تشهد سوق العقارات أزمة متشابكة ومعقدة خلال هذه الفترة، وتتعرض لمزيد من الضغوط بسبب ارتفاع تكلفة الإيجارات والتمليك أيضا، نتيجة لارتفاع معدلات الطلب الناتجة عن صعود معدلات التضخم، ورغبة المستهلكين والمستثمرين فى التحوط ضد أى مخاطر قد تحدث من تخفيض محتمل لقيمة العملة، بالإضافة إلى الاستفادة من العائد الكبير الناتج من زيادة الأسعار.

حقق مكاسب فى السنوات الأخيرة

وارتفعت أسعار العقارات خلال العام الحالى بنسبة تجاوزت الـ100%، مقارنة بالعام الماضى، وأدت الطفرة فى أسعار العقارات خلال الفترة الأخيرة إلى زيادة الطلب بنسبة كبيرة للاستفادة من العائد المرتفع.

وقفزت الأسعار بأكثر من 200% منذ الحرب الروسية الأوكرانية، ويعد العقار أكثر قطاع حقق مكاسب فى السنوات الأخيرة، رغم أن المطورين العقاريين تعرضوا لخسائر كبيرة فى بداية العام الجارى.

وارتفعت أسعار العقارات في مصر، بيعاً كانت أم إيجاراً، وتحديداً في محافظتي الجيزة والقاهرة، نتيجة لتوافد العديد من الجنسيات العربية على المحافظتين، ما أحدث تذبذبًا سعريًا وارتفاعات سعرية وصلت إلى 100% بحسب وصف سماسرة العقارات وأصحاب مكاتب التسويق العقاري بمدن ومناطق تلك المحافظتين.

وبعد أزمة الدولار وارتفاع سعر الدولار الأخيرة، قامت البنوك برفع الفائدة على الشهادات الاستثمارية إلى 25%، وهي نسبة مغرية جدا أدت إلى تراجع الناس عن الاستثمار في العقار والتوجه فورا إلى شراء الشهادات.

الفرق بين العقارات وشهادات الادخار

 لكن يؤكد المتخصصون أن رفع العوائد على شهادات الادخار سيكون له تأثير على المدى القريب فقط، لأن القطاع العقاري سيظل له جاذبيته الخاصة، فهو بعكس الشهادات قصيرة المدى يعتبر استثمارا متوسطا إلى طويل الآجل.

وفي هذا الصدد، قال محمود جاد، محلل قطاع العقارات فى بحوث العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إن الوتيرة السريعة التى ترتفع بها معدلات التضخم، جعلت المستهلكين والمستثمرين يسرعون من عمليات شراء العقارات للتحوط ضد أى مخاطر محتملة، مثل تخفيض قيمة العملة.

وأضاف جاد، في تصريحات له، أن هناك زيادة في حجم مبيعات شركات القطاع العقارى المقيدة فى البورصة المصرية بنسبة 75% تقريبا خلال النصف الأول من العام الجارى، لافتا إلى أن حجم الطلب أصبح مرتفعا بنسبة كبيرة بغرض الاستثمار.

وأوضح أن زيادة الطلب كانت سببا أساسيا فى تضاعف الأسعار خلال 2023، مشيرا إلى أن الأسعار الحالية فى القطاع العقارى تعتبر منطقية جدا ومتماشية مع ظروف السوق المحلية.

وبرر وجهة نظره بشأن منطقية الأسعار الحالية للعقارات، قائلا: "زيادة لم تكن مدعومة بزيادة الطلب فقط"، موضحا أن هناك طفرة حدثت فى أسعار الخامات منذ الحرب الروسية الأوكرانية، أدت إلى زيادة تكلفة الإنتاج بنسبة أكبر من 100%.

وأشار إلى أن المطورين العقاريين أصبحوا يضعون تكلفة تحوط إضافية خوفا من حدوث أى طفرة فى أسعار الخامات مثلما حدث معهم فى بداية العام، قائلا: "المطورون باعوا وحدات سكنية فى بداية 2022، عندما كان طن الحديد بـ14 ألف جنيه، وفى فترة التنفيذ ارتفع سعر الحديد إلى 36 ألف جنيه".

