انعقاد المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية في نوفمبر المقبل
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية الذي ستنظمه خلال الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر المقبل تحت شعار (الرعاية الأولية اليوم: الدروس المستفادة والعمل المستقبلي لتحقيق الاستدامة) سيناقش قضايا صحية حيوية ومهمة بمشاركة العديد من الجهات والمتحدثين المحليين والدوليين وذلك للمساهمة والاستفادة من تبادل التجارب الناجحة والخبرات المتميزة في المجال الصحي.
وقالت الدكتورة مريم عبدالملك، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر ومدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في مؤتمر صحفي اليوم إن المؤتمر سيعقد تحت رعاية سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة، ويهدف إلى النظر في نظم إدارة الصحة المبتكرة ومبادرات تحسين الجودة، لأجل تحسين النتائج الصحية وسلامة المرضى في الرعاية الأولية، وكذلك تحديد أحدث الخيارات القائمة على الأدلة في إدارة تشخيص وعلاج الأمراض الشائعة في مرافق الرعاية الصحية الأولية، والتعرف على أفضل الممارسات الدولية المتمحورة حول الأسرة والمجتمع في مجال تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.
ونوهت الدكتورة عبدالملك إلى أن من أهداف المؤتمر أيضا مقارنة النهج المتبعة في تعليم المهن الصحية، وتدريب القوى العاملة، وبناء القدرات في مجال ممارسة الرعاية الصحية الأولية، والاعتراف بأهمية البحث وفرصه في مجال الرعاية الأولية لتحسين النتائج الصحية للسكان.
واعتبرت المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات، وأفضل الممارسات من خلال حلقات النقاش وورش العمل التي سيتم طرحها، علاوة على إتاحته الفرصة للباحثين بمشاركة أبحاثهم التي يمكن تطبيقها لإدخال التحسينات في مجال الرعاية الصحية الأولية، مشيرة إلى أنه بجانب ذلك سيستضيف المؤتمر معرضا طبيا يمكن منظمات قطاع الرعاية الصحية من عرض أحدث ابتكاراتها ومساهماتها في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالاستعدادات التنظيمية للمؤتمر، ذكرت الدكتورة عبدالملك أنه تم تشكيل عدة لجان خاصة بالمؤتمر مثل اللجنة التنظيمية لتتولى الإشراف التام على تخطيط وتحديد الأهداف الخاصة بالمؤتمر، ومتابعة سير العمل مع باقي اللجان، بالإضافة إلى اللجنة العلمية ومهمتها تطوير مواضيع ومحاور المؤتمر وجلساته، واستقطاب ومراجعة الأوراق البحثية المقدمة، واختيار المتحدثين وفق أفضل وأعلى المعايير التي تتناسب مع مستوى المؤتمر، بجانب اللجنة اللوجستية بغرض توفير جميع المتطلبات الرئيسية لإقامة المؤتمر، والتأكد من جاهزيتها، والإشراف على تنظيم المعرض المصاحب للمؤتمر، والتنسيق مع رعاة المؤتمر.
وفي سياق حديثها في المؤتمر قالت الدكتورة عبدالملك إنه تتم متابعة توصيات المؤتمرات السابقة وإدراجها في استراتيجيات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية سواء استراتيجية 2018 / 2023 أو استراتيجية 2024 - 2030 التي يجري إعدادها حاليا، مشيرة إلى أنه تم تطبيق الكثير من التوصيات خاصة فيما يتعلق بمحور الرعاية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة وغير ذلك من المحاور.
كما أكدت حرص مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على إجراء استطلاعات الرأي السنوي للمراجعين والمرضى بشكل دوري، وبصورة متكررة أيضا للوقوف على آرائهم ومدى رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم بالمراكز الصحية أولا بأول.
وكشفت عن أن المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية توفر أكثر من 1500 خدمة صحية وتخصصات عديدة، وتستقبل أكثر من مليون و700 ألف مراجع، وقالت إن المؤسسة تعمل جاهدة على تقصير فرص انتظار المرضى وتحديد مواعيد سريعة رغم الزيادة المستمرة في عدد السكان والإقبال المتزايد على المراكز الصحية، لافتة إلى أن المؤشرات الرقمية تشير إلى تحسن مستمر في هذا الخصوص.
