منظمة بريطانية: ستبقى الجرائم ضد الشعب اليمني وصمة عار على جبين المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
وأكد الموقع أن السبب الرئيسي لذلك هو أن العديد من الدول لديها مصالح مشتركة في إبقاء اليمن دولة غير مستقرة.. في حين تنص إحدى مواد ميثاق الأمم المتحدة على أنه لا يحق لأي دولة التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، لأي سبب كان، في الشؤون الخارجية والداخلية لأي دولة.
وذكر أنه خلافاً لهذا المبدأ، روج التحالف الذي تقوده السعودية لأعذار لا تنتهي لتعزيز تدخله العسكري الوحشي في اليمن وإخفاء الأبعاد الفعلية لهذا العدوان على الشعب اليمني وحقه في تقرير المصير وسيادة بلده.
وأفاد الموقع أن من المثير للدهشة، هو أن محمد بن سلمان أكد مؤخراً في تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية السعودية، رفضه التام للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكن الجرائم الوحشية والانتهاكات الإنسانية والحصار الشامل على اليمن يتناقض مع تصريحه.
وأورد الموقع أن في إطار هذا العدوان المستمر، لم يتردد التحالف بقيادة السعودية أبدًا في الاعتداء على سيادة اليمن وجرائمه عديدة - تدمير البنية التحتية ونهب الثروة وسرقة التراث واستهداف الاقتصاد وقتل الأبرياء..حيث أن في عام 2020، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 60 في المئة من وفيات المدنيين اليمنيين "كانت بسبب الغارات الجوية التي تشنها السعودية - وهو انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، كان للحصار اللاإنساني المفروض على الشعب اليمني آثار مدمرة على جميع جوانب الحياة المدنية في جميع أنحاء البلاد..علاوة على ذلك، ظل النظام السعودي يدعم القوى العنيفة والطائفية، بينما كان يتظاهر بمعارضتها.. ومع ذلك، جندتهم السعودية كمرتزقة في قوات التحالف، لصالح دعم الإمبريالية الأمريكية وحلفائها في المنطقة، واعترف بن سلمان بذلك لوسائل الإعلام.
الموقع رأى أنه يجب أن نكون واضحين أن الدعم البريطاني للسعودية هو مفتاح الحرب المستمرة على اليمن..فمنذ عام 2015، منحت بريطانيا ترخيصاً لبيع أسلحة بقيمة 5.3 مليار جنيه إسترليني للسعودية.. بالإضافة إلى ذلك، قدم المسؤولون البريطانيون المشورة العسكرية للسعوديين.
وتابع الموقع أن في عام 2018، كشفت زيارة بن سلمان إلى لندن مسؤوليات بريطانيا في الحرب المدمرة، والتي أعلنت خلالها الحكومة البريطانية استئناف مبيعات الأسلحة إلى السعودية على الرغم من احتمال استخدامها ضد اليمن.
الموقع كشف أن أثار دعم بريطانيا للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن جدلاً ومعارضة كبيرة، حيث قال الكثيرون إن استئناف مبيعات الأسلحة إلى السعودية كان مفلسا أخلاقياً، بما في ذلك زعيم حزب العمال آنذاك جيريمي كوربين الذي علق قائلاً: لقد قوضت الرسائل المتناقضة مزاعم بريطانيا بأنها مدافعة عن حقوق الإنسان.
الموقع تطرق إلى أن في عام 2019، قضت محكمة بريطانية بأن آلية اتخاذ قرار بيع الأسلحة إلى السعودية غير قانونية، حيث لم تبذل الحكومة أي جهد للتأكد مما إذا كان قد حدث انتهاك خطير للقانون الإنساني في اليمن أم لا.
وأوضح أن في نهاية العام الماضي، وقع وزير الدفاع السعودي ونظيره البريطاني خطة تعاون دفاعي تهدف إلى تطوير القدرات الدفاعية للرياض والصناعات العسكرية وتعزيز القوى العسكرية والدفاعية للبلدين.. و الآن، دعت الحكومة البريطانية بن سلمان لزيارة لندن رسميًا، ومن المتوقع أن تكون الزيارة في أكتوبر أو نوفمبر.
وتابع الموقع حديثه بالقول: يجب معارضة هذه الزيارة والحرب المستمرة على اليمن بشدة.. وإلى أن تنتهي الحرب، ستظل الانتهاكات والجرائم ضد الشعب اليمني وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشعب الیمنی بن سلمان
إقرأ أيضاً:
اليمن يستنهض الأمة .. دعم مباشر لغزة وموقف صريح إلى جانب طهران
تقرير/ جميل القشم
في لحظة فارقة من التاريخ، تتقدّم بعض الشعوب حيث تتراجع المواقف، وتنهض رايات الكرامة في أرضٍ اختبرت المحن وأثبتت الوفاء، وفي مقدمة هذا المشهد، يُبرز اليمن، كصوت أصيل، يستمد موقفه من جذور الانتماء، ويصوغ حضوره من موقع الشرف في قضايا الأمة الكبرى.
ينبثق الحضور اليمني من جذور ضاربة في عمق التاريخ العربي والإسلامي، مستندًا إلى وعي راسخ بموقع اليمن في معادلة الكرامة والسيادة،، فمن أرض اعتادت الثبات في وجه الغزاة، ارتفع صوت اليمن نابعًا من ضمير الأمة، نابضًا بروح القدس وغزة، وموصولًا بكل يد مخلصة تصد العدوان، وتواجه مشروع التوسع الصهيوني، الأمريكي بصلابة وإيمان.
تحرّك اليمن منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة بخطى واثقة، جسّد فيها موقفًا متكاملًا يتقدّم بالفعل ويعبر بالوضوح، وتجلّت ملامحه في عمليات البحر، وقرارات القيادة، وصوت الشعب الهادر، فارتسمت خارطة انحياز أصيل للمقاومة، وتمركز راسخ في طليعة الأمة الحيّة.
تجلّى موقف اليمن تجاه غزة في أعلى مراتبه، فانطلقت الصواريخ نحو البحر، وتقدّمت الطائرات المسيرة لتنفيذ ضربات نوعية في عمق الكيان، وتحولّت الممرات المائية إلى مساحات فعل مؤثر أعاد ترتيب المشهد، ورسّخ مرحلة جديدة من الرد اليمني المرتبط بإرادة السيادة وكرامة الأمة.
حملت عمليات البحرين الأحمر والعربي وباب المندب رسائل دقيقة المعنى بعيدة المدى، فأصبحت الممرات المرتبطة بالعدو ميادين مباشرة للرد، وتحولّت السفن الداعمة لمشروع الاحتلال إلى أهداف محكومة بميزان الردع السيادي، ومع كل عملية بحرية، كانت فلسطين تقترب من استعادة شيء من الإنصاف، وتعلو في وجه عالم غاب عن واجبه وترك الميدان للشرفاء.
ارتكز هذا التقدم على وعي مقاوم متجذر، وقيادة تنطلق من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة، وقوات مسلحة تحمل عقيدة ثابتة، وتسليح متطور، وقرار ينبع من الحق، ويتجه بثقة نحو واجب الأمة ومسارها التاريخي.
نهض اليمن بدور فاعل ضمن جبهة الأمة، ووسّع نطاق التأثير من خلال فعل منسجم يجمع بين الرؤية السياسية، والقدرة العسكرية، وزخم التعبئة الشعبية، فجاء دعم غزة محمولًا على عمليات موجهة تمس مصالح العدو مباشرة، وترسّخ حضور المقاومة كقوة تفرض إيقاعها في ميدان الفعل والتحوّل.
بموازاة ذلك، أعلن اليمن موقفه الكامل إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تتعرض لعدوان صهيوني، بدعم أمريكي وأوروبي، باعتبار أن إيران صوت صادق في معادلة التحرر، وركن متين في محور المقاومة، وتقدمت صنعاء بموقفها في لحظة دقيقة، فجعلت من الدفاع عن طهران جزءًا من معركة الأمة الواعية بأعدائها وأصدقائها.
العدوان الصهيوني على إيران حمل طابعًا استراتيجيًا، فجاء الرد اليمني سياسيًا ووجدانيًا ودينيًا، ضمن منطق متكامل يرى وحدة المعركة وامتداد الموقف، فكل استهداف لطهران يقرؤه اليمن ضمن خارطة الاستهداف الكبرى التي تشمل غزة وبيروت وصنعاء وبغداد.
موقف اليمن من إيران، ينبع من قراءة دقيقة لطبيعة الدعم الذي قدمته طهران لفلسطين ولبنان، ومن فهم عميق لطبيعة المشروع الصهيوني، الأمريكي الذي يُعيد ترتيب أدواته وفق أجندة الهيمنة ومصادرة القرار السيادي في المنطقة والإقليم.
المواقف الرسمية اليمنية، جسّدت فهمًا عميقًا لطبيعة المواجهة، وانعكست بوضوح في تضامن الشعب، وبيانات القيادة، وحالة التعبئة المجتمعية، فتوّحدت الجهود على قاعدة الانتماء الواعي لجبهة الحق، وارتبطت بالتحرك الميداني في مختلف الاتجاهات التي تقتضي رفع الجهوزية وتعزيز الاستعداد الكامل للمواجهة.
يؤكد محللون، أن مواقف اليمن تمثل تحولًا استراتيجيًا يُعيد تموضعه كقوة إقليمية مؤثرة، تسهم في إعادة تشكيل موازين الردع في المنطقة، وتؤسس لمرحلة جديدة من الفعل العربي الأصيل، القائم على المبادرة والموقف الميداني الحاسم.
ويرى مراقبون أن الالتفاف الشعبي الواسع حول الموقف اليمني تجاه قضايا الأمة يعكس حالة وعي جماعي تشكلت من خلال سنوات المواجهة والتعبئة، ورسخّت اليمن كبيئة حاضنة لخيار المقاومة، ورافعة حقيقية في وجه المشاريع المعادية، ضمن مشهد متكامل يبرز الانسجام بين موقف القيادة وإرادة الشعب.
وفي هذا الامتداد الشعبي والرسمي، تترسّخ مكانة اليمن كمكون محوري في خارطة الفعل المقاوم، لا من موقع الدعم فقط، بل من موقع المبادرة والتأثير، حيث أصبح نموذجه في الاستجابة والموقف مرجعًا لبقية الشعوب الحرة، ومصدر إلهام لكل من يبحث عن السيادة والكرامة في زمن الارتهان والخذلان.
يُظهر اليمن بثقة وثبات، كصوت حر يستنهض الأمة ويُعيد الاعتبار لمبادئها، ويمضي في طريقه شامخًا، يحمل قضايا الأمة على كتفيه، ويكتب بالدم موقفًا خالدًا في الذاكرة، عنوانه: “نحن هنا… مع غزة وطهران، وفي كل ميدان تصرخ فيه الكرامة ويصاغ فيه القرار الحر”.
سبأ