صحيفة الاتحاد:
2025-12-13@05:35:31 GMT

«واقعية» كوزمين تتحدى «مثالية» لوبيتيجي

تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT

 

معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة لغة الأرقام.. ضغط «الأبيض» يتحدى استحواذ «العنابي» السعودية والعراق.. «التأهل المباشر» في «الموقعة النارية»


عندما تنطلق مباراة منتخبنا الوطني أمام قطر في الدوحة، لن تكون مجرد مواجهة عادية، بل اختباراً فلسفياً وتكتيكياً، بين مدربين قادمين من مدرستين مختلفتين، كوزمين أولاريو «الواقعي المنهجي»، وجولين لوبيتيجي «المثالي» والذي الباحث عن «الهيمنة الكاملة».


ويرفع «الأبيض» بقيادة الروماني كوزمين، شعار الفوز والحسم، للتأهل المباشرة إلى كأس العالم، في معركة كروية بامتياز، سيكون الفوز فيها أكبر دوافع كلا الطرفين يوم الثلاثاء..
لذلك سيكون لقاء الليلة بمثابة مباراة الحسم على بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026، بعد أن قدّم المنتخبان أداءين متباينين أمام المنافس ذاته، وهو منتخب عُمان، ما يجعل المقارنة الرقمية مدخلاً حقيقياً لفهم ما قد يحدث على أرض الملعب مساء اليوم.
وقاد كوزمين «الأبيض» إلى فوز ثمين على عُمان 2-1، بأداء اتسم بالذكاء أكثر من الجاذبية، حيث بلغت نسبة الاستحواذ 62%، وهي نسبة مرتفعة، لكنها لم تكن «استحواذاً بلا معنى»، بل أداة للتحكم في إيقاع المباراة وتدوير الكرات بوعي، ومرر المنتخب 447 تمريرة صحيحة، بنسبة نجاح عالية في مناطق الملعب كافة، مع صنع 8 فرص حقيقية للتسجيل وفاعلية هجومية جعلت من هدفين واقعيين محصلة منطقية لتكتيك منضبط.
ورغم أن مؤشر «الأهداف المتوقعة» يتجاوز 0.94، إلا أن «الأبيض» ترجم القليل إلى كثير، بفضل دقة التبديلات التي غيّرت ديناميكية الشوط الثاني، عبر أوراق رابحة غيرت سيناريو اللقاء، بدخول حارب عبد الله وكايو كانيدو ويحيى نادر، ما حرّر الفريق من تحفّظ البداية، وإيجاد ممرات جانبية هجومية أربكت دفاع عُمان.
وبنى كوزمين أداء الفريق على مبدأ «الكثافة المنظمة»، عبر تقارب الخطوط، مساندة ثنائية بين المحاور «ميلوني ويحيى»، وانطلاقات الأطراف التي تعتمد على السرعة، لا على العرضيات الكثيرة «علي صالح، حارب عبد الله»، ومن الناحية الدفاعية، امتلك المنتخب 71% تدخلات ناجحة و9 اعتراضات، ما يؤكد نضوج المنظومة في التحكم في الكرة دون اندفاع أو تهور.
وفي المقابل، حافظ لوبيتيجي على هوية «الاستحواذ الإسباني»، لكنه افتقد النجاعة، واستحوذ منتخب قطر أمام عُمان على الكرة بنسبة 70% ونفذ 526 تمريرة صحيحة، أي أكثر من ضعف ما قام به «الأحمر».
ودفع المدرب الإسباني فريقه للعب في نصف ملعب الخصم معظم الوقت «316 تمريرة في نصف عُمان»، مع ضغط متقدم واستخدام دائم للأطراف «26 عرضية، نجح منها 31%»، ورغم صناعة 12 فرصة، فإن الفعالية غابت تماماً، ليبقى مؤشر الأهداف المتوقعة «1.01» أهداف متوقعة شاهداً على عدد الفرص الضائعة.
ويؤمن لوبوتيجي بـ «التحكم الذهني الكامل» في المباراة، لكنه أحياناً يسقط في فخ البطء الزائد، ما يسمح للمنافسين بإعادة التموضع، ولم يملك وقتها المنتخب العُماني الجرأة الفنية لمعاقبته بالمرتدات، لكن منتخبنا الوطني يملك السرعة والمرونة التكتيكية التي تجعله قادراً على ضرب خطوط «العنابي»، وفق هذه الطريقة من خلف الظهيرين المتقدمين.
ويتوقّع أن يبدأ كوزمين مباراة الليلة، كما فعل أمام عُمان بخطة 4-3-2-1، تتحول إلى 4-2-3-1، بكتلة متوسطة، هدفها امتصاص الضغط القطري «المتوقع»، ثم التحول السريع إلى انطلاقات سريعة نحو المرمى.
ويصر لوبيتيجي على أسلوب التمرير المتواصل والبناء من الخلف، باستخدام محور مزدوج لتدوير الكرة وتحريك الظهيرين إلى الأمام.
والفارق أن «الأبيض» أكثر اختصاراً للطريق إلى المرمى، بينما يبحث منتخب قطر عن الأداء الجمالي، ولو على حساب الإيقاع، وفي هذا النوع من المباريات، «الفريق الذي يملك خطة لإنهاء الهجمة، وليس بدايتها فقط، هو من يتأهل».
وبنظرة تحليلية لما يمكن أن يحدث، نجد أن كوزمين يملك ميزة «عقلية» وهي «الواقعية الهادئة» أمام جمهور وضغط أرض المنافس، ويعرف أن النقطة تكفيه في أسوأ الأحوال، وفي المقابل، يحتاج لوبيتيجي إلى الفوز ولا بديل عنه، ما قد يدفعه إلى «المجازفة» مبكراً.
وهنا تكمن المفارقة، حيث إنه من المتوقع أن يفتح المدرب الإسباني المساحات التي ينتظرها كوزمين بهدوء أعصاب، ليحوّلها إلى «مصيدة تأهل»، وفي ليلة الدوحة، لن تحسم المباراة بعدد التمريرات أو نسب الاستحواذ، بل بمن يملك القدرة على الحسم في الثلث الأخير، وحتى اللحظة تقول الأرقام إن «الأبيض» أكثر نجاعة، و«العنابي» أكثر استحواذاً، و«المونديال» يرحّب بمن يسجّل، وليس صاحب التمريرات الأكثر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات منتخبنا الوطني تصفيات كأس العالم عمان قطر كوزمين لوبيتيجي جولين لوبيتيجي

