صراحة نيوز:
2025-10-15@04:55:26 GMT

حالات “الطلاق “تتصاعد داخل الأحزاب

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT


صراحة نيوز- حسين الرواشدة

‏هل ستشهد الأحزاب مزيداً من الاستقالات في المرحلة القادمة؟ أتوقع ذلك، امتداد ظاهرة عدم الرضا والاقتناع داخل الأحزاب ، لا سيما الجديدة، تبدو مفهومه لاعتبارات عديده، منها هشاشة الأرضية الحزبية ،وعدم نضوج التجربة ، ومنها الدوران حول الأشخاص والأشياء ، على حساب الأفكار والبرامج، او ، إن شئت، الاستغراق في الذاتي وتهميش الموضوعي والعام، ومنها اصطدام التوقعات والرغبات مع الواقع ، بما يحكم هذا الواقع من امكانيات، ومناخات سياسية واجتماعية واقتصادية .

“‏فزعة “تشكيل الأحزاب ، خلال عام تقريبا ، فوّتت فرصة ولادة الحزبية ،أو حتى صناعتها ، بصورة تضمن سلامتها ، وعدم تعرضها للتشوهات الخَلْقية ، هذا صحيح ، لكن الأصح هو أن عملية “الزواج الحزبية” التي تمت بين النخب وبين الفكرة الحزبية ، كانت مختلّة من الأساس ، بعض هذه النخب لا علاقة لها ،أصلا ، بالسياسة ولا بالأحزاب، ولا تمتلك أي مواصفات لإقناع الجمهور أو إلهامه بالانضمام للأحزاب ، وفي إطار الصراع بين نخب من هذا النوع ، وعلى زواج سياسي هدفه الحصول على الغنائم والمتعة فقط،اصبح من المتوقع أن تتصاعد حالات الطلاق ، والاستقالة، وتتوسع التصدعات الداخلية أيضا.

‏صحيح ، استطاع نحو 27 حزبا أن يحصل على رخصة بناء حزب، وفق قانون الأحزاب الجديد ، لكن قليل من هذه الأحزاب من تمكن من “تأثيث “حزبه سياسيا، “التأثيث ” هنا ينصرف إلى مسارات مادية ومعنوية معا، أهمها الانسجام والثقة والقناعات المتبادلة، وبروز الفكرة الجامعة ، والمشروع العابر للمصالح الشخصية ولصدام وجهات النظر ، ثم وجود ” القوامة”، اقصد القيادة على أساس مؤسسي ، لا على أساس فرض الأوامر والوصايات، غياب هذا “التأثيث ” حوّل بعض الأحزاب إلى بيوت مهجورة ، أو أخرى مأهولة وجذّابة، لكنها مقفرة من الداخل ، او تضجّ بالصراعات والانقسامات.

‏الأخطر من حالات الاستقالة المعلنة التي تشهدها الأحزاب ، هو الاستقالات الصامتة، التي حوّلت العديد من القيادات ، و المئات من الأعضاء ، إلى مجرد أسماء وأرقام في قوائم الأحزاب ، هؤلاء انسحبوا ، او عطّلوا فاعليتهم ،جراء إحساس عام بالإقصاء ،أو الحرد، أو عدم تطابق حسابات الحقل لديهم مع حسابات البيدر ، هذا الفراغ الذي تعاني من بعض الأحزاب ، أفرز كتلة صغيرة أصبحت تتحكم بعجله دوران الحزب ، مقابل كتلة كبيرة موجودة تتفرج ، ولا علاقة لها بما يجري ، ما يعني أن بعض الأحزاب التي لم تتوفر لها ، اصلا، حاضنة اجتماعية حتى الآن ، أصبحت تفتقد الحاضنة الداخلية ، سواء على صعيد القيادات التي استقالت علنا او بصمت، أو الأعضاء الذين جلسوا على المدرجات ، بانتظار أهداف غير ممكنة أصلا.

‏يتصارع على “حلبة ” الأحزاب ،في بلدنا، نخبة لا يزيد عددها عن 500 شخص ، استطاعت أن تقنع اقل من 1% من الأردنيين بالتصفيق سياسيا لها، بينما ما زال آلاف من المثقفين والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين والنقابيين .. وغيرهم ، عازفين عن الدخول إلى هذه ” الحلبة” الحزبية، ربما ينتظرون مناخات سياسية أفضل ، أو تجربة حزبية أنضج، أو ضمانات تتناسب مع ما يفكرون به ، ويتطلعون لتحقيقه، الأهم ،هنا ، مسألتان، الأولى تتعلق بإرادة إدارات الدولة وجديتها لانجاح هذا المسار الحزبي ، وتمكين تجربته من النضوج بشكل طبيعي، الثانية تتعلق بدور النخب ، و صدقية خطابها ، وسلوكها السياسي ،لإنتاج حالة حزبية مقنعة ، قادرة على صناعة “الفرق “، في إطار مشروع وطني، يصبّ في خدمة الأردنيين ، ويتناسب مع طموحاتهم المشروعة.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

حكم وقوع الطلاق الشفوي

يتساءل الكثير من الناس عن حكم الشرع في وقوع الطلاق الشفوي ، وردا ذلك قال قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خلال بث مباشر عبر صفحته الرسمنية عبر "الفيس بوك"، إن الطلاق الشفوى واقع إذا تحققت فيه أركانه وشروطه بعد التحقيق، وهو المفتى به فى دار الإفتاء هيئة كبار العلماء فى الأزهر واللجان الفقهية فى الأزهر الشريف الذى درسته. 

مؤلفة "ما تراه ليس كما يبدو": الطلاق الغيابي قضية مهمة سلطنا الضوء عليها أستاذ علم نفس يحذر من أمر خطير يدمر الأطفال بعد الطلاق.. فيديو

 وأضاف ممدوح أن الخلط يأتى من الخلط بين الإنشاء والتوثيق فالإنشاء هو إحداث شيء فى الوجود لم يكن موجودا أم التوثيق فهو إثبات ما حدث، قائلاً: "على سبيل المثال إذا اقترضت مبلغا من المال من أحد الأشخاص ولم توثق ذلك كتابة فأنت بالفعل مدين لهذا الشخص بالمنزل وأذا وثقتم ما اقترضته فهذا إثبات ليس أكثر، ولو افترضنا ضرورة توثيق كل شيء يتم من بيع وشراء وغيره فعندما نذهب لشراء خضراوات من السوق يجب توثيقها رسميًا". 

وتابع : "عقد الزواج على سبيل المثال يتم بمجرد ولى المرأة للزوج "زوجتك ابنتى" والآخر يقول قبلت، وما يفعله المأذون من كتابة عقد الزواج هو مجرد إثبات لما هو واقع ووقع بالفعل، والطلاق كذلك إذا قال لزوجته "أنت طالق"، وتم التحقيق مع الزوج فى دار الإفتاء ومعرفة حيثيات الطلاق ونجد فى النهاية أنه واقع نقول له أنه وقع وندعوه لتوثيقه لدى المأذون".  

وأضاف أمين الفتوي :"محاولة القول بأن ما نشأ بعقد رسمى لا ينحل إلا بعقد رسمى هذا مغالطة لأنه ليس هناك دليل على ذلك، كما أن العقد لم ينشأ بالرسمية، فالعقد نشأ بإنشائه عن طريق الطرفين والرسمية وثقته، حتى أنه من اسمه يسمى "توثيق" أى إثبات".


 

مقالات مشابهة

  • رابطةُ العالم الإسلامي تعرب عن تطلعها نحو مخرجات “قمة شرم الشيخ” لتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعانيها أهالي غزة
  • الأمين العام لجائزة الملك فيصل يروي “سيرتها التي لم تُرْوَ”
  • حكم وقوع الطلاق الشفوي
  • الفاشر تحت القصف.. وتنسيقية لجان المقاومة تؤكد: “الأرواح التي ماتت بصمت لن تُنسى وهذا الخذلان لن يُمحى”
  • سمير عمر: يجب أن تتجاوز الفصائل الفلسطينية مصالحها الحزبية الضيقة من أجل حركة تحرر وطني حقيقية
  • “الميثاق” و”اتحاد الأحزاب الوسطية” تبحثان ترسيخ العمل الحزبي وتعزيز التنسيق في المجلس
  • ما هي “قلادة النيل” التي قرر السيسي منحها لترامب؟
  • لوكورنو بعد إعادة تعيينه رئيسًا للوزراء في فرنسا: حكومتي لن تخضع للحسابات الحزبية
  • إيصال كهرباء كشف المستور| زوجة تطلب الطلاق بسوهاج بسبب فاتورة.. ما القصة؟
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