اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 6 أشخاص خلال اشتباكات مع محتجين على التعديلات القضائية عشية نظر المحكمة العليا في طعن على قانون "الحد من المعقولية" الذي أقره الكنيست يوليو/تموز الماضي.

ووقعت الاشتباكات أمام منزل وزير العدل ياريف ليفين، أحد كبار مهندسي خطة التعديلات القضائية، وأظهرت مقاطع فيديو المحتجين يحيطون بسيارة الوزير في محاولة لمنعها من التقدم.

ويعارض إسرائيليون خطة التعديلات القضائية التي تسعى حكومة بنيامين نتنياهو إلى إقرارها، ويرى المعارضون أنها تحوّل إسرائيل إلى دكتاتورية.

ومن المقرر أن تجتمع المحكمة العليا بكامل هيئتها المكونة من 15 قاضيا لأول مرة في تاريخ إسرائيل غدا الثلاثاء للنظر في طعن على قانون "الحد من المعقولية" الذي يحد من صلاحيات المحكمة العليا في النظر بقرارات تتخذها الحكومة.

ولم تثمر حتى الآن محاولات التوصل إلى اتفاقات بين نتنياهو ومعارضيه في ما يتعلق بالتعديلات القضائية التي تسببت في خلاف سياسي ومجتمعي كبير.

ويُعتقد على نطاق واسع أن حكم المحكمة العليا قد يصدر أواخر يناير/كانون الثاني المقبل، مما يفسح المجال للتوصل إلى اتفاق بشأن التعديلات القضائية بعد احتجاجات مستمرة منذ 36 أسبوعا.


تحذيرات حكومية

ويقول مقدمو الطعن الذي ستنظره المحكمة غدا -وهم مشرعون معارضون وجماعات رقابية- إن التعديلات القضائية تطيح بالتوازنات والضوابط الديمقراطية المهمة وتشجع على استغلال السلطة، مضيفين أن عملية التشريع المتسرعة نسبيا هي نفسها معيبة.

وفي ردها القانوني على الطعن، تقول الحكومة إن المحكمة العليا ليست لديها السلطة حتى لمراجعة قانون "حجة المعقولية" الذي هو جزء من القانون الأساسي شبه الدستوري، مؤكدة أن نظر الطعون يمكن أن "يؤدي إلى فوضى".

ومن شأن قرار المحكمة العليا أن يزيد من توتر الأوضاع في الساحة السياسية الإسرائيلية، إذ حذر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير المحكمة العليا، قائلا إنه في حال ألغت "المحكمة العليا قانون المعقولية فسيكون ذلك محاولة انقلاب"، مؤكدا أن "المحكمة العليا ليست فوق كل شيء"، متمنيا ألا ترتكب "هذا الخطأ".

من جهته، حذر وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش هيئة المحكمة من أن إلغاء التشريع سيكون بمنزلة تجاوز لحدودها. وأضاف "لا يملك أحد سلطة إلغاء قوانين الشعب".


مشروع التعديلات

وكان وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين كشف -مطلع يناير/كانون الثاني الماضي- عن التعديلات المقترحة بهدف تقليص صلاحيات المحكمة العليا، إذ ترى الحكومة أنها يسارية التوجه ومنحازة سياسيا.

وتفضي الخطة إلى تقويض صلاحيات المحكمة العليا والالتفاف على قراراتها والحد من صلاحيات السلطة القضائية، مقابل تعزيز مكانة وصلاحيات السلطتين التنفيذية والتشريعية (الحكومة والكنيست)، ومن ثم منح السلطة التنفيذية دورا أكبر في تعيين القضاة.

وحذر زعيم المعارضة الوسطي يائير لبيد -الذي شغل سابقا منصب رئيس الوزراء- من أن حزمة الإصلاحات "تعرّض النظام القانوني بأكمله في إسرائيل للخطر".

وتهدف "الإصلاحات" إلى تغيير قانون الحصانة البرلمانية لأعضاء الكنيست والوزراء ورئيس الوزراء، بحيث لا يواجهون التحقيق أو المحاكمة خلال توليهم مناصبهم، أي تشريع قانون يحصن نتنياهو وينقذه من المحاكمة.

