حين تتحول المشاعر المقدسة إلى أداة للتجنيد لاختراق ساحة التأثير اليمني
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
في مشهد يتداخل فيه الاستغلال الديني مع دهاء المخابرات، خرجت إلى العلن معلومات خطيرة تفيد بقيام المخابرات السعودية والاماراتية، بتنسيق من عناصر مدفوعة باستقطاب مجموعة من مؤثري التواصل الاجتماعي في اليمن، إلى السعودية، والسفر إلى دول مثل مصر وغيرها، ولكن خلف ستار الدين، كان السيناريو مختلفاً تماماً.
يمانيون / خاص
ففي كواليس هذه الرحلة، التي كان يُفترض بها أن تكون دينية وإنسانية، جلس المؤثرون مع عناصر تابعة للاستخبارات السعودية والإماراتية، وهناك، لم يُطلب منهم شيئًا يتعلق بالإيمان أو الإنسانية، بل كانت الأوامر واضحة، عودوا إلى صنعاء، وابدأوا التحريض على الوضع المعيشي في مناطقكم بطريقة تُلهب الشارع، لكن دون أن تذكروا من حاصر ومن نهب ومن دمّر.
الخطورة لا تكمن فقط في محاولة توظيف المؤثرين لخلق خطاب سخط اصطناعي ضد حكومة صنعاء، بل في الطريقة الملتوية التي تم بها ذلك، تحويل شعيرة دينية إلى بوابة تجنيد واختراق ناعم، يُظهر كيف لم تعد أدوات الحرب التي يستخدمها العدو محصورة في الطائرات والصواريخ، بل أصبحت الآن تمر عبر هواتف الآيفون والسامسونج وعدسات السناب شات والتيك توك ومنصات الإكس والفيس.
في عرف الحروب النفسية الحديثة، ما حدث يُعد تصعيداً نوعياً وخطيراً، إذ لم تكتفِ السعودية والامارات، بحصار اليمن وتجويعه وتدمير بنيته التحتية، بل تسعى اليوم لاختراق وجدانه، وتفكيك وعيه الجمعي من الداخل، عبر أدوات ناعمة وبعض المؤثرين الذين أصبحوا دون وعي البعض، سلاحًا في يد العدو.
المفارقة القاتلة أن المطلوب من هؤلاء المؤثرين أن يتحولوا إلى أبواق لإثارة السخط ، من بوابة المعاناة متناسين من هو أصل هذه الأزمة ومن فرض الحصار على بلادهم ، ومن يسيطر على موانئهم ، وينهب الثروات، ومنع الرواتب، ودمر الاقتصاد.
السخط هنا ليس عفوياً، بل منتجٌ إعلامي خطير أُريد له أن يبدو محلياً وبريئاً، لكنه يحمل بصمات من يديرون العدوان والحصار خلف الستار.
بعض المؤثرين، تنومسوا على أنفسهم، أي أن ضمائرهم رفضت التجاوب مع هذا النوع من الاستخدام القذر، رفضوا أن يكونوا أبواقاً للعدو، وفضلوا الصمت والانسحاب، بكرامة.
لكن ويا للأسف أن البعض الآخر، باع ضميره ووطنه بثمن بخس، ارتضى أن يكون جسراً يُمرّر عليه خطاب الفتنة والتشويه والتضليل، مقابل مزايا وقتية أو وعود براقة، وهو ما يفتح الباب لنقاش واسع، من يحاسب هؤلاء؟ وهل هناك وعي جمعي كافٍ لتمييز المؤثر الحقيقي من المؤثر المأجور؟
ما حدث ليس مجرد واقعة عابرة، إنه كشف لنوع جديد من أساليب الحرب القذرة التي يديرها العدوان ومرتزقته على بلدنا، حرب على الوعي والهوية والذاكرة الجمعية لليمنيين، حرب تستهدف زراعة الشك في الثوابت، وخلق رأي عام يُدين نفسه وينسى من يقتله يوميًا.
