كريم خالد عبد العزيز يكتب : قرار الفرح وإرادة التغيير
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
الحياة ليست وردية، ولا تسير على وتيرة واحدة، لكنها في نفس الوقت حلوة بتناقضاتها المتنوعة، أكثر شيء ثابت فيها التغيير، لأن الحال يتقلب بين ليلة وضحاها والظروف تتغير وتختلف بين الحين والآخر، ويبقى الفرح قرارًا نتخذه أكثر من كونه حدثًا ننتظره يأتي إلينا، ويبقى التغيير للأفضل إرادة قوية وصلبة نتحدى بها الظروف والصعاب المعاكسة.
يجب أن نظل كالشمس الساطعة وسط الغيوم، وكثيرة غيوم الحياة الضاغطة التي تأتي لتحجب نورنا المتمثل في شغفنا وحماسنا، وتعكر صفو أيامنا وتضعنا بين اختيارين لا ثالث لهما، إما الاستستلام واليأس أو المقاومة والاستمرار، وهنا يأتي قرار الفرح الذي نتخذه لمقاومة المشهد المظلم.
هناك أحداث كثيرة تأتي لتفرح قلوبنا، ولكن يجب على الإنسان أن يكون مستعدا للفرح الدائم خاصة بعد كل حدث سلبي ليجدد عهده مع الحياة ويتأقلم مع تقلباتها.
أما عن التغيير، فكل منا يسعى ويجتهد ويجاهد في تطوير وتغيير حياته للأفضل، ويكون هذا التغيير مستمرًا طوال حياتنا في سعينا الدائم نحو الأفضل، نواجه عقبات، صراعات، أزمات، لكن بإرادتنا القوية نستطيع أن نواجه كل ما يقف أمامنا حتى نفرض واقعًا جديدًا ونتغير للأفضل، هنا يكون السر في الكلمة المفتاحية "أنا أريد" التي تجعلنا نحدد أهدافًا ونسعى للوصول إليها ونشعر بالنجاح عندما نحققها.
كل إنسان يفتخر بخطواته نحو الأفضل ولو كانت بسيطة أو بطيئة، المهم أن تكون ثابتة ولها تأثير، الناس مع الأسف لا ترى إلا النتائج، أما نحن فنفرح بكل خطوة نتخذها إلى الأمام ولو على أضيق نطاق، لذلك يجب ألا نقارن أنفسنا بغيرنا، لأن كل شخص فينا له ظروفه الخاصة، قارن نفسك بنفسك فقط، بين الأمس والحاضر، وقتها ستكون سعيدا وستلتمس التغيير الإيجابي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أيمن سماوي يوجّه الشكر للأجهزة الأمنية: العيون الساهرة على أمن الفرح
صراحة نيوز- بقلم المستشار القانوني وليد حياصات
على امتداد ثلاثة عشر عامًا من عملي في مهرجان جرش، كنتُ أُصغي إلى نبض المكان لا كزائر أو موظف، بل كشاهد على تفاصيل تُصنع خلف الكواليس، تفاصيل تبدأ مع أول ضوء شمس يلامس حجارة المدرّج، وتبقى حتى آخر زائر يهمّ بالمغادرة.
في كل دورة من دورات المهرجان، ومع كل يوم يقترب من الافتتاح، كانت عيني تذهب إلى أولئك الرجال المنتشرين في الموقع الأثري، بهدوء لا يُعلن نفسه، رجال الأمن… الحاضرون بلا ضجيج، والذين يكتبون سطور الأمان التي لا تُقرأ لكنها تُحس.
أعرف، بحكم التجربة والخدمة العسكرية في بدايات حياتي، أن التحدّي الأكبر الذي يحمله رجل الأمن في مثل هذه المناسبات لا يكمن فقط في تنظيم الدخول والخروج، ولا في ضبط حركة الجمهور. التحدّي الحقيقي هو أن تمنح آلاف الزوار شعورًا طبيعيًا بالأمان، دون أن يشعروا بأن هناك من يتعب لأجل هذا الشعور.
ما يقوم به رجال الأجهزة الأمنية خلال مهرجان بحجم وعراقة “جرش” ليس مجرد واجب وظيفي، بل هو جهد ذهني ونفسي مستمر، يتطلب أقصى درجات التركيز، والقدرة على التنبؤ، واتخاذ القرار في لحظة. إنها طاقة تُستنزف بصمت.
ولذلك، فإن إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون، مُمثلة بعطوفة المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، تتوجه بكل مشاعر التقدير والامتنان إلى رجال الأمن بكافة تشكيلاتهم ومسمياتهم. نقف أمامهم شكرًا لا يُختزل في كلمات، بل يُترجم احترامًا حقيقيًا لكل لحظة سهر، وكل قرار سريع، وكل عين بقيت يقظة كي نحتفل بثقة.
أنتم لستم فقط “الأمن”، أنتم ضامنون للفرح، شركاء للثقافة، وحُماة لذاكرة المكان.