بعد وقف إطلاق النار.. الفلسطينيون يواجهون كابوس البحث عن أحبائهم بين أنقاض القطاع المدمر
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
بأيدٍ عارية وقلوب مثقلة بالحزن، ينقب أهالي غزة تحت الأنقاض عن بقايا أحبائهم بعد حرب دامية خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى وبنية تحتية مدمرة. اعلان
بعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة، يجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم في مواجهة جديدة، لكنها مختلفة هذه المرة. فقد جاء وقف إطلاق النار متأخرا ومنح فرصة محدودة للبحث عن الذين فقدوا حياتهم، في حين تُركت آلاف الأسر تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة.
ومن بين هؤلاء، يقف غالي خضر، البالغ من العمر 40 عامًا من مدينة جباليا شمال غزة، وأمثاله كثيرون في القطاع، أمام أنقاض منزل والديه، يعبث بين الحطام باحثًا عن بقايا الذكريات والأمل.
وقضى يومين يحاول إقناع والديه بالفرار معه إلى جنوب غزة، محذرًا إياهم من خطورة البقاء في المنزل، إلا أن والده، المعروف بعناده الشديد، رفض الرحيل. ولم يكتمل حديثهما قبل أن تضرب الغارات الجوية الإسرائيلية المنزل، فدفن والديه تحت الركام.
وعاد خضر بعد إعلان وقف إطلاق النار بفارق يومين، بحثًا عن أي أثر للوالدين. وبين حطام الخرسانة المدمرة والحديد الملتوي، تمكن من العثور على بعض شظايا جماجمهم وأجزاء من أيديهم، ليحملها إلى المقبرة المدمرة أيضًا، ويضطر لدفنهم بجانب القبور القليلة الباقية سليمة.
خسائر مادية كبيرةتشير تقديرات الدفاع المدني في غزة إلى أن حوالي 10,000 شخص محاصرون تحت الأنقاض والمباني المنهارة، فيما تبلغ كمية الركام نحو 60 مليون طن، ما يجعل مهمة البحث عن الجثث صعبة وشاقة للغاية. ومعظم الطرق دُمرت أو سُدت بالحطام، ونقص المعدات الثقيلة يجبر فرق الإنقاذ على العمل باستخدام المعاول والمطارق أو أيديهم العارية.
وقال خالد الأيوبي، رئيس الدفاع المدني لشمال غزة،: "في البداية نركز على جمع الجثث الموجودة في الشوارع للحفاظ على ما تبقى منها، خاصة مع وجود كلاب ضالة تهاجم الأجساد". وأضاف فادي الصليبي، موظف الدفاع المدني، أن "استعادة رفات الشهداء يمثل للعائلات وسيلة لتكريم ، ويعطيهم فرصة للطمأنة بأنهم شهداء بالفعل".
يحيى المقرع، البالغ من العمر 32 عامًا من جباليا، فقد الاتصال بشقيقه شريف بعد غارة على منزلهما في 25 يوليو. وعندما زار المبنى المهدوم، لم يجد أي أثر له.
يقول المقرع "ذهبنا لتفقد المكان، لكن لم نجد أي أثر له، وكأن كل شيء تحول إلى أنقاض"، مشيرًا إلى أن شريف كان يعاني من الصرع، ويخشون أن يكون قد مات بسبب عدم توافر دوائه، حتى لو لم يقتل في الغارة.
والكثير من سكان شمال غزة لا يمكنهم الانتظار حتى تدخل المعدات الثقيلة من قبل إسرائيل، وهو ما قد يستغرق ستة أشهر إلى عام لإكمال عملية استعادة الجثث وفق تقديرات المسؤولين المحليين. لذلك بدأ بعضهم بالعودة إلى منازلهم المدمرة للبحث بأنفسهم عن أحبائهم، حتى لو شكل ذلك خطرًا على حياتهم.
خدمات أساسية ومرافق حيوية منهارةوتعيش مئات العائلات الفلسطينية حالة من الصدمة والانتظار الطويل، إذ يواجهون صعوبة معرفة مصير أحبائهم.
