خسرت تجارتي وفقدت شغفي.. وانصرف كل من خلتهم أحبابي

كيف أستعيد نجاحي.. وأثبت مكانتي

بكل ما تحمله الكلمة من معاني، أنا لست على ما يرام، ولست أدري من أين جاءتني القوة اليوم لأكتب ما آلمني من صدمات ما كنت أتوقعها في حياتي. لكن قبل كل شيء السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، متعجبة اليوم من نفسي. وأنا التي منذ أكثر من سنة لا أعرف كيف أتحرر من قبضة اليأس الذي سيطر على روحي بعد أعوام.

كنت أحلق فيها على سحابة أحلامي والحمد لله حققت الكثير من النجاحات. نجاحات جعلت كل من حولي يسعى لإرضائي، فخلت أني فزت بمحبتهم حقا. وأنني حزت على مكانة في قلوبهم ما حييت، ما زادني قوة كيف لا وقد وجدت فيهم السند، خاصة ممن أحبهم قلبي حقا. وهنا اقصد شخصا معينا، شخصا أوهمني بحبه وسنده. أغدق عليّ بالمشاعر ولم أبخل عليه بدوري بشيء، دعمته ماديا ومعنويا دون حسابات لأنه كان حقا مرآتي، يفرح لفرحي، ويحزن لحزني.

كنت في قمة سعادتي حينها ولم أخلها مؤقتة، فرحت بعدها أفتح أبواب الحزن الواحد تلوى الآخر، خسرت تجارتي بسبب مجازفة مني. ثم انصرف عني من ظننته حب حياتي ونسيت أن اغلب الظن إثم سأرتكبه في حق قلبي ونفسي. فما إن بدأت أحوالي المالية تتدهور انتهت صلاحيتي وعافني الجميع، أين الشخص الذي أوهمني بالحب، أين الأصحاب والأحباب. حياتي باتت سرابا، كلما اقتربت من احدهم أبحث عن النجاة يختفي وكأنه لم يكن يوما

فعجبت كل العجب من هذه الدنيا ومن غدر الناس، فما ذنبي إذ الله ابتلاني في رزقي. لكن قلبي بقي ينبض بحبهم، ويتمنى الخير لهم، فلما أفلتوا يدي.

من يومها وأنا أعيش منكسرة الروح، فاشلة منتهية أتجرع يوميا كؤوس الخيبة. لكن دوما أتساءل إلى متى..؟ إلى متى سأبقى متحجرة في مكاني أنتظر من يسقيني كي أزهر.

سيدتي أنا حقا ابحث عن فتيل أشعل به ضياء روحي وأنطلق من جديد، انتقم من جديد لأحلامي التي أجلتها من أجل تحقيق أحلام الغير، فما السبيل جازاكم الله كل خير.

حنان من الشرق الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، لا ادري كيف لامرأة قوية مثلك تستلم بهذه الطريقة السهلة.وتضع نفسها في خانة الفاشلات.

لا ادري كيف سمحت لنفسك بأن تركني أحلامك في على حافة الحياة. حبيبتي عن أكبر خسارة قد يتعرض إليها المرء في حياته تلك التي تضربه في إيمانه وثقته بنفسهن أما الباقي فكلها دروس في الحياة. لهذا ومن اليوم فصاعدا لقني من حولك أنك مكسب خاسر هو من أضاعك.

حبيتي جاذبية المرأة ليست كم جني من مال، فأكثر النساء جاذبية هي امرأة متوازنة متصالحة مع نفسها، منفردة بتفكيرها. ومتمسكة بمبادئها، أنت اليوم أمام صدمة حياتك، ولابد أن تواجهينها أولا بالاستعانة بالله. ثم خوض كل معاركها حتى وأنت في عز الخذلان، انعي ثوب الضحية، ولا تتوسلي العاكفة. اكتمي أوجاعك ولا تطلبي المساعدة إلا من الله، أعيدي الشغف لروحك التي احترقت. واصنعي من الرماد جناحين وانطلقي من جديد، فمثلما حققت نجاحات الأمس، حاربي الظلمة التي أنت فيها. وأخرجي من أعماق الحزن حرة قوية بقلب رقيق، تمردي على نفاق المجتمع بأصلك الطيب. وشخصيتك المتميزة التي تأخذ نورها جمالها من أخلاقها وحيائها وحبها للخير وليس بما تكسب من مال وفير، وما تضع من مساحيق التجميل.

حبيبتي قد حان وقت التغيير، ليس بالكلمات وإنما بخطوات ثابتة لتتألقي وترتقي من جديد، ابدئي بتحليل أسباب الخسارة. ومن هناك تكون بحول الله الانطلاقة، لنجاحات أخرى ستكشف لك حتما آفاق جديدة، وتستعيدي البسمة. أما من أماط اللثام عن حقيقته فذلك حبا من الله حتى لا تكملي حياتك مخدوعة.
قومي إلى الحياة مستعينة بالله، فالله قريب مجيب.

المصدر: النهار أونلاين