ارتفاع أسعار العقارات في تركيا 132٪ تخطت 100%.. ارتفاع أسعار الإيجارات السكنية |التفاصيل الكاملة ظهور أزمة إسكان جديدة

من جانبه، قال مصطفى عبد الرحمن، رئيس ائتلاف ملاك العقارات القديمة: “ظهرت مؤخرا أزمة إسكان جديدة نظرا لقدوم ضيوف مصر من السودان وسوريا وغيرهما من الدول الشقيقة، وبالتالي ارتفعت القيمة الإيجارية، وترتب على ذلك ارتفاع أسعار الشقق بصفة عامة فى كامل محافظات مصر، ما جعل الأسرة المصرية تعاني من إيجار سكن بسعر مناسب”.

وأضاف عبد الرحمن، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القطاع العقاري في مصر شهد خلال الفترة الأخيرة، ارتفاعات مستمرة في الأسعار، نتيجة مجموعة من العوامل، وفي مقدمتها ارتفاع مستويات التضخم عالميا ومحليا، والذي انعكس بكل تأكيد على ارتفاع مستويات أسعار مواد البناء، وهي أحد أهم مدخلات صناعة العقار في مصر، وتنعكس في ارتفاع أسعار العقارات.

وأشار إلى أن المشكلة الأساسية هي ارتفاع الإيجارات وليس التمليك، والسبب وراء أزمة الإيجارات هو غلق 600 ألف شقة مغلقة لتدني قيمة الإيجار فى ظل هذا القانون، وتتراوح القيمة الإيجارية بين جنيهين وعشرة جنيهات للشقة، وبالتالى تم غلقها من قبل المستأجر لتدني هذه القيمة، ولا أحد يستفيد منها.

جدير بالذكر أن السوق العقارية في مصر تختلف عن أسواق الخليج في أن المشتري المصري يعتبر شريكا متضامنا مع المطور بداية من شراء الوحدات لمدد تصل لأكثر من 10 سنوات، ولكن مع تباطؤ في أعمال التنفيذ والتسليم، خاصة للمشروعات الجديدة بسبب ارتفاع تكاليف مواد البناء لأكثر من 70%، ما شكل عبئا كبيرا على بعض المطورين في إنهاء المشروعات.

برلماني يطالب بتشكيل لجنة هندسية لاستغلال العقارات القديمة المهجورة كيف ضمن القانون تخصيص العقارات اللازمة للمشروعات في غرضها الأساسي؟ العوامل المؤثرة في تسعير العقارات

ونرصد لكم أسباب ارتفاع أسعار العقارات، والتي جاءت كالتالي:

الفجوة بين العرض والطلب. توحيد أدوار العقارات.ساهمت أيضًا مبادرات البنك المركزي في التمويل العقاري في زيادة الطلب على المدن السكنية الجديدة.البعد عن الزحام.توافر عدد من المشاريع الخدمية والترفيهية في تلك المناطق.ارتفاع أسعار الأراضي نتيجة المنافسة الشديدة بين الشركات على المزايدات المطروحة من قبل وزارة الإسكان.ارتفاع أسعار البناء.واجهة المستثمرين الأولى.زيادة الطلب من قبل المصريين العاملين بالخارج.الفرار إلى المدن الجديدة ما يزيد الطلب عليها. ارتفاع أسعار الفائدة.بناء مدن جديدة. التغير السكاني. حجم النمو الاقتصادي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العقارات سوق العقارات الإيجارات التضخم الحرب الروسية الأوكرانية الدولار أسعار العقارات ارتفاع أسعار زیادة الطلب فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

موجة شديدة الحرارة خلال 72 ساعة وتحذير هام| ماذا سيحدث؟

تشهد مختلف أنحاء الجمهورية موجة شديدة الحرارة هي الأقصى منذ بداية فصل الصيف، حيث حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من استمرار هذه الأجواء القاسية حتى الثلاثاء المقبل، مشيرة إلى أن ذروتها ستكون خلال الأيام الثلاثة القادمة.

حالة الطقس غدا.. ارتفاع نسب الرطوبة وهدوء نسبي للرياححالة الطقس غدا .. بيان مهم من الأرصاد وتحذير: رياح مثيرة للرمال في 3 مناطقموجة حر غير مسبوقة

وأوضحت الهيئة، في بيان رسمي، أن البلاد تتأثر بامتداد منخفض الهند الموسمي على سطح الأرض، بالتزامن مع وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، ما ساهم في ارتفاع درجات الحرارة ما بين 4 و6 درجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية.

وتصل العظمى في القاهرة إلى 43 درجة مئوية، بينما تسجل نسب الرطوبة 95% في المناطق الساحلية وقرابة 85% في القاهرة الكبرى والوجه البحري، ما يزيد الإحساس بالحرارة بشكل كبير خلال النهار.

انفراجة الأربعاء المقبل

بحسب خرائط الطقس، من المتوقع بدء انكسار الموجة الحارة تدريجيا اعتبارا من يوم الأربعاء 30 يوليو، خاصة على محافظات شمال البلاد، حيث تنخفض درجات الحرارة بمعدل يصل إلى 4 درجات مئوية، إلا أن ارتفاع نسب الرطوبة سيظل يحول دون الإحساس الفعلي بهذا الانخفاض.

موعد تحسن الأجواء 

وأكدت الهيئة أن التراجع في درجات الحرارة قد لا يصاحبه تحسن كبير في الشعور بالأجواء، نتيجة لاستمرار الرطوبة العالية، وهو ما يعد سمة مميزة لأشهر يوليو وأغسطس.

تحذيرات من الموجة الحارة

من جهتها، أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن البلاد تمر حاليا برابع أيام الموجة الحارة، والتي بلغت ذروتها بين السبت والاثنين، مع استمرار الأجواء اللاهبة حتى يوم الثلاثاء.

وقالت “غانم” إن ارتفاع الرطوبة هو العامل الأبرز الذي يضاعف الإحساس بحرارة الجو، لافتة إلى أن درجات الحرارة "المحسوسة" في القاهرة قد تتجاوز 44 درجة مئوية، رغم أن القياس الفعلي لا يتعدى 41 درجة، بسبب الرطوبة المرتفعة وهدوء الرياح.

وأضافت أن امتداد المرتفع الجوي في طبقات الجو العليا يتسبب في حبس الرطوبة بالقرب من سطح الأرض، ما يزيد من الشعور بالطقس الحار والرطب، خاصة في المناطق الداخلية.

نصائح للمواطنين

ودعت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين إلى اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية لتفادي تأثيرات الموجة الحارة، وعلى رأسها تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة وقت الظهيرة، والإكثار من شرب المياه والسوائل، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتجنب بذل أي مجهود بدني كبير خلال ساعات النهار.

كما أوصت بتجنب الأماكن المغلقة سيئة التهوية، خاصة لكبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، مع الإشارة إلى أن المدن الساحلية رغم ارتفاع الرطوبة فيها، إلا أنها تسجل درجات حرارة أقل نسبيا، ما يجعلها خيارا مناسبًا للهروب من شدة الحرارة.

طباعة شارك موجة شديدة الحرارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية انكسار الموجة الحارة الموجة الحارة هيئة الأرصاد

مقالات مشابهة

  • لاستقرار نسبي في أسعار الدواجن والبيض بالسوق اليوم الاربعاء 30 يوليو 2025
  • السودان.. استقرار في سعر الدولار الأمريكي مع تنامي الطلب وقلة المعروض
  • خبير: أسعار الذهب الحالية فرصة للشراء
  • استقرار نسبي في أسعار الدواجن والبيض بالسوق المصرية اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
  • ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أسعار السجائر الآن في مصر بعد الزيادة الجديدة.. قائمة كاملة بالتحديثات
  • أسعار سبائك الذهب في السوق اليوم الاثنين 28 يوليو 2025
  • اليوم.. بدء حجز شقق سكن لكل المصريين 7 بالمرحلة الثانية «الأسعار وأماكن الوحدات»
  • رجال الأعمال المصريين تطالب بإنشاء جهاز قومي لتنظيم السوق العقاري
  • موجة شديدة الحرارة خلال 72 ساعة وتحذير هام| ماذا سيحدث؟