أكد سمو الأمير منصور بن خالد بن فرحان آل سعود، سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة لدى الدولة أن العلاقات القطرية السعودية ترتبط بروابط أخوية وودية عميقة الجذور.
وأضاف سموه في كلمة خلال احتفال السفارة السعودية بالدوحة بالذكرى الثالثة والتسعين لليوم الوطني للمملكة أن هذه العلاقات الأخوية ممتدة من تاريخنا وثقافتنا وقيمنا الأصيلة المشتركة.

حضر الحفل سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني، ومعالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وسعادة علي بن أحمد الكواري وزير المالية، وسعادة جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات، وسعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وسعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة رئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الاعمال القطريين، وسعادة السفير إبراهيم فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدوحة وعديد المواطنين.
وقال سمو الأمير منصور بن خالد في مستهل كلمته، مرحباً بالحضور «إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن نحتفل بهذه المناسبة الغالية علينا في دولة قطر الشقيقة». 
وأضاف سموه: وما هذا الجمع الكريم من كبار رجال الدولة ومسئوليها الذين يشرفون حفلنا هذه الليلة ويشاركوننا فرحتنا بيومنا الوطني إلا تأكيد لهذه الروابط والعلاقات المتميزة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين. وهي تأكيد والتزام بدفع علاقات البلدين الشقيقين قدما إلى الأمام نحو افاق رحبة من التعاون الوثيق في شتى المجالات وفقا لتوجيهات قيادتي البلدين حفظهم الله. 
وتابع: تحتفل المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بيومها الوطني الثالث والتسعين. يوم توحيدها على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه. في ذكري غالية يملؤها الفخر والاعتزاز بتاريخ مجيد وانجازات لا تتوقف منذ ذلك التاريخ وحتى العهد الزاهر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وهي اعتزاز وفخر بالحاضر وبقصة نجاحه ومنجزاته التي تخطت الزمن في ظل رؤية المملكة الطموحة 2030. التي اطلقها ويقودها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والتي حولت الاحلام الى واقع ملموس يتجسد في نهضة شاملة واصلاحات غير مسبوقة وبثقة عالية نحو المستقبل الواعد والمشرق بإذن الله تعالى. ليس فقط لبلادنا بل لمستقبل خليجنا الواحد ولباقي دول منطقتنا كافة. 

إنجازات غير مسبوقة 
وقال سمو الأمير منصور بن خالد «لا يتسع المجال لذكر كافة الجوانب التي حققت فيها المملكة العربية السعودية نجاحات بارزة. الا انني وبعجالة اشير الى ما حققه الاقتصاد السعودي في 2022، لافتاً إلى تحقيق نمو استثنائي بلغ تسعة فاصلة تسعة في المئة وهي اعلى نسبة نمو من بين دول مجموعة العشرين الكبرى في العالم التي تنتمي لها المملكة. وفي القطاع السياحي حققت المملكة قفزة كبيرة في ترتيب الدول الاكثر استقبالا للسياح الدوليين. لتتقدم اثني عشر مركزا لتصل الى المركز الثالث عشر، مقارنة بالمركز الخامس والعشرين في 2019 حيث وصل عدد السياح الدوليين القادمين من المملكة قرابة سبعة عشر مليون سائح في 2022، لافتا إلى استقبال المملكة في الربع الاول من العام الحالي، نحو ثمانية ملايين سائح مما يمثل أعلى اداء ربعي ويضع المملكة في المركز الثاني بين قائمة الدول الاكثر نموا على مستوى العالم. 
وأكد سموه أن هذه المؤشرات ترفع من اسهم هذا القطاع في الناتج الاجمالي المحلي وفقا لرؤية المملكة 2030، كما تثبت هذه الارقام أن هناك نموا اقتصاديا غير مسبوق تعيشه المملكة محققة تواصلا اكبر مع العالم وبيئة اكثر استدامة وواقعا مليئا بالفرص لشابات وشباب المملكة الطموح والمبدع. 

