عربي21:
2025-05-10@13:55:28 GMT

حين بدأت المقاومة من بيروت

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

لم ينلْ يوم الخامس عشر من أيلول/سبتمبر 1982، يوم الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية، بيروت، ما يستحقّه من اهتمام رغم الدلالات الهامة التي حملها ذلك اليوم.

ففي ذلك اليوم جرى احتلال ثاني عاصمة عربية بعد القدس، لكن الاحتلال لم يستمر سوى بضعة أيام بسبب مقاومة باسلة انطلقت من شوارع العاصمةوأحيائها، شاركت فيها كل القوى الوطنية ومن بقي في بيروت من المقاتلين الفلسطينيين الذين لم يخرجوا مع قوات الثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري والمتطوعين العرب بعد اتفاق أبرمه المبعوث الأمريكي فيليب حبيب بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة بيغن الصهيونية بعد شهرين من حرب عظمى شنّها العدو على لبنان مع بداية صيف 1982، حتى بداية الخريف من العام ذاته.



وفي اليوم الثاني من الاحتلال ارتكب العدو الصهيوني وعملائه في الداخل واحدة من أكبر مجازر العصر، وهي مجزرة صبرا وشاتيلا، التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والمصريين والعرب الذين كانوا يقيمون في تلك المنطقة الواقعة بين بيروت الغربية والضاحية الجنوبية، تلك المجزرة كشفت الوجه الحقيقي للصهيونية وعملائها والذي لا نشهد اليوم فصولاً متجددة منه فحسب، ولا فقط نتعرف إلى حجم التواطؤ الدولي مع مرتكبيها حيث انسحبت القوات المتعددة الجنسية، وأغلبها إيطالي، من محيط المخيم الذي كان بحمايتها بموجب اتفاق فيليب حبيب المشؤوم، بل كشفت أيضاً كيف يتعامل العدو الصهيوني وحلفاؤه في المجتمع الدولي مع الاتفاقات والمعاهدات والوعود.

ومن الدلالات المهمة لاحتلال العاصمة اللبنانية هو أن ذلك الاحتلال أطلق المقاومة اللبنانية، سواء بعنوانها الوطني الذي شاركت فيه كل الأحزاب والقوى الوطنية، أو بعنوانها الإسلامي الذي وصل إلى أوجه مع المقاومة الإسلامية (حزب الله).بل وكشفت تلك المجزرة، كيف أن المخيمات الفلسطينية سواء في لبنان أم سوريا، مستهدفة من أجل شطب حق العودة للشعب الفلسطيني الذي يذكّر وجود المخيمات به بشكل دائم، لذلك كان تدمير مخيم النبطية الذي دمره القصف الصهيوني في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ثم مخيمات ضبية ونهر الباشا وتل الزعتر في أواسط سبعينيات ذلك القرن، وصولاً إلى مخيم نهر البارد عام 2007، في شمال لبنان، ومخيم اليرموك في جوار دمشق عام 2012، وصولاً إلى ما نشهده اليوم في مخيم عين الحلوة الذي لا نستطيع أن نفهم اغتيال اللواء العرموشي ورفاقه وما تلاه من اشتباكات إلاّ في إطار هذا المشروع، وهو تدمير المخيمات كمقدمة لشطب حق العودة، تماماً كما نقرأ التضييق على وكالة غوث اللاجئين وتقليل خدماتها.

ومن الدلالات المهمة لاحتلال العاصمة اللبنانية هو أن ذلك الاحتلال أطلق المقاومة اللبنانية، سواء بعنوانها الوطني الذي شاركت فيه كل الأحزاب والقوى الوطنية، أو بعنوانها الإسلامي الذي وصل إلى أوجه مع المقاومة الإسلامية (حزب الله).

ولعل المواجهة الأولى مع محاولات التوغل الصهيوني في بيروت التي جرت في محور جامعة بيروت العربية في الطريق الجديدة، حيث أوقف المقاومون ذلك التوغل وقدموا أكثر من شهيد، فيهما عضو الرابطة في تجمع اللجان والرابط الشعبية محمد الصيداني وعصام اليسير، أوضح تأكيد على دور بيروت الطليعي في مقاومة الاحتلال، وهو دور جرى التشويش عليه في إطار التشويش على هوية العاصمة التي كانت وما تزال قلعة للعروبة والكرامة والحرية والمقاومة ومناهضة المشاريع الاستعمارية والانتصار لحركة التحرر العربي.