ودُمرت معظم المرافق الحيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، في حين يعاني السكان من انقطاع متواصل للمياه والكهرباء والخدمات الأساسية.
وبعد عامين من صراعٍ دامٍ استنزف غزة وأهلها، أعلنت نهاية الحرب التي خلفت وراءها أكثر من 67 ألف قتيل فلسطيني وعشرات آلاف الجرحى.
ولم تقتصر المعاناة على القتل والإصابات، بل شملت حرب مجاعة وأعمال تدمير واسعة إضافة إلى اضطرار عشرات الآلاف من المدنيين للنزوح والتهجير القسري، حاملين معهم أجزاءً من حياتهم الممزقة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة إسرائيل نزوح إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مصر أسرى تكنولوجيا فرنسا أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
قوات أمريكية تصل إسرائيل للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
وصلت قوات أمريكية إلى إسرائيل ضمن قوة تضم نحو 200 عسكري، للمشاركة في دعم ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت تقارير أن القيادة المركزية الأمريكية ستؤسس مركزًا للتنسيق المدني والعسكري في إسرائيل، بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية واللوجستية إلى قطاع غزة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إلى إسرائيل لمتابعة تنفيذ الاتفاق.
وأعلنت المصادر الطبية في قطاع غزة، اليوم السبت، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 67,682 شهيداً و170,033 مصاباً.
اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأوضحت المصادر أن 151 شهيداً – بينهم 116 جثماناً جرى انتشالها من تحت الأنقاض – و72 مصاباً، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضافت أن عدد شهداء لقمة العيش ارتفع إلى 2,615 شهيداً وأكثر من 19,177 مصاباً.
كما بلغت حصيلة الضحايا منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم، نحو 13,598 شهيداً و57,849 مصاباً، في استمرارٍ للكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ نحو عامين من الحرب والإبادة.
وقام ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الأركان الإسرائيلي آيال زامير بزيارة قطاع غزة صباح اليوم للتأكد من انسحاب قوات الاحتلال للخط الأصفر
سيرت السلطات المصرية، اليوم السبت، قوافل مساعدات إنسانية ضخمة إلى قطاع غزة، تضمنت مئات الشاحنات التي تعمل على نقل العائدين إلى شمال القطاع وإيصال الإمدادات الإغاثية للسكان.
وأفاد مراسلنا بأن اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة قدمت أكثر من 500 ألف طرد غذائي، فيما جابت قافلات المساعدات شارع الرشيد الساحلي في مشهد إنساني واسع.
وأشاد سكان غزة بالدور المصري في دعمهم، مؤكدين تقديرهم لموقف القاهرة الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين، وجهودها المستمرة في تسهيل إدخال المساعدات وتخفيف المعاناة عن أهالي القطاع.
اقتحم مستوطنون ن مسلحون، اليوم السبت، منزل عائلة المواطن الفلسطيني محمد بدر في قرية أم صفا شمال رام الله، واعتدوا على أفراد العائلة بالضرب قبل أن تصل قوات الاحتلال وتعتقل نجليه ليث ومرهف.
وقال رئيس مجلس قروي أم صفا مروان الصباح لوكالة "وفا" إن المستوطنين داهموا المنزل القريب من منطقة جبل الراس، وخرّبوا محتوياته، وحاولوا خطف الشقيقين قبل تدخل قوات الاحتلال التي واصلت الاعتداء عليهما بعنف واعتقلتهما في أعقاب ذلك.
وأشار الصباح إلى أن الهجوم تسبب بحالة من الذعر بين سكان المنزل، مؤكدًا أن المنطقة تتعرض لاعتداءات متكررة من المستعمرين بحماية جيش الاحتلال.
استشهد مواطن فلسطيين، منذ صباح اليوم السبت، وانتشلت جثامين أكثر من 11 آخرين، من أنحاء متفرقة في قطاع غزة.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى استشهاد مسن برصاص الاحتلال في بلدة القرارة شمال خان يونس.