اكشاف سرطانات في أصداف بحرية قد تغير طريقة علاج المرض لدى البشر
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
اكتشف العلماء سرطانات تنتشر مثل الفيروسات منذ قرون بين أنواع من المحار، وهو اكتشاف ثوري يمكن أن يغير طريقة علاج مرض السرطان لدى البشر.
ووجدت دراسة سلالتين من شكل قديم من سرطان شبيه بسرطان الدم الذي كان ينتشر بصمت بين المحار لعدة قرون.
إقرأ المزيدووفقا للدراسة التي نُشرت مؤخرا في مجلة Nature Cancer، تعاون العلماء في معهد ويلكوم سانجر بالمملكة المتحدة وجامعة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا مع خبراء في العديد من البلدان الأخرى لاستخدام تسلسل الحمض النووي لفحص مدى انتشار السرطانات القديمة بصمت بين القواقع منذ العصور القديمة.
ويعد السرطان المعدي مجرد صدفة في العالم الطبيعي، ويحدث في عدد محدود من الأنواع الحيوانية. لكن الاكتشاف الأخير في المحار يثير احتمال وجود المزيد من أشكال السرطان المشابهة التي تشكل تهديدا محتملا للبشر.
وعلى حد علم العلماء، لا يمكن أن ينتقل السرطان إلى البشر إلا في حالات نادرة للغاية. على سبيل المثال، كان هناك عدد قليل من الحالات التي نقلت فيها الأمهات السرطان إلى أطفالهن أثناء الحمل.
وتم لأول مرة تحديد تسلسل السرطانات القابلة للانتقال في الكوكل (الصدف البحري)، وهو نوع من محار المياه المالحة الصالح للأكل، وينتمي إلى واحدة من أقدم مجموعات الحيوانات على هذا الكوكب.
وتُعرف سرطانات الكوكل المعدية باسم الأورام ذات الصدفتين القابلة للانتقال (BTN).
وتطفو الخلايا السرطانية القابلة للانتقال بحرية في الماء مثل البكتيريا المجهرية، ويلتقطها المحار، وتتكاثر في مضيفها، مثل سرطان الدم، قبل أن تهرب لمهاجمة الآخرين.
تم العثور على هذا النمط من العدوى بين أنواع شياطين تسمانيا (التي تنقل الخلايا السرطانية عندما يعض بعضها بعضا)، والكلاب (التي تنشر الخلايا السرطانية عن طريق التزاوج)، ونادرا جدا عند البشر (يتم نقل حالات قليلة من السرطان إلى الأطفال أثناء الحمل).
إقرأ المزيدومن خلال جمع نحو 7000 كوكل في 36 موقعا من 11 دولة بما في ذلك إسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة وأيرلندا والمغرب، تمكن الفريق من العثور على نوعين مختلفين من الأورام ذات الصدفتين القابلة للانتقال.
وتحتوي بعض الخلايا السرطانية على عدد أكبر أو أقل من الكروموسومات مقارنة بخلايا أخرى، وذلك نتيجة لأجيال من انقسام الخلايا وتغيرات غير طبيعية أخرى في وراثة الخلايا السرطانية.
واكتشف الفريق أن جينومات الأورام ذات الصدفتين القابلة للانتقال غير مستقرة إلى حد كبير. وتباين عدد وحجم الكروموسومات بشكل ملحوظ بين الأورام المختلفة، وبين الخلايا من نفس الورم.
ووجدوا أن بعض الخلايا تحتوي على ما لا يقل عن 11 كروموسوما، والبعض الآخر يحتوي على ما يصل إلى 354 كروموسوما، فيما يبلغ عدد الكروموسومات في خلايا الكوكل الطبيعية 38.
وقالت الدكتورة أليسيا بروزوس، المؤلفة الأولى المشاركة، في بيان: "لقد أوضحنا وجود نوعين من السرطان المستقلين القابلين للانتقال، ونعتقد أن هناك العديد من الأنواع المختلفة. إن الحصول على رؤية أوسع للأنواع المختلفة من السرطانات القابلة للانتقال يمكن أن يمنحنا المزيد من التبصر في الظروف اللازمة لتطور الأورام والبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل".
ووجد الفريق أن أورام الكوكل هذه غير مستقرة وراثيا إلى حد كبير وتحتوي على أعداد مختلفة من الكروموسومات، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للسرطانات.
إقرأ المزيدوقال الدكتور دانييل جارسيا سوتو، المؤلف المشارك في الدراسة: "أظهرت دراستنا أن الخلايا الموجودة في أورام الكوكل هذه تحتوي على كميات متباينة للغاية من المواد الوراثية، وهو أمر غير معتاد للغاية مقارنة بأنواع السرطان الأخرى. لقد مرت هذه السرطانات بتغيرات صبغية شديدة وإعادة تنظيم جيني مستمر، ربما لمئات أو آلاف السنين، وهو ما يتحدى النظرية القائلة بأن السرطانات تتطلب جينومات مستقرة للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل".