حراك قطري سعودي واسع 
وعاد سمو الأمير منصور بن خالد ليؤكد مجدداً أن العلاقات الثنائية بين الدوحة والرياض تشهد حراكا واسعا وبوتيرة عالية من خلال الزيارات المتبادلة الكثيفة بين المسؤولين في البلدين الشقيقين، لافتا إلى أن عدد زيارات الوفود السعودية إلى الدوحة خلال الاعوام الثلاثة الماضية بلغ ثمانين زيارة وهو مؤشر هام للمستوى المتميز والتنسيق العالي الذي بلغته العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
وأوضح سموه أن مجلس التنسيق السعودي القطري بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس الجانب السعودي في المجلس وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رئيس الجانب القطري -حفظهما الله- له دور هام وايجابي لتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال اللجان المنبثقة عنه للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين التي تسهم في تعزيز هذه العلاقات وتوطيدها في كافة القطاعات. وبما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما الشقيقين. 

نهضة رائعة في دوحة الخير 
وقال سموه متوجها بحديثه إلى الحضور «نحن في دوحة الخير وعلى أرض قطر العزيزة نهنئ اشقاءنا ايضا على ما تحقق من انجازات رائعة ونهضة شاملة في جميع المجالات، ومن نجاح باهر لأفضل نسخة لبطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022. التي استمتعنا بها جميعا واشاد بها العالم اجمع، منوهاً بما حققته قطر من نجاح متواصل في تنظيمها للاجتماعات والمنتديات والمؤتمرات والمعارض الدولية مما جعل الدوحة مركزا نشطا بفضل الرؤية والقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، حفظه الله.

تطلع لفصول جديدة من النجاحات القطرية 
وقال السفير السعودي «نتطلع إلى قطر التي عودتنا وقيادتها العزيزة وشعبها المضياف الى فصول أخرى من النجاح، ونحن نقترب من افتتاح معرض الدوحة الدولي للبستنة الاسبوع القادم تشارك فيه المملكة في اكبر جناح دولة مشاركة مما يعكس اهتمامنا المشترك بأهمية موضوع البيئة والمياه والمناخ ومكافحة التصحر وزيادة المساحات الخضراء.
وأكد سموه حرص المملكة على مؤازرة جهود دولة قطر والاسهام بدعمه وانجاحه، متمنين لقطر قيادة وحكومة وشعبا السداد والمزيد من التقدم والازدهار.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر اليوم الوطني السعودي السفارة السعودية آل ثانی حمد بن بن حمد بن عبد

إقرأ أيضاً:

الهوية اليمنية .. عودة إلى الجذور وثبات على الأصالة

يمانيون / تقرير

التأكيدُ على ضرورةِ تمسك اليمنيينُ بالهوّية الإيمانيةِ هي مسألة حيوية مبنية على مكانة اليمنيين في الإسلام وما اتصفوا به على مدى التاريخ من صفات شكلت قواما أصيلا لهذه الهوية، وإنما يأتي التحفيز لإحياء مظاهرها تذكيرا لهم بأنهم لا يزالون المؤهلين لحمل راية الإسلام كما كانوا منذ بزغ نوره وشع على الأرض.

اليمنيون يتعرضون اليوم لأ بشع هجمة بسبب ثباتهم على أصالتهم وقيمهم، وثباتهم على هويتهم المتصلة بالله تعالى وكتبه ورسله.

هوّية إيمانية شاملةُ تتجاوز الهويّات الضيّقة الصّغيرة القبليّة والمناطقّية والعرقية والعصبوية، لا تعبر عن حقيقة اليمنيين وانتمائهم، باتت اليوم مطلباً حتمياً لمواجهة هذه المخاطر التي يحاول الواقفون على تأجيجها سلب إرادة الأمم والشعوب وإبقائها في حالة (المستضعفين).

هي مسألة ليست ببعيدة عن تعاليمنا الإسلامية ولا بغريبة على معتقداتنا، إنها تحفيز للعودة إلى الأصول والثوابت الدينية والثقافة القرآنية، لنكون جميعاً في خندق واحد بالقول وبمعية العمل، وبملازمة الفعل الذي يعكس القناعة والإيمان بهذه الثوابت وهذا الإيمان.

الهوية الإيمانية هي معرّف موضوعي لطبيعتنا كمسلمين، والتعاطي معها ينبغي أن يحتكم إلى عقلانية النقاش بروحية عالية مهيأة للتفهم والقبول بالطرح.

كثير من الأفكار نجحت للأسف الشديد في تسميم ثقافة شريحة لا يمكن الاستهانة بها من المثقفين، أدخلتهم في دائرة الشك التي طالت حتى الشك في المعتقدات يدخلون في جدال يضعفهم أكثر مما يوصلهم إلى الحقيقة، زعزعت ثقتهم بهويتهم فباتوا في حالة استلاب عن تحديد الحقائق بل حتى عن تمكين الذات فرصة للتأملّ في خلفيات المفهوم.

علماء الأمة، من حملوا على عاتقهم مسؤولية كبيرة في تصحيح الثقافات المغلوطة والوقوف بالناس على البينات بالاستناد على قاعدة متينة ثابتة قوامها المنهج الرباني ومضامينه آيات الله وأحاديث رسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والاجتهادات الخالصة عن من ساروا على هديه.

في ذات مناسبة التقى عدد من هؤلاء العلماء وجعلوا من (الهوية الإيمانية) محورا للنقاش وخلصوا إلى أن الاحتفال بذكرى دخول اليمنيين في الإسلام هو بذاته تعبير صادق عن أصالة الهوية لليمنيين وارتباطهم المباشر بالمصادر الأصيلة في الإسلام من صحابة المصطفى وأهل بيته من الإمام علي ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما.

واعتبروا، جمعة رجب يوماً فارقاً في تاريخ الشعب اليمني الذي أسلم طواعيةَ واستجابةً لرسول الله عليه الصلاة والسلام .. مبينة أن الهوية الإيمانية هي الهوية الأصيلة للشعب اليمني التي تعبر عن ارتباط اليمنيين الوثيق بالإيمان وانتمائه العملي للإسلام.

وأشاروا إلى أن صمود وثبات اليمنيين خلال سنوات العدوان هو دليل ارتباطهم بالهوية الإيمانية، إذ أثبتوا بذلك أنهم عند عند شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال عنه “الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”.

وشددوا على أهمية العناية بالمساجد التي بنيت بأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام في اليمن ومن ذلك الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند بتعز وإحياء دورها التنويري .. لافتة إلى ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي وقيم الإيثار والإحسان.

أصالة الهوية

الباحث حمود الأهنومي في ورقة عمل يشير إلى أن الاحتفال بذكرى دخول أهل اليمن الإسلام تعبير عن أصالة الهوية لليمنيين وارتباطهم المباشر بالمصادر الأصيلة في الإسلام من صحابة المصطفى عليه الصلاة والسلام وأهل بيته، من الإمام علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضوان الله عليهما.

وتطرق العلامة الأهنومي إلى فضائل أهل اليمن في القرآن الكريم قال تعالى “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.

كما لفت إلى فضائل أهل اليمن أيضا في السنة المطهرة قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه بن عباس رضي الله عنه “يأتيكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة يريد القوم أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم”، وقوله “الإيمان يمانٍ وهم منّي وإليّ وإن بعُد منهم المربع ويوشك أن يأتوكم أنصاراً وأعواناً فآمركم بهم خيراً”.

وبشأن أولئك الذين باعوا أنفسهم لأعداء الأمة جاء للباحث “إن ما يعيشونه اليوم هو حالةٌ من التنكُّر للهُوِيَّة اليمانية الإيمانية، وهو نتيجة من نتائج بُعْدِهم عن الهُوِيَّة الإيمانية اليمانية.. إن المسألة غاية في الأهمية، وهنا أقتبس بعض العبارات من كلام السيد القائد حفظه الله وهي أنه قال: “يجب أن ننظر لهذه المسألة مسألة الهُوِيَّة على أنها غاية في الأهمية”، وقال عن الهُوِيَّة الإيمانية بأنها تنتمي للإيمان، وأن “الإيمان مبادئ، وقيم، وأخلاق، والتزامات، ومفاهيم تَنزِل إلى واقع الحياة، وتُبْنَى عليها الحياة، وهو مواقف، وسلوكيات، وأعمال، ومسار حياة، ومشروع حياة”، وذكر أن: “القيمة الإنسانية قيمة عظيمة في الهُوِيَّة الإيمانية”، وذكر أن “أسوأ عملية مسخ للإنسان اليمني أن يخرج من الحالة الإيجابية الراقية التي عُرِفَ بها الإنسانُ اليمني الإسلامي وهويته، والتي توارثها منذ فجر الإسلام، ومنذ الصدر الأول للإسلام على يد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى يد تلامذته العظماء، وفي طليعتهم الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام، ومعاذ بن جبل، وغيرهما”.