وبينت في هذا السياق أن مواعيد العيادات التخصصية لا تزيد عن 9 أيام مع وجود كذلك عيادات طوارئ للدخول الفوري على الطبيب.. وشددت مجددا على أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تحرص على تحسين هذا المستوى وتغيير نسب الانتظار والمواعيد ذاتها وعدم ترك المراجع في قائمة الانتظار بعد أسبوعين مع محاولة تحويله إلى مركز آخر حتى لو لم يكن مسجلا عليه.
وعما إذا كانت خدمات الرعاية الصحية المتقدمة التي توفرها المؤسسة ومراكزها الصحية قد ساهمت في خفض نسب وأعداد المرضى ممن يتم تحويلهم للمستشفيات، أوضحت الدكتورة عبدالملك أن النسب العالمية في هذا الصدد تتراوح بين 6 و9 بالمائة وهي مقبولة، مشيرة إلى أنه بعد أحالت الخدمات التخصصية في المراكز الصحية فإن نسب التحويلات للمستشفيات قلت كثيرا ما خفف العبء عليها لتفي بالهدف من افتتاحها.
وأضافت قائلة إن إدخال العيادات التخصصية بالمراكز الصحية ليس من أهداف الرعاية الصحية الأولية، كون طبيب الأسرة هو من يفحص كل الحالات، وشددت على أن التزام دولة قطر بتقديم خدمات صحية متميزة هو ما دفع إلى افتتاح العيادات التخصصية بالمراكز الصحية.
كما تحدثت عن خدمات الدعم النفسي بالمراكز الصحية خاصة الاكتئاب والأرق وما تحقق من نجاحات في هذا الخصوص والجهود المستمرة لتحسين مستوى الخدمات وكسب أكثر فأكثر رضا المراجعين في ظل اهتمام المؤسسة الكبير بذلك وتمحور خداماتها حول المريض وعائلته، وأكدت أن قطر هي أول دولة عربية تنال الاعتماد الدولي فيما يعنى برضا المريض وعائلته عن الخدمات الصحية المقدمة له، وقالت إنه الهدف الأول الذي تركز عليه مؤسسة الرعاية الصحية الأولية باستمرار، وأنها من هذا المنطلق تحرص على الاستماع لرأي المراجع وإشراكه واستقطابه عبر لجان خاصة بالمرضى ولقاءات تفاعلية بالمراكز الصحية ومنتديات شهرية.
وحول مدى الاستفادة من مخرجات المؤتمرات السابقة لا سيما فيما يعنى بمجال البحوث، أشارت الدكتورة مريم عبدالملك، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر ومدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في المؤتمر الصحفي إلى إنشاء قسم خاص للأبحاث تحت إدارة الشؤون الإكلينيكية للمساهمة عبره في وضع المشاريع البحثية لافتة إلى أن كثيرا من هذه الأبحاث والأوراق البحثية يعمل عليها طلاب قطريون بما يتناسب واحتياجات دولة قطر، وأن نحو 130 بحثا تتعلق بالأمراض الشائعة بالمنطقة وخاصة قطر وما يهم المجتمع القطري ومنها على سبيل المثال ما يتعلق بأمور التغذية ومرض السكري.
وتحدث في المؤتمر الصحفي أيضا السيد مسلم النابت، نائب رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر ومساعد المدير العام للشؤون الإدارية والخدمات المشتركة، مؤكدا اهتمام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بتنظيم هذا المؤتمر بشكل دوري، بمشاركة محلية ودولية، وهو ما يؤكد بدوره اهتمام الدولة وحرصها على التطور والابتكار والاستدامة في مجال الصحة.
وقال إن كل ذلك يبرز في الكثير من المحافل والمناسبات المحلية والعالمية، حيث يكون التركيز على صحة الإنسان وعافيته، كمحور أساسي لبناء مستقبل صحي، ومجتمع واع.
ولفت إلى أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتعزيز العلاقات مع الشركاء في القطاعين العام والخاص، وإشراك الأفراد متلقي الخدمات والاستفادة من تجاربهم الناجحة، وهو ما يتماشى مع رؤية المؤسسة ورسالتها.