وتشير النتائج إلى أن هذه السرطانات لا تشبه أي سرطان آخر قابل للانتقال في الحيوانات، حيث أن الجينوم المستقر ليس ضروريا لبقاء هذه السرطانات القابلة للانتقال على قيد الحياة.
إن اكتشاف كيفية قدرة هذه الخلايا السرطانية على تحمل عدم الاستقرار هذا يمكن أن يساعد الخبراء على إيجاد طرق جديدة للتعامل مع علاج السرطان لدى البشر.
وحدد الفريق أيضا عددا من الكوكل التي أصيبت بشكل غير متوقع بخلايا من كلا النوعين من السرطان في نفس الوقت.
وأوضح الدكتور أدريان بايز أورتيجا، المشارك في الدراسة: "إن فهم المزيد عن أصول وتطور السرطانات المنقولة بالكوكل، وكيف تتفاعل خلاياها مع خلايا الكوكل والبيئة البحرية، يمكن أن يساعد على حماية مجموعات الحيوانات في المستقبل، مع توفير نظرة ثاقبة حول كيفية بقاء السرطانات على قيد الحياة لآلاف السنين كطفيليات بحرية".
المصدر: نيويورك بوست
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات امراض بحار طب مرض السرطان الخلایا السرطانیة على قید الحیاة من السرطان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الحوثي: نفذنا 14 عملية بحرية وجوية داخل إسرائيل... والبحر الأحمر لا يزال مغلقًا
زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي يعلن تصعيد العمليات العسكرية دعماً للشعب الفلسطيني، ويؤكد تنفيذ 14 عملية بحرية وجوية داخل إسرائيل، في ظل استمرار إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية. اعلان
في كلمة له حول التطورات الإقليمية والدولية، أكد زعيم حركة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي أن اليمن سيواصل تصعيد عملياته العسكرية خلال المرحلة المقبلة لتصبح أكثر فاعلية وتأثيراً، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني في مواجهته مع إسرائيل.
وقال الحوثي إن البحر الأحمر لا يزال مغلقاً أمام الملاحة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من السفن التي تحمل بضائع إلى إسرائيل تعود لعدة دول عربية وإسلامية، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل محاولة لتخطي الإجراءات التي اتخذها اليمن نصرةً لفلسطين.
وشدد على أن "العدوان الأخير على مطار صنعاء لن يؤثر على العمليات العسكرية اليمنية" على حد تعبيره، مؤكداً استمرار قواته العسكرية في تعزيز قدراتها وتنفيذ عمليات نوعية.
ولفت إلى أن جماعته نفذت خلال هذا الأسبوع 14 عملية بحرية وجوية شملت صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيرة، استهدفت مواقع في عدد من المناطق داخل إسرائيل، بما فيها "حيفا ويافا وعسقلان وأم الرشاش".
وأوضح الحوثي أن الموقف اليمني يتميز بالتكامل بين السياسي والعسكري والشعبي، وهو "ما يظهر جلياً في فشل أي ضغوط خارجية في تغيير هذا الموقف". كما أكد أن الظروف القائمة في البلاد لا تسمح بأي تراجع عن الدور الذي تلعبه اليمن في دعم القضية الفلسطينية.
وبخصوص الأوضاع في قطاع غزة، أشار إلى أن هناك تركيزاً واضحاً من الطرف الآخر على استهداف الأطفال، حيث يواجه الآلاف منهم خطر الموت بسبب الحصار ونقص الغذاء والماء، مبيناً أن هذا الاستهداف يأتي "ضمن سياسة إبادة جماعية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وفرض سيطرة كاملة على القطاع".
Relatedالحوثيون يوجهون إنذارا لإسرائيل: سنقصف مطار بن غوريون وعلى المسافرين الأجانب مغادرته فوراالحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون بصاروخ باليستي يؤدي لتوقف الملاحة الجوية وتوجه السكان إلى الملاجئ الحوثيون يُطلقون صاروخين نحو إسرائيل واستمرار إلغاء الرحلات الجوية نحو مطار بو غوريونولفت الحوثي إلى أن الطرف الآخر يعاني من ضعف عسكري أمام صمود الشعب الفلسطيني، لكنه يحاول التعويض عبر التصعيد والإجرام، بدعم كبير من الولايات المتحدة التي توفر الغطاء السياسي والإعلامي والمالي، كما قال.
وحذر من ما أسماه "مخاطر ما يجري في القدس والمسجد الأقصى"، مشيراً إلى أن "هناك محاولات متعمدة لتغيير هوية المدينة المقدسة، من خلال اقتحامات المستوطنين وإقامة طقوس غير إسلامية في باحات المسجد الأقصى".
وأكد أن "هذه الإجراءات ليست رد فعل عابر، بل جزء من مشروع طويل الأمد يستهدف تهويد القدس وطمس هويتها الإسلامية".
كما كشف عن "وجود 27 نفقاً وحفريات تحت المسجد الأقصى ومحيطه، تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمسجد، مذكراً بأن السور الجنوبي منه أصبح بدون أساسات داعمة، نتيجة هذه الأعمال التي بدأت منذ عام 2005 وتم افتتاح بعضها بمشاركة السفير الأمريكي قبل ست سنوات".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة