بعد وفاة مراهق بتحدي الرقاقة.. متى يمكن أن يؤدي الطعام الحار إلى الوفاة؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أثارت وفاة مراهق في ولاية ماساتشوستس الأميركية، تناول رقاقة تورتيلا حارة، خلال مشاركته في تحد انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي قلقا بين الآباء، وأثارت كذلك تساؤلات عن مخاطر تناول الطعام الحار.
وأفادت محطة wwlp التلفزيونية في سبرينغفيلد بماساتشوستس بوفاة هاريس ولوباه (14 عاما) في الأول من سبتمر الماضي بعد أن تناول الرقاقة التي تباع في علبة على شكل نعش.
وفي حين لم تحدد السلطات الصحية سبب الوفاة بعد، تعتقد أسرته أن السبب هو الرقاقة، الحارة للغاية، مشيرة إلى أنه شعر بآلام شديدة بالمعدة بعد تناولها، ثم فقد وعيه، وتم نقله إلى المستشفى حيث أعلنت وفاته هناك.
وأشارت الأسرة، وفق أسوشيتد برس، إلى تحدي Paqui One Chip على مواقع التواصل وهو عبارة عن تحد يتناول فيه الشخص الرقاقة الحارة للغاية التي تنتجها شركة Paqui ومقرها ولاية تكساس، وينشر هؤلاء مقاطع لأنفسهم وهم يتفاعلون مع الرقاقة الحارة.
وفي أعقاب إعلان وفاته، نشرت الشركة بيانا أعلنت فيه سحب المنتج من الأسواق، لكنها أشارت إلى أن هذا المنتج ليس مخصصا للأطفال أو الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الأطعمة الغنية بالتوابل.
وحذرت السلطات الصيحة في الولاية الآباء من خطر التحدي الذي يحظى بشعبية كبيرة على "تيك توك".
وتشير أسوشيتد برس إلى حالات أخرى لأشخاص أصيبوا بالإعياء بعد مشاركتهم في التحدي، من بينهم 3 طلاب بمدرسة ثانوية في كاليفورنيا وسبعة طلاب في مدرسة بولاية مينيسوتا العام الماضي.
هل تسبب الأطعمة الحارة الوفاة؟يقول خبراء إن الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة يمكن أن تقتل بالفعل، ولكن في ظل ظروف معينة.
آلان كابين، طبيب الرعاية العاجلة في مركز كليفلاند كلينيك لصحة الأسرة في فلوريدا، كتب مقال إنه "يمكن للفلفل الحار، مثل فلفل الشبح أن يقتلك. لكن هذا غير محتمل إلى حد كبير"، حيث يتعين استهلاك الشخص حوالي 50/1 من وزنه من الفلفل الحار.
وعلى سبيل المثال، فإنه لحدوث الوفاة نتيجة تناول "الفلفل الشبح" وهو يعتبر من أشد أنواع الفلفل الحارة في العالم، يحتاج الشخص الذي يبلغ وزنه 68 كيلوغراما إلى تناول 1.3 كيلوغرام منه، وفق مقوع howstuffworks.
والتوابل الموجودة في الرقاقة التي تناولها المراهق المتوفى في ماساتشوستس تحتوي على نوعين من الفلفل أشد من الفلفل الشبح.
ومن المحتمل أن تكون الوفيات من هذا النوع نتيجة انقطاع إشارات كهربائية تنظم ضربات القلب، وفقا للدكتور بيتر تشاي، الأستاذ المشارك في طب الطوارئ وعلم السموم الطبية في مستشفى بريغهام في بوسطن.
وقال تشاي لوكالة أسوشيتد برس: "قد يؤدي تناول هذه الرقائق التي تحتوي على نسبة عالية من الكابسيسين إلى الوفاة"، والكابسيسين هو المركب الموجود في الفلفل الحار المسؤول عن تهيج العينين والشفتين واللسان عند تناوله.
وأضاف تشاي: "سيعتمد الأمر حقا على كمية الكابسيسين التي تعرض لها الفرد".
وإذا لم تحدث الوفاة فهناك أعراض خطيرة يمكن أن تحدث.
الدكتورة لورين رايس، رئيسة قسم طب طوارئ الأطفال في مركز تافتس الطبي في بوسطن قالت إن الكابسيسين يؤدي إلى بعض الأعراض الأكثر خطورة مثل الآلام الشديدة في البطن والغثيان والقيء.
وأوضح إدوين ماكدونالد، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة شيكاغو أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو التهاب القولون التقرحي قد يكونون أكثر عرضة لخطر هذه الأعراض.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الشقوق الشرجية يعانون أيضا من الألم بعد هضم الفلفل الغني بالكابساسين.
ويمكن أن تؤدي الآثار الجانبية الناجمة عن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة أيضا إلى القيء، وهناك حالة تم توثيقها لمريض عانى من تمزق المريء بعد القيء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أخصائي: سوء التعامل مع اللحوم في الأجواء الحارة خطر داهم على الصحة
يعد التعامل الآمن مع لحوم الأضاحي، خاصةً في ظل درجات الحرارة العالية التي قد تؤثر سلبًا على سلامتها وجودتها ضرورة؛ فالتعامل السليم مع لحوم الأضاحي يتطلب اتباع مجموعة من الإجراءات الصحية لضمان عدم تعرضها للتلوث أو التلف؛ فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى نمو البكتيريا الضارة، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر، لذا فإن التخزين الصحيح، وعمليات التبريد، والنقل الآمن، تعد جميعها عوامل أساسية للحفاظ على جودة اللحوم وسلامتها.
