جريدة الوطن:
2025-12-11@08:28:26 GMT

قمة العشرين وصراع التكتلات الدولية

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

قمة العشرين وصراع التكتلات الدولية

لم يحضر الرئيس الصيني (شي جي بينج) قمَّة العشرين شخصيًّا، التي انعقت مؤخرًاً بالهند، وتمَّ تكليف رئيس وزرائه للمُشاركة بالقمَّة، كذلك فعلت جمهوريَّة روسيا الاتِّحاديَّة، في قمَّة هي الأهمُّ ضِمْن سلسلة القِمم التي عقَدتها مجموعة العشرين خلال السنوات المنصرمة، نظرًا لحساسيَّة الأوضاع الدوليَّة التي تعيش مرحلة صعبة من «المكابشة» السِّياسيَّة وحتى العسكريَّة بَيْنَ أطراف مختلفة.

وفي إطار الحساسيَّة إيَّاها، والتعقيدات التي يعيشها النظام الدولي قاطبة، تبنَّت مجموعة العشرين، مع انتهاء أعمالها يوم التاسع من أيلول/سبتمبر 2023 إعلانًا توافقيًّا تجنَّب ما أرادته الولايات المُتَّحدة نصًّا بـ»التنديد بالعمليَّة العسكريَّة الروسيَّة الخاصَّة في أوكرانيا»، فكانت أجواء القمَّة، وكما هو متوقَّع تشي بوجود اختلاف في وجهات النظر بشأن الوضع القائم في أوكرانيا، فجاء البيان التوافقي كمخرج لا بُدَّ مِنْه. حين دعا جميع الدوَل إلى الامتناع عن التهديد أو استخدام القوَّة من أي طرفٍ كان، وطالب جميع الدوَل بالالتزام بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بسلامة الأراضي والسِّيادة والقانون الإنساني الدولي والنظام مُتعدِّد الأطراف الذي يحمي السَّلام والاستقرار. وعلى كُلِّ حال، خرجت معظم الأطراف المشاركة بأعمال قمَّة العشرين مرتاحة نسبيًّا لِمَا نتج عَنْها، بعدما كانت التوقُّعات تخشى من وقوع انفجار سياسي في أعمالها نتيجة الخلافات البَيْنيَّة تجاه المواضيع الدوليَّة، ومِنْها الصراع في أوكرانيا وملف تايوان وتصدير الحبوب عَبْرَ البحر الأسود، وقضايا الاقتصاد والاستثمارات وتمدُّدها من قِبل الصين وروسيا في إفريقيا وصولًا إلى بعض دوَل القارَّة الأميركيَّة. وزير الخارجيَّة الروسي، سيرجي لافروف، عَدَّ إعلان مجموعة العشرين نجاحًا لموسكو، عادًّا أنَّه وبفضل وحدة الجنوب العالَمي، بما في ذلك الدَّولة المُضيفة الهند ومعها تأثيرات نشوء التكتُّل الدولي الآخر (مجموعة بريكس)، أسهَمَ في نجاح أعمال القمَّة فتمَّ إصدار «إعلان صادق ومتوازن» بشأن الدوَل النَّامية ضِمْن مجموعة العشرين. لكنَّ الإعلان المشترك لدوَل مجموعة العشرين وُوجِهَ ـ كما هو متوقَّع ـ بانتقاد أوكراني، بَيْنَما رأى المستشار الألماني (أولاف شولتس) أنَّ «الفقرات الخاصَّة بحرب أوكرانيا في بيان القمَّة نجاح». وهو ما يعكس حقيقة الموقف الألماني المُتململ من الصراع في أوكرانيا، والمتأفِّف من الدَّوْر الأميركي في تأجيج الصراع خدمة لأهدافها في الصراع مع موسكو ومحاولة تأليب أوروبا بكاملها ضدَّ موسكو وتقديم الأموال لخدمة ذلك الصراع من كيس أوروبا.
وفي النتائج نقول: إنَّ قمَّة العشرين الأخيرة التي عُقدت في الهند، كانت فارقة لجهة محاولة خلق تفاهمات دوليَّة جديدة بعد أن طالت المواجهة الأوكرانيَّة الروسيَّة، وبعد أن وصلت الأزمات في النظام الدولي إلى مدياتها الصعبة، فكان لا بُدَّ من العودة إلى بناء تفاهمات حقيقيَّة تأخذ بعَيْن الاعتبار مصالح شعوب العالم، وإطفاء النيران المشتعلة هنا وهناك، والسَّعي للتعاضد بَيْنَ دوَل العالَم على تجاوز أزماتها الاقتصاديَّة. ولدوَل العشرين في مثال الصين الشَّعبيَّة مصدر إلهام، فاقتصاد الصين كما تُشير المعطيات المنشورة، تجاوز مرحلة إغلاق الاقتصاد بسبب جائحة (كورونا/كوفيد 19) وحافظ على نسبة نُموٍّ بمعدَّل 4,5% خلال السنوات الأربع الماضية، بَيْنَما لَمْ تتجاوز النسبة 1,8% في الولايات المُتَّحدة، كما ارتفع متوسط نُموِّ نصيب الفرد من الناتج المحلِّي الإجمالي السنوي في الصين بنسبة 4,4% بفعل ارتفاع الأُجُور الذي تَحقَّق في الصِّين.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجموعة العشرین فی أوکرانیا ة العشرین

