تحت شعار "إشراك المرضى من أجل سلامة المرضى"، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى والموافق السابع عشر من سبتمبر من كل عام، نظمت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، عددا من الفعاليات على مدار اليوم على رأسها إنارة متحف الحضارات بالقاهرة ومستشفى شرم الشيخ الدولي باللون البرتقالي والذي يرمز لسلامة المرضى، الى جانب عدد من الفعاليات بالعاصمة الادارية الجديدة وبمحافظات التأمين الصحي الشامل.

الرعاية الصحية: التأمين الصحي الشامل يضمن تقديم خدمات طبية عالية الجودة للمواطنين معيط: الحكومة لا تحتكر تقديم خدمات التأمين الصحي الشامل والقطاع الخاص شريك

وقد أكد د.أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الفعاليات تستهدف نشر الوعي بحقوق المرضى في الحصول على خدمات صحية آمنة وبمستويات جودة عالية، وضرورة الإشراك الفعال للمرضى وأسرهم مع مقدمي الخدمة في جميع السياقات، وهو ما ينطبق على جميع مستويات الرعاية الصحية. وأضاف ، أن مشاركة المريض لطبيبه المعالج في رسم خطة علاجه ينعكس بصورة إيجابية في خفض نسب الأخطاء الطبية والحصول على رعاية صحية سليمة، ويرفع نسبة رضاء المرضي وأسرهم عما يقدم لهم من خدمات صحية .

كما أكد د. أحمد طه أن هيئة الاعتماد والرقابة الصحية تؤدي دورا أساسيا لتعزيز تمكين المريض من الحصول على خدمة صحية من خلال اصدار وتطبيق أدلة المعايير الوطنية، مشيراً إلى أن  40% من معايير GAHAR الخاصة باعتماد المنشآت الصحية تخص أمن وسلامة المرضى وإشراكهم في خطة علاجهم واحترام خصوصيتهم.

الجدير بالذكر أن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى قد انطلقت من الحي الحكومي بالعاصمة الادارية الجديدة، من خلال حملة توعوية مشتركة مع منظمة الصحة العالمية، من أمام مقر وزارة الصحة والسكان، حيث قام فريق هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بتوزيع المواد الدعائية وعمل لقاءات مباشرة مع المواطنين، لتعريفهم بمفهوم سلامة المرضى وحقوقهم أثناء تلقي الخدمة الصحية، وكيف يضمن اعتماد المنشأة الصحية تطبيق معايير السلامة لكل من مقدم الخدمة ومتلقيها.

وفي ذات السياق، قام د. السيد العقدة، ود. ولاء عبد اللطيف ود. ايمان الشحات، أعضاء مجلس ادارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بعدة جولات بمستشفيات معتمدة بالهيئة على رأسها: مستشفى الناس، ومستشفى طب المسنين الجامعي، شملت لقاءات ومحاضرات لمقدمي الخدمات الصحية وفرق الجودة للتأكيد على مفهوم اشراك المريض وعلاقة ذلك بسلامة مقدمي الخدمة والمنشأة واستقامة تطبيق معايير السلامة الوطنية .

كما نفذت فروع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بمحافظات المرحلة الأولى للتأمين الصحي الشامل، فعاليات متنوعة، سواء من خلال اللقاءات الجماهيرية والمباشرة مع المواطنين، أو داخل المنشآت الصحية المعتمدة من "جهار".

في محافظة أسوان، شارك د. أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، عبر تقنية الزووم،  بالاحتفالية التي نظمها فرع الهيئة بالتعاون مع محافظة أسوان، حيث أشاد طه بالدعم المتواصل الذي يقدمه محافظ أسوان لانجاح منظومة التأمين الشامل، والحرص على تذليل المعوقات التي تواجه القائمين على تطبيق المنظومة الجديدة والمشاركة في توعية المواطن الأسواني بامتيازات التأمين الشامل وحقوقه في الحصول على خدمة صحية آمنة.

ومن جانبه، صرح اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه تم تسجيل 1.2 مليون مواطن من إجمالى 1.6 مليون مواطن من أبناء المحافظة بمنظومة التأمين الشامل حتى الآن، بالإضافة إلى بدء التشغيل التجريبى لـعدد 76 من إجمالى 112 مركز طبى ووحدة صحية بنطاق المحافظة ، وتشغيل  4 مستشفيات من إجمالى 11 مستشفى مدرجة ضمن المنظومة الجديدة، مشيراً إلى أنه يتم حالياً اتخاذ خطوات متسارعة نحو الانتهاء من المشروعات الجاري تنفيذها بالقطاع الصحي، بالإضافة إلى تجهيز الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة من الأطباء وأطقم التمريض لإكتمال المنظومة.

