شيوخ البصرة يوجهون طلباً للحكومة يخص خور عبد الله: “نُحذر من الالتفاف على قرار المحكمة الاتحادية”
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
الأثنين, 25 سبتمبر 2023 3:47 م
المركز الخبري الوطني/ خاص
وجه شيوخ البصرة ، اليوم الاثنين ، طلباً للحكومة العراقية يخص خور عبد الله، محذرين من الالتفاف على قرار ‘المحكمة الاتحادية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده شيوخ ووجهاء من عشائر محافظة البصرة ونقابة البحريين العراقيين، بشأن قرار المحكمة الاتحادية العليا فيما يخص خور عبد الله والتداعيات التي رافقت القرار، و حضره / المركز الخبري الوطني/ .
وأكد المجتمعون في بيان مشترك على “دعم واسناد قرار المحكمة الاتحادية ، داعين وزارة الخارجية الى “اتخاذ الاجراءات في المحافل الدولية ورافضين اي تدخلات في الشأن العراقي والقرار العراقي الذي صدر من المحكمة الاتحادية”.
وقال الممثل عن الحاضرين ،الشيخ يعرب المحمداوي، خلال المؤتمر : إنه “انطلاقا من الواجب الوطني وايمانا منا في الدفاع عن سيادة العراق وحقوقه نقف لدعم واسناد لقرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق القاضي بعدم دستورية التصويت على اتفاقية الملاحة البحرية في خور عبد الله والتي صادق عليها البرلمان العراقي في عام 2013”.
وأضاف ان “قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية الاتفاقية يعيد التذكير بالحقوق العراقية المسلوبة التي تغافل عنها من قدم مصالحه السياسية والحزبية على مصالح البلد العليا”.
واردف قائلا : “في الوقت الذي نؤيد به قرار المحكمة اذ نحذر من اي محاولات للالتفاف على القرار او ايجاد مخارج بديلة هدفها التفريط بسيادة العراق وحقوق شعبه”.
وأكد المحمداوي أنهم “لم يسمحوا لاي طرف داخلي او خارجي ان يشكك في بعدالة ونزاهة القرار العراقي وقرار المحكمة الاتحادية ونحذر جميع الاطراف من التمادي في استغلال صبر الشعب العراقي”.
وفي ذات السياق قال الناطق الرسمي لنقابة البحريين العراقيين في المؤتمر ،علي سلمان العقابي ، ان “اتفاقية خور عبد الله هي بالاساس اتفاقية لتنظيم الملاحة وحصل الاعتراض على اعتبار ان خور عبد الله يقع في المياه الاقليمية العراقية والعراق غير عاجز عن تنظيم الملاحة في مياهه الاقليمية المخالفات القانونية التي ارتكبتها دولة الكويت بعد عام 2003 كثيرة في مجال الحدود البحرية ،وعلينا ان نفرق في ترسيم الحدود البرية وترسيم الحدود البحرية”.
واشار الى ان ” فرق الاتفاقية الدولية التي اقرتها الامم المتحدة عام 1958 وتم العمل بها لغاية عام 1982 في مؤتمر جنيف اقرتها رسميا على ان ترسيم الحدود البحرية المتشاطئة والمتقاربة في السواحل يجب ان لا يتضرر بها احد الطرفين”.
وأوضح انه “بعد عام 2003 سعت دولة الكويت للتوسع على الحدود البحرية العراقية من خلال بناء ميناء مبارك والذي يعد مخالفة قانونية بحته وحسب القوانين لا يحق لاي دولة متشاطئة وحسب قانون البحار ان تقوم ببناء ميناء دون التفاوض مع الجانب العراقي وهناك فقرة صحيحة في القانون البحري الدولي تنص على ان يكون هناك تفاوض للدولة التي تريد بناء ميناء بحري مع الدولة المجاورة وبالتالي لغرض حساب الحدود البحرية بدون اي اضرار “.
ولفت العقابي الى ان “العراق طعن بالاتفاقية لان الكويت خالفت بنود وقرارات الاتفاقية من خلال بناء ميناء مبارك وبطلان الاتفاقية على اعتبار ان خور عبد الله عراقي وضمن المياه الاقليمية العراقية والمصادق عليها في المنظمات العامية ومنها المنظمة البحرية الدولية في الامم المتحدة وهناك فقرة في القانون تقول لو ان الاتفاق تسبب باضرار في احد الدولتين ومن حقها الطعن به”.