وتوجه النابت من منطلق المسؤولية المجتمعية ودور المؤسسات في بناء مجتمع صحي، بالشكر للجهات الراعية والشركاء على حرصهم على دعم هذا المؤتمر، والمساهمة في تحقيق أهدافة برفع الوعي ونشر الثقافة الصحية، مشيرا إلى أن من هذه الجهات وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية باعتبارها الشريك الاستراتيجي للمؤتمر وأريد كراع ذهبي للمؤتمر.
ونوه في سياق ذي صلة بشراكات مؤسسة الرعاية الصحية مع العديد من الجهات والمؤسسات الأخرى مثل الهلال الأحمر القطري وجمعية السرطان والجمعية القطرية للسكري وغيرها.
من ناحيتها، قالت الدكتورة زليخة الواحدي، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إن المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية سيحتضن سلسلة من المحاضرات المتنوعة، تضم أكثر من 30 منبرا للنقاش التفاعلي المهني والعلمي بين المتخصصين بالرعاية الصحية والعاملين في المجال الطبي لتطوير الخدمات الصحية الأولية، ما يتيح فرصة قيمة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات.
وأوضحت أن المؤتمر سيغطي العديد من المواضيع الرئيسية تشمل عدة مجالات منها تعزيز الصحة، ومرونة الرعاية الصحية في مواجهة الأزمات العالمية، ومستجدات الممارسات الإكلينيكية في الرعاية الأولية، وتحسين الجودة، وبناء القدرات، ونماذج الرعاية والابتكارات، بالإضافة إلى المواضيع المتخصصة في مراقبة الأمراض المعدية ومكافحتها، وفحوصات الصحة النفسية وإدارتها، وتقدم العلم في مجال تعليم وبحوث المهن الصحية، إلى جانب التركيز على تحسين الصحة والرفاهية من خلال طب نمط الحياة والمعافاة والعديد من الموضوعات الأخرى.
ولفتت الدكتورة الواحدي إلى أنه في إطار تعزيز التزام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بمشاركة الطلاب وجذبهم إلى مجال الرعاية الصحية الأولية المتطور باستمرار، ستطلق المؤسسة مبادرة جديدة خلال المؤتمر الخامس للرعاية الصحية الأولية هي مبادرة "فريق العمل الطلابي التطوعي"، وهدفها فتح الباب أمام مجموعة مختارة من الطلاب الاستثنائيين في مجال الرعاية الصحية والخريجين الجدد من تخصصات متنوعة ذوي الشغف والاهتمام العميق بالرعاية الصحية الأولية والأبحاث.
وتابعت أن هذه البوابة الفريدة ستمنح الطلاب الفرصة للتعبير عن إبداعاتهم وتوسيع دائرة معرفتهم، بالإضافة إلى تيسير التواصل مع نخبة من خبراء الرعاية الصحية الأولية وأنه سيكون لأعضاء الفريق فرصة لحضور المؤتمر مجانا مقابل مشاركتهم الفعالة فيه، مبينة أن هذه المشاركة لن تساهم فقط في تطوير مهارات الطلاب في التنظيم والقيادة، بل ستوفر أيضا منصة لعرض أبحاثهم وأفكارهم المبتكرة واعتبرت المؤتمر أحد التجمعات الطبية الهامة في الشرق الأوسط، ويجسد التزام دولة قطر ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالتطوير المستمر لخدمات الرعاية الصحية الأولية باعتبارها عنصرا مهما في تنمية وتطوير الخدمات الصحية بشكل عام.
وذكرت الدكتورة الواحدي أن المؤتمر سيشهد الحضور عدد كبير من المشاركين من مختلف دول العالم لتقديم وتبادل كل ما هو حديث في عالم الطب، في حين ستدار الجلسات من قبل خبراء ومتخصصين قادمين من عدة دول مثل دول الخليج، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وسويسرا، والبرتغال.
كما تم تخصيص يوم 10 نوفمبر 2023 لتنظيم (6) ورش تدريبية تغطي المواضيع الرئيسية في مجال الرعاية الصحية الأولية وهي تحسين الجودة وتجربة المرضى والمعضلات الأخلاقية في الممارسات الطبية والتصدي لمشكلة الطوارئ الشائعة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ونماذج إكلينيكية قيمة في الرعاية الصحية الأولية ورعاية المرضى المصابين بالقدم السكري لمتخصصي الرعاية الصحية الأولية ونوهت إلى أنه ستتاح الفرصة للمشاركين في المؤتمر والورش التدريبية للحصول على نقاط التطوير المهني المستمر ما يعادل 21.5 نقطة، مشيرة إلى أن عدد المسجلين في المؤتمر بلغ حتى الآن 862 مشاركا وأنه سيتم عرض 100 ورقة بحث خلال أيام المؤتمر، مع إمكانية التصويت لأفضل البحوث، وقالت إن عددا من منتسبي الجهات الصحية والأكاديمية في الدولة وخارجها شارك في هذه الأطروحات التي تتم مراجعتها من خلال لجان علمية متخصصة.