وعلى هامش الاحتفالية، قام محافظ أسوان، بتكريم هيئة الاعتماد والرقابة الصحية باهدائها درع المحافظة تقديرا على الدور الذي تقوم به من أجل ضمان سلامة المرضى من أبناء المحافظة، كما قامت د. رحاب على، مدير عام فرع الاعتماد والرقابة الصحية بأسوان، بالنيابة عن رئيس الهيئة،  بتقديم درع الهيئة كرسالة شكر وتقدير للمحافظة على روح التعاون والتكاتف البناء والمثمر .

وفي سياق متصل، شارك فرع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بالاسماعيلية بالندوة التوعوية عن سلامة المرضى بالمجمع الطبي بالإسماعيلية، حيث أكد د.يوسف عامر، مدير عام الفرع، ان معايير الجودة الوطنية الصادرة عن جهار والحاصلة على الاعتماد  من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية"الاسكوا" تساهم في تحسين سلامة المرضى والحد من الاخطاء الطبية، وذلك من خلال رفع مستوى جودة الخدمات الطبية المقدمة من قبل مقدمي الرعاية الصحية، والذي ينعكس على سلامة مقدمي الخدمة الصحيه والمريض.

وفي بورسعيد، أقيمت ندوة مشتركة بين هيئات منظومة التأمين الشامل شارك فيها فريق فرع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، استعرضت التطبيقات المختلفة لمعايير "جهار" بالمستشفيات المعتمدة التابعة لهيئة الرعاية الصحية وأثر ذلك على جودة مكونات الخدمات الصحية المقدمة لمنتفعي التأمين الشامل.

كما نظم فرع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالاقصر فى فعالية بمستشفى إيزيس التخصصي حيث تم استعراض معايير "جهار" المتمركزة حول المريض والتي تستهدف سلامة المريض واسرته وحصوله على كامل حقوقه فى الرعاية الصحية مع التأكيد على ان من حق المريض معرفة التشخيص المرضى وبروتوكول العلاج المقدم له فضلا عن اختيار مقدم الخدمة الصحية المناسب له، كما شملت زيارة  قسم الطوارئ والعيادات الخارجية لمقابلة المرضى والتحدث معهم عن دورهم فى المشاركة في الخدمة الصحية المقدمة لهم من اجل سلامتهم.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليوم العالمي لسلامة المرضى العاصمة الادارية الجديدة التأمين الصحى الشامل الهیئة العامة للاعتماد والرقابة الصحیة هیئة الاعتماد والرقابة الصحیة الرعایة الصحیة التأمین الشامل الصحی الشامل سلامة المرضى من خلال

إقرأ أيضاً:

حوار الحضارات في ظل الصراع

في عام 2024 تقدمت جمهورية الصين الشعبية بطلب إلى الأمم المتحدة بشأن اعتماد العاشر من يونيو من كل عام يوما دوليا للحوار بين الحضارات، بتأييد من أكثر من ثمانين دولة مثَّلت أعضاء المنظمة؛ لما للحوار من أهمية قصوى في ظل الصراعات التي يشهدها العالم اليوم، وحالات عدم الاستقرار التي أصبحت تتعاظم في زمن حلَّت فيه القوة محلَّ الحوار والسلام والتفاهم.

إن هذه الدعوة إلى تخصيص يوم للحوار بين شعوب العالم وأُمَمه تؤكد أهمية حماية كرامة الإنسان وحقوقه؛ فالحوار يعزِّز قيمة التنوُّع الثقافي، وقدرته على بناء مجتمعات يسودها الاحترام والتفاهم، وتقدير مفاهيم الأديان والمعتقدات والفكر الإنساني وقيمه؛ لأنه ينبني على التشاور المشترك، والتفاعل الثقافي، والقدرة على التكيُّف مع الآخر باعتباره فكرا له إنسانيته، واستقلاليته المعرفية.

ولهذا؛ فإن حوار الحضارات يقدِّم نفسه باعتباره مجالا للتكيُّف مع الأفكار المخالفة، والتعامل مع التنوُّع الثقافي والديني وحتى السياسي؛ فالتنوُّع إحدى النعم التي تعبِر عن أهمية التواصل الحضاري بين الشعوب والمجتمعات، والتبادل المعرفي على كافة المستويات الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية. إن الحوار يشكل بنية أساسية لمواجهة التحديات خاصة في العصر الحالي الذي تزداد فيه الصراعات سيما على المستوى السياسي والاقتصادي. وبالتالي؛ فإن بناء جسور من العلاقات الإنسانية الدولية، وترسيخها بالانسجام والترابط سيولِّدان وعيا على المستوى المحلي والدولي بالقيمة المرجعية للحوار في ظل تلك الأزمات.

يؤسِّس الحوار بيئة تنموية قادرة على تحسين العيش في المجتمعات، وتنمية الابتكار من خلال التبادلات التقنية، والاستثمار الدولي المشترك، والاستفادة من الموارد الطبيعية، والخبرات البشرية المهارة، الأمر الذي يُسهم مباشرة في تطوير آفاق التنمية المجتمعية، ويساعد على تحقيق الأهداف الوطنية للبلدان؛ فالحوار يتجلى في العديد من التبادلات والتعاونات التعليمية، والثقافية، والاقتصادية، وغيرها من المجالات التي تدعم الانسجام بين شعوب العالم، ومجالات الترابط والتواصل.

وعلى الرغم من أهمية الحوار في ظل الانفتاح، والتسارع المعرفي؛ إلاَّ أن العالم يعيش مجموعة من المفارقات على المستوى العالمي من حيث التطورات الهائلة المرتبطة بالثورة التقنية والمعلوماتية، والتطورات في اقتصاديات المعرفة، والطاقات البديلة والدعوات الدولية إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها، وتوحيد الأسواق العالمية، وتجاوز الحدود وغيرها. ومن جهة أخرى سنجد ذلك التصدُّع الفكري المتطرِّف، وصراعات القوى العسكرية والاقتصادية التي تزداد تفاقما كلما تعاظمت المصالح المتضادة، وتوحدَّت القوى الكبرى الغاشمة ضد القوى المستضعفة.

فهذه التناقضات على المستوى العالمي - أو فلنقل: الاتجاهات المتقابلة في الرؤى - تقدِّم تبريرا أساسيا لأهمية الحوار، والدعوة إلى السلام والتفاهم والنقاش؛ لإيجاد حلول تحمي حقوق الإنسانية، وتدعم تنمية المجتمعات ورفاهها. فالحوار يربط بين شعوب العالم، ويُسهم في تحقيق الأهداف التنموية الوطنية والعالمية، ويجسِّد منهج التوسط، والتوازن، والاعتراف بالمجتمع الدولي القائم على العدالة.

إن الصراعات السياسية والاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم لا تكشف عن وعي المجتمعات والأمم بأهمية الحوار الحضاري، ولا تنم عن العقلانية التي يفترض أن يتحلى بها عالم القرن الحادي والعشرين في ظل التطورات التقنية والإمكانات المعرفية التي يتميَّز بها، وقدرة دول العالم على تبني مفاهيم تطويرية لمجتمعاتها قائمة على التبادل والتفاهم، وتجاوز آثار الإيديولوجيات المتطرِّفة، إلاَّ أنه في الواقع أن العالم بدأ يعج بالتحديات الناشئة عن التطرُّف الديني والسياسي والاقتصادي الذي يجب على المجتمعات مواجهته من خلال ترسيخ مبادئ الحوار، وقيم المساواة والعدالة لأفراد المجتمع.

ولقد رسَّخت عُمان مبادئ الحوار منذ قديم الأزل وها هي اليوم تسعى جاهدة من خلال العديد من المبادرات والمواقف الإنسانية الراسخة القائمة على الدعوة إلى الحوار والتفاهم والسلام ومبادئ التعايش؛ إذ حرصت على بناء جسور من علاقات الأخوة والصداقة بينها وبين دول العالم، وعزَّزت التعاونات الدولية من خلال مذكرات التفاهم، والاتفاقيات الدولية، والزيارات السلطانية التي تمثِّل نموذجا أصيلا من نماذج ذلك الحوار الذي يكشف الوعي الحكيم بأهمية تأصيل الحوار، وترسيخ التبادلات المشتركة القائمة على الاحترام، والدعوة إلى الاستقرار العالمي الداعم لتنمية المجتمعات ورفاه الشعوب.