وفي استعراضه لشواهد تاريخية تدل على الهوية الإيمانية لليمنيين.. أشار الباحث إلى أن “إسلام أهل اليمن إسلام قوي وقويم، ودائما، وبشكل سريع، ومن دون معارك كبيرة، بل بالحوار والإقناع”.. وقال “واليمنيون اليوم يقدمون نموذجا رائدا للإيمان النقي والمواجه والمحمدي الأصيل على مستوى العالم الإسلامي؛ ولهذا ليس بعيدا أن تكون اليمن هي رائدة العمل الإيماني والجهاد الإيماني في زمن الارتداد”.. ويضيف الباحث “وأظهرت الأحداث المعاصرة والمواقف اليوم في آخر الزمان، أن إيمان المؤمنين في اليمن علماء ومجاهدين وقادة ومواطنين “على نحو راق، ومتميز، وهم في طليعة الأمة بكل ما يمثله إيمانها من مبادئ وقيم وأخلاق وروحية” على حد وصف السيد القائد سلام الله عليه”.

الباحث أوصى في نهاية حديثه بأن تكون استجابتُنا مُعبِّرة عن هذه الهُوِيَّة، علما وجهادا وأخلاقا وفكرا وثقافة وتحركا وانطلاقة، وتُضَمَّين هذه الهُوِيَّة في الدستور والقوانين، وأن تُشتق منها فلسفة الدولة اليمنية العادلة، ومناهجها التعليمية والإرشادية والتثقيفية، وأولوياتها، وغاياتها.

الكتاب المهيمن

يبين العلامة عبدالرحمن شمس الدين “أن الهوية الإيمانية هي العلاقة والانتماء للإيمان بكل ما يعنيه ويشمله الإيمان من جوانب عبادية وفق ما أمر به الله ووجه إليه ونهى عنه وهي البطاقة التعريفية التي يعرف بها الإنسان المؤمن”

ويلفت العلامة شمس الدين في تناوله لهذا الموضوع: “أن الهوية الإيمانية قد عرفها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رحمة الله وسلامه عليه في ملزمة الهوية الإيمانية وهو يتحدث حول قول الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أو أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارحمنا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم.. وأردف الشهيد القائد قائلاً:- إن هذه الآية الكريمة، هي الهوية الإيمانية لأنبياء الله ورسله وللمؤمنين جميعاً، هي البطاقة الكاملة العناوين لأنبياء الله ورسله, والسائرين على طريقه من المؤمنين بهم، هي تقرير للمؤمنين أنه هكذا يجب أن يكون إيمانهم، هي تعريف بالمسيرة الإلهية لأنبياء الله ورسله والصالحين من عباده جيلاً بعد جيل.”

وقال العلامة شمس الدين: لهذا نلاحظ أن الهوية الإيمانية أسمى وأشرف هوية يمكن أن ينالها ويتحلى بها الإنسان كيف لا وهي ترتبط بالعلاقة بالله سبحانه وتعالى والعلاقة بكتبه وفي مقدمتهم الكتاب المهيمن وهو القرآن الكريم والرسل والأنبياء جميعاً من عند نبي الله آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله.

وأشار إلى أن الهوية الإيمانية ليست مجرد اسم أو مصطلح أو شعار فقط بل هي عبارة عن مضامين عملية تتجسد في بناء النفوس إيمانيا وهذا الإيمان يتجسد في واقع الحياة قولاً وعملاً استجابة لله سبحانه وتعالى على شكل أعمال ومواقف تنبع من قيم ومبادئ الإيمان، وقيم الدين كفيلة بأن ترتقي بالإنسان المؤمن وأن تجعله يحقق أعمالا قوية وناجحة سواء في مجال العبادة والطاعة لله أو في مجال الصراع بين الحق والباطل، ولا يمكن للأمة أن تنتصر على الطاغوت والاستكبار إلا إذا جسدت معنى الهوية الإيمانية في واقعها بالشكل الذي يرتضيه الله ويتوافق مع قيم ومبادئ الإيمان.