وإذا ما تمادت هذه الأدوات دون ردع، فإن الجبهة الداخلية التي هي عماد الصمود في وجه العدوان، ستُصبح عرضة للتآكل، ليس بالرصاص، بل بالكلمة الملفّقة، والمقطع المنتقى، والتغريدة التي تُدار من غرف سوداء.
نحن اليوم أمام واقع جديد، تزداد فيه أهمية الإعلام الرقمي، لكنه في الوقت نفسه بات أكثر عرضة للاختراق والتوظيف من قبل العدو، ويجب أن يكون لدى المجتمع وعي نقدي، وسلطة أخلاقية جماعية تردع من يبيع صوته وصورته ضد بلده.
إن مواجهة مثل هذه المخططات لا يكون فقط بتكذيب الخبر أو إنكار الواقعة، بل بخلق بيئة ترفض التطبيع مع المحتوى المدفوع والمُسخّر لتدمير الذات، وتدعو المؤثرين إلى الترفع عن لعب دور في مسرح خُطط له في الخارج.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تحذير عاجل.. 16 تطبيقاً قد يفتح الباب لاختراق حساباتك المصرفية
#سواليف
أطلقت #شركة_مايكروسوفت #تحذيراً_عاجلاً لمستخدمي منتجاتها بضرورة تحديث تطبيقاتهم قبل إجراء تغيير كبير في #أنظمة_التشغيل والدعم التقني، مؤكدة أن التأخر في التحديث قد يعرّض المستخدمين لمخاطر أمنية خطيرة قد تصل إلى #اختراق #الحسابات_المصرفية وسرقة البيانات الشخصية.
وحذّرت الشركة من أن برامج “مايكروسوفت أوفيس 2016″ و”أوفيس 2019” ستتوقف عن تلقي أي تحديثات أمنية أو إصلاحات للأخطاء ابتداءً من يوم الثلاثاء المقبل، مما يعني أن الدعم الفني لهذه الإصدارات القديمة لن يكون متاحاً بعد هذا التاريخ.
وتشمل التطبيقات المتأثرة “وورد” و”إكسل” و”أوتلوك” و”باوربوينت” و”أكسس” و”بابليشر” و”سكايب للأعمال” و”ون نوت” وغيرها من التطبيقات التابعة لحزمة “أوفيس”.
وأوضح جيريمي كارلسون، مدير التسويق في “مايكروسوفت 365″، أن استمرار استخدام البرامج القديمة بعد انتهاء فترة الدعم الرسمي يجعل الأجهزة عرضة للاختراق وفقدان البيانات، مشيراً إلى أن الثغرات الأمنية في هذه النسخ قد تُستغل بسهولة من قِبل القراصنة.
مقالات ذات صلةوأضاف في منشور عبر منتدى مجتمع مايكروسوفت: “استخدام البرمجيات بعد انتهاء فترة الدعم يعرض الأجهزة لمخاطر أمنية محتملة وخسائر إنتاجية ومشكلات تتعلق بالامتثال”.
وأكد كارلسون أن الوقت الحالي هو الأنسب للانتقال إلى الإصدارات الأحدث من “مايكروسوفت أوفيس”، داعياً المستخدمين إلى تحديث تطبيقاتهم في أسرع وقت لتجنب أي تهديدات مستقبلية، مضيفاً: “الآن هو الوقت المناسب لنقل جميع الأجهزة التي تعمل بـ Office 2016 أو 2019 إلى نسخة مدعومة رسمياً”.
ويأتي هذا التحذير بعد أيام من عطل فني أصاب مستخدمي خدمة “مايكروسوفت تيمز” (Teams) ضمن نظام “مايكروسوفت 365″، ما دفع الشركة إلى فتح تحقيق عاجل في أسباب الخلل الذي تسبب في توقف الخدمة مؤقتاً لبعض المستخدمين حول العالم.
واختتمت “مايكروسوفت” تحذيرها بالتأكيد على أن تجاهل التحديثات قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، خاصة مع زيادة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الثغرات في البرمجيات القديمة، داعية جميع المستخدمين إلى التأكد من أن أجهزتهم تعمل بأحدث الإصدارات لضمان أمان بياناتهم وحساباتهم المصرفية.