أما الدكتورة هدى الواحدي، رئيس اللجنة اللوجستية للمؤتمر فاستعرضت في حديثها خلال المؤتمر الصحفي المناسبات العالمية التي استضافتها دولة قطر وما شهدته الدولة في السنوات الأخيرة من احتفالات ومناسبات عالمية، بتنظيم رائع ومشرف، الأمر الذي زاد من مسؤولية مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في تنظيم أي حدث أو مؤتمر لتحقيق مستوى يليق بمكانة الدولة، وخاصة في مجال الصحة الذي أولته قطر الكثير من الاهتمام، من حيث تطوير وتحسين خدماته، لتوفير أفضل رعاية صحية وعلاجية لجميع السكان.
وبينت أنه لضمان نجاح هذا المؤتمر، تم توفير أفضل التقنيات لتنظيم قاعات الجلسات النقاشية والورش التدريبية، وتوفير وسائل الراحة لضيوف المؤتمر، بجانب إنشاء موقع الكتروني خاص بالمؤتمر يحتوي على جميع المعلومات حول المؤتمر والجلسات النقاشية والورش التدريبية، بينما يتيح الموقع التسجيل في المؤتمر والاطلاع على آخر المستجدات، علاوة على أنه سيتم إطلاق تطبيق (APP) أثناء المؤتمر لتسهيل الاطلاع على آخر المستجدات، وإمكانية مشاركة الحضور لآرائهم وملاحظاتهم، وكذلك للتصويت على الأبحاث المعروضة.
ونوهت إلى أنه حرصا من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على إشراك القطاع الخاص والشركات العالمية في مجال الرعاية الصحية ضمن فعاليات المؤتمر، سيتم تنظيم معرض يستضيف أبرز الشركات في مجال الأدوية والمعدات الطبية، لعرض أحدث منتجاتها المبتكرة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مؤسسة الرعایة الصحیة الأولیة فی مجال الرعایة الصحیة الصحیة الأولیة فی اللجنة التنظیمیة الرعایة الأولیة بالمراکز الصحیة رئیس اللجنة فی المؤتمر دولة قطر إلى أنه فی هذا
إقرأ أيضاً:
الإعلام الدولي والحرب على غزة.. مؤتمر علمي للجزيرة للدراسات وجامعة حمد
يُنظِّم مركز الجزيرة للدراسات وقسم اللغة والثقافة والاتصال بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة، مؤتمرًا علميًّا بعنوان "الإعلام الدولي والحرب على غزة: مُوجِّهات الخطاب وصراع السرديات"، ويدعو الباحثين والمهتمين للمساهمة فيه بأوراق بحثية تتناول موضوعه وتحقق أهدافه وتعالج إشكالياته.
