يقول العقلاء حاسبوا الفاعل ولا تُحاسبوا رد فعل المجنى عليه. ربما يكون رد الفعل لا ضرر منه، وأن سببه الأساسى هذا الفعل الذى تجاهل سكوتك وضعفك وتعاملك مع الأشياء ببساطة، وتصالح مع الجميع بغض النظر عن انفعالتهم.
وإذا صفعنا أحد الذين عيناهم مكانه خاصة ومساحة أمنه لا تتغير وفجأة بهذا الفعل فلا تتوقع رد فعلنا تجاهه - نحن لا نتغير عبثاً - نحن نتغير عندما نرى أن المعاملة تغيرت، عندما نرى كرامتنا تُهان، إذا رأيناكم تبتعدون عنا وكأننا أعداء لكم، نتغير عندما نكتفى من التجاهل والصمت الذى يأكل قلوبنا قلقاً، وإننا نتغير عندما نجد أن مكانتنا قد تغيرت لديك.
ولا تسأل نفسك لماذا كان رد فعلى على فعلك هكذا، لأنك لم تلاحظ التغير الذى طرأ علىّ، لأنه كما قال شكسبير «لكل فعل ردة فعل، لسنا مجانين لنتغير فجأة» ولا تسأل لماذا كان رد فعلى هكذا. فاعلم أن فعلك أوجعنى، ومن باب العدل والإنصاف أن تتقبل ردة فعلى مثلما تقبلت مرارة فعلك. من الوقاحة أن تنسى فعلك وتُحاسبنى على ردة فعلى.
لم نقصد أحدا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رد الفعل الوقاحة ردة فعل رد فعل
إقرأ أيضاً:
قانون الغاب
صادق بن محمد سعيد اللواتي
كيف يثق شعوب العالم عمومًا، والمسلمون خصوصًا، بالأوروبيين؟ لقد سجل التاريخ عددًا لا يُحصى من أفعالهم اللاإنسانية تجاه أناس ليسوا من جلدهم الأبيض. لقد استعمروا وغزوا دولًا، وحولوا شعوبها إلى دينهم إما بالقوة أو بمنحهم حوافز مادية. لقد قتلوا ملايين السكان الأصليين ليستقروا في بلدانهم ويعتبرونها لهم. تعتبر حكوماتنا الأوروبيين أصدقاء لنا، ولكن هل يمكن أن يكونوا أصدقاء لنا حقًا؟
في عالمنا اليوم، يحكم الأوروبيون من مختلف الأعراق واللغات دولًا عديدة، بل قارات، لم تكن في الأصل ملكهم، بل غزاها الاحتلال بقوة السلاح. على سبيل المثال يحكم الإنجليز الولايات المتحدة وكندا، ويحكم البرتغاليون الأرجنتين، ويحكم الإسبان جميع دول أمريكا اللاتينية. ونتيجة لذلك، أصبحت الشعوب الأصلية أقلية، تعيش في أدغالها، ولا تتمتع بحقوق متساوية مع الأوروبيين. إذا سألت أوروبيًا كيف جعلوا هذه البلدان ملكًا لهم، فسيجيب، "نحن من اكتشفها". هل يمكنك القول إنك اكتشفت دولًا لا يعيش سكانها الأصليون على أراضيها؟ هل هذا اكتشاف أم سرقة؟ حتى عندما وصلت إلى القمر، لم يكن بإمكانك ادعاء ملكيته لمجرد اكتشافك إياه، فكيف تُنسب القارتين الأمريكية والأسترالية بالكامل إلى الأوروبيين؟
في الواقع، كنت أول بشر هبط على سطح القمر وكما لا يمكنك ادعاء ملكيتك للقمر، فلا يجب عليك أيضًا ادعاء ملكية بلدان أخرى. فأنتم لصوص سرقتم بلدان شعوب أخرى وتدعون ملكيتها. حتى أنكم غيرتم أسماءها الأصلية، أليس كذلك؟ هل يحق للأوربيين سرقة بلدان وإقامة حكومات فيها وحرمان الشعوب الأصلية من حقوقها؟ هل عين أي من السكان الأصليين رئيسًا في الولايات المتحدة أو كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا؟ أي قانون سمح للأوروبيين بالاستيلاء على بلدان الآخرين؟ الجواب: قانون الغاب. يمكن للمقيم أن يصبح مواطنًا في بلد غير البلد الذي ولد فيه، وهناك قوانين ولوائح تُـنظم هذا الأمر. خذ دونالد ترامب، على سبيل المثال، الرئيس الأمريكي الحالي. هو من أصل ألماني وأسكتلندي. ولد في أمريكا وقضى المدة اللازمة للتجنس، ما يمنحه الجنسية الأمريكية. لكن هذه اللوائح لا تمنحه الحق في التصرف كالفرعون الذي أعلن: "أنا ربكم الأعلى"؟
في قارة أستراليا، سيطر البريطانيون على أستراليا ونيوزيلندا. لماذا؟ لأنهم اكتشفوهما؟ عندما وصلت سفنكم الشراعية إلى تلك المنطقة ألم تكن مأهولة بالسكان الأصليين؟ الجواب لا يحتاج إلى إجابة؛ فالعالم أجمع يعلم أن للقارة سكانها. إذن أنتم سرقتم أستراليا ونيوزيلندا، ولم تكتشفوهما. وصلتم إلى القارة فقط ثم سيطرتم عليها بقوة السلاح.
لا نستغرب عندما نرى كيف تقدم هذه الدول، أمريكا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا مساعدات مالية وعسكرية سخية وغير محدودة للكيان الصهيوني، لأنها مثل بلدانها، احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917م فأصبحت ملكًا لها، ثم أهدتها لليهود عام 1948. ألم يأت المهاجرون اليهود بعد الحرب العالمية الثانية من العالم الغربي وجعلوا فلسطين وطنهم، وطردوا سكانها الأصليين؟ إذا قيل لي إنَّ فلسطين ملك اليهود وإنهم عاشوا فيها قرونًا، أقل هذا صحيح، عاشوا كمحتلين عندما هاجر اليهود من مصر قادهم النبي موسى وأخوه هارون، الذي كان يكبر موسى بثلاث سنوات، مات هارون في الطريق ولم يكتب له رؤية فلسطين. لم يحقق النبي موسى حلم اليهود، إذ مات هو وخليفته قبل فتح فلسطين. واجه الجيش الغازي مقاومة شرسة من الكنعانيين، ولم يكن احتلالهم لفلسطين دون ثمن، كما توقعوا. يدعي اليهود زورًا أنهم عندما وصلوا إلى فلسطين، لم يكن فيها بشر، وفي هذا الصدد، يذكر كتابهم المقدس فلسطين بالاسم وملوك الكنعانيين العرب مرات عديدة، بل يذكر التاريخ أن النبي موسى تزوج امرأة عربية. طرد الرومان اليهود من فلسطين في القرن الأول من الميلاد. كتابهم المقدس هو تاريخ بني يعقوب، مليء بالأساطير. يذكر أن عدد المهاجرين اليهود بلغ ستمائة ألف، وأن إله العبرانيين كان ينزل عليهم خبزًا من السماء. كما أيدهم بملاك ليرشدهم في طريقهم إلى فلسطين.
ولا يخفى على أحد أن دولًا غربية كبريطانيا وفرنسا وهولندا، وحتى ألمانيا وإيطاليا، استعمرت معظم دول آسيا وأفريقيا، ويبدو أن الهدف كان جعلها مثل الأمريكيتين وأستراليا يحكمها البيض، حتى أن الأقلية البيضاء في دولتين هما جنوب أفريقيا وزمبابوي أعلنت استقلالها من جانب واحد بل وغيروا اسم زمبابوي إلى روديسيا. ومع ذلك، وبفضل مقاومة شعوب الدول المستعمرة، اضطرت الدول الأوروبية إلى الانسحاب ومنح شعوبها حق تقرير المصير.
أُكرِّرُ ما بدأتُ به، هل الأوروبيون جديرون بالثقة؟ عشت في أوروبا قرابة خمس سنوات، ووجدت أن معظم الأوروبيين يكرهون العرب، ربما لأننا لا نعترف بوجود إسرائيل. ألسنتهم معسولة، لكن قلوبهم مليئة بالكراهية تجاه المسلمين عمومًا. ألم يحن الوقت للشعوب العربية للبحث عن منافذ بديلة لمشترياتهم؟