قالت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن "مسؤولين" في الولايات المتحدة الأمريكية، إن متحف متروبوليتان للفنون يقوم حالياً بإجراءات نقل ملكية منحوتتين أثريتين كانتا ضمن مجموعته إلى اليمن.

وأضافت الصحيفة، في عددها الصادر الثلاثاء، إن ملكية المنحوتتين سوف تنقل إلى اليمن، لكن متحف متروبوليتان سيستمر في عرضهما، كون الوضع في اليمن خلال المرحلة الراهنة ليس مناسباً لإعادة القطعتين بسبب الحرب في البلاد.

وفي أغسطس الماضي وقعت السفارة اليمنية في واشنطن ووزارة الخارجية الأمريكية اتفاقية لحفظ الممتلكات الثقافية وإثبات ملكيتها لبلدها الأصلي، في إطار توجه للحكومة الأمريكية للحد من الاتجار بالآثار القديمة وتقليص تمويلات المليشيات المتطرفة التي تستخدم أموال بيع القطع الأثرية في تمويل أنشطتها.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المنحوتتين اللتين يعمل المتحف على استكمال إجراءات نقل ملكيتهما إلى اليمن، هما عبارة عن تمثال لشخصية أنثوية ترتدي قلادة على شكل حزام، والأخرى ملاط من الرخام المعرّق يعود تاريخهما إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.

وفي تفاصيل حصول متحف متروبوليتان عليهما، قالت الصحيفة إن ذلك كان في أواخر التسعينيات من جامع تحف أمريكي يدعى جان لوك تشالمين الذي باع التمثال للمتحف فيما منحه القطعة الأخرى (الملاط الرخامي) كهدية. كما رجحت الصحيفة أن القطعتين تمت إزالتهما من موقعهما الأصلي بالقرب من مدينة مأرب القديمة قبل حوالي 40 عامًا، وأن المتحف احتفظ بهما في قسم فنون الشرق الأدنى القديم.

وأضافت الصحيفة، إن المسؤولين في السفارة اليمنية في واشنطن طلبوا من متحف متروبوليتان الاستمرار في حفظ القطعتين في الوقت الحالي كجزء من اتفاقية الصون. ونقلت عن محمد الحضرمي، سفير الجمهورية اليمنية لدى الولايات المتحدة، قوله في بيان رسمي: "يسعدنا أن اليمن يستعيد ملكية تراثه الثقافي الثمين الذي لا يقدر بثمن. بسبب الوضع الحالي في اليمن، ليس هذا هو الوقت المناسب لإعادة هذه القطع الأثرية إلى وطننا". كما نقلت عن لمياء الخالدي، عالمة الآثار في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والتي أمضت ثماني سنوات في اليمن تعمل في مشاريع الترميم والحفظ قولها: "إن ذلك يمنحني الأمل. إنه وقت صعب لإعادة القطع الأثرية لأن المتاحف لا تزال تحاول تقييم مدى الضرر بعد سنوات عديدة من القصف".

>> لندن.. ضبط آثار يمنية عمرها 2500 سنة وتوقيع اتفاقية لحفظها في متحف بريطاني

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن استكمال مراسم نقل ملكية القطعتين خلال حفل يوم الجمعة (22 سبتمبر 2023)، بحسب نيويورك تايمز التي نقلت أيضًا عن المدير والرئيس التنفيذي لمتحف متروبوليتان ماكس هولين قوله: "توفر هذه القطع الجذابة فرصة مهمة لتقديم الثقافة اليمنية، في حوار مع مجموعتنا التي تعود إلى 5000 عام من تاريخ الفن". "نحن ممتنون لإنشاء مثل هذا الالتزام الجماعي والصادق لتسليط الضوء على هذه الأعمال الهامة."

وكانت الحكومة اليمنية أبرمت اتفاقية إعارة مماثلة في وقت سابق من هذا العام مع مؤسسة سميثسونيان، التي وافقت على الاحتفاظ ورعاية 77 قطعة أثرية منهوبة تم الاستيلاء عليها من قبل تاجر أعمال فنية في نيويورك.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أجبرت جهود الإعادة مسؤولي المتاحف على التدقيق في كيفية حصول أسلافهم على القطع، وفي بعض الحالات دون مراعاة قوانين التراث الثقافي والعادات المحلية. وقد جاءت بعض هذه التحقيقات من داخل المؤسسات الثقافية أو من محققين هواة، في حين بدأ مسؤولون عن إنفاذ القانون تحقيقات أخرى.

ولكن مع إعادة المزيد من القطع الأثرية، ظهرت مخاوف بشأن قدرة بعض الدول، وخاصة تلك التي في حالة حرب، على الاهتمام بها. وقد أشاد بعض علماء الآثار والمؤرخين بالجهود المبذولة لمواصلة حماية القطع الأثرية اليمنية في متحف ميتروبوليتان ومتحف سميثسونيان أثناء تسليم الملكية رسميًا للحكومة.

