غياب الحافز المحرك للذهب في مصر يدفع الأسعار للهبوط
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أسعار الذهب تتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع في ظل ارتفاع قياسي لمستويات كلا من الدولار وعوائد السندات الحكومية الأمريكية، وذلك قبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي التي توفر المزيد من الإشارات على وضع التضخم الأمريكية وتحركات البنك الفيدرالي المتوقعة.
انخفضت أسعار الذهب الفورية اليوم الثلاثاء بنسبة 0.
يواجه الذهب ضغوط سلبية منذ الأسبوع الماضي بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي شهد توقع البنك برفع جديد للفائدة قبل نهاية العام واستمرار الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت، بالإضافة إلى توقعات أعضاء البنك بانخفاض الفائدة في 2024 بواقع خفضين فقط بعد أن كانت التوقعات تشير إلى 4 مرات من الخفض خلال العام القادم.
وفي تصريحات جديدة لأعضاء البنك الفيدرالي هذا الأسبوع أشار غالبية صناع السياسة النقدية أنهم يتوقعون رفعاً آخر للفائدة قبل نهاية العام الجاري، فقد أشار عضو البنك نيل كاشكاري أنه لا يزال هناك المزيد من العمل للقيام به للعودة بالتضخم إلى مستهدف البنك 2%.
وتوقع كاشكاري رفع جديد في الفائدة خلال اجتماع البنك في نوفمبر أو ديسمبر القادم وأن تبقى أسعار الفائدة الأمريكية عند هذا المستوى لفترة أطول من الوقت لتهدئة التضخم المتماسك، كما أكد كاشكاري على قدرة البنك الفيدرالي على العودة بالتضخم إلى المستهدف.
تسببت تصريحات وتوقعات أعضاء البنك الفيدرالي التي جاءت متسقة مع تصريحات رئيسهم جيروم باول التي ألقاها خلال اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع الماضي في موجة جديدة من ارتفاع الدولار في الأسواق المالية مقابل العملات الرئيسية الأخرى الأمر الذي انعكس بالسلب على أداء الذهب والسلع الأخرى.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع خلال جلسة اليوم ليسجل اعلى مستوى منذ 10 أشهر، وبذلك يكون ارتفع منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.4% ليعمل هذا على زيادة الضغط السلبي على الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع الدولار.
من جهة أخرى نجد أن العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات قد عاد إلى الارتفاع ليسجل أعلى مستوى جديد منذ 16 عام عند 4.564% وبذلك يكون ارتفع العائد منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.9%.
ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات التي تقدم عائد يتزايد بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يدفع الاستثمارات إلى الخروج من أسواق الذهب.
مخاوف الإغلاق الحكومي في أمريكاوترى جولد بيليون، أن المخاوف المتزايدة من إغلاق الحكومة الأمريكية لم تخلق الدعم الكافي للذهب ولم تسهم في ردع تقدم الدولار، حيث أدى تزايد توقعات رفع أسعار الفائدة إلى زيادة جاذبية الدولار الأمريكي كملاذ آمن على حساب الذهب.
أمام الكونجرس أقل من أسبوع لتمرير مشروع قانون الإنفاق وتجنب الإغلاق، لكن زعماء الجمهوريين والديمقراطيين أشاروا إلى أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر نحو التوصل إلى توافق في الآراء.
وكالة موديز للتصنيف الائتماني أشارت في تقرير لها أن اغلاق الحكومة الأمريكية سيضر بتصنيف البلاد الائتماني وذلك بعد شهر من خفض وكالة فيتش لتصنيفها الائتماني لحكومة الولايات المتحدة بسبب أزمة سقف الديون التي تم حلها في الساعات الأخيرة.
والمقصود بالإغلاق الحكومي هو فشل الكونجرس الأمريكية في توفير التمويل للسنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر، ما ينتج عنه اغلاق الخدمات الحكومية وحصول الموظفين الفيدراليين إجازة بدون أجر.
وأشارت وكالة موديز في تقريرها أن الاغلاق المحتمل سيعد دليل جديد على مدى ضعف السياسات المالية في الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على القدرة على تحمل الديون الأمريكية المتزايدة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة واتساع العجز المالي.
يذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية قد صرحت خلال الأسبوع الماضي أن الدين الحكومي الأمريكي قد تجاوز 33 تريليون دولار للمرة الأولى على الاطلاق.
