ناقد فني: «الممر» حقق عودة قوية للأفلام السينمائية الحربية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
قال الناقد أشرف غريب إن غالبية الأفلام التى تناولت ووثقت حرب أكتوبر كانت على مستوى فنى عالٍ، لكنها قُدمت بدافع الفرحة بالانتصار، مثل فيلم «أبناء الصمت» كان مشروعاً سينمائياً عالى الجودة، رغم أنه نُفذ قبل الحرب بفترة، وتمت إضافة بعض المشاهد لتتناسب مع تطورات الانتصارات، وغيرها من الأفلام الجيدة.
ولفت إلى أنّ المنتج رمسيس نجيب كان لديه مشروع سينمائى يستعرض من خلاله كواليس جديدة عن حرب أكتوبر، عام 1976، بالتعاون مع إحدى جهات الإنتاج فى إيطاليا، إلا أنّ العمل توقف لأسبابٍ ما، حيث إنّ القدر لم يمهله تنفيذه، لوفاته عام 1977، وجاء ذلك بعد تجاربه فى فيلمى «الرصاصة لا تزال فى جيبى» و«حتى آخر العمر».
واستكمل: «السنوات التى أعقبت حرب أكتوبر مباشرة، شهدت تجارب سينمائية عديدة عنها، لكن كل هذه التجارب عبارة عن محاولات انفعالية، فالناس كانت سعيدة بالحدث الكبير الذى يكمن فى الانتصار على القوات الإسرائيلية، لذلك أراد صُنّاع السينما التعبير عن ذلك بمجموعة أفلام كانت سريعة التجهيز، مثل (العمر لحظة) و(أبناء الصمت) وغيرها، ولا أعتقد أنّ هناك تجارب سينمائية حقيقية استطاعت توثيق الحرب بشكلٍ كافٍ».
ولفت إلى أنّ فيلم «الممر» كان بمثابة عودة قوية للأفلام الحربية، بعد سنوات طويلة من الغياب، إلا أنه لم تُقدم تجارب سينمائية أخرى حتى الآن، رغم ما حققه هذا الفيلم من نجاحٍ جماهيرى، مُشيراً إلى أنّ الدراما التليفزيونية انتبهت لتلك الإشكالية، وقدّمت عدداً من التجارب التى وثقت جهود القوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب، مثل «الاختيار»، و«الكتيبة 101» و«هجمة مرتدة» وغيرها من المسلسلات التى عُرضت فى السنوات الأخيرة.
ويرى أنّ نجاح فيلم «الممر» أجهض حُجج صُناع السينما، الذين زعموا أن الأفلام الحربية لم تُحقق إقبالاً جماهيرياً، موضحاً: «هذا الفيلم تطلب تكلفة إنتاجية كبيرة، وحقق أرباحاً ضخمة أيضاً فى دور العرض، لذلك كان ولا بد صناعة أكثر من فيلم فيما بعد، وليس شرطاً أن تُنفذ تلك المشروعات بميزانيات كبيرة، إذ هناك أفكار عديدة توثق وتُسجل الحدث بتكلفة متوسطة، لكن أظن أنّ أزمة غياب الفيلم الحربى عن شاشات السينما ليس مُتعلقاً بالأمور المادية بقدر وجود أزمة فى الورق نفسه».
«غريب»: العثور على رفات الشهداء أثناء حفر قناة السويس الجديدة يصلح لعمل مميزوقال إنه وقت حفر قناة السويس الجديدة جرى العثور على رفات 3 من شهداء الحرب، مضيفاً: «هذه تصلح لفكرة فيلم سينمائى مميز، برصد قصصهم وموقف أسرهم، إذ هناك العديد من الأفكار التى تستطيع تعظيم وتمجيد انتصارات أكتوبر».
ونوه بأن صُنّاع السينما فى الولايات المتحدة الأمريكية لديهم مشروعات سينمائية عن الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام، وباعوا للعالم كله وهماً كبيراً يُسمى (الجندى الأمريكى) وكل ذلك من خلال السينما، متابعاً: «صُناع السينما لدينا ليسوا مؤمنين بأن الفن قادر على القيام بدور مهم جداً، قد يفوق الدور الذى تقوم به كتب التاريخ، خصوصاً أننا أصبحنا فى زمن يعتمد فيه فئة كبيرة من الجمهور على المسلسلات التاريخية فى الحصول على معلوماتهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف خط بارليف الجيش الذي لا يقهر
إقرأ أيضاً:
مؤسسة البحر الأحمر السينمائية تعيّن "فيونوالا هاليغان" مديرة للبرامج الدولية
جدة - الوكالات
أعلنت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي عن تعيين فيونوالا هاليغان، المحررة التنفيذية السابقة في مجلة "سكرين إنترناشونال"، في خطوة تعزز من حضور المؤسسة على الساحة العالمية. وستعمل هاليغان جنباً إلى جنب مع أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية والكلاسيكية، للإشراف على برنامج المهرجان، وصياغة اختياراته المتنوعة.
يأتي التعيين بعد تعاون هاليغان مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي لثلاثة أعوام في برنامج "نجوم الغد العرب"، وهي شراكة بين "سكرين إنترناشيونال" والمهرجان وتسلط الضوء على المواهب الواعدة في المنطقة. وبدأت هاليغان مسيرتها الإعلامية كصحافية متخصصة في النقد السينمائي لدى صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" في هونغ كونغ، حيث قضت معها 12 عاماً، واحتفظت بعدها بروابط وثيقة مع آسيا، إذ عملت كمبرمجة دولية ومستشارة لمهرجان ماكاو السينمائي الدولي بين عامي 2016 و2021، بالتوازي مع عملها في مجلة "سكرين إنترناشيونال". وتنتمي لعضوية دائرة نقاد السينما في لندن، والأكاديمية البريطانية للأفلام، والأكاديمية الأوروبية للسينما، كما تُعد من أبرز النقاد على منصة "روتين توميتوز".
وفي تعليقها على ذلك قالت شيفاني باندايا مالهوترا، المديرة التنفيذية لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: "لقد كانت فيونوالا شريكاً داعماً لنا منذ انطلاقتنا، وتمتلك ذوقاً سينمائياً رفيعاً وتقديرًا عميقًا لصناعة الأفلام حول العالم، لا سيما في آسيا، وهي منطقة نوليها اهتماماً متزايداً. سعداء للغاية بانضمامها لقيادة البرنامج الدولي الذي يشكّل أحد أعمدة المهرجان، ويزداد بريقه وتقديره عالمياً مع كل دورة جديدة".
وقالت فيونوالا هاليغان، مديرة البرامج الدولية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: "إن الانضمام إلى مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في هذا الدور يُعد شرف لي. ومع اقتراب انتهاء مهمتي في "سكرين"، أتطلع لاستكمال دوري الجديد عقب مهرجان كان السينمائي، والعمل عن كثب مع الفريق لتطوير البرنامج الدولي وتعزيزه".
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي يستعد لإطلاق دورته الخامسة في ديسمبر المقبل، قد عرض أكثر من 520 فيلماً من 85 دولة، واحتفى بأكثر من 130 فيلماً سعودياً، مؤكداً دوره الريادي في دعم المواهب المحلية، وتعزيز الحوار الثقافي العالمي. وتقام الدورة القادمة من 4 إلى 13 ديسمبر 2025، في قلب حي البلد التاريخي بمدينة جدة.