ويهدف المؤتمر -الذي سيعقد بين 29 نوفمبر/تشرين الثاني والأول من ديسمبر/كانون الأول 2025 في الدوحة- إلى دراسة الآليات الدلالية ذات الطابع الوظيفي التي تعمل على كشف مضمرات الخطاب في تغطية الإعلام الدولي للحرب على غزة. ويبحث في الواسمات التي تُبيِّن وجهة نظر مُنْتِج هذا الخطاب إزاء الذات الفلسطينية والإسرائيلية، وتكشف أيضًا رؤيته وموقفه من مسارات الحرب وانعطافها نحو الإبادة الجماعية. كما يسعى المؤتمر إلى دراسة أنماط النماذج الإخبارية وسماتها في تغطية الحرب، ورصد أشكال الدعاية وتزييف الحقائق للتلاعب بالرأي العام الدولي، وتحليل دور الإعلام الإسرائيلي والمؤسسات الإعلامية والشبكات الدولية في إذكاء الإبادة الجماعية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصراع الجيوسياسي في جنوب القوقاز: تحالفات ثلاثية بين الهند وأرمينيا وإيران مقابل تركيا وأذربيجان وباكستانlist 2 of 2خسرت قاذفات نووية بـ7 مليارات في دقائق.. هل روسيا قادرة على التعافي؟end of listويتنزَّل هذا المؤتمر في سياق الصراع الرمزي وصناعة سرديات جماهيرية وثقافية كبرى للفوز بمعركة الرواية قبل معركة الميدان، من أجل الهيمنة على الخطاب العام ومن ثم الرأي العام الدولي. فقد كانت الروايات -التي يُنْتِجُها الإعلام الإسرائيلي وكذلك جزء كبير من الإعلام الغربي- تتلوَّن بأبعاد الصراع وتخضع لتأثير موقع المؤسسات الصحفية والشبكات الإعلامية ومالكيها إزاء الفاعلين المشاركين في الحرب. ولذلك ظلَّ معظم الإعلام الغربي، وحتى بعض وسائل الإعلام العربي، ولا سيما في الشهور الأولى من مراحل الحرب، يُروِّج لأطروحات السردية الإسرائيلية وأخبارها الزائفة عن "حرق الأطفال"، و"اغتصاب النساء الإسرائيليات"، خلال عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة، وتبرير "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وشَرْعَنَة الحرب على ما يُسمِّيه "إرهاب حماس".
إعلانوفي هذا السياق، يَبْرُز البعد الدعائي والتضليل المعلوماتي في الخطاب الإعلامي وصناعة سرديات منافسة للرواية الفلسطينية، وهو ما يُشير إلى "قوة السرد" في بناء المعاني وتشكيل الواقع وتوجيه الرأي العام، بحسب قوة الوسيلة واختياراتها التحريرية وامتداداتها السياسية والأيديولوجية. لذلك برزت نماذج إخبارية مختلفة في تغطية الحرب على غزة تنطلق من محددات وأطر مخصوصة في تمثُّلاتها للذات الفلسطينية والإسرائيلية، وفي فهم حالة الصراع وجذوره وسياقاته التاريخية.
وكانت شبكات التواصل الاجتماعي جزءًا من الحالة الإعلامية الدولية الـمُستقطَبة؛ إذ أفسحت الشركات الكبرى في المجال لعسكرة فضاء هذه المنصات، وسمحت سياساتها في إدارة المحتوى بالتمييز الرقمي ضد المحتوى الفلسطيني ومحاولة إبادة آثاره الرقمية. لكن هذه السياسات لم تؤثر كثيرًا في فاعلية دور الصحفيين والمواطنين الصحفيين في توثيق الحرب، وكشف الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، وهو ما أسهم في تدفق التغطية التقليدية وتعديل مزاج الرأي العام الدولي تجاه الحرب، وأعاد طرح السؤال حول الجدوى من الإعلام ودوره في تحقيق العدالة وصناعة السلام.
وستتناول جلسات المؤتمر الذي سيعقد في المدينة التعليمية بالدوحة، القضايا الإشكالية التي تبرزها المحاور الآتية، وغيرها:
1. مُوجِّهات الخطاب وصراع السرديات في الإعلام الدولي: سيرورة التأطير الإخباري للحرب على غزة في الخطاب الإعلامي الغربي. صناعة السرديات وصراع الروايات خلال الحرب على غزة: الأساليب والأهداف. تفكيك الرؤية الاستعمارية في دراسات الاتصال والإعلام. التحرير الترجمي ودوره في تعزيز الروايات وطمسها. البنية المعجمية والدلالية للخطاب في المواقع الإخبارية الأجنبية باللغة العربية للحرب. 