حتى الآن لم يتسبب هذا الموقف في دعم الذهب كملاذ آمن بسبب الضغط السلبي الكبير من توقعات رفع الفائدة والذي نتج عنه قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات.
لكن على المدى المتوسط قد يعمل هذا التوتر المتعلق بالديون الأمريكية على زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة خلال العام المقبل حيث قد يتزامن هذا مع توقعات بتراجع معدلات النمو في الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي ككل كنتيجة طبيعية لعمليات رفع أسعار الفائدة عالمياً لمواجهة التضخم.
أسعار الذهب في مصريستمر الاستقرار في أسواق الذهب المحلي حيث تشهد الأسعار تحركات ضعيفة ليتوافق هذا مع تحركات تمتاز بالتذبذب في السوق العالمي، يأتي هذا وسط غياب الحافز في تحريك السعر المحلي العاجز عن تحديد اتجاه حالياً.
افتتحت أسعار الذهب تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 2203 جنيه للجرام عيار 21 الأكثر شيوعاً قبل أن يرتفع بشكل طفيف ليتداول حالياً عند المستوى 2205 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن انخفضت أسعار الذهب يوم أمس بمقدار 5 جنيهات.
يغيب الحافز عن أسواق الذهب المحلي خلال هذه الفترة، لينعكس هذا على تحركات الذهب العرضية التي تشهد تغيرات محدودة، وهو ما دفع سعر الذهب المحلي إلى التأثر أيضاً بالسعر العالمي كما اتضح من انخفاض سعر الأونصة يوم أمس وهو ما انعكس على انخفاض سعر الذهب أمس الاثنين أيضاً، وفق جولد بيليون.
تثبيت كلا من البنك الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي المصري لأسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي ساهم في عودة الهدوء إلى سوق الذهب المحلي لتسيطر التحركات العرضية على حركة الذهب خلال الفترة الحالية.
أيضاً اتفاق كلا من صندوق النقد الدولي والحكومة المصرية على دمج المراجعتين الأولى والثانية للصندوق في توقيت واحد، على أن يتم تحديد موعد للمراجعة قبل نهاية 2023 ساعد على استقرار الأسواق خاصة أن قرار تعويم سعر الصرف سيتم تأجيله وفقاً لهذا.
من جهة أخرى نجد أن غياب السيولة النقدية في الأسواق تساهم بشكل كبير في الحركة الهادئة في أسواق الذهب بالإضافة إلى ضعف الطلب الموسمي خلال هذه الفترة على المشغولات الذهبية أو السبائك والعملات.
يشهد سعر صرف الدولار في السوق الموازية أيضاً استقرار خلال الفترة الأخيرة وهو ما ساهم في التحركات العرضية في أسواق الذهب، وقد ساعد هذا على استجابة الذهب لتحركات السعر العالمي، وقد اتضح هذا في ارتفاع الذهب إلى مستويات 2250 جنيه للجرام خلال الأسبوع الماضي ليتبع حركة سعر الأونصة العالمية التي ارتفعت إلى قرابة 1950 دولار للأونصة قبل أن تبدأ في التراجع ليتبعها السعر المحلي أيضاً ويتداول حالياً فوق المستوى 2200 جنيه للجرام.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحليةاختبرت أسعار الذهب الفورية خلال جلسة اليوم المستوى 1910 دولار للأونصة في ظل استمرار الضغط السلبي على الذهب الناتج من قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات، وحتى الآن صمد مستوى الدعم في ظل تشبع في البيع على مستويات الزخم على المستويات الزمنية اللحظية ( 4 ساعات - ساعة) ساعد على اضعاف حركة الهبوط.
نجاح السعر في كسر المستوى 1910 دولار للأونصة الذي يتوافق مع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم يدفع السعر إلى المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة وفي حالة كسره يصل إلى 1892 ومن بعده 1885 دولار للأونصة.
قد يعمل التشبع في البيع الحالي في دفع الذهب للارتداد لأعلى إلى منطقة 1924 - 1930 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي فنجد أنه يتحرك في نطاقات ضيقة فوق المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 حيث يسيطر التذبذب على تحركات السعر حالياً، وكسر المستوى السابق سيعمل على الوصول إلى المستوى 2180 جنيه للجرام وفي حالة زيادة زخم البيع قد يصل السعر إلى المستهدف 2150 ومن بعده 2130 جنيه للجرام.