إقرأ أيضاً:

النسخة الأفضل من منتخب الأردن تتحدى تاريخا من التفوق العراقي

الدوحة «د.ب.أ»: ستكون مباراة دور الثمانية من بطولة كأس العرب لكرة القدم، بين الأردن والعراق، فرصة مواتية للمنتخب الأردني من أجل استغلال أفضليته والحالة الفنية العالية التي يعيشها في السنوات الأخيرة، من أجل كسر تاريخ من التفوق العراقي في المواجهات المباشرة بينهما.

ويتقابل منتخبا الأردن والعراق مساء اليوم الجمعة في دور الثمانية من البطولة التي تستضيفها قطر حتى 18 ديسمبر الحالي، حيث قدم المنتخب الأردني بقيادة مدربه المغربي جمال سلامي أداء مميزا ونتائج مذهلة جعلته المنتخب الوحيد في المجموعات الأربعة للبطولة الذي يتأهل بالعلامة الكاملة في صدارة الترتيب.

وحقق النشامى الفوز على الإمارات 2 - 1 في مستهل مشوار البطولة، ثم على الكويت 3 - 1 ، وحتى أمام منتخب مصر عندما لعبت الأردن بالصف الثاني من اللاعبين عقب ضمان التأهل، لم يغب الفوز أيضا، بل كان الأكبر بنتيجة 3 - صفر.

وساهمت العروض الأردنية القوية في أن يكون هذا المنتخب مرشحا فوق العادة لنيل اللقب العربي لاسيما أنه وصيف النسخة الماضية من بطولة كأس آسيا، بينما يواجه منافسوه الأبرز بعض النواقص الفنية مثل المغرب والجزائر والسعودية، جعلتهم يتعرضون لعثرات في مشوار البطولة.

وأمام المنتخب العراقي يأمل الأردن في محاولة تغيير التاريخ الذي ينحاز بشكل واضح للعراق، بواقع 21 انتصار و8 هزائم و5 تعادلات فقط.

وينشد المنتخب الأردني انتصاره التاسع على العراق، في جميع المناسبات التي التقيا فيها، علما بأن المنتخبين تقابلا في تصفيات كأس العالم وحسم التعادل السلبي المباراة الأولى، بينما فاز منتخب العراق 1 - صفر في الثانية.

لكن المواجهة الإقصائية التي لا تقبل القسمة على اثنين في دور الثمانية لكأس العرب، تعيد إلى أذهان الأردن التفوق على العراق 3 - 2 في دور الـ16 من بطولة كأس آسيا 2023.

وأصبح المدرب المغربي جمال سلامي، الذي يسير بثبات على درب مواطنه الحسين عموتة الذي قاد الأردن لنهائي تاريخي في كأس آسيا، أمام حيرة فنية بشأن العناصر التي يختارها لمواجهة العراق خاصة مع تألق الصف الثاني من اللاعبين ضد مصر على غرار محمد أبو حشيش وعدي الفاخوري وغيرهم، مع وجود عناصر لا غنى عنها مثل يزن النعيمات وعلي علوان.

في المقابل فإن الأسترالي جراهام أرنولد مدرب العراق يدرك جيدا أن التاريخ وحده ليس كافيا لأن يعول عليه المنتخب في سبيل تحقيق تفوق جديد على الأردن.

ومثلما تأهل المنتخب الأردني لأول مرة تاريخيا إلى نهائيات كأس العالم، فإن المنتخب العراقي بات على أعتاب التأهل للمونديال، وتنتظره مرحلة الملحق في مارس المقبل، ليكون ذلك إنجازا ملموسا للمدرب الأسترالي الذي يعتمد مدرسة الواقعية في الأداء ويعرف جيدا قدرات لاعبيه وظهرت بصماته سريعا مع المنتخب.

وفي المباراة الأخيرة بدور المجموعات ضد الجزائر، ورغم النقص العددي منذ الدقيقة 5 لطرد حسين علي، أظهر المنتخب العراقي شخصية قوية، وكان ندا بـ 10 لاعبين للجزائر.

ويأمل أرنولد في استمرار تألق نجومه على غرار أيمن حسين ومهند علي وعلي جاسم وأمجد عطوان، ولن يجد المدرب الأسترالي فرصة أفضل من كأس العرب كدفعة معنوية وفنية قوية للاعبيه قبل الملحق المونديالي.

مقالات مشابهة

  • كوزمين بعد إقصاء الجزائر: نسعى للذهاب بعيدا في "كأس العرب"
  • بالأرقام: منذ عودته إلى البيت الأبيض.. 2.4 مليون كلمة لترامب أمام الصحافة
  • اليوم مواجهات نارية في ربع نهائي كأس العرب.. الأردن يصطدم بالعراق والإمارات تتحدى الجزائر
  • نصف النهائي يا «الأبيض».. منتخبنا يسعى لترويض «محاربو الصحراء» في كأس العرب
  • مشاركون في أسبوع أبوظبي المالي لـ«الاتحاد»: أبوظبي وجهة مثالية للاستثمارات والتوسعات في قطاع تكنولوجيا المال
  • ماتشادو تتحدى مادورو: سأعود بنوبل إلى فنزويلا
  • كوزمين: التركيز سلاح «الأبيض» لمواجهة الجزائر في كأس العرب
  • «كوزمين» يحذر: مواجهة الجزائر الأصعب في مشوار الإمارات بكأس العرب
  • النسخة الأفضل من منتخب الأردن تتحدى تاريخا من التفوق العراقي
  • «الأبيض» يضع اللمسات الأخيرة قبل «قمة البيت»