كيف تمكن المناضلون الأحرار من طرد المحتل البريطاني من جنوب اليمن في ثورة الـ 14 من أكتوبر
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
يحتفل اليمنيون بالعيد الـ60 لثورة 14 أكتوبر 1963م ، والتي قامت ضد المستعمر البريطاني، بعد أن استمر أكثر من 129 عاماً في جنوبي اليمن.
وانطلقت الثورة من جبال ردفان في محافظة لحج، بقيادة راجح لبوزة، وكوكبة من الثوار الذين صنعوا نصرا على اعتى امبراطورية حينها، بالتزامن مع ثورة 26 سبتمبر 1962ضد النظام الإمامي في الشمال.
لم يصل أبناء اليمن في جنوب الوطن إلى يوم التحرير التاريخي في الـ 14 من أكتوبر عام 1963 ضد الاستعمار البريطاني إلا بعد إرهاصات كبيرة قادها المناضلون الأحرار على مدار عقود لكنها توجت بالنصر المبين بعد 4 سنوات من النضال المتواصل.
خاض المناضلون مواجهات عسكرية مع القوات البريطانية في جميع جبهات القتال فزلزلوا كيانها حتى نال جنوب الوطن استقلاله في 30 نوفمبر 1967 بعد احتلال دام 129 عاماً أي منذ 19 يناير 1839
بدأت التمردات القبلية ضد الوجود البريطاني في فبراير 1955م، بمقتل أحد المسؤولين البريطانيين العاملين في عدن، أما في 1956 فقد تم تأسيس المؤتمر العمالي ليصبح منصة مع قبائل الضالع للقيام بهجمات ضد المراكز العسكرية البريطانية بل وصلت في كثير من الأحيان إلى المواجهات المباشرة لتستمر تلك العمليات حتى عام 1958
وفي العام 1962 شهدت مدينة عدن مظاهرات حاشدة احتجاجاً على مشروع السلطات الاستعمارية البريطانية بدمج عدن بالاتحاد الفيدرالي إلا أن السلطات البريطانية قمعت المظاهرات بوحشية بالتزامن مع الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري في شمال الوطن في الـ 26 من سبتمبر من العام نفسه.
على إثرها فتحت صنعاء ذراعيها للقوى الوطنية اليمنية لتنعقد في 24 فبراير 1963 مؤتمراً لتوحيدها في إطار جبهة موحدة تم الاتفاق على تسميتها الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل على أساس الاعتراف بالثورة المسلحة أسلوباً وحيداً وفعالاً لطرد المستعمر متخذة شعار "من أجل التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية ، فقاد كوكبة الثوار المناضل غالب بن راجح لبوزة لتشتعل الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان الذي استشهد مع مغيب شمسها.
وفي الـ 11 من ديسمبر صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قضى بحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم البريطاني. يلحقه اعتراف الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1965.
وفي نفس العام وخصوصاً في يونيو من العام نفسه عقدت الجبهة القومية مؤتمرها الأول في تعز لمواصلة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى جلائه عن أرض الوطن لترضخ بريطانيا بعد مخاضات كبيرة لإجلاء جنودها فكان الثلاثين من نوفمبر عام 1967 الفاصل بين الاستعمار والتحرر بإجلاء آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن وليس 9 يناير 1968 كما كان مخططاً له سابقاً ليتنفس أبنائه شمس الحرية بعد أنا غابت عن الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وإعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وتعيين قحطان محمد الشعبي أمين عام الجبهة القومية رئيساً لها وتشكيل أول حكومة برئاسته.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد العالمي و الضربة العسكرية الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية
#الاقتصاد_العالمي و #الضربة_العسكرية_الأمريكية على #المفاعلات_النووية_الإيرانية
خوله كامل الكردي
الهجوم الإسرائيلي الأرعن على الأراضي الإيرانية أصاب العالم الحر بحالة من الصدمة والذهول، أثار قلق الاقتصاديين من موجة انكماش ترتد على حركة الأسواق العالمية، فبعد التخبط الذي شاب الاقتصاد العالمي وأسواق البورصة والأسهم العالمية، على إثر رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على البضائع الواردة إلى الولايات المتحدة من الخارج، جاءت أزمة مفاوضات برنامج إيران النووي، لتعيد الاقتصاد العالمي إلى حالة من التذبذب وعدم الاستقرار.
لا يفهم المغزى من المسلك الذي سلكته الولايات المتحدة الأمريكية، بإعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني في ضرب أهداف عسكرية ونووية في عمق الأراضي الإيرانية وهي في غمرة المفاوضات النووية مع الجانب الإيراني، فمهلة الستين يوماً التي حددها الرئيس الأمريكي ترمب لإيران لتسليم ملفها النووي والتراجع عن تخصيب اليورانيوم، قد انتهت رغم التوافق على إعادة جولة المفاوضات ليوم الأحد الماضي، انتهت بضربات جوية وجهها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع عسكرية و مفاعلات نووية إيرانية، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق علماء نووين و قادة وضباط في الحرس الثوري الإيراني، واكتملت الصورة بالهجوم الأمريكي المباغت على منشآت إيرانية نووية فجر الأحد الموافق 22 من هذا الشهر وزاد الأمر تعقيدا والأزمة تشابكا.
لا يستطيع الاقتصاد العالمي أن يحتمل أزمة في منطقة الشرق الأوسط قد تودي به إلى تدهور خطير في الأسواق العالمية، وارتفاع أسعار النفط ومشتقاته، مما يؤثر سلباً على اقتصاديات الدول وحكوماتها، وبالتالي التأثير الكبير على معيشة الفرد البسيط، ومعظم تلك الأزمات تكون فيها الولايات المتحدة الأمريكية الركيزة الأساسية، فدعمها للكيان المحتل في العدوان على غزة والضفة الغربية والتمادي الإسرائيلي في بناء المستوطنات الغير شرعية، واعتراف إدارة ترمب بالقدس عاصمة للكيان المحتل في ولايته الأولى تحت شعار صفقة القرن، لا يمكن أن يأتي بأي أمن وسلام لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، بل يضفي تعقيداً على المشهد السياسي والعسكري.
يقرأ التدخل العسكري الأمريكي في برنامج إيران النووي، إلا حماقة قد تجرها إلى حرب إقليمية لا طاقة لها بها، ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية الجوية المدعومة سياسياً وعسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ومواقع استراتيجية وحيوية للعاصمة طهران، تنحدر المنطقة نحو صراع طويل الأمد غير محسوب العواقب، لكنه في النهاية يرسم خطوطاً عريضة لطموح أمريكي في تواجد عسكري على الأراضي الإيرانية الخالية من أي قواعد عسكرية أمريكية، فكل تلك الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، تحفز الكيان المحتل التمادي في الاعتداء على إيران، هدفها في النهاية الهيمنة على المقدرات الطبيعية لإيران، وتلك هي قصة من قصص التدخلات الأمريكية المستمرة في منطقتنا العربية والإسلامية.