الجدير بالذكر أن استجابة السعر المحلي للعالمي قد تدفع الذهب إلى الارتفاع في حالة تحرك السعر العالمي لأعلى، وفي هذه الحالة سيواجه الذهب المستوى 2225 جنيه للجرام ومن بعد المستوى 22250 جنيه للجرام.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسعار الذهب أسعار الذهب الآن أسعار الذهب اليوم أي صاغة الذهب الذهب العالمي الذهب عيار 21 جولد بيليون سعر الذهب سعر الذهب العالمي سعر سبيكة الذهب البنک الفیدرالی الأسبوع الماضی دولار للأونصة أسعار الفائدة الذهب المحلی أسعار الذهب أسواق الذهب جنیه للجرام
إقرأ أيضاً:
ارتفاع طفيف في أسعار الذهب بالأسواق المحلية والبورصة العالمية
شهدت أسعار الذهب ارتفاعات هامشية، طفيفة بالأسواق المحلية والبورصة العالمية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بفعل عوامل اقتصادية وجيوسياسية تضغط على الذهب في اتجاهات متباينة، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بقيمة 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4555 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بقيمة 3 دولارات لتسجل مستوى 3237 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5206 جنيهات، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3904 جنيهات، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3037 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 36440 جنيهًا.
كانت أسعار الذهب بالأسواق المحلية قد ارتفعت بقيمة 10 جنيهات خلال تعاملات أمس الإثنين ، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4540 جنيهًا، ولامس مستوى 4570 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4550 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بقيمة 30 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3204 دولارات، واختتمت التعاملات عند مستوى 3234 دولارًا.
وأشار، إمبابي، إلى أن حركة المبيعات شهدت تحسنًا ملحوظًا بالأسواق المحلية خلال الفترة الحالية، لاسيما مع موسم الزواج عقب عيد الأضحي المبارك، ما عزز من مبيعات المشغولات، في ظل استمرار الطلب على السبائك والجنيهات.
وأضاف، أن الأسواق شهدت تحسنًا في العمليات البيعية، لكنها حجم الأوزان والكميات متراجع عن ذي قبل، بفعل ارتفاع الأسعار، وتوجه الشركات لخفض أوزان المغشولات لتلبية احتياجات الواطنين.
ولفت، إلى أن مبيعات سبائك الفضة استحوذت على جزء من الطلب المحلي خلال الفترة الحالية، لاسيما مع رغبة كثير من المواطنين في التحوط والادخار، في ظل ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية، وتراجع القوة الشرائية للمواطنين.
وأوضح، إمبابي، أن أسعار الذهب تتعرض لعوامل متباينة حدت من الارتفاع والانخفاض خلال تعاملات اليوم، حيث عمل التأثير الايجابي للاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكي، والصين، على تهدئة الأسواق، وحد من ارتفاعات الذهب.
وأضاف: أدت مخاوف انخفاض النمو الاقتصادي الأمريكي والعالمي، بتأثير تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية، وتلميحات الرئيس ترامب إلى أن الولايات المتحدة قد تنسحب بالكامل في محاولات أخرى لحل الأزمة الأوكرانية الروسية، حد من تراجع الذهب.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، بأن تخفيض التصنيف قد يكون له تأثير ممتد على الاقتصاد، وأن هناك حاجة إلى فترة انتظار تتراوح بين 3 و6 أشهر أخرى لمعرفة مدى استقرار حالة عدم اليقين.
على الصعيد الجيوسياسي، تضررت صورة الولايات المتحدة بشكل أكبر بعد تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مكالمته الهاتفية التي استمرت ساعتين مع فلاديمير بوتين لإنهاء الأزمة في أوكرانيا، قال الرئيس ترامب إن المفاوضات ستبدأ فورًا، ولكن في حال تعثرها مجددًا، ستتراجع الولايات المتحدة عن أي جهود أو مفاوضات أخرى.
وأضاف ترامب أن هناك "بعض الغرور المتورط"، وفي حال عدم إحراز تقدم، "سأتراجع ببساطة"، مكررًا تحذيره بأنه قد يتخلى عن العملية، واختتم حديثه بقوله "هذه ليست حربي"، وفقًا لرويترز.
تشير توقعات خبراء وبنوك استثمارية كبرى إلى إمكانية وصول الذهب إلى مستويات تتراوح بين 2600 و2700 دولار للأوقية في منتصف إلى نهاية 2025، مع وجود سيناريوهات متفائلة تتوقع بلوغ 5000 دولار للأوقية قبل 2027 إذا استمرت الضغوط الاقتصادية والمالية الحالية.