إن استعادة ذكرى ملحمة بيروت اليوم في الخامس عشر من أيلول، يوم احتلالها من قوات الاحتلال الصهيوني قبل 41 عاماً، يبقى ضرورياً في زمن الترويج لمنطق الاستسلام ولمشاريع التطبيع التي يفخر الشعب اللبناني أنه بالتعاون مع أشقائه الفلسطينيين والسوريين والعرب قد أسقط واحداً من أخطر مشاريع الاستسلام للعدو وهو اتفاق 17 أيار 1983 بعد أقل من عام على توقيعهولقد جاءت عمليات المقاومة التي ملأت شوارع بيروت وأحيائها على يد المقاومة الوطنية وأبطالها من ناصريين وبعثيين وشيوعيين وقوميين سوريين وإسلاميين، والتي توجها البطل القومي السوري الاجتماعي خالد علوان في مقهى الويمبي لتؤكّد أن بيروت هي أول مدينة عربية تطرد الاحتلال من أرضها بفعل المقاومة، بعد أن كانت ثاني عاصمة عربية يدنسها هذا الاحتلال.

وهكذا يمكن القول إن بيروت، عاصمة الجمهورية اللبنانية، نجحت أن تكون أيضاً عاصمة المقاومة اللبنانية التي أطلقت معادلة جديدة في الصراع مع العدو، وتكاملت مقاومتها مع ما رأيناه من بطولات في ساحل الشوف وصيدا وصور والنبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وراشيا والبقاع الغربي والشوف وعاليه وكل المناطق التي احتلها الصهاينة في حرب 1982، ثم اندحر عنها دون قيد أو شرط.

إن استعادة ذكرى ملحمة بيروت اليوم في الخامس عشر من أيلول، يوم احتلالها من قوات الاحتلال الصهيوني قبل 41 عاماً، يبقى ضرورياً في زمن الترويج لمنطق الاستسلام ولمشاريع التطبيع التي يفخر الشعب اللبناني أنه بالتعاون مع أشقائه الفلسطينيين والسوريين والعرب قد أسقط واحداً من أخطر مشاريع الاستسلام للعدو وهو اتفاق 17 أيار 1983 بعد أقل من عام على توقيعه، ليشكْل إسقاط ذلك الاتفاق نموذجاً تقتدى به كل الشعوب التي فرض عليها حكامها التطبيع مع العدو.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال اللبنانية مقاومة لبنان احتلال مقاومة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية الاحتلال يعترف: استمرار الحرب يشكل خطرا على حياة الأسرى لدى المقاومة 

#سواليف

اعترف #وزير_خارجية_الاحتلال الإسرائيلي، #جدعون_ساعر، بأن #العملية_العسكرية في قطاع #غزة، لا يمكن اعتبارها خالية من #المخاطر على #حياة_الأسرى، مؤكدا أن هذا الأمر قد تم أخذه في الاعتبار.

ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب، الذي ذكر أن عدد #الأسرى الأحياء في غزة هو 21 وليس 24 كما تعتقد حكومة الاحتلال، قال ساعر: “نعلم أن هناك فرقاً بين عدد الأسرى المؤكد أنهم على قيد الحياة والذين لا يزال مصيرهم غير محدد”.

وأضاف: “من لم يتم التأكد من وفاته، نعتبره حياً، وقد يكون هذا سبب الاختلاف في الأرقام”.

مقالات ذات صلة 12 شهيدا في سجون الاحتلال منذ مطلع العام الجاري 2025/05/08

وأكد ساعر، في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه يلتقي بشكل متكرر مع عائلات الأسرى، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تعمل على تحقيق هدفين رئيسيين وهما “نحن ملتزمون بإعادة الأسرى، وسنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك”، وفق زعمه.

وعن أولويات #العملية_العسكرية في #غزة وموقع قضية الأسرى ضمنها، نفى ساعر وجود تسلسل هرمي لأهداف الحرب، قائلاً: “لم يكن هناك ترتيب أو تفضيل بين الأهداف. لن نتخلى عن أي منها – لا عن إزالة حماس، ولا عن استعادة الأسرى”.

وتابع موضحاً: “السؤال هو كيف نصل إلى اتفاق – هل بالاستعطاف أم باستخدام القوة والضغط العسكري والسياسي؟”.

وحذّر ساعر من أن قبول شروط حماس قد يعني التخلي عن الأسرى، قائلا: “قد لا نعثر على أي أسرى أحياء في النهاية”.