كما تهدف الإصلاحات إلى إلغاء بند "الاحتيال وخيانة الأمانة" في القانون الجنائي والعقوبات، بحيث يتحول السياسي والموظف الحكومي إلى رجل فوق القانون، وإلغاء هذا البند سيفضل المصلحة الشخصية للمسؤولين على الصالح العام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعدیلات القضائیة المحکمة العلیا

إقرأ أيضاً:

مسيرة نحو إسلام آباد بعد مظاهرات عنيفة منددة بإسرائيل

بدأ آلاف من أعضاء حزب إسلامي باكستاني مسيرة باتجاه العاصمة إسلام آباد اليوم السبت، بعد اشتباكات عنيفة مع الشرطة خلال احتجاجات مناهضة لإسرائيل في مدينة لاهور شرقي البلاد.

وبدأت حركة "لبيك باكستان" احتجاجاتها في لاهور أول أمس الخميس، وأعلنت عزمها السير نحو السفارة الأميركية في إسلام آباد تعبيرا عن معارضتها شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بعد عامين من الحرب في غزة.

وتخللت مظاهرات أمس الجمعة أعمال عنف استخدمت فيها الشرطة الهراوات والغاز المدمع ضد المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة، حسبما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعطلت حركة المرور في لاهور وإسلام آباد على بعد نحو 370 كيلومترا إلى الشمال، كما حجبت السلطات اتصالات الإنترنت عبر الهاتف المحمول وأغلقت طرقا رئيسية.

ووُضعت حاويات شحن كحواجز على طرق رئيسية في العاصمة تحسبا لوصول المتظاهرين.

وأكد مسؤول كبير في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إصابة ما يصل إلى 50 شرطيا في اشتباكات أمس الجمعة، في حين أعلنت حركة "لبيك باكستان" مقتل عدد من أفرادها، دون التمكن من التحقق من صحة ذلك بشكل مستقل.

وأعلنت الحركة أن الاحتجاجات نُظمت في الأصل لمعارضة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، والذي دعمته باكستان، لكنها تهدف الآن إلى التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين.

وقال العضو البارز في حركة "لبيك باكستان" محمد عرفان أثناء توجه المتظاهرين إلى إسلام آباد "ليست لدينا أي مطالب سوى إظهار التضامن مع شعب غزة".

وأضاف "لا نعرف متى سنصل إلى إسلام آباد، لكن الحكومة تتعامل معنا بقسوة، لا نتفاوض مع الحكومة على الإطلاق".

الحكومة تعارض

بدوره، تعهد طلال شودري نائب وزير الداخلية أول أمس الخميس بعدم السماح للمتظاهرين بدخول إسلام آباد، وقال للصحفيين "لا مكان لأي نشاط متطرف في إسلام آباد"، بحسب تعبيره.

إعلان

وتساءل "لماذا لا تقبلون اتفاقا مقبولا من حماس وفلسطين؟"، وفق تعبيره.

وأعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار وبدأت بسحب قواتها ظهر أمس الجمعة، في حين بدأ عشرات آلاف الفلسطينيين بالعودة سيرا على الأقدام إلى منازلهم المدمرة في شمال قطاع غزة.

وأول أمس الخميس، أشاد رئيس الوزراء شهباز شريف بالاتفاق، معتبرا أنه "فرصة تاريخية لتحقيق سلام دائم".

وقال شريف "سنواصل العمل مع شركائنا وأصدقائنا وقادة الدول الشقيقة لضمان إرساء السلام والأمن والكرامة للشعب الفلسطيني".

وسبق أن نظمت حركة "لبيك باكستان" عددا من أعنف الاحتجاجات في باكستان، وكثيرا ما تدعو الحكومة إلى طرد السفراء الغربيين.

ولا ترتبط باكستان بعلاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • الإثارة تتواصل في منافسات الدوري الأولمبي
  • الحكومة الإسرائيلية تقر التعديلات في قوائم الأسرى الفلسطينيين
  • ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟
  • رئيس الجمهورية يشرف على إفتتاح السنة القضائية 2025-2026
  • رئيس الجمهورية يفتتح السنة القضائية 2025-2026
  • القضاء الإدارى يؤجل طعنا ضد إدارة الأهلى بسبب بطلان انعقاد العمومية لـ19 أكتوبر
  • الحبس سنة عقوبة منع تنفيذ الإجراءات القضائية واجبة النفاذ طبقا للقانون
  • وزير الخارجية الإيراني: لا ثقة بإسرائيل وأمريكا في التزامات غزة.. ولا محادثات تتجاوز الملف النووي
  • مسيرة نحو إسلام آباد بعد مظاهرات عنيفة منددة بإسرائيل
  • وزير العدل يعقد اجتماعا تقييمياً لعمل الجهات القضائية