وأستدرك قائلا: إن “هذا المؤتمر هو لدعم قرار المحكة الاتحادية والضغط على وزارة الخارجية بتشكيل فريق فني متفاوض فني متخصص يمتلك الحجة القانونية الدولية ويمتلك اللغة لغرض اقامة الدعوى في المحكمة الدولية لغرض اعادة النظر في الاتفاقية والعمل على الغائها بشكل نهائي ولا نطالب بتعديلها” .
ويقع خور عبد الله في أقصى شمال الخليج بين كل من جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد إلى داخل الأراضي العراقية مشكلا خور الزبير، الذي يقع فيه ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوبي العراق.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: قرار المحکمة الاتحادیة الحدود البحریة خور عبد الله
إقرأ أيضاً:
“جبل الرحمة”.. تجليات وخشوع وسكينة.. احتضن جموع الحجاج
البلاد – عرفات
احتضن جبل الرحمة أمس (الخميس)، جموع الحجاج، الذين توافدوا إليه منذ ساعات الصباح الأولى، يحدوهم الشوق إلى الرحمة والمغفرة، وقد افترشوا سفوحه ورفعوا أكفّهم بالتضرع إلى الله، متوجهين إليه بالدعاء في وقفة عظيمة يتجلّى فيها الصفاء الروحي والسكينة، في يومٍ وصفه النبي- صلى الله عليه وسلم- بأنه:” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة”.
ويُعدُّ جبل الرحمة، الذي يتوسط ساحة مشعر عرفات، من أبرز معالم المشاعر المقدسة، ويحتل مكانة راسخة في ذاكرة الشعيرة والمكان، لما له من صلة وثيقة بسيرة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم؛ إذ وقف عليه خطيبًا في حجة الوداع عند الصخرات الشهيرة، التي لا تزال قائمة حتى اليوم، شاهدة على أعظم خطب التاريخ الإسلامي.
ويقع الجبل على بُعد (17) كيلومترًا من المسجد الحرام، ويرتفع عن سطح الأرض بنحو (65) مترًا، في مشهد طبيعي يأسر القلوب ويثير مشاعر المهابة والخشوع، ويُعرف بعدة أسماء، أشهرها: “جبل الرحمة”، و”جبل الدعاء”، و”جبل الموقف”، وكلها تعكس ما يحمله هذا الموقع من معانٍ روحانية وتاريخية عميقة.
وفي إطار العناية الدائمة بالمشاعر المقدسة من قبل القيادة الرشيدة -أيدها الله- نُفذت مؤخرًا مشروعات نوعية في منطقة جبل الرحمة لتخفيف أثر “الإجهاد الحراري”؛ سعيًا لتوفير بيئة مريحة وآمنة، تُمكّن الحجاج من أداء مناسكهم في ظروف مناخية مناسبة، حيث بلغت مساحة المشروعات المُنفذة مؤخرًا نحو (196) ألف متر مربع، وشملت تركيب مظلات بمساحة (1,200) متر مربع، مزوّدة بـ(129) مروحة رذاذ، تعمل على تلطيف الأجواء وتقليل درجة الحرارة في المنطقة المحيطة بالجبل؛ ما يعكس حجم الجهود الكبيرة، التي تبذلها المملكة في سبيل راحة ضيوف الرحمن، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
ومنذ بزوغ شمس هذا اليوم، بدت ساحة الجبل كلوحة إنسانية، تماهت فيها الأجناس والألوان واللغات، وتوحّدت القلوب والألسن بنداء واحد: “لبيك اللهم لبيك”، في مشهد يفيض بالإيمان والانكسار بين يدي الله، فيما يتردد صدى التهليل والتكبير والدعاء بين جنبات الجبل، في لحظات تُكتب بمداد النور في صحائف الزمان.
ويُجسّد جبل الرحمة أحد الرموز التي تُذكّر بعظمة الموقف، حيث يظلّ الحجاج فيه واقفين أو متضرعين أو متأملين، يستشعرون القرب من الله، متوسلين برحمته ومغفرته، في مشهد يتكرر كل عام، لكنه يبقى جديدًا في قلوب من عاشوه؛ لا يشبهه مشهد آخر من حيث المشاعر والتجليات الإيمانية.