إن عُمان من بين تلك الدول التي عُرفت بحكمتها، ودعوتها إلى السلام والإخاء، وما تقدمه من جهود سواء على مستوى معرض رسالة الإسلام الذي ينشر الوعي بالقيم الإنسانية، أو المعارض الثقافية والسياحية ، أو ما تقوم به سفينة شباب عمان باعتبارها رمزا إنسانيا داعيا إلى الحوار والسلام والتعايش، أو تلك المشاركات الفاعلة في المنظمات والمؤتمرات الإقليمية والعالمية ، أو ما يقوم به الإعلام العماني من برامج وثائقيات متنوِّعة متخصصة في الحوار الثقافي، والتعايش الفكري والحضاري، إضافة إلى جهود الدبلوماسيات الخارجية، وما تقدمه في سبيل تعزيز آفاق التعاون، والتبادل المشترك، والتأكيد على مبادئ الحوار والتفاهم بما يخدم الشعوب.

ولعل ما تبديه عُمان من مواقف راسخة ومبادئ ثابتة إزاء القضايا الإقليمية والدولية، والتأكيد على أهمية حماية كرامة الإنسان وحماية حقوقه المشروعة، واحدة من الأُسس التي تتبناها في ظل تباين العديد من المواقف القائمة على المصالح، خاصة والعالم يمر بحالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي جعلت الكثير من دول العالم من حالة من الارتباك، غير أن عُمان لم تحد عن مبادئها الراسخة التي استمدتها من يقينها الحضاري القائم على الفكر الثاقب، والثقة، والحكمة المستلهمة من هُويتها الوطنية الضاربة في القِدم.

فالحوار يُعدُّ أرضية مشتركة للعالم يتصدى من خلاله للكثير من التحديات العصيِّة الملحة، فمتى وِجد الحوار والنقاش انفتحت أبواب من التفاهم والتعايش والعدالة؛ إذ يُعزِّز السلم الذي ينشده العالم سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي. فهناك صراعات وحروب عسكرية واقتصادية وتقنية، وتوترات قائمة على الانغلاق والتطرُّف أبادت شعوبا، ودمَّرت مجتمعات، وأخرى تعج بالمجاعات والأوبئة والفقر. إنها حروب وصراعات لا منتصر فيها سوى الدمار والخراب، وتشرُّد الشعوب، وهذا ما نجده بوضوح في فلسطين، وسوريا، والسودان، حتى في أوكرانيا، ودول إفريقيا، وغيرها من دول العالم الواقعة تحت وطأة الصراعات والحروب.

فما أحوجنا اليوم للحوار الحضاري بين شعوب العالم، الحوار الذي تدعو إليه عُمان وغيرها من الدول الحكيمة التي تقدِّم المصلحة الإنسانية فوق المصالح كلها، وتجعل من حماية كرامة الإنسان وجوهره أصلا وغاية لا تحيد عنها. فكيف احتفل العالم احتفاله الأول باليوم العالمي للحوار الحضاري بينما هناك شعوب تُقتل، وأخرى تُشرَّد، وثالثة تفتك بها الأوبئة؟!

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • الصحة في غزة: الإخلاءات والقصف يهدد ما تبقى من مستشفيات بالخروج عن الخدمة
  • إصابة 19 عاملا زراعيا في حادث برافد الطريق الدولي بكفر الشيخ
  • حوار الحضارات في ظل الصراع
  • لدعم الرعاية الصحية.. تعاون جديد بين جامعة كفر الشيخ وأمانة المراكز الطبية المتخصصة
  • 33 ألف مواطن يسجلون في منظومة التأمين الشامل بأسوان
  • التأمين الصحي الشامل تعلن حصاد حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان
  • محافظ أسوان: تشغيل تجريبى لبعض أقسام مستشفى السباعية ضمن التأمين الصحى الشامل
  • أسوان تستعد لانطلاق التأمين الصحي الشامل.. تشغيل تجريبي لمستشفى السباعية
  • طرق دبي لمستخدمي «الترام»: تأثر الخدمة بين محطتي مرسى دبي ونخلة جميرا
  • مطار شرم الشيخ الدولي يستقبل عددا من الرحلات الجوية بعد تحويل مسارها