وتعد هذه التصريحات تطوراً لافتاً في الخطاب السياسي الإسرائيلي، إذ يُقرّ ضمنياً بأن استمرار الحرب يُعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية للخطر، وهو ما يعكس أمرين، تصاعد القلق الإسرائيلي الداخلي.

ومن المرجّح أن يكون هذا التصريح موجهاً أيضاً للرأي العام الدولي، ليُظهر أن تل أبيب تدرك تداعيات استمرار العدوان، وقد يكون تمهيداً لتبرير أي تسوية أو صفقة تبادل قد تُضطر الحكومة لعقدها.

وقبل أيام؛ نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رسالة أسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف الاحتلال الإسرائيلي، بعنوان “وأنا سأقول ما هي (الحرب النفسية) الحقيقية؟، الحرب النفسية الحقيقية التي هي بداخلي”.

وظهر أحد الأسرى الذين تم إنقاذهم بعد القصف، وهو مصاب بجراح في رأسه ويده، وقال: أنا الأسير رقم 24، تم قصفنا بعد وقف إطلاق النار، ونجونا من الموت، ومن أجل ذلك نزلنا إلى الأنفاق.

وأضاف: مرة أخرى تم قصفنا ونحن في باطن الأرض، ومرة أخرى نجوت من الموت، وهذه هي نتائج الضغط العسكري والحرب من أجل إخراج الأسرى التي يتحدث عنها نتنياهو وائتلافه الحاكم.

ويقول الأسير الإسرائيلي في رسالته: وضعي صعب جدا، لا يوجد عندي أدوية، وأن أخرج للمستشفى أمر غير وارد، وأنا لا أعلم ماذا حدث مع زميلي الأسير الذي كان معي، ولا أعلم عن وضعه شيء.

ويضيف: لو كان ابن السيد نتنياهو أو أبناء أحد وزراء الائتلاف هنا، أعدكم أن الحرب كانت ستتوقف منذ زمن والجميع كان قد عاد، ولأن الأمر ليس كذلك نحن موجودون تحت الأرض، 59 شخص هم أسرى في غزة.

وبحسب الأسير الذي بثت رسالته القسام، فإنه “الآن وبعد فترة ستحتفلون بعيد الاستقلال، قولوا لي كيف ستحتفلون، في اللحظة التي يوجد بها 59 أسيرا في غزة، كيف سترفعون العلم وكيف ستقومون بحفلات الشواء، وتفرحون”.

وطالب الإسرائيليين جميعا بالخروج إلى الشوارع الآن، من أجل الأسرى في غزة، وقال: الجميع ضدنا سواء الحكومة أو رئيس الحكومة ونحن لسنا بالحسبان، لا أحد يهتم أين نحن وماذا يحدث معنا وأنتم تشاهدون بأنفسكم.

وقال: من فضلكم لا تجلسوا في بيوتكم ولا تدعوا الحكومة تطبعكم على هذا الوضع، أنقذونا. ها هو السيد نتنياهو بالتأكيد مرة أخرى سيقول إن هذه حرب نفسية، وأنا سأقول ما هي الحرب النفسية الحقيقية، الحرب النفسية الحقيقية التي هي بداخلي، وهذا مقطع الفيديو ربما يكون الأخير الذي ستشاهده عائلتي.

ووثقت القسام، محاولاتها إنقاذ مجموعة من الأسرى الإسرائيليين بعد استهدافهم في قصف إسرائيلي، مؤخرا، حيث قام المقاومون بالحفر تحت الأرض بحثا عن الأسرى الذين تواجدوا في المكان لحظة القصف.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: تصاعد نشاط المقاومة يعكس جاهزيتها لتوسيع عمليات الاحتلال
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • الدويري: أبواب الجحيم 2 معركة حقيقية تؤكد دقة كمائن المقاومة
  • الهند تعلن مقتل 5 أشخاص بهجوم لباكستان التي بدأت بعملية البنيان المرصوص
  • الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
  • وزير خارجية الاحتلال يعترف: استمرار الحرب يشكل خطرا على حياة الأسرى لدى المقاومة 
  • أوقعت قتلى وجرحى .. المقاومة تستدرج قوة صهيونية بواسطة دمية تصرخ العبرية
  • أول تعليق من حماس علي اقتحام قوات الاحتلال مدارس أونروا
  • اليمن يدمِّر أسطورة الدفاعات الأمريكية والصهيونية
  • اليوم... طائرة إماراتية ثالثة تحط في بيروت