2. نماذج إخبارية في تغطية الحرب على غزة: محددات التغطية الإخبارية للحرب في الصحافة الدولية والشبكات الإعلامية (دراسة حالة الإعلام الغربي). بناء المفاهيم والمعاني في السرديات الكبرى لوسائل الإعلام (دراسة مقارنة لحالة الإعلام الدولي). تأثير البيئة السياسية في اتجاهات المعالجة الإعلامية للحرب على غزة (دراسة حالة الإعلام الإسرائيلي). أنماط النماذج الإخبارية في تغطية الإبادة الجماعية بغزة (دراسة مقارنة لوسائل الإعلام الدولي). إعلان 3. الخطاب الدعائي وتأثيره في الرأي العام العالمي: أنماط الدعاية في الإعلام الإسرائيلي والغربي خلال الحرب على غزة. تأثير الخطاب الدعائي في تشكيل الرأي العام الدولي. الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي في الحرب على غزة. الخطاب الإعلامي للمقاومة الفلسطينية وتأثيره في الرأي العام الدولي. 4. الشبكات الاجتماعية وإستراتيجيات إنتاج المحتوى خلال الحرب: دور الشبكات الاجتماعية في توثيق مسارات الحرب على غزة. الشبكات الاجتماعية وتأثير السرديات المجالية (الكبرى) في الرأي العام. أساليب عَسْكَرَة شبكات التواصل الاجتماعي خلال الحرب. سياسات الشبكات الاجتماعية والإبادة الرقمية للمحتوى الفلسطيني. 5. دور وسائل الإعلام في الإبادة الجماعية: إستراتيجيات الخطاب وأطروحاته بنية خطاب الكراهية في الإعلام الإسرائيلي والدولي. خطاب إعلام الإبادة الجماعية في الحرب على غزة: آليات اشتغاله وأطروحاته. دور الإعلام في مَأْسَسَة الإبادة الجماعية في الخطاب العام والممارسة الصحفية. مقارنة إعلام الإبادة في تجارب معاصرة (رواندا، كمبوديا) مع إعلام الإبادة في الحرب على غزة. 6. المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام خلال الحروب والأزمات الأخلاقيات المهنية في تغطية الحروب والنزاعات. دور الإعلام في توثيق جرائم الحرب وتأثيره في تنفيذ القانون الدولي. دور وسائل الإعلام في حماية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة وصناعة السلام. وسائل الإعلام وحل النزاعات: الاتجاهات المنهجية والنظرية.شروط الكتابة
ويدعو مركز الجزيرة للدراسات وجامعة حمد بن خليفة، الباحثين والخبراء والأكاديميين للمشاركة بأوراق بحثية في الموضوعات والقضايا التي سيناقشها المؤتمر، وفق الضوابط والشروط الآتية:
أن يُقدِّم الباحث/ة مقترحًا بحثيًّا في صلب موضوعات المؤتمر في حدود 500 كلمة، يتضمن موضوع البحث وإشكاليته وأهدافه وأهميته ومنهجه وبنيته. أن يكون البحث أصيلًا، مُعدًّا على نحو خاص للمؤتمر، وألا يكون مُوَلَّدًا بالذكاء الاصطناعي، أو مجتزًأ من رسالة جامعية، أو نُشِر جزئيًّا أو كليًّا في أية وسيلة نشر ورقية أو إلكترونية، أو عُرِض في أحد المؤتمرات أو قُدِّم للنشر في إحدى الدوريات. تُبَلِّغ اللجنة العلمية أصحاب المقترحات المقبولة للمضي في إعداد أوراقهم البحثية، ولن تتسنَّى المشاركة في المؤتمر إلا لأصحاب الأوراق المجازة من قبل لجنة التحكيم. اعتماد أسلوب "شيكاغو" في توثيق المراجع. لغات المؤتمر: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية. تُرْسَل مقترحات المشاركة وكل المراسلات ذات الصلة بالمؤتمر مرفقة بالسيرة الذاتية للباحث/ة على العنوان الإلكتروني الآتي: mediaconference@aljazeera.net إعلان تواريخ ومواعيد مهمة آخر موعد لتلقي ملخصات الأوراق والبحوث: 1 يوليو/تموز 2025. ويكون المقترح في حدود 500 كلمة مرفقًا بالسيرة العلمية للباحث. الرد على أصحاب المقترحات المقبولة بتاريخ: 10 يوليو/تموز 2025. آخر موعد لتسليم الأوراق والبحوث النهائية الأولية (من 6000 إلى 8000 كلمة متضمنة المراجع والهوامش): 1 أكتوبر/تشرين الأول 2025. الرد النهائي على الأوراق والبحوث المقبولة بتاريخ: 20 أكتوبر/تشرين الأول 2025. تاريخ انعقاد المؤتمر: 29-30 نوفمبر/تشرين الثاني، والأول من ديسمبر/كانون الأول 2025 (ثلاثة أيام). علما بأن أوراق المؤتمر وأعماله ستنشر في مجلة الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام، ولاحقًا في كتاب جماعي.