وقال مطر بن راشد الرقيشي، أخصائي علوم أغذية: "مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تزداد استعدادات العائلات المسلمة لاستقبال هذه المناسبة الدينية العظيمة، التي تشهد ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم، إلا أن تزامن العيد مع ارتفاع درجات الحرارة في أغلب الدول العربية يفرض تحديات صحية كبيرة تتعلق بسلامة لحوم الأضاحي وطرق حفظها، حيث تستدعي الحاجة إلى توعية المواطنين بكيفية التعامل مع لحوم الأضاحي بطرق صحية وآمنة، تضمن سلامتها وجودتها، وتقي من مخاطر التسمم الغذائي التي قد تنتج عن سوء التخزين أو التحضير في الأجواء الحارة، حيث أظهرت الدراسات الحديثة في مجالات السلامة الغذائية أن سوء التعامل مع اللحوم في الأجواء الحارة يؤدي إلى تلفها بسرعة ويهدد صحة المستهلك".
مخاطر صحية
وأكد الرقيشي أن درجات الحرارة العالية تشكل بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا والإيشيريشيا كولاي، مما يزيد من احتمال تلف اللحوم بعد الذبح إذا لم تُخزّن بشكل صحيح، وتشير تقارير السلامة الغذائية إلى أن ترك اللحوم في حرارة تفوق 5 درجات مئوية لأكثر من ساعتين قد يعرضها للتلف ويجعلها غير صالحة للاستهلاك.
سلامة اللحوم
وأوضح مطر أنه عند شراء اللحوم، يُنصح المستهلكون بمراقبة لون اللحم حيث يجب أن يكون ورديا أو أحمر قاتما، والرائحة طبيعية وغير نفاذة، وملمس اللحم يجب أن يكون غير لزج، كما ينبغي التأكد من أن عملية الذبح والتقطيع تمت في ظروف صحية آمنة، وتحت إشراف طبي بيطري.
وينصح المختصون بتقسيم اللحوم إلى حصص صغيرة بعد الذبح مباشرة، وتبريدها في الثلاجة بدرجة لا تتجاوز 4 درجات مئوية إن كان سيتم استخدامها خلال يوم أو يومين، أما في حال التخزين الطويل، فيجب تجميدها مباشرة في درجة حرارة -18 مئوية، مع تجنب إعادة التجميد بعد الذوبان.
الطهي الآمن
أظهرت الدراسات أن الطهي الجيد للحوم على درجات حرارة داخلية تصل إلى 75 درجة مئوية يساهم في قتل معظم أنواع البكتيريا. ويفضل استخدام طرق الطهي مثل السلق أو الشواء، مع ضرورة التأكد من نظافة الأدوات والأسطح المستخدمة.
مؤشرات فساد اللحم
وتحدث الرقيشي عن أبرز مؤشرات فساد اللحم المتمثلة في تغير لونه إلى الرمادي أو الأخضر، صدور رائحة غير معتادة أو كريهة، إضافة إلى الملمس اللزج أو ظهور بقع بيضاء وخضراء. ويمكن الوقاية من هذه الحالات من خلال تبريد اللحم فور الذبح وتقليص زمن تعرضه للهواء، مشيرا إلى أن الأحشاء مثل الكبد والكلى والقلب والطحال تعد من الأجزاء الأسرع في التلف نظرًا لحساسيتها، وينبغي تبريدها خلال ساعة واحدة فقط من الذبح، كما أن اللحوم الدهنية تميل للاحتفاظ بالحرارة لفترة أطول، ما يجعلها أكثر عرضة للتلف عند عدم التبريد الفوري.
نصائح غذائية
وأضاف الرقيشي: "في ظل الإفراط في تناول اللحوم خلال عيد الأضحى، يُنصح بالاعتدال في الكمية، وتناولها مع الخضروات، والابتعاد عن تكرار تسخين اللحوم المطهية، كما يُفضل شرب كميات كافية من المياه وتفادي ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين".
القيمة الغذائية
وتشير الأبحاث إلى أن تعرض اللحوم للحرارة دون حفظ سليم قد يسبب تحلل البروتين وفقدان بعض العناصر الغذائية، كفيتامين B12، كما يمكن أن يؤدي تأكسد الدهون إلى تراجع القيمة الغذائية وظهور مركبات ضارة عند الطهي غير الآمن. وأكد أنه ينصح بتجميد اللحوم فور تقطيعها، وتجنب إذابة اللحم ثم إعادة تجميده. ويعد الطهي الجيد هو خط الدفاع الأخير، ويجب التأكد من نضج جميع أجزاء القطعة، خاصة في الأجزاء السميكة أو الغنية بالدهون.
السلامة الغذائية
اتباع إرشادات السلامة الغذائية في عيد الأضحى مسؤولية تقع على عاتق الجميع: الأسر، والباعة، والجزارين، والجهات الرقابية. فسلامة الطعام ليست ترفًا، بل ضرورة لحماية صحة المجتمع والتمتع بعيد آمن وسعيد.