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الإعلام يبحث مع نائبة رئيس مجموعة الصين للإعلام آفاق التعاون المشترك

التقى معالي مساعد وزير الإعلام الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث بمقر وزارة الإعلام بالرياض أمس الثلاثاء، نائبة رئيس مجموعة الصين للإعلام (CMG)، شينغ بو، بحضور عدد من قيادات منظومة الإعلام في المملكة ومجموعة الصين للإعلام.
ورحّب معاليه في بداية اللقاء بنائبة رئيس المجموعة والوفد المرافق لها، ونقل لهم تحيات معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، وتمنياته بأن تحقق زيارتهم الحالية للمملكة الأهداف المرجوة منها، بما يعكس العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين.
وناقش الجانبان السعودي والصيني خلال اللقاء، آفاق التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في مجال الإعلام، واستعرضا عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في إطار تعزيز العمل على تكثيف مجالات التعاون، عبر تبادل المحتوى الإخباري والإعلامي، والإنتاج المشترك وتبادل البرامج والخبرات، وتغطية المناسبات والفعاليات التي يقيمها البلدان بما يبرز ثقافتي البلدين والفرص الاقتصادية والاستثمارية والسياحية التي تتيحها رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، كما ناقش الجانبان التحضيرات الجارية للقمة العربية الصينية الثانية المقرر عقدها في بكين في العام المقبل 2026م.
يذكر أن مجموعة الصين للإعلام، تُعدُّ واحدة من أكبر المجموعات الإعلامية في العالم. حيث تدير شبكة بث تشمل 51 قناة تلفزيونية، و22 إذاعة، وثلاث منصات إخبارية إلكترونية، إضافة إلى مجموعة واسعة من التطبيقات، وتقدّم محتواها بـ 85 لغة حول العالم.

مقالات مشابهة

  • الصين ترحب بانضمام الدول المتقاربة في رؤيتها إلى مجموعة أصدقاء الحوكمة العالمية
  • المستشار الألماني: أوكرانيا وحدها من تقرر شكل التسوية الإقليمية التي تقبل بها
  • الأمم المتحدة: يجب العمل على تسوية الصراع في أوكرانيا واحترام الاتفاقات
  • 22 ديسمبر.. حسم الصراع على رئاسة غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات
  • المغلوث يبحث آفاق التعاون مع نائب رئيس مجموعة الصين للإعلام
  • مساعد وزير الإعلام يبحث مع نائبة رئيس مجموعة الصين للإعلام آفاق التعاون المشترك
  • أمريكا تعلن خفض تمويل أوكرانيا
  • ألمانيا تحث الصين على استخدام نفوذها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ألمانيا تدعو الصين للمساهمة في إنهاء أزمة أوكرانيا
  • انطلاق المؤتمر التحضيري للدورة العشرين من معرض القاهرة الدولي للجلود