ويؤكد العلامة شمس الدين- على أنه إذا حصل التزام بما تحويه القيم الإيمانية من أوامر ونواهي فأن ذلك سوف ينعكس بشكل إيجابي كبير في واقع الأمة الإسلامية ويحصنها من الاختراقات الهجمات المتعددة التي تستهدفها وكذلك الحال بالنسبة لتأثير الهوية الإيمانية في الآخرة إذا كان الإنسان المؤمن يجسد مبادئ وقيم الهوية الإيمانية في واقع حياته هنا في الدنيا بالشكل الذي يريده الله تعإلى فبالتأكيد أنها سوف تجعل له مكانة رفيعة عند الله في الآخرة وتجعله من المفلحين والفائزين ويحظى برضوان الله وجنته.

واعتبر أن الهوية الإيمانية هي وقاية من الجراثيم الفكرية المسمومة والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة.. لافتا إلى أن أهم وأقوى الطرق للوقاية من أي اختراق أو استهداف لهويتنا الإيمانية هي معرفة من نحن ومعرفة من هم أعداؤنا والتمسك بقوة بما جاء من عند الله، والتذكير بالقرآن الكريم وبالأحاديث النبوية الشريفة وفي مقدمتها ( الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية).

هم المدد

رئيس ملتقى التصوف الإسلامي عدنان الجنيد في ورقة عمل بعنوان “الهوية اليمنية في مرمى الاستهداف الصهيو – وهابي”.. أشار فيها إلى التعايش المذهبي بين أبناء الشعب اليمني وأبرزهما هما المذهبا الزيدي والشافعي على مر التاريخ.

وأرجع استهداف الهوية اليمنية، إلى أن اليمنيين هم أوائل الذين أسلموا ولحقوا بركب المصطفى عليه الصلاة والسلام أفرادا وجماعات إلى جانب أن الإسلام انتشر عبر أبناء اليمن في أنحاء المعمورة وهم المدد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ولفت الجنيد إلى خطوات استهداف الهوية اليمنية عبر الفكر الوهابي الذي عمل على إنشاء المعاهد الدينية والجمعيات الخيرية بغرض طمس الهوية الإيمانية والمعالم الدينية.. لافتا إلى أن هذه المعاهد والجمعيات ساهمت في تفريخ المراكز الوهابية وتوسع انتشارها خلال الفترة الماضية، في محاولة لضرب الهوية اليمنية بكافة شرائحها ومكوناتها.

برامج تفعيل

المعلم في الجامع الكبير محيي الدين علي محمد الحكمي قال “نركز في الجامع الكبير ومن خلال حلقات التعليم كيف تعمق الهوية الإيمانية في نفسية الطالب وكيف ننقلها إلى الآخر من خلال الطالب الذي يخرج خطيباً أو قاضياً الخ، وعندما يعايش المجتمع ينقل صورة عن تحديد الهوية”.. وأضاف “الجامع يرسل أيضا الخطباء والمرشدين والوعاظ إلى المساجد وإلى القرى والمناطق المختلفة لتوعية الناس بمعنى الهوية الإيمانية الحقيقية التي كادت أن تُطمس منطلقين من صنعاء القديمة التي هي الحاضنة الأساسية للجامع، طبعا منذ فترة مع دخول بعض الأفكار انطمست بعض المعالم والمظاهر ونحاول إحياءها ولكن سوف يكون ذلك إن شاء الله من خلال العديد من البرامج”.

المصدر / الثقافة القرآنية

مقالات مشابهة

  • مصدر برئاسة الجمهورية لـ سانا: السيد الرئيس أحمد الشرع يزور غداً الأحد دولة الكويت الشقيقة، تلبيةً لدعوة كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت
  • سمو نائب الأمير يهنئ رئيس كرواتيا
  • سمو الأمير يهنئ رئيس كرواتيا
  • الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان يؤكدان دفع العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • تهانينا.. محمد ناصر منصور المارمي يتخرج برتبة “ملازم ثاني” ضمن الدفعة الثالثة من الجامعيين في العاصمة عدن
  • ليلى علوي تحتفل بنجاح نجلها في مشروع التخرج
  • سفارة المملكة في تركيا: نتواصل مع السلطات التركية حول حادث سقوط طفل سعودي في نهر هالديزان
  • وزير الخارجية يبحث مع القائم بالأعمال الياباني العلاقات الثنائية بين البلدين
  • الهوية اليمنية .. عودة إلى الجذور وثبات على الأصالة
  • استعرضا العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.. وزير الدفاع يلتقي مستشار الأمن القومي البريطاني