وتلقت بعض مواقع التراث الثقافي اليمني دعماً دولياً في السنوات الأخيرة، بما في ذلك قصر الإمام في مدينة تعز، الذي تم ترميمه من قبل صندوق الآثار العالمي الذي انتهي في عام 2021، من ترميم قصر الإمام، وهو مبنى يرجع الآثاريون فترة بنائه إلى فترة الاحتلال العثماني لليمن في القرن التاسع عشر. وبعد ثورة 26 سبتمبر 1962 تم تحويل المبنى إلى متحف وطني، لكنه تعرض خلال السنة الأولى من الحرب في 2015 إلى أضرار بالغة ونهب بعض محتوياته.

وفي وقت سابق من سبتمبر الجاري، أعلنت شرطة لندن عن ضبط أربع قطع من آثار اليمن القديم في أحد متاجر التحف بالعاصمة البريطانية، وعلى إثر ذلك قامت السفارة اليمنية في لندن بتوقيع اتفاقية مع متحف فيكتوريا وألبرت للاحتفاظ بالقطع وصونها.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: القطع الأثریة الیمنیة فی إلى الیمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

«ملكية مكة» تحفز العقول الوطنية تماشياً مع رؤية 2030

البلاد (مكة المكرمة)
أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، مبادرة “هاكاثون مكة الذكية”؛ بوصفها خطوة عملية لتحفيز العقول الوطنية، وتمكين المجتمع من رسم ملامح مستقبل المدينة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 ؛ لتحقيق الريادة في فضاء التقنية والذكاء الاصطناعي، وترجمة الحلول التي تنبض من واقع المجتمع إلى مبادرات ملموسة، تُسهم في تحسين جودة الحياة للسكان والزوار.
وأوضحت الهيئة أن المبادرة تنطلق بعدة مسارات؛ بداية من التوعية مرورًا بالتدريب، وصولًا إلى بناء حلول ذكية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لتخدم سكان مكة المكرمة وزوارها على حدٍ سواء، إلى جانب تعزيز الأعمال المقدمة لضيوف الرحمن، وإثراء تجربتهم الثقافية والدينية بصورة ذكية تضع الأثر، وتكون جاذبة على مدار العام.
وبيّنت الهيئة أن”هاكاثون مكة الذكية” هذا العام 1447 هـ يُسلّط الضوء من خلال مساراته على عدة مجالات، تعكس أولويات التنمية الحضرية في مدينة مكة المكرمة؛ كالتخطيط الحضري لتفتح المجال أمام حلولٍ تقنية ذكية، تقلل من كلفة أدوات التخطيط التقليدية، والاستدامة لتحقيق جودة الحياة من خلال أفكار تعزز أنماط الحياة الصحية، وتحافظ على الموارد لمستقبل واعد، وصولًا إلى النقل الذكي، الذي يربط أحياء مكة بسلاسة، في عملية ترسم ملامح الطرق، وتسهل حركة المركبات خصوصًا في المواسم، إضافةً إلى تعزيز تجربة الزوار في قطاع الضيافة عبر ابتكارات رقمية ترتقي بالخدمة، وتُسهم في تحسين كل لحظة يعيشها ضيف الرحمن في الأراضي المقدسة.
وأكدت الهيئة الملكية أن الهاكاثون؛ هو مساحة مفتوحة لتبني الأفكار القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وفرصة لربط التقنية باحتياجات المجتمع مواكبةً للتطورات، التي يشهدها العالم في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات، وتسريع التحول نحو مدينة أكثر فعالية، وأكثر قدرة على الاستجابة لمتطلبات المستقبل وإيجاد الحلول الذكية، التي تتماشى مع النهضة العمرانية، التي تشهدها العاصمة المقدسة.
وتحرص الهيئة مع شركائها من خلال تنفيذ الهاكاثون على إحياء نهج جديد في إشراك العقول المحلية، وإعطاء الشباب والمبتكرين فرصة لصناعة أثر حقيقي، يضع مكة المكرمة في مصاف المدن المتقدمة عالميًا، والتعاون مع شركاء ممولين ومنفذين وممكنين؛ لتعزيز التعاون المشترك والمستدام بمبادرات، تُسهم في رسم خارطة المستقبل لمدينة مكة المكرمة.

مقالات مشابهة

  • «ملكية مكة» تحفز العقول الوطنية تماشياً مع رؤية 2030
  • برئاسة باجعالة..اجتماع لمناقشة إعادة تنشيط كتلة حماية الطفل في اليمن
  • إعادة افتتاح متحف ‎قصر المصمك بعد التحديثات.. صور
  • اليمن يبحث مع روسيا آخر المستجدات على الساحة اليمنية والإقليمية
  • تسع قطع من آثار اليمن القديم تباع بمزاد في بريطانيا خلال سبتمبر القادم
  • كأنها عروسة .. إليسا تخطف الأنظار بإطلالة ملكية في حفل ليالي بيروت
  • “ذا نيويورك صن”: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما
  • ذا نيويورك صن: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا وإسرائيل وحلفائهما
  • تدخل رئاسي لإنتشال شركة الخطوط الجوية اليمنية يفضي للكشف عن الجهة التي تسببت في تدهورها الكبير
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية