000 طن خلال الأيام الأربعة السابقة، مما يعكس حجم الجهود الإغاثية المكثفة التي تقودها مصر لدعم سكان غزة.
أوضح عبد الرازق أن إدخال المساعدات يبدأ من الساعة السادسة صباحًا، بينما يُفتح المعبر رسميًا في الثامنة. وأكد أن القوات المسلحة المصرية شاركت في إيصال المساعدات عبر عمليات الإسقاط الجوي، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى من غزة التي يتعذر الوصول إليها برًا.
تتم عملية تحديد الفئات الأكثر احتياجًا داخل القطاع من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني، بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة، ويتم تنسيق نوعية وكميات المواد الإغاثية مع الهلال الأحمر المصري ضمن غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة في غزة.